تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تفسير الايات نهج حياة لطفلك

تفسير الايات نهج حياة لطفلك 2024.

في القرآن الكريم العديد من اﻵ‌يات الشريفة التي ترشدنا في حياتنا، والتي من خﻼ‌لها نتعلم اﻵ‌داب والعادات الحسنة، ونستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، كما نستطيع التفريق بين الحﻼ‌ل والحرام…. كيف نشرح هذه اﻵ‌يات ﻷ‌طفالنا بصورة مبسطة، ونعلمهم أن يستخدموها كمقياس لحياتهم؛ يقيسون عليه الصالح ويتركون الطالح؟

«سيِّدتي وطفلك» اختارت بعض اﻵ‌يات التي سيقوم بتفسيرها وشرحها الشيخ محمد الماجد، والتي تعلم أطفالنا مبادئ اﻹ‌سﻼ‌م الصحيح، وأصول الدين السليم التي يجب اتباعها دون تأويل أو زيادة أو نقصان.

«إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَﻼ‌ً»
يقول الشيخ: «هذه اﻵ‌ية رقم (30) من سورة الكهف، والتي قال الله تعالى فيها: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا»، وتفسير هذه اﻵ‌ية بصورة بسيطة وسهلة كاﻵ‌تي:
الله سبحانه وتعالى شاهد ومطلع ﻻ‌ يغفل وﻻ‌ ينام، وتكتب مﻼ‌ئكته كل شيء سواء كان صغيراً أو كبيراً، ولكي نقرن القرآن بالقرآن بإمكاننا ربط هذه اﻵ‌ية بآية أخرى، وهي: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شراً يره» سورة الزلزلة: اﻵ‌ية (7-8)، وهي تعني أن الله سبحانه وتعالى ﻻ‌ يضيع أجر أحد، فمن يعمل خيراً فسيجازيه الله خيراً، ومن يعمل شراً يكتب له سيئة، وبإمكان اﻷ‌مهات إخبار أطفالهن بأن الله ﻻ‌ يضيع تعبهم ومجهودهم في المذاكرة، ولن يضيع أجرهم في اﻵ‌خرة، ونعلمهم أن أي عمل صغير، له أثر كبير عند الله، كالرفق بالحيوان والذي كان سبباً في دخول رجﻼ‌ً الجنة عندما سقى كلباً».

«فَﻼ‌َ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَﻻ‌َ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْﻻ‌ً كَرِيمًا»
هذه اﻵ‌ية رقم (23) من سورة اﻹ‌سراء من أهم اﻵ‌يات التي ﻻ‌بد أن تشرحها اﻷ‌مهات ﻷ‌طفالهن؛ ﻷ‌ن الله سبحانه وتعالى أمر فيها اﻷ‌بناء ببر الوالدين، أي احترامهم واﻻ‌متثال لما يطلبون طالما ليس فيه معصية لله، كما أوضح الله تعالى في اﻵ‌ية الكريمة أنه ﻻ‌ يصح لﻸ‌بناء فعل أبسط شيء، وهو اﻻ‌عتراض على كﻼ‌م اﻷ‌هل بقول كلمة «أف»، وأن لذلك عقوبة كبيرة عند الله؛ ﻷ‌نه أمر بعدم قولها، فما بالك بعقوق الوالدين، أو عدم سماع كﻼ‌مهما؟
وقد وضع الله حساباً عسيراً لمن يعقُّ والديه، ويكفي أنها جاءت في المرتبة الثانية من حيث العقوبة بعد اﻹ‌شراك بالله، ففي أوائل اﻵ‌يات قال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَﻻ‌َّ تَعْبُدُواْ إِﻻ‌َّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، ويعني هذا أن عقوبة عقوق الوالدين كبيرة جداً، لذلك ﻻ‌بد من اﻹ‌حسان بوالدينا وبرهما في الكبر، كما كانوا عوناً لنا في طفولتنا.

«فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ*وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»
هذه اﻵ‌يات رقم (9، 10) من سورة الضحى، وفسرها الشيخ قائﻼ‌ً: «تعلم هذه اﻵ‌يات أطفالنا السلوكيات السليمة على أسس إسﻼ‌مية، فاليتيم هنا هو من فقد أباه قبل سن البلوغ، وﻻ‌بد أن نحث أطفالنا على أن يعاملوا اليتيم معاملة لطيفة رقيقة؛ ﻷ‌نه أكثر حساسية من غيره لشعوره بالنقصان، وأن ليس له ظهر، وقهر اليتيم يكون بمعايرته بعدم وجود أب لديه، فﻼ‌بد أن نعلم أطفالنا احترام كل من فقد أباه ومراعاة شعوره وعدم معايرته أو نبذه، بل على العكس إشراكه وإدخاله في كافة اﻷ‌نشطة والتعامل معه بأدب، واللعب معه بشكل ﻻ‌ئق، وعدم قهره بجعله وحيداً أو بإيذائه بأي شكل كان.
أما السائل هنا فمقصود به الشخص الفقير الذي يسأل الناس ليسد حاجته، وﻻ‌بد أن نعلم أطفالنا التصدق والكرم خاصة على الفقراء ومعاملتهم بالرفق واللين، فإن كان لدينا أموال نعطي لهم منها، أو إذا كنا ﻻ‌ نملك ماﻻ‌ً فﻼ‌ ننهرهم أو ننازعهم؛ حتى ﻻ‌ نجرح مشاعرهم، بل ندعو لهم قائلين: «يعطيك ويعطينا الله»، أو «يسهل الله عليك» بشكل لطيف ومهذب.

هذه اﻵ‌يات جميعها تعلمنا كيفية التعامل مع الغير سواء اﻵ‌باء أو اليتامى أو الفقراء، كما تعلمنا كيفية التعامل مع الله من خﻼ‌ل الصﻼ‌ة والصبر، وتعلمنا أن ما عند الله باقٍ، وسنُجازى على أعمالنا في الدنيا واﻵ‌خرة، وعلى كل اﻷ‌مهات أن يجعلن هذه اﻵ‌يات منهجاً لحياة أطفالهن ليسيروا عليه فيسلموا، فالقرآن الكريم وآياته أسلوب حياة.

يعطيك العافيه اخي وسام
تقبل مروري.

شكراً لك وسام على الطرح القيم

عاشت إيدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.