تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مستويات القرأه للتثبيت

مستويات القرأه للتثبيت 2024.

#1

——————————————————————————–

للقراءة أهمية عالية ، وهي التنزه في عقول الناس كما قال المأمون ،والمعنى أن عقولهم كالحدائق الممتلئة والوارفة فيها أنواع الأشجار والثمار، لذا فإن نسبة (غير معروفة) من البشر يقرأون ، والقراءة نوعين أفقية وعمودية ، ويمكن الجمع بينهما ، وتزداد أهميتها كلما أتسعت أفقيا و عموديا .

وإتساعها أفقيا يؤدي إلى التنوع الثقافي ، وبالتالي ينتج عنه إنفتاح العقل ومعرفة المكتسبات الثقافية والفكرية والحضارية (على قدر الإمكان) ، هذه المكتسبات التي تكونت لمختلف الافراد والقوميات عبر عصور ماضية وحاضرة .
وإتساعها عموديا يؤدي إلى التركيز وعمق الاستدلال ونفاذ البصيرة ، وبالتالي ينتج عنه حصول خبرة نوعية وإستنتاج نظري وعملي يختلف حجمه تبعا لإختلاف الفروقات الفردية .

ولا تنبثق النتائج (التي ذكرناهاأعلاه) بعد إتساع القراءتين أو أحدهما إلا بشرط ضروري وهو الإستيعاب حتى ولو كان نسبيا ، حيث أن هناك مقدارا أدنى من هذا الاستيعاب يسمح لنا بإستمرارية تحليل أبعاد القراءتين (الأفقية والعمودية) ، وإذا لم يتحقق هذا المقدار فإننا ندخل في أنواع أخرى للقراءة بمعايير ودلالات مختلفة، ولها تحليل آخر خارج نطاق بحثنا .

ولكن أي القراءتين (الأفقية والعمودية) لها الأولوية ؟ وهل من الممكن خلق توازن بينهما ؟ وهل هناك أهداف تراعى عند الإجابة على كلا السؤالين ؟ .

أما عن الأولوية ، فإن مدى الشغف المعرفي هو العامل المؤثر في تحديدها ، فإذا كان المدى لا ترافقه قناعة كاملة في مجال ما فإن الأولوية ستكون للقراءة الأفقية ، حيث النظر إلى أهمية التكامل المعرفي .
ولكن إذا تم تثبيت قناعة ذاتية وفكرية لموضوع معين في أي مجال ، وبالأحرى من رؤية أهميته ، فستكون الأولوية من نصيب القراءة العمودية .

وماذا لو أن إنسان لديه قناعة شبه متساويه حول الموضوعات المتعددة أو حتى نسبة غالبة منها ، عندئذ لا بد من الإجـابة على السؤال الذي يليه ، وهو يتعلق بمحاولة إيجاد التوازن كميا وكيفيا معا ، وهذا لعمري أصعب ما يواجه إنسان يحمل الهم الثقافي والفكري! لأن من صفات هذا الانسان شغفه بالسباحة والغوص معا .

نأتي للإجابة على السؤال الثالث !! وهو يتعلق بمراعاة الأهداف !! فإذا اكتفينا بالإجابة على تحديد الأولويات فإن الأهداف تكون أقل غموضا ، فتوضع الأهداف للقراءة بناء على ترتيب الأولويات ومن ثم يتم تحقيقها أولا ، ويأتي دور الترتيب الثاني مع أهداف أخرى بعد إكتمال الوصول إلى الأهداف التي سبقتها ، وذلك لأن الأولوية أثرت إيجابا نحو تسهيل إنهاء الهدف .

ومن الصـعوبة حصر أهداف كلا القراءتين ، حيث نجد أهداف متعددة لكليهما ، وعندما يضع انسان أولوية لقراءة منهما فإنه بذلك يحاول تحقيق قدر لابأس به من أهداف تلك القراءة التي أختارها ، وهذا القـدر من الاهداف المختارة يعتمد على مالدى هذا الانسان من صفات ومهارات وقدرات كامنة .

وتزداد الأهداف غموضا كلما إتجهنا نحو ضرورة التوازن بين القراءتين (الأفقية والعمودية) ، هذا التوازن الذي أصبح ضرورة بفعل المدى المتساوي للقناعات – الذاتية والفكرية – بعد نظر متأمل في تباين الحقول وثقلها معرفيا

م ن ق و ل

بصراحة إبداع . الله يزيدك علم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.