تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل يقال في حق المرأة في صلاة الجنازة : وأبدلها زوجاً خيراً من زوجها

هل يقال في حق المرأة في صلاة الجنازة : وأبدلها زوجاً خيراً من زوجها 2024.

السؤال:
هل يجوز القول في الدعاء عند دفن المرأة : اللهم أبدلها زوجا خيرا من زوجها ، أم هذا الدعاء والقول خاص بالرجل ؟


الجواب :
الحمد لله
اختلف أهل العلم رحمهم الله : هل يقال في حق المرأة : أبدلها زوجاً خيراً من زوجها ، أو هو خاص بالرجل ؟ على قولين :

القول الأول : أن الدعاء بالإبدال خاص بالرجل ، فلا يقال في حق المرأة : أبدلها زوجا خيرا من زوجها ؛ لأن المرأة في الآخرة إذا كانت من أهل الجنة ، فهي لزوجها الذي في الدنيا .

قال السيوطي رحمه الله : " ( وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجه ) قَالَ طَائِفَة مِنْ الْفُقَهَاء : هَذَا خَاصّ بِالرَّجُلِ وَلَا يُقَال فِي الصَّلَاة عَلَى الْمَرْأَة أَبْدِلْهَا زَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجهَا ؛ لِجَوَازِ أَنْ تَكُون لِزَوْجِهَا فِي الْجَنَّة ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ لَا يُمْكِن الِاشْتِرَاك فِيهَا ، وَالرَّجُل يَقْبَل ذَلِكَ " .
انتهى من " شرح السيوطي لسنن النسائي " (4/73) .

وقال ابن يوسف المواق رحمه الله : " وإن كانت امرأة قلت : اللهم إنها أمتك ثم تتمادى بذكرها على التأنيث ، غير أنك لا تقول : وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ؛ لأنها قد تكون زوجا في الآخرة لزوجها في الدنيا , ونساء الجنة مقصورات على أزواجهن لا يبغين بهم بدلا , والرجل تكون له زوجات كثيرة في الجنة ولا يكون للمرأة أزواج " .
انتهى من " التاج والإكليل لمختصر خليل " (3/18) .

وقال البهوتي رحمه الله : " ويقول في دعائه لامرأة : اللهم إن هذه أمتك ابنة أمتك نزلت بك , وأنت خير منزول به …. ، ولا يقول : أبدلها زوجا خيرا من زوجها ، في ظاهر كلامهم قاله في الفروع " انتهى من " كشاف القناع " (2/116) .

القول الثاني : أن الدعاء بالإبدال يقال في حق المرأة ، كما يقال في حق الرجل ؛ أخذاً بعموم الحديث : ( وزوجاً خيراً من زوجه ) ، فهو شامل للرجل والمرأة ، ويكون المعنى في حق المرأة : إبدال صفات لا إبدال ذوات ، فكأنه دعاء بأن يبدل الله خلق زوجها وصفاته إلى الأفضل والأكمل ، لا أن تزوج بزوج آخر .

قال الرملي رحمه الله : " ( قوله : وزوجا خيرا من زوجه ) قضيته أن يقال ذلك ، وإن كان الميت أنثى .
والظاهر أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة : إبدال الأوصاف لا الذوات … " .
انتهى من " نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج " (2/477) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قوله : ( وزوجا خيرا من زوجه ) أي : سواء كان المصلى عليه رجلا أم امرأة .
وهناك إشكال ؛ لأنه إن كان المصلى عليه رجلا ، وقلنا : ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا ، وإن كان امرأة ، فإننا نسأل الله أن يفرق بينها وبين زوجها ، ويبدلها خيرا منه . فهذان إشكالان ؟
أما الجواب عن الأول : ( أبدله زوجا خيرا من زوجه ) ، فليس فيه دلالة صريحة على أن الحور خير من نساء الدنيا ؛ لأنه قد يكون المراد خيرا من زوجه في الأخلاق ، لا في الخيرية عند الله عز وجل .
وبهذا الجواب يتضح الجواب عن الإشكال الثاني ، فنقول : إن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين ، بل خيرية في الوصف ، وهذا يتضمن أن يجمع الله بينهما في الجنة ؛ لأن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل ، ويبقون على أصفى ما يكون ، والتبديل كما يكون بالعين يكون بالصفة ، ومنه قوله تعالى : ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) إبراهيم : 48 ، فالأرض هي الأرض بعينها ، لكنها اختلفت ، وكذلك السموات " .
انتهى من " الشرح الممتع " (5/327) .

تنبيه : الدعاء : ( وزوجا خيراً من زوجه ) لا يقال عند الدفن ، إنما يقال : في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثالثة ، فقد روى مسلم (963) عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى على جنازة ، يقول : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ ) .

وأما عند الدفن ، فالوارد : أن يُستغفر للميت ويسأل له الثبات عند سؤال الملكين له في قبره ، كما روى أبو داود (3221) عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، فقال : ( اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح سنن أبي داود " .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب
جزاك الله خيرا وبارك فيك
السلام عليكم ورحمة الله تعالىوبركاته
بارك الله تعالى فيكم ولكم وعليكم
اللهم اكتب لهم وليوللمسلمين سعادة الدارين
آمين
تقبلوا مروري
تقبلوا فائقتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.