1-تاصيل تاريخى وقانونىللمشكلة
2-دخل السياسة والنظام او الانظمة السياسية منذ ظهور المشكلة
3-الوضع الحالى وحالات المد والجذر السياسى للمشكلة وتداخل الاوراق السياسية الدولية فى المشكلة
وكل عنصر فىمشاركة مستقلة
اولا-تاصيل تاريخى وقانونى للمشكلة
-نبذة عن حلايب وشلاتين وأهميتهما للدولتين:
تقع منطقة حلايب وشلاتين على الحدود الرسمية بين مصر والسودان، وتبلغ مساحتها20 ألف كيلو متر مربع على ساحل البحر الأحمر، وحلايب تقطنها قبائل تمتد بجذورها التاريخية بين الجانبين كما تتنقل هذه القبائل بسهولة عبر الحدود، لأن وجودها كان سابقاً على رسم الحدود، وبها نقطة وطريق يربط بينها وبين السويس عبر بئر شلاتين وأبو رماد وتتصل حلايب ببورسودان بطريق بري غير مسفلت وتبلغ المسافة من السويس – حلايب – بورسودان حوالي 10485 كم تقريباً، وتعد مدينة حلايب البوابة الجنوبية لمصر على ساحل البحر الأحمر وتظل الوظيفة الرائدة لها تقديم الخدمات الجمركية للعابرين إلى الحدود السودانية بالإضافة إلى الأنشطة التجارية المصاحبة لذلك.
وتتمتع منطقة حلايب بأهمية استراتيجية لدى الجانبين المصري والسوداني، حيث تعتبرها مصر عمقاً استراتيجياً هاماً لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي، كما تنظر السودان إلى المنطقة باعتبارها عاملاً هاماً في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره السياسي لما تشكله المنطقة من امتداد سياسي وجغرافي لها على ساحل البحر الأحمر، بالإضافة إلى أهميتها التجارية والاقتصادية لكلا البلدين.
وقد أشارت الدراسات إلى أن خامات المنجنيز تتوافر بمنطقة حلايب باحتياطات هائلة مرتفعة الجودة، وأثبتت صلاحية الخام لإنتاج كيماويات الماغنسيوم غير العضوية مثل كبريتات وكلوريد الماغنسيوم وهي ضرورية جداً لصناعة المنسوجات، كما تجرى حالياً دراسات للاستفادة من هذا الخام لإنتاج حراريات الماغنسيوم بديلاً عن الإستيراد، وكذا انتاج الماغنسيوم الذي يستخدم بشكل كبير في صناعة الأسمدة. كما يأتي موضوع اكتشاف البترول ومعادن ثمينة أخرى في حلايب كمحرك لتصعيد النزاع بين الدولتين على هذه المنطقة.
الجذور التاريخية للنزاع
يعد الوجود البريطاني المتزامن في مصر والسودان هو الذي أدى إلى تعيين الخط الحدودي الفاصل بين البلدين، وكان ذلك عملاً من نتاج الفكر الاستعماري البريطاني الذي كان يترقب لحظة تفكيك أملاك الدولة العثمانية، حيث وقعت إتفاقية السودان بين مصر وبريطانيا في 19 يناير 1899م، والتي وقعها عن مصر بطرس غالي وزير خارجيتها في ذلك الحين، وعن بريطانيا اللورد "كرومر" المعتمد البريطاني لدى مصر، ونصت المادة الأولى من الإتفاقية على أن الحد الفاصل بين مصر والسودان هو خط عرض 22 درجة شمالاً، وما لبث أن أدخل على هذا الخط بعض التعديلات الإدارية بقرار من ناظر الداخلية المصري بدعوى كان مضمونها منح التسهيلات الإدارية لتحركات أفراد قبائل البشارية السودانية والعبابدة المصرية على جانب الخط، وقد أفرزت التعديلات ما يسمى بمشكلة حلايب وشلاتين.
وتشير المراجع التاريخية إلى أن المرة الأولى التي أثير فيها النزاع الحدودي بين مصر والسودان حول حلايب كان في يناير عام 1958م، عندما أرسلت الحكومة المصرية مذكرة إلى الحكومة السودانية اعترضت فيها على قانون الإنتخابات الجديد الذي أصدره السودان في 27 فبراير 1958م . وأشارت المذكرة إلى أن القانون خالف اتفاقية 1899م بشأن الحدود المشتركة إذ أدخل المنطقة الواقعة شمال مدينة وادي حلفا والمنطقة المحيطة بحلايب وشلاتين على سواحل البحر الأحمر ضمن الدوائر الانتخابية السودانية، وطالبت حينها مصر بحقها في هذه المناطق التي يقوم السودان بإدارتها شمال خط عرض 22 درجة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أعلن فيها نزاع على الحدود بين البلدين.
الدفوع التي يعتمد عليها البلدان في نزاعهما
أولاً : الدفوع التي يعتمد عليها السودان في إثبات أحقيته للمنطقة:
1. إن السودان قد تمكن فعلياً من حيازة هذه المناطق إذ ظل يديرها منذ إجراء التعديلات الإدارية على خط الحدود الذي أنشأه إتفاق 19 يناير عام 1899م، وذلك بموجب قرار ناظر الداخلية المصري في يونيو 1902م وكان ذلك القرار الإداري قد تم التوصل اليه بعد تشكيل لجنة فنية برئاسة مدير أسوان (مصري) وثلاثة مفتشين احدهم من الداخلية المصرية وواحد يمثل حكومة السودان وثالث يمثل خفر السواحل المصرية، هؤلاء كانت مهمتهم تحديد أرض قبائل البشاريين وقدموا تقريرا يؤكد أن مثلث حلايب وشلاتين أرض تقطنها قبائل سودانية وعلي ضوء هذا التقرير أصدر ناظر الداخلية المصري قراره المشار.
2. إن مصر قبلت هذا الوضع لسنوات طويلة ولم تعترض عليه طيلة الفترة التي سبقت استقلال السودان في الأول من يناير1956م، وهذا الموقف وفق قواعد القانون الدولي يمثل سنداً قوياً للسودان للتمسك بالمناطق المذكورة تأسيساً على فكرة التقادم التي تقوم على مبدأ الحيازة الفعلية وغير المنقطعة من جانب، وعدم وجود معارضة لهذه الحيازة من جانب آخر.
3. إن مبدأ المحافظة على الحدود الموروثة منذ عهد الإستعمار، هو سبب آخر اعتمده السودان لإثبات أحقيته للمنطقة. فقد ورث السودان حدوده الحالية ومنها حدوده الشمالية مع مصر، وتشير المصادر إلى أن عدداً من المنظمات الدولية والإقليمية ومنها منظمة الوحدة الأفريقية ضمنت في مواثيقها إشارات إلى إقرار واستمرار نفس الحدود المتعارف عليها أثناء فترة الاستعمار، أيضا يتمسك السودان بأن مؤتمر الرؤساء والقادة الأفارقة الي عقد في القاهرة عام 1964م أقر هذا المبدأ.
4. وأخيراً فإن وجهة النظر السودانية الخاصة بالنزاع الحدودي ومحاولة إثبات أحقية السودان في حلايب كانت تشير إلى أن اعتراف مصر بالسودان كدولة مستقلة ذات سيادة عام 1956م لم يتضمن أية تحفظات بشأن الحدود.
ثانيا:الدفوع التي تعتمد عليها مصر في إثبات أحقيتها للمنطقة
1. تؤكد مصر بأن التعديلات الإدارية التي جرت على الحدود المشتركة بينها وبين السودان تمت من الناحية الرسمية لأغراض انسانية وهي التيسير للقبائل التي تعيش على جانبي خط الحدود، وهي لا تزيد عن كونها مجرد قرارات إدارية عادية صدرت استجابة لرغبات المسئولين المحليين في المناطق المتنازع عليها واقتصر أثرها على هذا الدور فقط.
واذا كان الأصل أن تتطابق الحدود الإدارية للدولة مع حدودها السياسية إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن يكون هناك اختلاف بينهما كما الحاصل في الحالة التي نحن بصدد دراستها وذلك وفقا للقرار الإداري الصادر عن ناظر الداخلية المصري في عام 1902؛ حيث تنازلت مصر للسودان -الدولة المجاورة لها- عن ادارة بعض اجزاء من اقليمها –مثلث حلايب- إذ بموجب هذا التنازل تقوم الدولة المتنازل لها بمباشرة سلطاتها الإدارية علي هذه الأجزاء، دون أن يؤثر ذلك –بالطبع- علي حقوق السيادة الاقليمية الثابتة للدولة المتنازلة عن هذه الاجزاء.
فالحدود السياسية الخطية وحدها هي التي تتميز عن غيرها من انواع الحدود أو المفاهيم ذات الصلة بإقامة خطوط أو مناطق فاصلة بين الدول مقارنة بالحدود الإدارية، والحدود الجمركية ،وخطوط الهدنة أو وقف اطلاق النار.
إن الحدود الإدارية لا شأن لها –علي وجه الإطلاق- بتحديد نطاق السيادة أو الإختصاص الإقليمي للدول، فضلا عن أن وجودها من عدمه لا أثر له بالنسبة لمركز الدولة القانوني فيما يتعلق بحقوقها ازاء الإقليم أو المنطقة المعنية. فلا يعتد بموقع مثل هذه الحدود الإدارية –حال وجودها- من خط الحدود السياسة، سواء أكانت تتطابق مع الحد السياسي الدولي أم كان الأخير يختلف عنها ضيقا واتساعا.
2. إن ادعاء السودان بأنها مارست سيادتها الفعلية علي مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد منذ العام 1902 يعد سببا كافيا ينهض بذاته لاكتساب السودان السيادة علي الإقليم بحدوده المعنية هو ادعاء مرفوض وزعم مدحوض، فاكتساب السيادة الفعلية علي الإقليم يجب أن تباشر بطريقة سلمية هادئة ودونما احتجاج أو منازعة من قبل الغير. فالسلوك اللاحق لمصر تجاه الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها السلطات السودانية في مثلث حلايب ولأول مرة عام 1958م يكشف عن أن مصر لم تزعن أو تقبل هذه الإجراءات السودانية، حيث قدمت الخارجية المصرية احتجاجا رسميا لحكومة السودان وصدرت العديد من الإعلانات والبيانات عن الحكومة المصرية ترفض مثل هذا الإجراء.
جدير بالذكر أن الإحتجاج المصري علي الإجراءات السودانية المشار اليها لم يكن متباطئا أو متأخرا، وذلك للحؤول دون ادعاء السلطات السودانية أنها حازت حيازة فعلية هادئة مستقرة لهذا الإقليم من الأراضي المصرية.
3. أن التعديل الإداري علي اتفاقية تحديد الحدود الدولية بين مصر والسودان عام 1899م لم يؤثر علي سريان وجريان وامتداد خط العرض رقم (22) والذي يعد الحد الفاصل بين الدولتين مصر والسودان، حيث يمتد خط العرض (22) حتي ساحل البحر الأحمر وتحديدا عند ميناء "عيذاب" المصري.
4. إن ادراة السودان لمثلث حلايب وشلاتين وأبورماد لفترة عارضة طارئة لا يمنح السودان أية سيادة، ولا ينفي عن مصر سيادتها علي أية بقعة من بقاعها أو مصر من أمصارها فالحق القانوني التاريخي المكتسب لمصر قد تحدد بموجب اتفاقية ترسيم الحدود لعام 1899م.
5. إن السلوك المصري اللاحق مباشرة للإجراءات التنفيذية السودانية المشار اليها عام 1958م لا يكشف من قريب أو بعيد عن ثمة ازعان من جانب الحكومة المصرية تجاه الإجراءات السودانية المشار اليها.
فلقد أشارت محكمة العدل الدولية في قضية ماليزيا ضد سنغافورة في قضية 23 مايو 2024م : "أن غياب ردود الفعل من جانب الطرف الأخر في نزاعات الحدود يعد ازعانا وقبولا للوضع الراهن".
أيضا قضت محكمة العدل الدولية في النزاع الحدودي بين هنداروس والسلفادور بأن "احتجاج هنداروس جاء متأخرا جدا لكي يحدث تأثيرا في افتراض الإزعان، فسلوك هنداروس تجاه الحيازة الفعلية السابقة يكشف عن موافقة ضمنية من نوع ما علي الوضع".
أيضا وفي النزاع الحدودي بين هنداروس ونيكاراجوا قررت المحكمة: "بأنه يمتنع علي الدولة التي تسلك سلوك ما يحقق لها نفعا أن تدعي لنفسها حقوقا تضر بدولة أخري علي نقيض هذا السلوك".
وفي القضية المتعلقة بالنزاع حول جزيرة "كاسكيلي/سيدودو" بين ناميبيا وبتسوانا : رفضت المحكمة ادعاء ناميبيا بسيادتها علي الجزر لأنها حين استخدمت الجزر لم تدفع بسيادتها عليها، وحين ادعت ناميبيا بهذه السيادة فإن بتسوانا رفضت هذا الإدعاء.
6. إن ادارة السودان للمثلث المتنازع عليه منذ عام 1902م لا تعد إدارة من جانب دولة مستقلة ذات شخصية قانونية معترف بها، ولا يستطيع أن يحاجج السودان بسيادته علي هذه المنطقة في تلك الفترة لكونه اقليما ناقص السيادة، فضلا عن أن منشأ السلطة -التي يدعي السودان ممارستها في تلك الحقبة- هو القرارات الإدارية المصرية التي اسبغت علي التواجد السوداني مظهرا اداريا لا يشكل مظهرا من ممارسة السيادة علي المنطقة.
وحين خرجت السلطات السودانية عن الحدود القانونية المرخصة لها من قبل السلطات المصرية عام 1958م فإن السلطات المصرية اعترضت رسميا علي هذه القرارات في العديد من مظاهر الإعتراضات الدبلوماسية الرسمية، وأيضا المبادرة ولأول مرة بتحريك وحدات وطنية من الجيش المصري الي المثلث المتنازع عليه.
7. تؤكد مصر إلى أنها لم تبرم اية معاهدات أو اتفاقيات دولية سواء بين مصر وبريطانيا أو بين السودان ومصر في جميع المراحل الزمنية والتاريخية لإضفاء صفة (دولية) على التعديلات الحدودية الإدارية.
8. ترفض مصر القول بأنها قد تنازلت بموجب التعديلات المذكورة عن سيادتها على المناطق المتنازع عليها والتي تقع شمال خط العرض (22) درجة، فمصر كانت خاضعة لسيادة الباب العالي، وكانت ممنوعة بموجب ذلك من التنازل أو حتى من بيع أو رهن أي جزء من أراضيها إلا من خلال موافقة صريحة من الدولة العثمانية ولذلك فهي لم تستطع الاحتجاج بالنسبة للحدود مع السودان.
9. تذهب الدفوع المصرية إلى أن فكرة التقادم التي يدفع بها السودان ليس مقطوعاً بها وبصحتها تماماً من قبل القانون الدولي وهي مرفوضة من قبل الجانب المصري، فضلاً عن أن المدة الزمنية وفق نفس وجهة النظر حول التقادم هي محل اختلاف.
10. أن التعداد أو الإحصاء السكاني الرسمي الأخير الذي اجرته الحكومة السودانية لم يتضمن إحصاء سكان حلايب وشلاتين.
11. رفضت أكبر القبائل التي تسكن مثلث حلايب وهم الرشايدة، العبابدة، البشايرة قرار المفوضة القومية للإنتخابات السودانية والتي تحدثت عن احقيتهم بالمشاركة في اإنتخابات واعلنت القبائل الثلاثة أثناء احتفالهم بانتصارات اكتوبر عام 2024م أنهم مصريون 100%.
12. لقد أكد حكم محمكة التحكيم الدولية الدائمة عام 1928م فيما يتعلق بالنزاع بين الولايات المتحدة وهولندا حول جزيرة بالماس، ضعف القيمة القانونية للخرائط حيث أكد في حكمه أنه، مهما كان عدد الخرائط المقدمة، ورغم قيمتها، يستحيل عليه تعليق اهمية ما عليها إذا ما تعارضت مع أعمال أو حقائق قانونية صادرة عن سلطات قائمة.
كما أكد بأن "جل ما تقدمه خريطة ما هو سوي اشارة غير مباشرة علي الأكثر. وباستنثناء حال إرفاق الخريطة بوثيقة قانونية، فهي لا تساوي وثيقة مماثلة علي صعيد البت بالإعتراف بحقوق مطلقة أو بالتخلي عنها". ثمة إذا هرمية تخضع لها الوثائق الدولية في ما يتعلق بقدرتها علي الثبوتية، وفي هذه الهرمية تحتل الخرائط المتعلقة بالحدود الدولية المرتبة الاخيرة بعد النصوص والقرارات، إلا في حال ارفاقها بوثائق مماثلة. ويفهم من ذلك أنه وفق رأي الفقه الدولي فأنه يكون لتلك الخرائط أحيانا مجرد قيمة استدلالية فيما يتعلق بالمنازعات، وقد تكون لها حجة قاطعة.
(من بحث للدكتورايمن سلامة استاذ القانون الدولى)
أبرز أحداث تطور المشكلة:
1 ـ أصدرت الحكومة السودانية عقب الاستقلال قانون انتخاب جديدا استعدادا لإجراء الانتخابات البرلمانية فى 27/ 2/ 1958 مما دعا الحكومة المصرية فى 29/ 1/ 1958 إلى إرسال المذكرة السابق الإشارة إليها للحكومة السودانية ترفض فيها إدخال أى مناطق شمال خط عرض 22 شمالا فى الانتخابات السودانية، والمطالبة باستعادة هذه المناطق ولم ترد الحكومة السودانية، لذلك أعقبتها الحكومة المصرية فى 29/ 2/ 1958 بمذكرة أخرى تؤكد حقوق مصر فى مثلث حلايب، وإنها بموجب سلطاتها السيادية ستقوم بدعوة السكان المصريين بها للمشاركة فى الاستفتاء على قيام الجمهورية العربية المتحدة وعلى رئاسة هذه الجمهورية، لكن الحكومة السودانية لم ترد أيضا على المذكرة الثانية ومن ثم فقد قامت الحكومة المصرية بإرسال لجنة انتخابية، وبرفقتها وحدة صغيرة من قوات حرس الحدود لتمكينها من القيام بعملها والتى وجهت بتعنت حكومة عبد الله خليل فى السودان (سكرتير حزب الأمة) المناوئ لمصر فى هذا الوقت، مما حدا بمصر إلى إيقاف الاستفتاء بالمنطقة تفاديا للصدام.
2 ـ قامت الحكومة السودانية بتصعيد الأزمة بعرضها على الجامعة العربية، وعلى مجلس الأمن الذى قرر تأجيلها، تاركا الفرصة للطرفين لحلها ثنائيا (يلاحظ أنها مازالت مدرجة فى جدول أعمال المجلس حيث إنها لم تشطب حتى الآن)، إلا أن حدة الأزمة بين البلدين قد مالت بعد ذلك للهدوء بسقوط حكومة عبد الله خليل، وتولى حكومة الفريق عبود مقاليد الحكم فى السودان والملاحظ هو أن جامعة الدول العربية لم تظهر قدرا من الكفاءة فى تسوية هذا الخلاف المصرى السودانى حول تخطيط الحدود فى فبراير سنة ـ 1958، برغم أن الجامعة العربية قد بنيت على أساس احترام سيادة واستقلال كل دولة عربية وتدخل محاولات تسوية المنازعات حول الحدود بين الدول العربية فى نطاق المادة الخامسة من ميثاق الجامعة العربية، إلا أن الأخيرة أخفقت على المستوى الثنائى فى شكل المفاوضات بين البلدين وعلى المستوى الجماعى فى تسوية النزاع وعندما قدم مندوب السودان مذكرة إلى الأمين العام للجامعة لم يطلب الأخير عقد مجلس الجامعة ولا مفرد التدخل لتسوية النزاع، كما أن السودان نقل المسألة فى نفس الوقت للأمم المتحدة وانتقلت بذلك إلى مجلس الأمن وقد ظل الوضع هادئا إلى أن بدا السودان فى العمل الإيجابى بالمنطقة مرة ثانية حيث قام فى إبريل 1966 بإنشاء نقطة شرطة حلايب، وتم رفع العلم السودانى عليها ثم قام الرئيس السودانى ومحافظ كسلا (المحافظة الشرقية بالسودان) بزيارة المنطقة عام 1972 وأعلن الرئيس السودانى (نميرى) إنشاء محافظة جديدة هى محافظة البحر الأحمر، وتم تحويل نقطة شرطة حلايب لتكون مركز شرطة وقام بتعيين مساعد للمحافظ بالمدينة (رئيس لمجلس المدينة) بدأ الجانب السودانى منذ أكتوبر 1972 فى عرقلة عمل شركة النصر للفوسفات المصرية، وتقييد نشاطها، وإيقاف العمل بالعملة المصرية فى المنطقة واستبدالها بالعملة السودانية كما قام فى نفس السياق بمحاولة زيادة نشاطه التعدينى بالمنطقة فقام بعمل مسح جيولوجى للمنطقة بمساعدة الجانب السوفيتى كما قام فى عامى 1974، 1975 بمحاولات أولية للبحث عن البترول فى المنطقة بواسطة شركة اشيانيك الأمريكية وفى الجرف القارى من خلال شركة شيفرون الأمريكية أيضا إلا أن هذه المحاولات لم تسفر عن شئ قامت مصر من جانبها فى عام 1974 بتأكيد سيادتها على مثلث حلايب بفتح نقطة حدودية به تمتد من بئر شلاتين وحتى وادى كراف وقامت بعمل الإنشاءات اللازمة لها وتقوم بالإمداد المستمر لها والإشراف عليها بصورة مستمرة ومنتظمة حتى الآن كما قامت مصر من خلال لجان التكامل (قبل توقف عملها) بمد طريق إسفلتى على نفقتها من بئر شلاتين حتى حلايب ظل الوضع هادئا بين البلدين إلى أن قام السودان فى الآونة الأخيرة بمحاولة تصعيد الخلاف مع مصر حيث قامت الحكومة السودانية بمنح شركة كندية سنة 1991 امتيازا للتنقيب عن البترول فى المنطقة الإدارية، وهو الأمر الذى اعترضت عليه حكومة مصر، مما أدى إلى سحب السودان الترخيص الممنوح للشركة الكندية، وتطلب حرص مصر على استمرار العلاقات الطيبة الأزلية التى تربط شعبى وادى النيل أن تسعى إلى معالجة النزاع حول حلايب فى إطار يهدف إلى تحقيق المصلحة المشتركة للبلدين وبعيدا عن أى تدخلات خارجية فاستجابت مصر لطلب السودان إجراء محادثات من خلال لجنة مشتركة بين البلدين لمعالجة هذه المسالة فى جو ودى، و أرسلت وفدا إلى الخرطوم فى مارس 1992 للمشاركة فى الاجتماع الأول للجنة وقد تعطلت أعمال اللجنة أكثر من مرة بعد تقديم حكومة السودان مذكرة إلى مجلس الأمن ادعت فيها دخول قوات مصرية للأراضى السودانية، وقد سلمت مصر ردها على الادعاءات السودانية إلى رئيس مجلس الأمن الدولى، كما عطل أعمال اللجنة أيضا التصريحات المتتالية غير الودية من الجانب السودانى مما فرض على مصر ضرورة أن تضع التقاط على الحروف حيالها تجنبا لأى لبس.
وبعدذلك حدثت محاولة اغتيال مبارك فى اديس ابابا فقامت قوات مصريةباحتلال المنطقة بعد اتهامات مصرية بضلوع الحكومة السوددانية
بمحاولةالاغتيال
وتلطفت الاجواء وانسحبت القوات المصرية وعادالوضع الى سابقة
من ناحية مصر
تتعامل مع الوضع بصلف وغرور سياسى معتمدة على وضع الرئيس السودانى دوليا
وترفض التحكييم الدولى
وفعليا تسيطر على الارض عسكريا وتغير القوة المرابطة السودانية روتينى وتسليحها اصغر من ان يشغل بال الجيش المصرى
من ناحية السودان
ترفض ايضا التحكيم الدولى
تحاول ابتزاز مصر فى قضايا(سد النهضة-تهريب السلاح-تجار البشربالهجرة غير الشرعية)لتلين موقف مصر
………..
امس اجتمع السييسى مع البشييرولا نعرف نتائج محددة بخصوص نتلك المشكلة
…..
التحليل
اتوقع زيادة التواجد العسكرىالمصرى وقد تصل الامور للقتال بعد نجاح الكماشة المصرية الجزائرية التونسية بخصوص ليبيا
تحيتى
والرئيس المصري رجل دوله لا اعتقد يدخل بلاده
في حرب مع دوله شقيقه ..
دمت بسعاده