رياض الجنة لين الخليفة وشدته
أخرج الحاكم والألكائي عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
يا يها الناس , إني قد علمت أنكم تؤنسون مني شدة وغلظة وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت عبده وخادمه وكان كما قال تعالى ((بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ )) التوبه128 فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني أو ينهاني عن أمر فأكف , وإلا قدمت على الناس لمكان لينة فلم أزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راضٍ والحمد لله على ذلك كثيراً وأنا به أسعد , ثم قمت ذلك المقام مع أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده , وكان قد علمتم فيه كرمه ودعته ولينه فكنت خادمه كالسيف بين يديه أخلط شدتي بلينه إلا أن يتقدم إلي فأكف وإلا قدمت فلم أزل على ذلك حتى توفاه الله وهو عني راضٍ والحمد لله على ذلك كثيرا وأنا به أسعد , ثم صار أمركم إلي اليوم وأنا أعلم سيقول قائل : كان يشتد علينا والأمر إلى غيره فكيف إذا صار إليه ؟ واعلموا أنكم لا تسألون عني أحداً , قد عرفتموني وجربتموني وعرفتم من سنة نبيكم ما عرفتم وما أصبحت خادماً على شيء , أكون أحب أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه إلا قد سألته , فاعلموا أن شدتي التي كنتم ترون قد ازدادت أضعافاً إذا صار الأمر إلي على الظالم والمعتدي والأخذ للمسلمين لضعيفهم من قويهم وإني بعد شدتي تلك واضع خدّي بالأرض لأهل العفاف والكف منكم والتسليم , وإني لا آبى إن كان بيني وبين أحد منكم شيء من أحكامكم أن أمشي معه إلى من أحببتم منكم فلينظر فيما بيني وبينه أحد منكم .
فاتقوا الله عباد الله وأعينوني على أنفسكم بكفها عني وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضاري النصيحة فيما ولاني الله من أمركم .
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
المستدرك على الصحيحين ابو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم
445 – حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو سهل بشر بن سهل ، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدثني يحيى بن أيوب ، عن عبد الرحمن بن حرملة
المصدر بناء على كتابة الناشر للموضوع
المستدرك على الصحيحين ابو عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم
445 – حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو سهل بشر بن سهل ، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدثني يحيى بن أيوب ، عن عبد الرحمن بن حرملة
[ ص: 333 ] الأسلمي
، عن سعيد بن المسيب ، قال : لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أيها الناس ، إني قد علمت منكم أنكم تؤنسون مني شدة وغلظة ، وذلك أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عبده وخادمه ، وكان كما قال الله بالمؤمنين رءوفا رحيما ، فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني ، أو ينهاني عن أمر ، فأكف وإلا أقدمت على الناس لمكان لينه " ." هذا حديث صحيح الإسناد ، وأبو صالح فقد احتج به البخاري ، فأما سماع سعيد ، عن عمر فمختلف فيه ، وأكثر أئمتنا على أنه قد سمع منه ، وهذه ترجمة معروفة في المسانيد " .
بارك الله فيك و جعله الباري بميزان حسناتك
تقبل فائق الاحترام و التقدير مني
دمت لنا و دام عاطائك الراقي
جزاكم الله خيرآ
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحة
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافيه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافيه
جزاك الله خيرا
وجعله الله فى ميزان حسناتك
دمت بكل خير