كانت ميسون في الخامسة عشرة من عمرها يوم وقعت وأصيب أنفها الجميل إصابة شوهته قليلاً. أراد والدها أن يأخذها إلى المستشفى ليجري لها الأطباء عملية تجميل فرفضت. ألح والدها، وأصرت على الرفض. ظن والدها أنها تخشى خطر العملية، فراح يوضح لها أنها عملية في منتهى البساطة، وأن أنفها سوف يعود بعد إجرائها إلى جماله السابق، وظلت مصرة على الرفض.
أكملت مرحلة الدراسة الثانوية، وانتسبت إلى الجامعة. كانت تقوم بواجباتها المنزلية على أحسن وجه، وظلت بين المتفوقين في الدراسة، وما كانت تبخل على أحد من زملائها أو زميلاتها بأية مساعدة ممكنة، ولم يعرف أحد عنها سوى الصدق والاستقامة حتى صارت مضرب المثل بالعطف على الضعفاء وبعزة النفس والإباء أمام المغرورين والمتكبرين.
وكان زميل دراستها الجامعية "علاء" أحد الشبان العصاميين الجادين، وأحد الذين ينافسونها على المراتب الأولى في المواد الدراسية كلها، وكان هو الآخر كريم الخصال وشهماً عزيز النفس.
كانا يتبادلان التحية حين يلتقيان، وكثيراً ما اتفقت وجهتا نظرهما بشأن المسائل التي تناقش في الوسط الجامعي. وحين أنهيا امتحانات السنة الجامعية الأخيرة جاء إليها علاء باسماً وقال:
ـ الآن صار في وسعي أن أفاتحك في أمر حاولت أن أكتمه طوال سنوات دراستنا.
قالت ميسون: ـ ما هو هذا الأمر يا علاء؟
قال علاء: ـ أنا شديد الإعجاب بك يا ميسون، وأرغب في أن لا تفرقنا الأيام إلاّ بعد عمر طويل.
أطرقت ميسون حياء، ثم أشارت إلى أنفها.
عرف علاء قصدها، فابتسم وقال:
ـ ومن يضيع كنزاً ثميناً من الجمال والفضيلة والذكاء لأن الصدأ أصاب طرفاً يسيراً من غطاء الصندوق الذي فيه الكنز؟
رفعت ميسون رأسها وقالت بتواضعها الجم:
ـ أشكرك يا علاء على هذا الثناء الذي لا أستحقه..
ثم أطرقت وقد احمرت وجنتاها.
قال علاء: ـ بل أنت تستحقين أكثر مما أسعفني لساني بقوله.. أنت أثمن من أي كنز مادي يا ميسون.. وأنا راغب في طلب يدك.
ابتسمت ميسون، وقالت:
ـ وهل تطلبها مني أم من أهلي؟
صفق علاء ابتهاجاً، وقال:
ـ اليوم مساء سيأتي والداي لطلب يدك من والديك. كنت طوال سنوات الدراسة أحدثهما عنك حتى صارا يعرفانك كما أعرفك.
وتمت الخطوبة، ثم عقد قرانهما.. وبعد ثلاثة أيام من زواجهما قالت ميسون:
ـ سأذهب إلى المستشفى لإجراء عملية تجميل لأنفي.. فأنا ما عدت أطيق هذا الأنف المشوه.
قال علاء:
ـ هل تريدين إجراءها من أجلي يا ميسون؟ ألا تعلمين أنك الأجمل في نظري؟
قالت ميسون:
ـ سأجريها من أجلي ومن أجلك يا علاء. لقد رفضت بعناد أن تُجرى لي العملية لأنني كنت أنتظر الرجل الحكيم الذي يهمه الجوهر ولا يأبه بالقشور، ولقد وجدته.. فلماذا أمانع بعد ذلك في أن تُجرى لي مثل هذه العملية البسيطة؟
التي يرتديها البعض لتغطية عيوبهم وكذلك يدل حرصها على مستقبلها..
ليت كل الفتيات بحكمتها..
وكذلك علاء إنسان قل وجوده في زمننا فهو يهتم بالجوهر أكثر
من المظهر..
قصة مميزة فعلاً
فيها عدة عبر
أعجبتني بشدة وراق لي اختيارك
شكراً لك
وأنا اقول كما قلتي
ياليت كل الفتياة بحكمتها
وياليت مجتمعنا يوجد الكثير فيه من يشبهون علاء
انرتِ اخيتي
البحث عن شخص لآ يهمه المظهر كما الجوهر صعب بل شاق جدا
سلمت يمناك ..~
جزيت خيرآ
فالشكل الخارجي غير مهم ولكن ماذا بداخل هذا الشكل من اخلاق وقيم
تصرف ذلك البنت صحيح وهذا الذي سوف يصونها ويحافظ عليها
اشكرك من اعماق قلبي على حضورك المميز معنا
لك مني كل الود والتقدير