يعد الخجل عند الأطفال أقل أنواع السلوك إقلاقاً للآخرين ومع ذلك فهم أشدها خطرا من الناحية المرضية .
إن بعض الأطفال يعزلون أنفسهم ويوصدون أبوابهم دون الاخرين بسبب خجلهم الذي يؤدي إلى الحد من نشاطهم وفاعليتهم في حضور الاخرين ،ومثل هؤلاء عندما يوجه لهم سؤالا يجيبون جواباً مبتوراً وهم غالبا ما يتوارون ويشيحون بوجوههم بعيدا عن الآخرين فلا ينظرون مباشرة إليهم ،كما أنهم لا ينشطون أو يعملون اللا في أجواء مألوفة جدا وفي حضور أشخاص قريبون جدا بالنسبة لهم ولا يسرون اللا في الانخراط بنشاطات فردية تبعدهم عن الاختلاط بالآخرين وبذلك فإن الأشخاص الكبار والأطفال يميلون إلى تجنبهم وإهمالهم مما يزيد من الخجل والتقوقع عند الطفل .
وتتكون البذرة الأولى للخجل عند الطفل نتيجة مبالغة الأهل في تقريعه وتوبيخه وزجره في مثل هذه الحال يلجأ الطفل بصورة لا شعورية إلى الانزواء و الانكماش والحد من الاتصال بالآخرين وفي الحالات المتطرفة من الخجل ينسحب الطفل كليا من عالم الواقع لدرجة أن سلوكه لا يرتبط بالمثيرات العالم الخارجي فقد يلجأ إلى الخيالات والأصدقاء الوهميين .
ويمكن القول بأن الطفل الذي لا تتاح له فرصة لتفاعل الاجتماعي لا يكتسب المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الاخرين ليصبح ضعيف الثقة في علاقاته بالأفراد من خارج المنزل ولذلك يتجنب القلق الناتج عن السلوك الاجتماعي بالانسحاب من تلك المواقف .
وقد تعددت وجهات النظر حول الخجل ومفهومه فمنها :
§ الخجل : يعني الكف و الارتباك في وجود الاخرين .
§ الخجل : اختلال في الشخصية يتصف صاحبه بتجنب المواقف الاجتماعية .
§ الخجل : حالة انفعالية قد تصاحب بالخوف ، وكأن الخجل اتجاه نفسي وحالة عقلية انفعالية يتميز بالضيف في اجتماع الخجول بالآخرين .
§ الخجل : حالة انفعالية مصحوبة بالميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية، ومنع الاستجابات الاجتماعية العادية والشعور بالضيق في الاجتماع بالآخرين والانسحاب من مواجهة الإحباط، والخوف من عدم النجاح الذي يتوقعه الآخرون من الفرد الخجول، والحساسية والانشغال بالذات والانفعالات التي يكونها الآخرون عنه .
والخجل درجات منه العادي والمتوسط والشديد الخطر على الطفل وأهله وأسرته، أما أنواعه فهي:
الخجل الانطوائي: ويميل الطفل إلى الخجول انطوائيا إلى العزلة مع القدرة على العمل بنجاح وكفاءة مع الجماعة إذا اضطر لذلك.
الخجل العصابي: ومن سمات الطفل الخجول عصابيا الشعور بالدونية، والحساسية الزائدة، وشدة الهلع والشعور بالوحدة النفسية والصراع النفسي.
الخجل العام: ومن أهم المظاهر الدالة عليه الحرج عند ممارسة المظاهر السلوكية العامة،ومن آثاره الفشل عند ممارسة الأنشطة خاصة الاجتماعية منها.
الخجل الخاص: ومن سماته الشعور الذاتي بعدم الارتياح والاستثارة الداخلية مع زيادة في حدة القلق، والحساسية الزائدة، والخوف من التقييم السلبي.
هناك مظاهر سلوكية مصاحبة للخجل عند الأطفال منها :
– احمرار الوجه والتصبب عرقا من جراء مواجهة المواقف الاجتماعية
– الرغبة في العزلة والميل إلى البعد عن الاخرين .
– ضعف الشخصية وعدم القدرة على التمتع بالصحة النفسية .
– الخوف من التقييم السلبي من الآخرين للذات والإحساس بالتعاسة .
– الإحساس بالحرج، والفشل عند ممارسة الأنشطة السلوكية المختلفة .
– عدم البراعة في استخدام اللغة ومفرداتها وتوظيفها والافتقار إلى مهارات التفاعل الاجتماعي .
– تجنب التقاء العيون وعدم المبادرة .
– الخيالات والأصدقاء الوهمين .
– سوء التوافق الاجتماعي والشخصي والكف في حضور الاخرين .
– الإحساس بالدونية وشدة الهلع .
– الميل العصابي والمخاوف الاجتماعية
ولذا فإن الخجل له أثار سلبية على نفسية الطفل واجتماعياته وعلاقاته الشخصية مع الوسط الذي يعيش فيه سواء زملاء المدرسة أو أقران اللعب أو أخوة وضيوف وأقارب الأسرة، وتقود الطفل في نهاية المطاف إلى صراع نفسي وعزلة ووحدة وكآبة وحزن وملل وسأم من الدنيا وما فيها وربما شابه فكرة الانتحار محاولا التخلص من الهموم.
علاج الخجل
1. تعليم ومكافأة المهارات الاجتماعية :إن علينا تشجيع ودعم أي اتجاه عند الطفل نحو الاتصال و التفاعل والاندماج مع الاخرين مهما كان بسيطا مثل التقرب من الغير أو المرافقة في الزيارات أو استقبال الضيوف.
وتلعب المكافآت المعنوية كالمديح أو مادية كالهدية دورا مهما في تدعيم وتطوير السلوك الاجتماعي لدى الطفل
2. الاسترخاء والراحة والتخلص من الحساسية الشديدة :
على الصغار أن يفهموا أن المواقف الاجتماعية طبيعية وليست مخيفة أبدا، وأن باستطاعتهم أن يصبحوا اجتماعين تدريجياً . كما عليهم التخلص من الحساسية تجاه المواقف والأنشطة الاجتماعية
3. تشجيع التعبير عن النفس :
بحيث يجب على الأطفال تعلم الحديث بصراحة عما يحتاجون والتعبير بحرية عن رغباتهم و آرائهم والتغلب على الخجل والخوف والارتباك وامتلاك الشجاعة للرفض والاعتراض .
4. اشراك الطفل في الانسطة الجماعية :
عندما ينخرط الطفل الخجول في أنشطة جماعية فأن الحديث والتفاعل يحدثان بشكل طبيعي بينه وبين أفراد المجموعة مما يجعله أكثر استعدادا للمشاركة في الممارسات الاجتماعية وأقل ميلا للعزلة والخجل .
5. تعليم التحدث لنفس بإيجابية :
معنى تعليم الطفل أن يؤمن بقدراته وأن يبتعد عن النقد الذاتي
المراجع :
* الطفل العربي الواقع والطموح ، لـ أ .د فاروق عبده خليه، ود. السيد محمد عبد المجيد.
* مشكلات الأطفال والمراهقين وأساليب المساعدة فيها : لـشارلز شيفر، وهوارد ميليمان .
* سايكيلوجية الطفولة ، لـ ميشيل دبابنة ، ونبيل محفوظ
* النمو الانفعالي عند الأطفال ، لـ مفيد نجيب حواشين، و زيدان نجيب حواشين
إعداد : رغد كمال القواسمة
طالبة في مساق علم النفس التكويني
كلية التربية في جامعة الخليل
تقبل مروري
تقبل مروري