تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لماذا تسيطر الوسوسة على حياتنا ؟

لماذا تسيطر الوسوسة على حياتنا ؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا تسيطر الوسوسة على حياتنا ؟

تخطت صديقتي المهندسة الثلاثين من عمرها، طرق بابها الكثيرون من العرسان من جميع الوظائف والمهن، لكنها لم توافق على أي منهم، فهي تشك في أن تجد من بين خطابها، من يستطيع أن يهبها السعادة، وتبرر قائلة: "أبحث عن فتى أحلامي، فهو رجل بعينه تخيلته في يقظتي قبل سباتي، ذلك الوسيم الجذاب الملتزم"، ولكن فيما بعد، اكتشفت صديقتي أنها مصابة بحالة وسوسة مزمنة، وكانت تلك الحالة الأولى التي لفتت نظري لظاهرة التردد والوساوس.

أما الحالة الثانية، فكانت لشاب لا يستطيع اتخاذ أي قرار في حياته، يمكث في دراسة البدائل، ويتحدث بعقلية علمية ناقدة، حتى يفوت أوان اتخاذ القرار، وصارت شخصيته موبوءة بالتردد والخوف، وتحدث له مشاكل مستمرة في واقعه الاجتماعي والمهني، ويقوم أقاربه باتخاذ القرارات نيابة عنه بل شراء ملابسه وطعامه، العجيب أن هذا الشاب يمتلك عقلية ناضجة، تتفوق على عقول أمثاله بكثير.

أما الحالة الثالثة فهي من أمثال من يكررون الوضوء للصلاة عدة مرات، ويشك بعضهم في عدد مرات الوضوء والحدث، وهي أمثلة للوسوسة الاجتماعية والنفسية والدينية، التي قمنا بعرضها على العلماء والمتخصصين، واستطلاع آرائهم عبر السطور التالية:

حزمة وساوس نفسية!

يقول د. جابر عبد الحميد أستاذ علم النفس: "إن موضوع الوسوسة كبير ومتسع، وله أشكال تتفاوت في حدتها وخطورتها، فهناك الوسواس القهري والشك الوسواسي، والتخيلات الوسواسية، والمخاوف الوسواسية، والاندفاع الوسواسي، والنزعة الوسواسية.

وقد تكون هذه الوساوس مرضا يحتاج لفترات طويلة من العلاج النفسي، وقد لا يعد مرضا نفسيا ومعه لا يتعطل الإنسان عن أداء وظائفه العادية، فهو يذهب إلى عمله، ويحافظ عليه، ويسعى للتفوق فيه، وينفق على بيته ويرعاه، ويؤدي وظائفه الأساسية، لكنه يشعر أن أعباء الحياة ثقيلة عليه، وهذا لا يحتاج لعلاج نفسي.

لكننا نبحث عن العلاج إذا تعطلت وظيفة من وظائف الفرد الأساسية، وبالنسبة للذي أمضى سنوات عمره، ليبحث عن زوجة وعجز عن الاختيار، رغم توافر ما يناسبه، فإن ما تعيه هذه الفتاة هو أنها تريد أن تتزوج، لكن ما لا تعيه هو أنها تضع كل الشروط والعقبات حتى لا تتزوج، فهناك أمور شعورية يدرسها الإنسان وأمور غير شعورية لا يدري بها، وهي تفعل ذلك وتبرر لنفسها أنها لم تجد ما يناسبها، حتى يريحها هذا التبرير، لكنها مريضة، وتحتاج لنوع من العلاج".

الطريق إلى الجنون!

وعن رأى العلماء في الوسوسة، وكيفية مواجهة الإسلام لها، يقول د. محمد عبد المنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يشكو إليه أنه يتوهم خروج ريح منه بعد الوضوء، فلمح رسول الله من خلال سؤاله بداية لعب الشيطان به، فأكد له على عدم الاستسلام لمثل هذه الوساوس، قائلا : "حتى تسمع صوتا أو تشم ريحا".

ولا شك أن التشكك منفذ من منافذ اللعين إبليس، يدمر من خلاله حياة الناس ويحيلها إلى حطام، وهو من بدايات الجنون ويوصل إلى الجنون، وما أطاع عبد إبليس في هذا المضمار ونجا من الهلاك المحقق.

وقد ورد في الأثر: "التمس لأخيك سبعين عذرا"، وحينما يئس إبليس من رحمة ربه قال اللعين لمولاه: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}، وقد أخذ رب العزة عهدا على نفسه سبحانه بحفظ الأصفياء من عباده، فقال لإبليس: {هذا صراط على مستقيم* إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين}.

فيحفظ الله تعالى أهل الفقه وأهل العلم وذوو البصيرة والنور من هذه الخزعبلات، لأنهم في كنف مولاهم وحفظه، ولذا قال رسولنا الكريم: "لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد"، فعلى المسلم المتردد الخائف خائر العزيمة أن يعصى إبليس ولا يطيعه، لأنه لو أطاعه لن يسلم أبدا، أما إذا عصاه ولعنه فإنه يخنس- أي ينصرف ويسكت- كما في قوله تعالى: {الوسواس الخناس}".

إرث اجتماعي!

وعن الأبعاد الاجتماعية للوسوسة، تقول د. إلهام فرج مدرسة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة: "إن الوسوسة هي عدم الثقة بالنفس، ورغم أن لها بعدا دينيا متمثلا في ضعف الإيمان بالله، واهتزاز في مفهوم القضاء والقدر، وفي قلب الإنسان الموسوس، إلا أن لها أيضا بعدا اجتماعيا، فالآخرون من حوله لم يعطوه الثقة بالنفس، فاهتزت ثقته بنفسه، وسيطرت عليه الوسواس، فهو مثلا يقول لنفسه: إذا تزوجت فسوف تخونني زوجتي، ولهذا يضع العراقيل أمام هذا الزواج، وقد يتعرض للفشل في تجربة عاطفية، فيتأكد لديه عدم ثقته بنفسه.

وهنا، يجب إقصاء العوامل النفسية والاجتماعية التي يحملها الطفل معه من تجربة الطفولة، فيوصى في تربية الأطفال، بأن يأخذ الطفل القدر الكافي من الثقة بنفسه، حتى لو أتى بأخطاء كبيرة، فعلى الأبوين ألا يحرجاه، بل يقولا له إنك أحسنت ولم تخطيء، ويوجهانه بهدوء مع زرع الثقة في نفسه، فلا يمكن أن تصيب الوسوسة الإنسان الواثق من نفسه المقدام.

أما الأب والأم اللذان يوبخان طفلهما على كل كبيرة وصغيرة بزعم تربيته، فإنما يقتلان الثقة في نفسه، ويساعدان في ذات الوقت على تكوين الشخصية المرتجفة المترددة، كما تنعدم ثقة الطفل في نفسه، من القهر والضرب والتعذيب الذي يتعرض له في صغره، أو تأتي من أسرة مضطربة بالمشاكل خلفت في نفسه الخوف والقلق، ويرث الطفل بالطبع نفسا مترددة موسوسة من الحرمان العاطفي والاضطهاد النفسي، والعزلة عن الناس".

الدكتورة ليلى بيومي

الله اكبر الله اكبر الله اكبر

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اللهم صلي على حبيبنا و رسولنا محمد و على آله و صحبه اجمعين

استغفر الله استغفر الله استغفر الله

اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات امين يارب

اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار امين يارب

اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فأغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم


بارك الله فيك وجزاك الجنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.