تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مقارنة بين السستاني والافغاني؟؟؟؟

مقارنة بين السستاني والافغاني؟؟؟؟ 2024.

أضحكني صديقي في ليلة أمس حينما طلب مني ان أقارن له بين
دور السستاني في المجتمع العراقي والاسلامي وبين دور المصلح
الاسلامي جمال الدين الافغاني .
الافغاني الذي كان من دعاة الحداثة الاسلامية ومصلحا ربانيا,مثيرا
للجدل بصفته ناشطا ومحرضا سياسيا ,سافر حول العالم الاسلامي
في محاولة جادة منه لحث الدول الاسلامية على الاصلاح والاتحاد
ضد الهديدات الغربية للهوية الاسلامية ,فكان خطيبا بليغا ومؤلف
كتب وكراريس عديدة,بل يقال انه المفكر الوحيد الذي اعاد تنظيم
الفلسفة والتقاليد الصوفية الاسلامية بما يتفق والفكر السياسي
المعاصر.
والسستاني الذي لايفقه شيئا من امور الحداثة والاصلاح الرباني,
ولم ينشط يوما في مجال السياسة او الاقتصاد او حتى احاديث
المضايف ,ولم يصدر يوما بيانا واحدا يشرح لنا كيفية محاربة
الغزو الثقافي الغربي سواء كان ذلك الغزو ماديا او معنويا,مثلما
لم يكلف نفسه يوما ليتسلق اعواد المنبر الخطابية ويسمعنا سحر
البيان وروعة اللغة العربية -المكسورة او المثقوبة-,كما لم
يكتب لنا كراسا واحدا في مجال العلوم الاسلامية او الانسانية,
باستثناء الرسالة العملية التي اقتبسها نصا من المراجع الذين
سبقوه قبل ان يتزعم الحوزة في بداية التسعينات من القرن
الماضي لاسباب ما زالت مبهمة ومجهولة ليومنا هذا.

الافغاني الذي اقلقه التراجع الظاهر في قوة المجتمع الاسلامي
مقابل ازدياد الهيمنة الغربية الفكرية والاقتصادية ,مع الخوف
على الدين الاسلامي الذي يعتبر الاساس الكامل المبني على
الفهم المتناغم للعالم ,والخالق ,ومنزلة الانسان بين هذا
الخالق وهذا العالم,فراح يتصدى لكل دعوات الانحراف والضلالة
التي تبناها كل من ديموكريتوس وماركس وداروين بالمقالات والرسائل
والكتب التي تفند ارائهم وتبطل حججهم.
والسستاني,الذي لم يقلق يوما لبحور الدماء التي سالت في ارض
الرافدين بسيوف وبنادق قوات الاحتلال ,ومرتزقتهم من كلاب
مقتدى وعمار والمالكي,ولم يمتعض من الدستور الذي كتبه بريمر
,ولم ينتفض ضد المارسات الخسيسة والجبانة التي ارتكبتها
اجندة السلطة الحاكمة من نهب للثروات واستنزاف للطاقات
والموارد خلال ثماني سنوات مضت.

قلت لصديقي…اين السستاني من الافغاني,اين الشمس
من الظلام,واين الروح المثابرة والمتمردة من الروح المهزومة
والقابعة في سراديب الجهل والعمى…

حينها سالني ذلك الصديق الطيب القلب,اذن لم يتبعه عامة
الناس في العراق ,خاصة في مناطق الوسط والجنوب,قلت
له ان الذين اتبعوه هم ثلاثة اصناف؛
الصنف الاول
المنتفعين من رجال الدين والسلطة ,اصحاب النفوذ والمكانة
الذين تسلقوا باسمه وعنوانه.
الصنف الثاني
البرجوازية ,الذين انتفعوا من الصنف الاول للحصول على
المراكز والمناصب,وفتات الاموال والثروة من خلال موالاتهم
لهذا الصنف,وهم يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع.
الصنف الثالث
الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق,وينهقون مع كل ناهق,
وهم يمثلون السواد الاعظم ,وهم الذين ليس لهم ناقة ولابعير
في قافلة النهب والسلب,باعوا آخرتهم بدنياهم ,فتراهم حفاة
عراة,لاحول لهم ولاقوة,ارداهم جهلهم في الخزي والخسران.

هنا صمت صديقي كأن السموات اطبقت على جنبيه,وقال لي بالحرف
الواحد ,اذن ما هو العمل لايقاظ هؤلاء من تقليدهم الاعمى للسستاني
قلت المسالة هينة جدا,ومناطة بالمثقفين من الادباء والمفكرين
من ابناء شعبنا الغيارى ,وذلك من خلال فضح تلك المرجعية
وكشف هويتها المزيفة في كل ميادين ووسائل الاعلام المرئية
سرا وجهارا,وليلا ونهارا,عسى ان تستيقظ تلك الجماهير
وتعرف من هو الذي يعمل لصالحها,ومن هو الذي يعمل
ضد حريتها وكرامتها.
قال صديقي ..اذن من واجبي الوطني ان اكتب لفضح تلك
المرجعية الخائنة للدين والتاريخ والوطن..
قلت له…بل من واجبك الشرعي والوطني ان تكتب لفضح
تلك المرجعية المزيفة,لأن ذلك يدخل في باب من ابواب الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر,هذا الباب الذي اذا تركته الامة
كان امرها الى سفال وزوال.

شكرا لك على المقالة

تقبل مروري

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.