توجّه الجهاديين إلى تويتر…
جمال عمر من نواكشوط
22/07/2013
[أ ف ب/غيوم بريكي] فرع القاعدة السوري جبهة النصرة لديها أزيد من 72000 متابع على تويتر.
من جبهة النصرة في سوريا إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يلجأ الإرهابيون بشكل متزايد إلى تويتر لنشر رسالتهم.
وكشف مركز مكافحة الإرهاب في تقريره الجديد تحت عنوان "التغريد من أجل الخلافة" أن " تويتر أصبح المشعل الجديد للدعاية الجهادية، والأهم من ذلك، أصبح منطقة حرة للمستخدمين المتطرفين على الإنترنت".
وبإمكان الشبكات الإرهابية من قبيل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و جبهة النصرة و حركة الشباب من خلال نشر روابط على تويتر، توجيه الأتباع إلى أشرطة يوتيوب ووسائل إعلام أخرى للمساهمة في جهود تجنيد المتشددين.
وجاء في تقرير 25 يونيو "هؤلاء الجهاديون قرروا الانخراط في العنف الجسدي بعد أن كانوا ينشطون داخل المجال الافتراضي للقاعدة، حيث كان لتعرضهم لإعلامها تأثير على حياتهم الخاصة وفهمهم للسلوك الديني".
ويرى المحلل الأمني الطوارقي عبد الحميد الأنصاري أن هذا الاهتمام بوسائل الاتصال البديلة ليس جديدا على القاعدة.
فالجماعة كانت دائما تستخدم التكنولوجيا الحديثة "لتوصيل رسائلها بأحسن طريقة وأقل تكلفة لأتباعها وقياداتها، وكذا لتجنيد أكبر قدر ممكن من الشباب".
ويضيف الأنصاري لمغاربية أن القاعدة والحركات المرتبطة بها "استخدمت الرسائل الإلكترونية قبل انتشار المواقع الإلكترونية بشكل كبير".
وتابع يقول "وقبل ذلك استخدمت الفاكس والصحف، للتأكد من ذلك علينا الرجوع إلى تاريخ بداية الجهاد في الجزائر مثلا، وإذا ترصدنا تاريخ القاعدة الأم في أفغانستان قبل أن تكون مطاردة في العالم وجدنا لها دوريات ونشريات".
ويقول الأنصاري "كل هذا يبرهن على أن القاعدة تسعى دائما للتفوق والتواصل عبر التقنية الحديثة مع العملاء والمجندين رغم التضييق والمتابعة. وهذا يحيلنا على المثل الذي يقول إن الحاجة أم الاختراع. وبما أن القاعدة محتاجة دائما للتواصل فإنها دائما تخترع وسائل وآليات قادرة على تجاوز الرقابة".
ويؤكد الإعلامي سيد أحمد ولد اطفيل،الذي التقى بإرهابيين شباب جُندوا في موريتانيا، أن القاعدة تعتمد على أشخاص ذوي خبرات تكنولوجية لنشر رسائلها.
ويضيف قائلا "بل إن هؤلاء يحظون بمكانة كبيرة في التنظيم الإرهابي لسبب بسيط وهو أن القاعدة عبارة عن عالم افتراضي بشكل كبير وعالمها الافتراضي أكبر بكثير من عالمها الواقعي"، مشيرا أن "عناصرها مواكبون لأحدث برامج وسائل التواصل ولهم خبرة كبيرة في تشفير الرسائل".
ويضيف ولد اطفيل "الاهتمام بالتقنيات الحديثة وصل إلى كل فروع القاعدة لكن فرع القاعدة المغربي يتسم بخصوصية وهي أن شبابه من أصول جزائرية ومغربية وتونسية من أمهر الشباب في ما يسمى بالقرصنة وأساليب التخفي".
أحمد ولد عمار أستاذ جامعي ومحلل سياسي أوضح أن القاعدة تولي عناية خاصة لمحتوى رسائلها على الإنترنت.
وقال "عناصر القاعدة المتمرسون ينشرون تغريدات تستهدف أبناء الدول المتظلمة الذين يعتبرون دول الغرب هي السبب في الظلم والقهر الذي يعيشونه وبالتالي يكون لديهم استعداد لردة الفعل. كما تستهدف نوعا آخر من الشباب وهم المنحدرون من القوميات المهمشة داخل المجتمع والذين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الإحساس بالغبن بحيث يكون لديهم استعداد لمواجهة أي كان للتنفيس عن غضبهم".
ويضيف الأستاذ "من هنا يأتي دور القاعدة في توجيه ذلك الشعور في مسار ينتهى بالشاب إلى الاقتناع بالقاعدة كمخلص أوحد".
ومضى يقول إن القاعدة تترصد "الشباب عبر تويتر". ومن خلال قراءة تغريدات الشباب، يطلع الإرهابيون عن قرب عن الأهداف المحتملة للتجنيد.
وقال الأكاديمي "إنهم يلجؤون دائما إلى اقتناص الشباب الذي تعبر تغريداته عن التمرد على مجتمعه".