قصة رئيس دولة الكلاب (إعتبروا)
قصة رئيس دولة الكلاب (إعتبروا)
في زمن الكلاب وفي بلاد الكلاب
يروى أنه مات زعيمهم فأقاموا له العزاء وحدوا علي روحه الطاهرة ما حدوا.
وبعد إنقضاء مدة الحداد إجتمع أسياد الكلاب وحكمائهم لكي يختاروا كلبا يكون
زعيما لهم . وبعد نقاش وتداول رأي أجمع الأسياد على رأي بأن أي كلب يأتي
بالسبع مكبلا الى ساحة الكلاب يكون رئيسا لدولتهم .
فخرجوا وأعلنوا رأيهم على الملأ . وقد كان من ضمن الرعية كلبا أزعرا قد
سمع بالخبر فسال لعابه لما سمعه وطمع بأن يكون رئيسا لدولة الكلاب
وطمح الى المنصب والجاه . فأخذ يفكر كيف سيصل الى السبع؟ وكيف سيأتي به
الى ساحة الكلاب مكبلا ؟ فأخذ يضرب أسداسا بأخماسا ويغطس في بحور التفكير
إلى أن راودته فكرة .فقال في نفسه : لما لا أذهب الى زوجة السبع وأذرف لها
دموع التماسيح وأستميل قلبها حتى تقنع السبع بأن يأتي معي . فقال في نفسه
(اعلم أن الأمر صعبا ولكني سأجرب ) وفي اليوم التالي ذهب الى عرين السبع
حتى إذا ما وصله أخذ له سترا وبدأ يراقب العرين ويتحين خروجه ليذهب إلى
زوجته .وما هي إلا لحظات حتى رأى السبع يخرج من عرينه فذهب الى زوجته
وقد رسم على وجهه تعابير الحزن والألم والتحسر وأخذ يتصنع البكاء والعويل
ثم دق الباب فخرجت إليه زوجة السبع فما كان منه إلا أن إرتمى تحت أقدامها
وأخذ يجهش في البكاء بصوت عالي وقال لها : سيدتي أرجوكي ساعديني
فقالت : ما الذي أتى بك أيها الكلب ؟ وماذا تريد؟
قال : سيدتي كما تري فأنا كلب فقير ويائس ولا قيمة لي عند قومي ولا أحد
ينظر إلي ولا أحد يعتني بي ………..
وتارة يقص قصته لها وتارة يمدحها ويزين لها الكلام حتى أنه إستمالها وحظي
بعطفها وحنانها وتعاطفها حتى أخبرها بأنه يريد زوجها أن يأتي معهه الى دولة الكلاب
وعلى أبوابها سيكبله شكليا وأخذ يعظم لها الأيمان ويقطع الوعود والعهود على نفسه
بأن لن يصيبه مكروه . فصدقته المسكينه وقالت له : إذهب الآن قبل أن يأتي السبع
ويراك وأعطني ثلاثة أيام كي أقنعه . وفعلا شكرها الكلب وخرج متجها الى دولته
وعندما رجع السبع الى عرينه وجد زوجته تبكي متألمه . فقال لها : لماذا تبكي؟
فأخبرته بقصة الكلب اللطيف المسكين ومعاناته وشرحت له الأمر .
فقال : لن أذهب معه فالكلاب لا تصون وعودا ولا عهود .فإزدادت بكاءا وتئلما
على المسكين وما زالت تناقشه وتستعطفه وتقنعه حتى أقنعته قبل مدة الثلاث أيام
حتى إذا جاء الكلب وجد السبع قد روضته زوجته فدخل عليهم ذليلا خاشعا باكيا
وإرتمى تحت أقدامهم فقال له السبع : أخبرني ماذا تريد ؟ فأخذ الكلب يشرح للسبع
ويوضح ويغلظ الأيمان ويقطع الوعود والعهود بأن لن يصاب بأذى وسوف يكون
ضيفا مكرما معززا عند ملك الكلاب وفي قصره .فوافق السبع وقال للكلب : إن شئت ذهبت معك الآن .
ففرح الكلب وضحك في أعماقه وقال للسبع : الأمر أمرك سيدي .
فتبارى السبع والكلب حتى إذا وصلا على مشارف دولة الكلاب قال الكلب للسبع :
هلا سمحت لي سيدي بوضع القيود في يديك؟ فرد السبع : لا بأس
وما أن وصل السبع مكبلا الى ساحت الكلاب حتى إنهالت عليه الكلاب ضربا
وأخذت تنهش في لحمه والكلب الأزعر (الرئيس) يشاركهم بل أشد منهم تنكيلا
وما كان من السبع إلا أنه من شدة الضرب والنهش خارت قواه ووقع مغشيا عليه
فقالوا جروه وأخرجوه خارج دولتنا (ظنا منهم أنه فارق الحياة) ثم إرموه .
وبعد وقت طويل إستفاق السبع من غيبوبته لا يستطيع الحراك منهك القوى والدم
يسيل من شتى أنحاء جسده فصعب عليه نفسه وبدا متأثرا وكل هموم الدنيا
يحملها في قلبه. وما هي إلا ساعات حتى مر به قطيع من الفئران ومجرد ان رأته بهذه
الحاله حتى أخذو يققهون ضحكا وتتعالى ضحكاتهم وأخذوا يدوسونه بأقدامهم يلعبون
ويمرحون فوق جسده المنهك . فإذا بزعيمهم يقترب من رأس السبع ويضع أقدامه
عند رأسه ويشمخ برأسه ويقول (ضاحكا مستهزءا وبإستخفاف) : ما الذي فعل بك
هذا يا سبع الغابه؟ فرد السبع منكسرا وأخذ يشرح ويفصل لهم والألم يعتصر قلبه
ثم قال السبع : أرجوكم أيها الفئران فكوا قيدي.
فقال زعيمهم (والكبر بدى على نبرات صوته) : نفك قيدك بشرط .فقال له السبع : وما هو
شرطك أيها الفأر . رد الفأر فقال : شرطي أيها السبع أن أكون ملكا للغابة
عوضا عنك . فما كان من السبع إلا أنه إمتثل لأمر الزعيم فهو لا حول له ولا قوه
فرد السبع وقال : لك هذا ايها الفأر فأنت من اليوم فصاعدا ملك الغابه.فأخذت الفئران
تقرض القيد تحت أسنانها حتى فكت قيد السبع . فشكرها وأثنى عليها وأخذ يسير
بخطى بطيئه من شدة جراحه ونفسه محطمه من شدة ألمه حتى وصل آخر الغابه
وقبل الخروج منها نظر خلفه ليلقي نظرته الأخير على مملكته وعرينه وقال
(واليأس والحزن قد سيطر عليه) : قسما لن أعود إلى غابة يربط ويوثق بها
كلبا ويفك ويحل الوثاق بها فئرا .
أترى هل وصلنا إلى ما وصل إليه السبع ؟
بقلم ابن الخليل
كريم عودة
شكرا اخى كريم قصه روعه بس اللى يفهم
ان شاء السبع ينهض ويفوق من غفوته ويلتهم الكلاب والفئران
ولا تحسبن بغدر الزمان ان رقصت على حثث الاسود كلابا
تبقى الاسود لسود والكلاب كلابا
شكرا اخى كريم