قال النبي صلى الله عليه وسلم:::
«لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» .
صححه الألباني .
سمعت الخطيب في الجمعة يذكر الحديث ثم يعلق بلفتة طيبة فعلا
فهذا الذي يبين النبي صلى الله عليه وسلم حاله عبد هذا الكم من العبادات حتى إنه ليقوم ليأخذ نصيبا من عبادة الليل.
ويظل هكذا حتى يجتمع له من الحسنات أمثال الجبال لكنها تضيع يوم القيامة لأنه ترك ما يغضب ربه أمام الناس فقط فإن غاب عن العيون انتهك حرمات الله .
وعلق أحد العلماء على هذا الحديث فذكر قول الله تعالى ::
"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً"
فهؤلاء لم يحسبوا لمراقبة الله لهم خساب.
وهذا الصنف يختلف عن الذي يجتهد ألا يعصي لكنه يضعف أحيانا من غير مداومة على مواقعة المحرمات، ولا إصرار عليها، فيرجى ألا يكون داخلاً في ذلك. (كما أوضحته فتوى من فتاوى الشبكة الإسلامية)
فلنحذر يا شباب أن نكون أمام الخلق من الصالحين صلاة وصيام وذكر وتورع عن الحرام ثم إن خلونا فمن شارب للدخان ومتعاطٍ للمخدرات وممارس للفاحشة ومعاكس للنساء بالهاتف أو بالشات ومشاهد للأفلام سواء العادية منها أو الإباحية فإن العادية صارت أشبه بالإباحية .
فلو عاش هؤلاء عمرهم بلا فقر ولا مرض ولا هم ثم كان مصيرهم النار فلا خير في متع بعدها النار.
فإن قال قائل :
عن نفسي لا أزعم أني من الصالحين بل الناس كلهم يعرفون أني بعيد عن الالتزام وآتي المحرمات ولا يمنعني شيء .
أقول له كما قال نفس الخطيب الذي أنقل لكم عنه هذا الموضوع:
أخي إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :::
( كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه )
فإذا كان الله يعفو عن زلات الامة إلا من كشف ستر الله عليه وفضح نفسه بين الناس بذكر معاصيه التي فعلها فكيف بمن يجاهر بالمعاصي ليل نهار ؟
مثلا تحت شعار (أنا لا أخشى من أحد) أو شعار(أنا لم أخف من الله فهل أخاف من عباده؟) تحت أحد الشعارين أو غيرهما أنرى المفطرين في نهار رمضان علنا . وسب الدين صار علامة الفتوة في الشجارات بل أحيانا يصل الأمر للزنى أمام الناس.
فالمسلم باختصار طائع على طول الخط معرض أحيانا للمعصية رغم حرصه على تركها وفي نفس الوقت مطالب المسارعة في التوبة وألا يجاهر بمعصيته ولا يكشف ستر الله عليه .
والله أعلم
انشر لغيرك
ولي تعقيب على صاحب المقال من باب التصحيح والحق والصواب :
يقول :
فإن غاب عن العيون انتهك حرمات الله .
استمع :
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
الذي يبدو أن ( خلوا بمحارم الله ) ليس معناها " سرّاً " ، وإنما : إذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم ، فـ " خلَوا " ليس معناها " سرّاً " ، وإنما من باب " خلا لكِ الجو فبيضي واصفري " .
" سلسلة الهدى والنور " شريط رقم ( 226 ) .
7. وصف هؤلاء المذكورون في حديث ثوبان بأنهم "ينتهكون" محارم الله ، وهو وصف يدل على استحلالهم لذلك ، أو مبالغتهم فيها في هذه الحال ، وأمنهم من مكر الله ، وعقوبته ، وعدم مبالاتهم باطلاعه عليهم . فلذا استحقوا العقوبة بحبوط أعمالهم ، وليس الوعيد على مجرد الفعل لتلك المعصية ، ولعله لذلك سأل ثوبان رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يجلِّي حال أولئك ، وأن يصفهم ؛ خشية أن يكونوا منهم ، وهم لا يدرون ، ومثل هذا إنما هو طلب لمعرفة حال قلوب أولئك العصاة ، وليس لمعرفة أفعالهم مجردة .
وفي اسلام ويب :
قوله صلى الله عليه وسلم ( إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله ) لا يقتضي خلوتهم في بيوتهم وحدهم ! بل قد يكونون مع جماعتهم ، ومن على شاكلتهم ، فالحديث فيه بيان خلوتهم بالمحارم ، لا خلوتهم مع أنفسهم في بيوتهم .
شكرا لكم وتقبلوا توضيحي وتصحيحي ..
شكرا لكما على المرور
أخي الكريم أبو نضال:
كثيرا ما تكون لردودك إضافات أستفيد منها بفضل الله
بإذن الله سأبحث على المكتبة الشاملة في شرح الحديث بشكل أوسع بحيث أحاول أعرف كلام شراح الحديث بشكل أوسع في هذه النقطة التي وضحتها لي بفضل الله
في النهاية أرجو من الإشراف وضع نص الحديث التالي مكان نفس النص الموجود بالموضوع وذلك تصحيحا لكتابة كلمة أشك أنها كتبت خطأ والله أعلم.
قال صلى الله عليه وسلم
«لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها» .