قوله – عز وجل – :
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )
الآية ، نزلت في الوليد [ ص: 339 ] بن عقبة بن أبي معيط ،
بعثه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدقا ، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ،
فلما سمع به القوم تلقوه تعظيما لأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،
فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فقال : إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي ،
فغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهم أن يغزوهم ،
فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
، فقالوا : يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه
ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله – عز وجل – ،
فبدا له الرجوع ، فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب
جاءه منك لغضب غضبته علينا ،
وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله ،
فاتهمهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ،
وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي
عليهم قدومه ، وقال له : انظر فإن رأيت منهم ما يدل على
إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم ،
وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار ،
ففعل ذلك خالد ، ووافاهم فسمع منهم أذان صلاتي
المغرب والعشاء ، فأخذ منهم صدقاتهم ،
ولم ير منهم إلا الطاعة والخير ، فانصرف إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأخبره الخبر ،
فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق ) يعني الوليد بن عقبة ( بنبأ ) بخبر (فتبينوا أن تصيبوا ) كي لا تصيبوا بالقتل والقتال ( قوما ) برآء (بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) من إصابتكم بالخطأ .
شكرا لك
وغفر لنا ولك
شكرا لك