بسم الله الرحمن الرحيم
( قصــة ) الخطــوط الفاصــلة !!
|
||
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
الغيب ذاك حاجز يحجب أسرار الأقدار .. فلا تعلم نفس الخطوة إلا بعد وقوعها .. حيث لا يكون الزمان والمكان والأسباب إلا بمجريات المسطر في الكتاب .. ولو أتيحت نافذة في حائط الغيب لأجتهد الناس ليتفادوا ويتهربوا من بعض الخطوات .. والغيب لا يعلمه إلا الله .. تقول النفس بعد مجريات الحدث يا ليتني ما فعلت ذاك .. أو تقول يا ليتني فعلت ذاك بدلاَ من ذاك .. فهو يلوم الذات على حدث كان لا بد أن يوافق الكتاب .. وتلك حسرة منه وعتاب بغير ترشيد .. والأقدار لا تكون إلا بحكم وأسرار في علم الله .. وفي مسار الحياة تقع الأحداث بمشيئة ليست في أيدي المخلوق ولكنها في أيدي الخالق .. بكت عين الوالد حين سمع النبأ المفجع بمقتل ابنه .. وتلك لحظة قاسية على نفس أنجبت وأنشأت مخلوقاَ من لحمه ودمه .. ثم كانت المعية منذ المهد بالقبلات .. والطفولة بالعناق .. والشباب بالحوار والإرشاد .. فكيف يختفي عن الساحة ولا يكون في هذا الوجود بعد ذلك !؟ .. ولكن تلك اللحظة المريرة في حياة الناس تغسلها صفة في الإنسان مع مرور الأيام .. وتلك الصفة هي صفة النسيان .. صفة من رحمة الله تبعد الإنسان عن ساحة الديمومة في الحزن والبكاء .. فرويداَ تتلاشى وخزات الأحزان من فوق شغاف القلوب .. قال الأب يا ليتني ما حاورته في ذلك اليوم .. ويا ليتني باركت خطواته تلك المقدسة .. حيث أراد الابن أن يدخل في تجربة الإنفراد في القرار لأول مرة .. أراد أن يكون هو الذي يتخذ الخطوة دون إرشاد من الوالد كما كان يجري منذ نشأته .. ولكنه أيضاَ لم يتعدى حدود الطاعة إنما كاشف الوالد على تلك الخطوة التي ينوي أن يقوم بها .. قال لأبيه : كما ترى يا أبي ذلك هو المحتل الذي يحتل وطني ثم يحارب عقيدتي ويزرع في الأرض فساداَ وهلاكاَ .. وجاء الوقت لإحقاق الحق ونصرة الدين .. وعلى عاتقنا نحن الشباب واجب الحماية .. ولذلك قررت أن ألتحق بكتيبة المناضلين ضد الكفار والملحدين .. وبالأمس ذهبت إلى الكتيبة مع نفر من الأصدقاء حيث تم تسجيل الأسماء .. وجئت اليوم إليك لأنال منك الرضا في ذلك القرار .. فطار قلب الأب فزعاَ وهلعاَ عندما علم بتلك الخطوة الجريئة الخطيرة .. وأبى أن يقبل من ابنه تلك الحجج والمبررات .. وجرى الحوار سجالاَ بين الأب والابن .. وكان الأب يقـر بأن الجهاد ونصرة العقيدة واجب على كل مسلم .. ولكنه بالرغم من ذلك يريد أن يستثني فلذة كبده من ذلك الواجب .. ليكون الجهاد قائماَ على فلذات أكباد الآخرين .. وكان الابن يحاور أبيه ويجتهد في أقناعه بالقول إذا تمسك كل أب بفلذة كبده فمن الذي سينصر العقيدة ؟!!.. ولكن تمسك الأب بموقفه دون تراجع قيد أنملة .. ذلك الموقف المبني على العواطف والحنان والأبوة .. كما تمسك الابن بشدة على موقفه بالجهاد في سبيل الله .. ذلك الموقف الذي كان يشادده في الأعماق حيث نصرة الدين الحنيف ونصرة الحق .. فلما تيقن الأب من إصرار الابن كان الحكم منه جازماَ بغير تدبر وعقلانية .. حيث كان القول منه أنه لا يريد أن يرى وجهه مرة أخرى إذا اشترك في ذلك النضال .. تلك كلمات قالها الأب من اللسان دون إشارة صادقة من القلب .. ورؤية الأبناء هو أمر مقدس محبب في قلوب الآباء .. وقد ندم الوالد فيما بعد على تلك الحروف بعد غياب الابن في ساحات النضال .. وكان يقول في نفسه لو عاد ابني سالماً سليماَ لسامحته وعانقته ولا أحمل له في نفسي إلا الحب والمودة .. ولكن جرت المقادير وكان الابن في جملة الشهداء .. تألم الأب على حروفه تلك عند الافتراق .. وتمنى أن يرى وجه ابنه مليون مرة وليس مرة .. ومرت الأيام بعد استشهاد الابن .. وكان يفكر فيه ليلاَ ونهاراَ .. وفي ذات ليلة جاءه الابن في المنام ثم وقف أمامه .. وهو يبتسم ويتقرب منه .. فركض الوالد نحوه ثم أراد أن يحضنه .. ولكنه كان يقبض الفراغ ولا يجده في الأحضان .. قال لابنه أنا آسف على حروفي تلك وقد عفوت عنك وأريد أن أرى وجهك طوال حياتي .. كانت شفاه الابن تتحرك بكلام ولكن لم يسمع الأب حرفاً واحداَ من كلامه حيث حاجز الموت !! .. كان الأب يلح ويجتهد ليستمع ما يقوله الابن .. ولو كان سياج البين يقبل الأخذ والعطاء بين أهل الدنيا وأهل البرزخ لكان القول منه : يا أبي كيف أرد عليك وأنا إنسان البرزخ .. والموت أخذ مني محاسن الحواس .. والبقاء هنا أثير غير محكوم بشروط المكان والزمان .. مرحلة لن تفهمها إلا إذا تعديت حاجز الموت .. وهي مرحلة مستحيلة كل الاستحالة .. تفقد التشبيه كلياَ بحياة الدنيا .. وليس فيها قياسات تطابق الأوصاف من بعيد أو من قريب .. عالم لا يخطر في قلب بشر مهما كانت اجتهادات التخمين والتأليف .. لديكم موجبات البكاء والضحك وتلك من صفات الحياة في الدنيا .. وكل نزعة من نزعات الإنسان من العواطف والإحساس والشعور والخوف والأمن والإدراك والحركة والسكون معالم تليق بالمادة حين تمتزج بالروح .. ولكن بعد ذاك الانشطار بين المادة والروح فإن عوالم الروح تنفرد بخصوصيات بعيدة جدا عن تكهنات العقل البشري .. فلو تكلم أهل البرزخ لن يكون ذاك الكلام المعهود الذي يجاري الموجات الصوتية وعدة السمع المادية .. فكل تلك الوسائل لا تفيد في عوالم البرزخ .. ومعنى التواجد يختلف بين هنا وهناك .. ولكن ساحة المنام تمثل مسرحاَ الأرضية فيه من المادة والممثلين فيه من الأثير والأرواح .. نقطة بين عوالم الحياة الدنيا وعوالم البرزخ .. غير مستوفية لشروط التكامل في المحتويات والصفات .. وذلك الأب نراه يلوم النفس في الخطوة والخطوة كانت ليست في يده ولكن كانت مرسومة في عالم الغيب .. ثم نراه يلوم السيرة في المنام والسيرة خلط بين العالمين .
|
||
( القصة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , ,الكاتب السوداني / عمر عيسى , , &&&&&& , , |
||
قصه مؤثره فعلاً
وخطوط فاصله مابين وبين
سلمت يمناك على السرد المميز
كل الموده سيدي
وخطوط فاصله مابين وبين
سلمت يمناك على السرد المميز
كل الموده سيدي
ظننتها سعيده لكنها لا تبدو كذلك
لا يجب على الأب أن يلوم نفسه فقدر الله وماشاء فعل وهذا ما يحزنني في بعض الأباء والأمهات هدانا الله وإياهم عند لومهم لفقد أحد أبنائهم لابد أن يؤمنوا بالله بالقدر خيره وشره
مــــــــــؤثرة أوووووووووووووي