تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فلسطين في النبوءات التوراتية

فلسطين في النبوءات التوراتية 2024.

من الله".

وقد استفاد الصهاينة من استخدام فولويل وتوظيفه في أغراضهم الدعائية، وتأييد سياساتهم لدى الشعب والساسة الأمريكان، وفي خطاب له عام 1978 في إسرائيل، قال: "إن الله يحب أمريكا لأن أمريكا تحب اليهود"، وهذا الكلام ليالألفيون والعودة إلى فلسطين

منذ منتصف عام 1600م، بدأت الحركة البروتستانتية دعوة اليهود إلى مغادرة أوروبا والعودة إلى فلسطين لإقامة مملكة الله، أوليفر كرمويل راعي الكومنولث البريطاني في انطلاقته الأولى دعا إلى تهويد فلسطين تمهيداً لعودة المسيح.

أما بالنسبة إلى فكرة (الألفية)، فيرى المحللون الدينيون أنها ترعرعت في كنف القراءة الحرفية للكتاب المقدس، واعتقد بها مسيحيون في الغرب، واعتبروا أن ما من شيء حصل في فلسطين سوى ما جاء ذكره في الكتاب المقدس (العهد القديم). وأول إشارة إلى الرؤية "الألفية" التي تتضمن اعتقاداً بأن عودة اليهود إلى فلسطين ستسبق مجيء المسيح الثاني، ظهر في أواخر القرن السادس عشر في كتابات عالم اللاهوت الإنجليزي توماس براتيمان الذي تأثر به القاضي هنري فنش ـ الذي نشر في عام 1621 كتاباً بعنوان "البعث العظيم للعالم" قال فيه: "حينما تذكر إسرائيل ويهوذا وصهيون وأورشليم في التوراة، فالله لا يعني بذلك إسرائيل روحية ولا يعني كنيسة الله تجمع في صفوفها الأمم واليهود المتنصرين، ولكنه يعني بإسرائيل تلك التي تحدرت من نسل يعقوب. وقل الأمر نفسه في ما يخص العودة إلى أرضهم وانتصارهم على أعدائهم، فاليهود هم المعنيون حقاً وصدقاً بالتحرير، وليس المسيح هو الذي يحرر البشر".

وكان اللورد شافتسبري أحد أبرز قادة حركة تأسست في لندن سنة 1807، لنشر المسيحية بين اليهود، وقد عارض اندماج اليهود في المجتمع الإنجليزي، لأن عليهم أن يظلوا غرباء في كل البلدان عدا فلسطين، حيث إنه كان مؤمناً بضرورة قيام دولة يهودية في فلسطين تحقيقاً للنبوءات التوراتية، وقد جاء في مذكراته، حيث رد بنفسه على تساؤل عن القوة التي يمكن إعطاؤها فلسطين، وهل ستكون أمريكا أم إحدى دول الشرق؟ فنفى بشدة هذا الاحتمال. بقوله: "هناك بلد بلا شعب، والله يفرضها الآن بحكمته ورحمته نحو شعب بلا وطن. "وقد تبنى الصهاينة فيما بعد هذه الجملة، وأصبحت أول الشعارات الصهيونية، كالآتي: "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" .

وراحت تظهر مستندات الصهيونية المسيحية كأسسٍ ثابتة للتوجه نحو استعمار فلسطين والقدس. وأهم تلك المستندات الوعد الإلهي بامتلاك الأرض الموعودة ومقولة شعب الله المختار، والتي تشير صراحة إلى اليهود.

وحتى تكون هذه المقولات مكيّفة حسب الهوى الشعبي المسيحي ومزينةً الأمر لعقول الغربيين، فقد أضفت الحركة على مقولاتها نوعاً مما يسمونه بالمعجزة. فالمسيح لابد أن يعود من عليائه ليقود المؤمنين من اليهود والمسيحيين ليحارب المسلمين الكفار ويقيم مملكة داود الجديدة في القدس. وتلك المملكة سوف يدوم ازدهارها ألف عام. وأطلقوا على هذه المدة الألفيةَ السعيدةَ.

البروتستانتية وتفسير النبوءات التوراتية

وخلال القرون الأربعة الماضية، وحتى هذه اللحظة، تطورت النظرة البروتستانتية حول تفسير نبوءات التوراة المتعلقة بالقدس وفلسطين. وقد تباينت فيها عدة تيارات وعدة تفسيرات. وبرز التيار الأصولي المسيحي من بين تيارات البروتستانتية كأكثر تيار نشيط ومحافظ في تفسيراته اللاهوتية. وهو الأكثر تطرفاً تجاه مناصرة اليهود. ومن ضمن هذه التيارات التيار القدري، الذي يزعم أن الله قد جعل في التاريخ مسارين متوازيين، أحدهما يعمل من خلال إسرائيل والثاني من خلال الكنيسة. وبرأيهم، فإن هناك سبعة أقدار والقدر الحالي هو سادس هذه الأقدار، وهو دور الكنيسة والنعمة، وينتهي بعودة المسيح لإقامة مملكته الألفية، وذلك هو الدور السابع. وعندها سوف تختطف الكنيسة من التاريخ وتستأنف "إسرائيل" دورها الأصيل كأداة الله في الأيام الأخيرة، وسوف تحدث إعادة مسيحانية لعرش داود لمدة سبعين أسبوعاً بعد إعادة بناء "أورشليم" القدس، وذلك حسب الفقرتين الكتابيتين الأساسيتين اللتين تستعملان لتسويغ هذه العقيدة ((دانيال 7 ـ 9 ورؤيا 16)).

ولعل أخطر ما طرحته القدرية جاء على لسان جون نيلسون داربي عام 1800 ـ 1802 وسايروس سكوفيلد. فقد استند الأول في دعوته الصهيونية إلى مقولة أن الكنيسة سوف تختطف وستبقى "إسرائيل" لتقود العالم. أما سايروس سكوفيلد فقد طرح قدريته في كتاب له سماه "آخر كرة أرضية"، ويطرح فيه نظرية الحرب الكونية المسمّاة "هرمجدون"، ويرى فيه أن لله مخططاً على الأرض من أجل إسرائيل ومخططاً في السماء من أجل خلاص المسيحيين. ويرى في هذه النظرة أن على اليهود أن يدمروا المسجد الأقصى ويبنوا الهيكل مكانه. ويعتبر أتباعه المعاصرون أن الإرهابيين اليهود الذين حاولوا مراراً تدمير المسجد الأقصى أبطالاً وقديسين.

وخلال تلك الفترة، لم يكن اليهود الأوروبيون شديدي الحماس للذهاب إلى فلسطين. لكن الموقف تغير بعد قيام الحركة الصهيونية وتأييد آرثور بلفور، وبالرغم من أن اللورد بلفور كانت له دوافعه السياسية والعسكرية التي سعى إلى تحقيقها من وراء إعطاء هذا الوعد للحركة الصهيونية، فإننا يجب أن لا نغفل أثر ثقافته الدينية التي لعبت دوراً حاكماً لصالح صدور هذا الوعد، في وقت لم تكن فيه فلسطين تخضع للسيادة البريطانية، تقول أخته بلانش دوغويل عن ثقافته: "وكلما اشتد عوده زاد إعجابه بالفلسفة اليهودية، وكان دائماً يتحدث باهتمام عن ذلك، وما زلت أذكر أنني في طفولتي اقتبست منه الفكرة القائلة، بأن الدين النصراني والحضارة النصرانية، مدينة بالشيء الكثير لليهودية.

ويقول عنه د. جروبر في كتابه"إسرائيل في العقل الأمريكي": "لقد كان بلفور أكثر فهماً من هرتزل لطموحات الصهيونية".

وقد جاء في مذكرة بلفور حول سوريا وفلسطين وما جاورهما قوله:" إذا كان للصهيونية أن تؤثر على المشكلة اليهودية في العالم، فينبغي أن تكون فلسطين متاحة لأكبر عدد من المهاجرين اليهود، ولذا فإن من المرغوب فيه أن تكون لها السيادة على القوة المائية التي تخصها بشكل طبيعي، سواء عن طريق توسيع حدودها شمالاً، أو عن طريق عقد معاهدة مع سوريا الواقعة تحت الانتداب، وللسبب ذاته يجب أن تمتد فلسطين لتشمل الأراضي الواقعة شرقي نهر الأردن".

أما عن صهيونية لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني، فقد تربى على يد خاله الواعظ في إحدى الكنائس المعمدانية، المعروفة بتعصبها وإيمانها الشديد بضرورة عودة اليهود إلى أرض فلسطين، وكان له خلفية كبيرة بالعهد القديم، وقد اعترف بذلك عندما قال: "نشأت في مدرسة تعلمت فيها تاريخ اليهود أكثر من تاريخ بلادي، وبمقدوري أن أذكر أسماء جميع ملوك إسرائيل، ولكنني أشك إن كنت أستطيع ذكر أسماء بضعة ملوك من ملوك انجلترا أو مثل ذلك من ملوك ويلز، لقد تشربنا تاريخ جنسكم _ يقصد اليهود ـ في أعظم أيام مجده عندما أقام أدبه العظيم الذي سيتردد صداه حتى آخر أيام هذا العالم القديم، والذي سيؤثر في الأخلاق الإنسانية ويشكلها وسيدعم ويلهم الحاضر الإنساني، لا لليهود فحسب، بل للمسيحيين كذلك. لقد استوعبناه وجعلناه جزءاً من أفضل ما في الأخلاق المسيحية".

وهذا حاييم وايزمان يؤكد مدى إعجاب لويد جورج بالعهد القديم، عندما تحدث عن أحد لقاءاته معه، حيث قال: "وصلت إلى مقر رئيس الوزراء في داوننج ستريت، وكانت الشوارع مكتظة بالأهالي المهللين، ولما وصلت على لويد جورج وجدته يقرأ في مزامير دواد، وعرضت عليه خلاصة مستعجلة لأعمالنا وزياراتنا لبلاد فلسطين" (التجربة والخطأ، مذكرات حاييم وايزمان، ترجمة محمد الشهابي، ص78)، الأول كان يعتبر التاريخ (أداة لتحقيق المقاصد الإلهية)، والثاني ذهب إلى مؤتمر فرساي مقتنعاً بأنه أعطى فرصة لإعادة رسم حدود الكتاب المقدس".

وبالعودة إلى هرمجدون، ومن خلال هذه الكارثة التي (خطط الله لها)، على المسيحيين الأصوليين أن يعملوا ما بوسعهم لإعطاء التاريخ دفعة إلى الأمام، أو بالأحرى لتسريع ما لا بد منه. والسلاح النووي يصبح آنئذ أداة لتحقيق مقاصد الله. والميل إلى تفسير أحداث السياسة الدولية بمنظور "نهاية العالم" مشروع بل ضروري. جميع دعاة الألفية مجمعون على اعتبار الشرق الأوسط مسرحاً للحرب الكارثية الموصوفة أعلاه. أما فرقاء الحرب، فهم ـ في رأي الكثيرين ـ إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، والروس والعرب والإيرانيون والأوروبيون والأفريقيون والصينيون من جهة أخرى. والمؤشر الثاني حول انتشار الأفكار الألفية بين الأمريكيين نجده في بيع أكثر من عشرين مليون نسخة من الكتاب الأكثر رواجاً في الأدب (الألفي) لمؤلفه (هال لندسي)، وعنوانه "الأرض ذلك الكوكب الكبير المتأخر" (نيويورك 1971). والكتاب يصف العد العكسي نحو حرب "هرمجدون"، حيث يقول: "إذاً يجب أن لا يكترث نصارى الغرب بنشوب حرب عالمية ثالثة مدمرة، ما دامت مجمل ضحايا هذه الحرب ستكون من المسلمين واليهود وبقية الوثنيين في الشرق، غير المؤمنين بألوهية المسيح، بل عليهم أن يستعجلوا نشوبها، بالعمل على تسريع المواجهة بين الشرق والغرب، حتى يعود للأرض مرة جديدة لينقذ البشرية النصرانية فقط من الاندثار الكامل"..

ويقول لندسي في موقع آخر : "لم يبق سوى حدث واحد، ليكتمل المسرح تماماً أمام إسرائيل، لتقدم بدورها في المشهد العظيم الأخير من مأساتها التاريخية، وهو إعادة بناء الهيكل القديم في موقعه القديم، ولا يوجد سوى مكان واحد يمكن بناء الهيكل عليه، استناداً إلى قانون موسى، في جبل موريا حيث الهيكلان السابقان".

هذا بالإضافة إلى البرنامج الديني الذي يقدمه جيري فولويل، الذي كان له دور كبير في دعم الرئيس الأميركي ريغان، وذلك من خلال الأصوات التي قدمتها له الأصولية المسيحية، حيث كان دافعهم لتأييد ريغان أن نظرته لم تكن تبتعد عمّا يؤمن به هؤلاء الأصوليون، وفي إحدى تسجيلاته يقول جيري فولويل: "وهكذا ترون أن هرمجدون حقيقة، إنها حقيقة مركّبة، ولكن نشكر الله لأنها ستكون نهاية العامة، لأنه بعد ذلك، سيكون المسرح، معداً، لتقديم الملك الرب المسيح، بقوة وعظمة… إن كل المبشرين بالكتاب المقدّس، يتوقّعون العودة الحتمية للإله… وأنا نفسي أصدّق، بأننا جزء من جيل النهاية، الذي لن يغادر قبل أن يأتي المسيح".

والمبشر فولويل هذا وكما يؤكد د.غودمان، تحول من الوعظ الديني إلى الوعظ السياسي المؤيد للدولة الصهوينية، بعد الانتصار العسكري لإسرائيل في عام 1967م، حيث كان شعور الهزيمة والخيبة يخيِّم على الأمريكيين جراء الحرب الفيتنامية. حيث قال: "إن الإسرائيليين ما كانوا لينتصروا لو لم يكن هناك تدخلس غريباً على هذا المبشر، إنما يأتي في سياق ما كان يؤمن به من تعاليم جعلته يقول: "إن الإيمان بإسرائيل يتقدم على تعاليم المسيح"….

وبالعودة إلى ما كنا قد ذكرناه من انسجام في نظرة الرئيس ريغان والأصولية، فقد جاء على لسان مراسلي الـ "نيوريورك تايمز" وألـ "يونايتد برس"، أن الرئيس ريغان ذكر، أكثر من مرة، أن هذا الجبل قد يرى تحقيق نبوءة الكتاب المقدس حول معركة "هرمجدون"،

Lamaar
يعطيكي الف عافية
Lamaar
يعطيكي الف عافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.