بسم الله الرحمن الرحيم
صور تدعو إلى تعظيم الخالق تبارك وتعالى!
في هذا الموضوع تجد أخي القارئ نوعاً جديداً من أنواع الإعجاز
فكل آية من آيات القرآن تصوّر لنا حقيقة علمية
لم يكتشفها العلماء إلا حديثاً جداً
ولذلك يمكننا القول إن في القرآن إعجازاً تصويرياً رائعاً
ويتجلى ذلك من خلال الصور التالية:
ملاحظة:
المرجع في هذه الصور هو مجموعة مواقع عالمية موثوقة وهي:وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"
موقع ناشيونال جيوغرافيك
موقع الموسوعة الحرة
موقع وكالة الفضاء الأوربية
جامعة أريزونا
المجلة الطبية البريطانية
وكالة الجيولوجيا الأمريكية
وغيرها
البحر المسجور
هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة
فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي،
ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن،
ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة والجميلة
بل وأقسم بها، يقول تعالى:
(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ *
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ *
مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8].
والتسجير في اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي أحماه،
وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم
من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلاف الدرجات المئوية،
فسبحان الله!
مرج البحرين
نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين مالحين،
هذه المنطقة تسمى البرزخ المائي،
وقد وجد العلماء لها خصائص تختلف عن كلا البحرين على جانبيها،
ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص البحر الآخر.
وعلى الرغم من اختلاط ماء البحرين عبر هذه المنطقة
إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصه ولا يطغى على البحر الآخر.
هذه حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذ سنوات فقط،
فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى:
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ *
فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن: 19-21].
كانتا رتقاً
لقد وجد العلماء أن الكون كان كتلة واحدة ثم انفجرت،
ولكنهم قلقون بشأن هذه النظرية،
إذ أن الانفجار لا يمكن أن يولد إلا الفوضى،
فكيف نشأ هذا الكون بأنظمته وقوانينه المحكمة؟
هذا ما يعجز عنه العلماء ولكن القرآن أعطانا الجواب
حيث أكد على أن الكون كان نسيجاً رائعاً
والله تعالى قد فتَق هذا النسيج ووسعه وباعد أجزاءه،
وهذا ما يلاحظه العلماء اليوم، يقول تعالى:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًافَفَتَقْنَاهُمَا
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].
وتأمل معي كلمة (رتقاً) التي توحي بوجود نظام ما في بداية خلق الكون،
وهذا ما يعتقده العلماء وهو أن النظام موجود مع بداية الخلق.
القمر نوراً
وجد العلماء حديثاً أن القمر جسم بارد بعكس الشمس
التي تعتبر جسماً ملتهباً،
ولذلك فقد عبّر القرآن بكلمة دقيقة عن القمر ووصفه بأنه (نور)
أما الشمس فقد وصفها الله بأنها (ضياء)،
والنور هو ضوء بلا حرارة ينعكس عن سطح القمر،
أما الضياء فهو ضوء بحرارة تبثه الشمس، يقول تعالى:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا
وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [يونس: 5]
من كان يعلم زمن نزول القرآن أن القمر جسم بارد؟
إن هذه الآية لتشهد على صدق كلام الله تبارك وتعالى
وسراجاً وهاجاً
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس،
ولكن الله تعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13]
وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراج
والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة
وهذا ما تقوم به الشمس، فهي تحرق الوقود النووي
وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج
هي تسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية.
الطارق
اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة،
ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية
تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرض وغيرها،
ولذلك أطلقوا عليها صفتين:
صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية،
وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة،
هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة،
يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين:
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *
النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3].
فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم،
وكلمة (الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم
وهي الموجات الثاقبة، ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله!
الناصية والكذب
اكتشف العلماء حديثاً أن المنطقة المسؤولة عن الكذب
هي مقدمة الدماغ أي الناصية، واكتشفوا أيضاً أن منطقة الناصية
تتنشط بشكل كبير أثناء الخطأ،
ولذلك فقد خلصوا إلى نتيجة أو حقيقة علمية
أن عمليات الكذب وعمليات الخطأ تتم في أعلى ومقدم الدماغ
في منطقة اسمها الناصية،
والعجيب أن القرآن تحدث عن وظيفة هذه الناصية
قبل قرون طويلة فقال تعالى :
(ناصية كاذبة خاطئة)
فوصف الناصية بالكذب والخطأ وهذا ما يراه العلماء اليوم
بأجهزة المسح المغنطيسي، فسبحان الله ..
نجم يموت
هذه الصورة نشرها موقع وكالة ناسا (مرصد هابل)
حيث وجد العلماء أن هذا النجم الذي يبعد 4000 سنة ضوئية عنا
وهو يشبه شمسنا، قد انفجر على نفسه وبدأ يصغر حجمه
ويتحول إلى نجم قزم أبيض،
حيث تبلغ درجة حرارة هذا الانفجار 400 ألف درجة مئوية!
ويؤكد العلماء أن شمسنا ستلقى النهاية ذاتها وتحترق،
وعملية الاحتراق هذه ستؤدي إلى تقلص حجم الشمس على مراحل
لتتحول إلى شمس صغيرة وهو ما يسميه العلماء بالقزم الأبيض،
أليس عجيباً أن نجد القرآن يحدثنا عن نهاية الشمس
بقوله تعالى:
(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1].
حشرة أم ورقة؟
نرى في هذه الصورة حشرة غريبة،
ويعجب العلماء كيف استطاعت هذه الحشرة أن تحاكي الطبيعة
بهذا التقليد الرائع، بل كيف علمت أنها ستختفي من أعدائه
ا في أوراق الأشجار، وكيف استطاعت أن تجعل من جسمها ورقة
لا يستطيع تمييزها إلا من يدقق فيها طويلاً؟
إنها تساؤلات يطرحها العلماء الماديون،
ولكننا كمؤمنين نقول كما قال الله تعالى:
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ
يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].
الحديد نزل من السماء
هذه صورة عرضها موقع ناسا للفضاء بتاريخ 4 مارس 2024
وقال العلماء إنها صورة لمذنب
يبلغ طوله أكثر من 30 مليون كيلو متر،
وأنه يسبح في الكون ومن المحتمل أن يصطدم بأي كوكب يصادفه،
ولدى تحليل هذا المذنب تبين أن ذيله عبارة عن مركبات الحديد،
أما النيازك التي سقطت على الأرض منذ بلايين السنين
والمحملة بالحديد فقد أغنت الأرض بهذا العنصر،
ولذلك عندما تحدث القرآن عن الحديد أكد على أن الحديد
نزل من السماء، يقول تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].
يتبـع..
نرى في هذه الصورة التي تم التقاطها من فوق سطح الأرض
غيوماً ركامية تشبه قمم الجبال،
ويقول العلماء إن ارتفاع هذه الغيوم يبلغ آلاف الأمتار،
بل ويشبهونها بالجبال العالية لأن شكلها يشبه شكل الجبل،
أي قاعدتها عريضة وتضيق مع الارتفاع حتى نبلغ القمة.
ويؤكد العلماء أن مثل هذه الجبال من الغيوم
هي المسؤولة عن تشكل البرَد ونزوله،
والبرد لا يتشكل إلا في مثل هذه الغيوم.
لقد أكد القرآن هذه الحقيقة في زمن
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذه الغيوم،
بل وشبهها الله بالجبال، يقول تعالى:
(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ
يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
فسبحان الذي يعلم السر وأخفى،
إن هذه الحقيقة تشهد بأن
هذا القرآن كلام الله تعالى ومعجزته الخالدة!
غيوم ثقيلة
لقد أثبت العلماء أن الغيوم في السماء تزن ملايين الأطنان
إذن هي ثقيلة جداً،
ويتساءلون اليوم ما الذي يجمع بين هذه الغيوم
ومن الذي يؤلف بين ذراتها،
وما الذي يبقيها معلقة في السماء دون أن تتشتت وتتبعثر؟!
ولكنهم لم يجدوا جواباً حتى الآن،
أما كتاب الله تعالى فقد أعطانا الجواب على ذلك بقوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
الرياح والمطر
قال تبارك وتعالى
:(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
يقول الإمام ابن كثير: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)
أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجرفتفتح عن أوراقها وأكمامها،
وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف الريح العقيم،
فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج،
لأنه لا يكون إلا من شيئين فصاعداً.
واليوم يؤكد العلماء أنه لولا الرياح لم ينزل المطر
لأن تيارات الهواء تحمل نويات الكثيف (ذرات من الغبار والملح) وتقحمها داخل بخار الماء في طبقة الجو الباردة
فتتكثف جزيئات الماء حولها وتتشكل الغيوم والمطر،
فسبحان الله!
التراب الطهور
لقد اكتشف العلماء أشياء كثيرة في حقول العلم المختلفة،
وربما يكون من أعجبها أنهم وجدوا بعد تحليل التراب الأرضي
أنه يحوي بين ذراته مادة مطهرة!!
هذه المادة تستطيع القضاء على الجراثيم بأنواعها،
وتستطيع القضاء على أي ميكروب أو فيروس.
وحتى تلك الجراثيم التي تعجز المواد المطهرة عن إزالتها،
فإن التراب يزيلها! هذه الخاصية المميزة للتراب
تجعل منه المادة المثالية لدفن الموتى،
لأن الميت بعد موته تبدأ جثته بالتفسخ
وتبدأ مختلف أنواع البكتريا بالتهام خلاياه،
ولو أنه تُرك دون أن يُدفن لتسبب ذلك بالعديد من الأوبئة الخطيرة. ولكن رحمة الله بعباده أن خلقهم من تراب،
وسوف يعودون إلى التراب.
ومن معجزات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
أن له حديثاً يؤكد فيه أن التراب يطهر،
فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال:
(إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات
وعفروه الثامنة في التراب) [رواه مسلم].
ومعنى (ولغ) أي شرب أو أدخل فمه في الوعاء،
ونحن نعلم بأن لعاب الكلب يمتزج دائماً بعدد من الجراثيم
وقد تكون خطيرة، وإذا ما شرب الكلب من الماء
ثم شرب منه الإنسان فقد يُصاب بهذه الأمراض.
وقد أثبتت التجارب أن المواد الموجودة في تراب الأرض
تستطيع القضاء على مختلف أنواع الجراثيم.
وإذا علمنا بأن الكلاب تحمل عدداً من الجراثيم الخطيرة
في لعابها وأمعائها، وعندما يشرب الكلب من الإناء
فإن لعابه يسيل ليختلط مع الماء الموجود في هذا الإناء
ويبقى حتى بعد غسله بالماء. لذلك بعد غسله سبع مرات بالماء
يبقى القليل من الجراثيم التي تزول نهائياً
بواسطة التراب الذي يُطهِّر الإناء تماماً.
ومعنى (عفّروه)
بشكل يمتزج جيداً مع جدران الوعاء.
وهذه الطريقة تضمن انتزاع ما بقي من جراثيم
بواسطة هذا التراب.
فالتراب له قابلية كبيرة جداً للامتزاج بالماء.
وبعد غسل الوعاء بالماء يبقى على جدرانه بعض الجراثيم،
ولذلك لا بدّ من إزالتها بحكّها جدياً بالتراب،
وسبحان الله! كيف عرف هذا الرسول الكريم
أن في التراب مواد تقتل الجراثيم؟
البروج الكونية
يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً) [الفرقان: 61].
وأقسم بهذه البروج فقال: (والسماء ذات البروج) [البروج: 1].
في كلمة (بروجاً)
تتراءى لنا معجزة حقيقية في حديث القرآنعن حقيقة علمية بدأ علماء الغرب اليوم باكتشافها،
حيث نجدهم يطلقون مصطلحات جديدة مثل الجزر الكونية
والبنى الكونية والنسيج الكوني،
لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة التي تعدّ بآلاف الملايين
وتملأ الكون ليست متوزعة بشكل عشوائي،
إنما هنالك أبنية محكمة وضخمة من المجرات
يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات الضوئية!
فكلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم،
وهذا ما نراه فعلاً في الأبراج الكونية
حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات
وكل مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!!
فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
نهاية الشمس
تخبرنا القياسات الحديثة لكتلة الشمس
وما تفقده كل ثانية من وزنها بسبب التفاعلات الحاصلة في داخلها
والتي تسبب خسارة ملايين الأطنان كل ثانية!
هذه الخسارة لا نحسُّ بها ولا تكاد تؤثر على ما ينبعث من أشعه ضوئية
من الشمس بسبب الحجم الضخم للشمس.
ولكن بعد آلاف الملايين من السنين
سوف تعاني الشمس من خسارة حادة في وزنها
مما يسبب نقصان حجمها واختفاء جزء كبير من ضوئها،
وهذا يقود إلى انهيار هذه الشمس.
وهنا نجد البيان القرآني يتحدث عن الحقائق المستقبلية بدقة تامة،
يقول تعالى:
(إذا الشمس كُوِّرت) [التكوير: 1].
وهذا ثابت علمياً في المستقبل،
إنها معجزة تشهد على إعجاز هذا القرآن.
البناء الكوني والمجرات
يوجد مثل هذه المجرة في الكون أكثر من مئة ألف مليون مجرة!!
ويقول العلماء إنها تشكل بناء كونياً Cosmic Building
وهذه الحقيقة تحدث عنها القرآن بقوله تعالى:
(والسماء بناء) [البقرة: 22]
وكلمة (بناء) تمثل معجزة علمية للقرآن
لأن العلماء لم يطلقوا مصطلح البناء الكوني إلا حديثاً جداً!
صوت من الثقوب السوداء
هذه صورة ملتقطة من قبل وكالة الفضاء الأمريكية
وتظهر فيها الأمواج الصوتية التي ينشرها الثقب الأسود.
نرى في مركز الصورة ثقباً أسوداً
(طبعاً الثقب الأسود لا يُرى ولكنه رُسم للتوضيح)
ومن حوله سحابة هائلة من الدخان،
وقد أحدث الصوت الذي ولَّده الثقب الأسود موجات في هذا الدخان.
وينبغي أن نعلم أن جميع النجوم أيضاً تصدر ذبذبات صوتية،
بل إن النباتات والحيوانات جميعها تصدر ذبذبات صوتية،
وكأن هذه المخلوقات مسخرة لتسبح الله تعالى القائل:
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
المنطقة التي غُلبت فيها الروم
نرى في هذه الصورة أخفض منطقة في العالم،
وهي المنطقة التي دارت فيها معركة بين الروم والفرس وغُلبت الروم،
وقد تحدث القرآن عن هذه المنطقة
وأخبرنا بأن المعركة قد وقعت في أدنى الأرض
أي في أخفض منطقة على وجه اليابسة، فقال تعالى:
(الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم: 1-7].
وقد ثبُت بالفعل أن منطقة البحر الميت
وما حولها هي أدنى منطقة على اليابسة!!
يتبع
نرى في هذه الصورة كوكب الأرض على اليمين
ويحيط به مجال مغنطيسي قوي جداً وهذا المجال
كما نرى يصد الجسيمات التي تطلقها الشمس
وتسمى الرياح الشمسية القاتلة،
ولولا وجود هذا المجال لاختفت الحياة على ظهر الأرض،
ولذلك قال تعالى:
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
ظهر الفساد في البر والبحر
يقول تعالى
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
لنتأمل هذه الآية وما تحويه من حقائق لم يصل إليها العلماء
إلا في هذه الأيام:
– أولاً
: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) والعلماء يقولون: بالفعل إن هناك فساداً خطيراً على وشك الظهور،
طبعاً: الغلاف الجوي لم يفسد نهائياً
ولكن هنالك إنذارات تنذر بفساد هذه الأرض،
حتى إن العلماء يستخدمون كلمة (Spoil)
وهي تعني الفساد أو أفسد بهذا المعنى.
– ثانياً
: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) قالوا كما رأينا يشمل هذا التلوث البر والبحر
(بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)
القرآن أكد على أن الفساد لا يمكن أن يحدث
إلا بما اقترفته يد الإنسان، هذا الإنسان هو المسؤول عن التلوث
وهذا ما تأكد منه العلماء وأطلقوا بشأنه التحذيرات.
– (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) إذاً هنا نوع من أنواع العذاب،
فالله تبارك وتعالى يذيق هؤلاء الناس بسبب أعمالهم
وإفسادهم في الأرض بعض أنواع العذاب كنوع من البلاء.
– (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع
إلى الوضع الطبيعي المتوازن للأرض،
وهذا ما يقوله العلماء اليوم.
مصابيح في السماء
نرى في هذه الصورة التي نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا
عدداً من النجوم المضيئة، هذه النجوم تضيء الدخان الكوني
المحيط بها، ويقول العلماء إنها تعمل مثل "مصابيح" كاشفة
Flashlights تكشف لنا الطريق وتجعلنا نرى سحب الدخان الكثيفة
في الكون، ولولا هذه المصابيح لم نتمكن من معرفة الكثير
عن أسرار الكون. وصدق الله عندما سبق علماء الغرب إلى هذا الاسم
(المصابيح) قال تعالى
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا
وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 12].
فلا أقسم بالشفق
هذه صورة للشفق القطبي، الذي يظهر في منطقة القطب الشمالي عادة،
إن هذه الظاهرة من أعجب الظواهر الطبيعية
فقد استغرقت من العلماء سنوات طويلة لمعرفة أسرارها،
وأخيراً تبين أنها تتشكل بسبب المجال المغنطيسي للأرض،
وهذا الشفق يمثل آلية الدفاع عن الأرض ضد الرياح الشمسية القاتلة
التي يبددها المجال المغنطيسي و"يحرقها"
ويبعد خطرها عنا وبدلاً من أن تحرقنا نرى هذا المنظر البديع،
ألا تستحق هذه الظاهرة العظيمة أن يقسم الله بها؟
يقول تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ *
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ) [الانشقاق: 16- 21].
وجعل بينهما برزخاً
هذه الصورة تُدرّس اليوم في كبرى جامعات العالم،
وهي تمثل حقيقة يقينية في علم المياه،
حيث نرى تدفق النهر العذب وامتزاجه مع ماء المحيط المالح،
وقد وجد العلماء تشكل جبهة أو برزخ فاصل بين الماءين،
هذا البرزخ يحول دون طغيان الماء المالح على العذب،
وسبحان الذي وصف لنا هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً بقوله:
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان: 53].
فإذا انشقت السماء
دائماً يعطينا القرآن تشبيهات دقيقة ليقرب لنا مشهد يوم القيامة،
يقول تعالى:
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37].
هذه الآية تصف لنا انشقاق السماء يوم القيامة
بأنها ستكون مثل الوردة ذات الألوان الزاهية،
وإذا تأملنا هذه الصورة التي التقطها العلماء
لانفجار أحد النجوم، وعندما رأوه أسموه (الوردة)،
نفس التسمية القرآنية، وهذا يعني أن هذه الصورة
هي صورة مصغرة ودقيقة عن المشهد
الذي سنراه يوم القيامة، فسبحان الله!
وقد يعترض البعض على هذه الصورة بحجة أن الآية
تتحدث عن يوم القيامة، نعم إن الآية الكريمة
تتحدث عن انشقاق السماء يوم القيامة،
ولكن الله تعالى دائماً يرينا بعض الإشارات الدنيوية
التي تثبت صدق كلامه، وصدق وعده،
فقد حدثنا الله تعالى عن فاكهة الجنة،
ولكنه خلق لنا فاكهة في الدنيا لنستطيع أن نتخيل الفاكهة
التي وعدنا الله بها يوم القيامة،
كذلك حدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستتلون بألوان
تشبه الوردة وخلق لنا النجوم التي تنفجر وتولد الألوان الزاهية
مثل الوردة المدهنة تماماً.
ولذلك هذه الصورة لا تمثل يوم القيامة
بل صورة مصغرة عما سنراه يوم القيامة والله أعلم.
وجاءهم الموج من كل مكان
نرى في هذه الصورة موجة ترتفع عدة أمتار،
وقد وجد الباحثون لدى دراسة هذه الموجة
أنها تحيط الإنسان من كل مكان.
أي أنه لدى وجود سفينة في عرض البحر فإن الأمواج التي تغرقها
تحيط بها من الجهات الأربعة، وكل موجة تغلف ما بداخلها تغليفاً.
هذا الوصف الدقيق الذي نراه اليوم بالصور
جاء به القرآن قبل 14 قرناً من الزمان
وعلى لسان نبي لم يركب البحر في حياته أبداً
ولم يرَ هذه الأمواج وهي تحيط بالسفن،
يقول تعالى:
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ
وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ *
فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [يونس: 22-23].
وانشق القمر
لقد اكتشف العلماء في وكالة ناسا حديثاً وجود شق على سطح القمر،
وهو عبارة عن صدع يبلغ طوله آلاف الكيلومترات،
وقد يكون في ذلك إشارة إلى قول الحق تبارك وتعالى:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: 1]،
ويمكن القول إن ظهور هذا الشّق وتصويره
من قبل علماء الغرب هو دليل على اقتراب القيامة والله أعلم.
المصدر وكالة ناسا:
يولج الليل في النهار
لقد وجد العلماء أن تداخل الليل في النهار عملية معقدة جداً،
حتى إنهم لم يستطيعوا حتى الآن إدراك ما يحدث بالضبط
في الجزء الفاصل بين الليل والنهار،
ولذلك يستخدمون الكمبيوتر لدراسة هذه العملية العجيبة،
ولكنهم وجدوا أن الليل يدخل في النهار والنهار يدخل في الليل
وهذه العملية تحدث على مدار ال 24 ساعة بدون توقف،
وهنا نتذكر قوله تعالى:
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [الحج: 61-62]. وتأمل كيف جاء الفعل بصيغة الاستمرار
للدلالة على أن العملية مستمرة،
وكذلك السؤال: من كان يعلم منذ 14 قرناً
أن الليل والنهار في حالة تداخل مستمر،
وأن هذه العملية آية من آيات الله تستحق الذكر والتفكر؟!
الوردة الحمراء في السماء!
نرى في هذه الصورة التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"
نجماً ينفجر فكوّن شكلاً يشبه الوردة المدهنة بدهان أحمر،
ولذلك أطلق عليها علماء الغرب اسم (الوردة الحمراء المدهنة)،
ومن عجائب القرآن أنه حدثنا عن هذا المشهد
والذي هو صورة مصغرة من أهوال يوم القيامة في قوله تعالى:
(فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37].
فانظروا معي كيف يستخدم علماء الغرب التعبير القرآني ذاته،
ألا يدل ذلك على أن القرآن كتاب الله؟!!
يتبــع..
اكتشاف مذهل: العلماء يكتشفون الأمواج العميقة
هذا عنوان بحث جديد بقلم علماء غير مسلمين
يعترفون بأنها المرة الأولى التي يشاهدون فيها الأمواج العميقة
في المحيط الهادئ، وهذا ما تحدث عنه القرآن، لنقرأ ..
آية عظيمة كلما تذكرتها أتذكر عظمة الخالق سبحانه وتعالى
يقول فيها:
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ
مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40].
يشبّه الله أعمال الكفار برجل يعيش في أعماق المحيط حيث تتغشاه الأمواج العميقة من فوقه ثم هناك طبقة ثانية من الأمواج
على سطح الماء وفوق هذا الموج سحاب كثيف يحجب ضوء الشمس،
فهو يعيش في ظلمات بعضها فوق بعض.
في هذه الآية العظيمة حقيقة علمية لم تنكشف يقيناً للعلماء
إلا في نهاية عام 2024 وذلك من خلال اكتشافهم لأمواج عميقة
في المحيط لأول مرة تختلف عن الأمواج السطحية على سطح الماء،
أي أن هناك موج عميق وموج سطحي،
وهو ما عبرت عنه الآية بقوله: (مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ).
وقبل سرد الاكتشاف العلمي لابد من التنبيه
لما يقوم به بعض الملحدين من تشكيك في صحة هذه المعجزات الواضحة.
فقد حاولت الرد كثيراً على الملحدين الذين ينكرون إعجاز القرآن
في الحديث عن الأمواج العميقة،
ولكن في كل مرة كانوا يخترعون كذبة جديدة،
فمرة يقولون إن العلماء اكتشفوا تيارات في أعماق المحيطات
وهذه تختلف عن الأمواج، فالقرآن يتحدث عن (موجWave )
والعلماء يتحدثون عن "تيار" Current ،
ويقولون إنه من المستحيل أن توجد أمواج حقيقية
في الأعماق كالتي تحدث عنها القرآن،
وهذا يعني أن القرآن أخطأ في هذا التعبير:
(مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ) ويكفي أن نجد خطأ واحداً في القرآن
لنثبت أنه ليس من عند الله لأن الله لا يُخطئ!
هذا قولهم بأفواههم، وكما قال تعالى:
(كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ
قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [البقرة: 118].
والملحد يا إخوتي يراوغ ويلف ويدور وهو يدرك في قرارة نفسه
أن القرآن هو الحق، ولكن الكِبر يمنعه من الإيمان به،
وهذا ما أخبرنا به القرآن:
(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 14].
فتارة يقولون إنكم تخرجون عن التفسير المألوف للقرآن
بما تقدمونه من إعجاز مزعوم،
وتارة يقولون: إن الحقائق العلمية التي تعتمدون عليها غير صحيحة،
وعندما نواجههم بالدليل القوي على أن القرآن
تحدث عن هذه الحقيقة العلمية بوضوح كامل
يتهربون من المواجهة ويقولون: إنها مصادفة!!!
ولذلك أقدم هذا الاكتشاف العلمي الصريح الذي يرد على هؤلاء،
وسوف نستخدم ما جاء في المقال الأصلي حرفياً وباللغة الإنكليزية
ليكون كلامنا موثقاً ولا يحتمل التأويل،
وندعوهم لإعادة النظر ليكونوا منصفين وعادلين،
فلن ينفعهم استكبارهم ولن يجدوا مهرباً من الله إلا إليه.
ونحن نريد لهم الخير والهداية والنجاة من عذاب يوم عظيم:
(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88-89].
اكتشاف علمي جديد
نشرت جريدة تيلي غراف في 13/12/2007 مقالاً بعنوان:
Deep ocean waves discovered by scientists
"العلماء يكتشفون الأمواج العميقة في المحيط"
وجاء في هذا الخبر أن اكتشاف هذه الأمواج العميقة في المحيط
قد سببت مفاجأة للعلماء لأنهم لم يتوقعوا أن يشاهدوا أمواجاً
تشبه تلك التي نعرفها في أعماق المحيط، لنقرأ:
British scientists have discovered waves that flow deep in the Pacific Ocean
علماء بريطانيون اكتشفوا أمواجاً تتدفق في أعماق المحيط الهادئ!
They were known to occur on or near the ocean’s surface but the scientists were surprised to find them in the deep ocean.
لقد علموا أن مثل هذه الأمواج يمكن أن تشاهد
على أو قرب سطح المحيط، ولكن العلماء كانوا مندهشين
لأنهم وجدوا هذه الأمواج في المحيط العميق.
Prof Karen Heywood, an oceanographer at the University of East Anglia (UEA) and co-author of the research, said: "We were both surprised and delighted. "We expected to find something at about 50m because satellite imagery indicated it was there but we were really excited when we got a result at 1,500 metres. It opens up the possibility that there may be more waves even deeper down."
لقد جاء على لسان البرفسورة Karen Heywood من جامعة UEA
ومؤلفة مشاركة في هذا البحث:
لقد كنا مندهشين وفرحين! لقد كنا نتوقع وجود شيء ما
على عمق 50 متراً كما أشارت إلى ذلك الصور القادمة
من الأقمار الاصطناعية، ولكن الذي أثارنا حقيقة
أن نجد هذه الأمواج على عمق 1500 متراً،
وهذا يفتح باب الاحتمالات على أن هناك أمواجاً على أعماق أكبر.
Dr Adrian Matthews, a meteorologist in UEA’s School of Environmental Sciences and lead author of the new research, said: "Everyone thought that there would be nothing to see below about 200m.
يقول الدكتور Adrian Matthews أحد علماء الجامعة المذكورة
والذي يقود هذا البحث: كل واحد منا ظن أنه
لا يمكن رؤية أي أمواج تحت عمق 200 متر.
ويؤكد العلماء أن هذا الاكتشاف يحدث للمرة الأولى
في نهاية العام 2024 وأنه سيشكل قفزة في دراسة المحيطات
والبيئة بشكل عام، ويحاول العلماء حشد جهودهم
للتعرف على المزيد من هذه الأمواج الغريبة.
لقد استخدموا في هذا الاكتشاف الأقمار الاصطناعية والغواصات
والمختبرات العائمة، وقد أظهرت الصور وجود أمواج عميقة
ولكن المفاجأة أنهم لم يتوقعوا أن تكون عميقة لهذا الحد،
أليس هذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى:
(بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)،
بحر لجي: أي بحر عميق. مصدر الصورة: وكالة ناسا NASA
لنتأمل الآن قول الحق تبارك وتعالى:
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ) [النور: 40].
فقد تحدثت الآية بدقة عن أمواج في بحر عميق،
وهذا ما كشفه العلماء أخيراً.
وهنا نود أن نقول لأولئك الملحدين:
كيف جاء ذكر هذه الأمواج في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً؟
وهل كانت هذه الحقيقة معروفة في ذلك الوقت؟
إن علماء الغرب يعترفون بأن أول مرة يرون هذه الأمواج
كانت في العام 2024، فمن الذي أخبر النبي الأعظم
بهذه الحقيقه اليقينية؟
وما الذي يدعو هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
للحديث عن حقيقة علمية معقدة كهذه؟
وكيف علم أن من يعيش في البحر اللجي العميق
سوف يغشاه الموج العميق ويكون في ظلام دامس؟؟؟
ونقول أيضاً لمن يعتقد أن الإعجاز العلمي هو تحميل للآيات
غير ما تحتمل: ماذا يمكن أن نسمي حديث القرآن
عن هذه الأمواج العميقة،
هل نسميه إعجازاً أم مصادفة؟
الله تبارك وتعالى يتحدث عن موج
والعلماء يكتشفون هذه الأمواج Waves
والله يتحدث عن (بحر لجي) أي عميق
والعلماء يتحدثون عن المحيط العميق Deep ocean
إذاً أين هذا التحميل لمعاني الآية؟
إن كل صاحب عقل لابد أن يرى في هذه الآية معجزة شديدة الوضوح،
بل لو كان في اللغة كلمة أكبر من "إعجاز" لاستخدمتها للتعبير
عن عظمة وروعة هذا الكتاب العظيم.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذه المعجزة نوراً لكل مؤمن وحجة
على كل ملحد ينكر هذا القرآن،
ونقول كما قال تعالى:
(وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ) [غافر: 81].
معجزة نبوية جديدة: السماء تمطر ليل نهار
في عصر الاستهزاء بالنبي الأعظم لابد أن ننصر هذا النبي الرحيم
بأن نتأمل المعجزات العلمية التي جاء بها
لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق هذه الرسالة
وأن محمداً رسول الله…..
ما أكثر الأحاديث التي نطق بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لتكون معجزات تشهد على نبوَّته في هذا العصر.
ومن هذه الأحاديث حديث عجيب لا يمكن لأحد أن يتنبأ به
لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى،
ولكن قبل عرض هذا الحديث لنقف على بعض الحقائق العلمية.
كيف كان الناس ينظرون إلى ظاهرة نزول المطر
في القرن السابع الميلادي كان المنجمون
هم وكالات الأرصاد الموثوقة بالنسبة لمعظم الناس،
وقد كانوا يظنون أن المطر ينزل بسبب وجود النجوم
في وضعية محددة فيما يسمونه بالأبراج.
وبعضهم كان ينظر للمطر على أنه رزق تتفضل به الآلهة على الناس!
وعندما جاء الحبيب الأعظم ألغى هذه المعتقدات
وأسس في عقول الناس التفكير العلمي
واعتبر أن المطر والبرق والرعد والشمس والقمر
والكسوف وغيرها ما هي آيات كونية
لا تسير إلا بأمر خالقها عز وجل.
في الحضارة الإغريقية كان الناس يعتقدون أن المطر هو غضب الآلهة!
وأن الآلهة عندما تغضب أو تنزعج منهم ترسل عليهم المطر!!
وهكذا كانت الأساطير تنتشر في كل أنحاء أوربا.
تمثال كان يمثل إله المطر قديماً،
حيث كان معظم الناس يعتقدون أن المطر ناتج عن إله يغضب
فيقذف الناس بالماء، وهذا المعتقد كان حقيقة علمية ذات يوم!
كيف ينظر العلماء اليوم إلى المطر
يؤكد جميع علماء الدنيا أن ظاهرة المطر منظمة ومعقدة
وإن تشكل حبة المطر يعتمد على قوانين فيزيائية محكمة.
ولكن الشيء الجديد الذي كشفته الصور الملتقطة
بالأقمار الاصطناعية للأرض، أن المطر ينزل بشكل دائم
في مناطق متفرقة من الكرة الأرضية.
فعندما نتأمل الكرة الأرضية من جوانبها نلاحظ أنها مغطاة بالغيوم
في معظم أجزائها، ويقول العلماء في كل ثانية
هناك مئة ومضة برق تحدث في العالم،
والبرق مرتبط بنزول المطر غالباً،
ولذلك فإن الحقيقة العلمية الثابتة
أن المطر ينزل باستمرار في أمكنة مختلفة من الأرض.
هذه صورة الأرض كما نراها من الخارج،
نلاحظ بأن الغيوم تغطي أجزاء كبيرة من الغلاف الجوي،
ويؤكد العلماء أن السماء تمطر في كل لحظة ليلاً ونهاراً،
فلا يتوقف المطر أبداً خلال السنة،
ولكن هذه الأمطار تنزل في مناطق متفرقة وتتوزع بنظام
يشهد على عظمة وإبداع الخالق عز وجل.
فأجزاء الكرة الأرضية تتبادل الفصول الأربعة،
فعندما يكون النصف الشمالي من الأرض في فصل الصيف،
يكون النصف الجنوبي يمر في شتاء وأمطار، والعكس صحيح،
أي أنه لا توجد ساعة من الليل أو النهار إلا والسماء تمطر،
وتذهب معظم الأمطار في البحار، هذه حقيقة علمية.
ماذا يقول النبي عن ظاهرة المطر
كلما أبحرتُ في أقوال الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام
وجدتُ معجزات لا تنقضي وعجائب لا تنتهي،
قال عليه الصلاة والسلام: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها
يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم].
إن هذا الحديث يؤكد على حقيقة علمية
وهي أن المطر ينزل بشكل دائم طيلة الليل والنهار،
وهذا ما نراه يقيناً اليوم بالأقمار الاصطناعية.
ماذا يقول المفسرون عن هذه الظاهرة
يقول تبارك وتعالى:
(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا
وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا
فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الفرقان: 48-50].
جاء في تفسير البغوي: قوله عز وجل:
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ) يعني: المطر، مرة ببلدة ومرة ببلد آخر.
قال ابن عباس: (ما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه في الأرض)
وقرأ هذه الآية. وهذا كما روي مرفوعًا:
(ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها
يصرفه الله حيث يشاء) [رواه الحاكم].
وذكر ابن إسحاق وابن جريج ومقاتل وبلغوا به
وابن مسعود يرفعه قال:
(ليس من سنة بأمطر من أخرى، ولكن الله قسم هذه الأرزاق،
فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كل سنة
بكيل معلوم ووزن معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي
حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعًا
صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار) [رواه الحاكم].
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في بيئة صحراوية،
ولم يكن لديه أقمار اصطناعية ولا نشرات أرصاد جوية
ولا أجهزة تصوير، ولم يكن هناك أي وسيلة للتنبؤ
بأن الأمطار مستمرة ليلاً نهاراً، فلو كان يتكلم من تلقاء نفسه
لأقرَّ قومه على معتقداتهم ليحظى بتأييدهم،
ولكنه لم يأت بكلمة واحدة من عنده،
ولذلك نتساءل:
من الذي أخبره بحقيقة علمية
لم تنكشف إلا بعد مئات السنين،
وما الذي يدعوه للحديث عن مثل هذه الحقيقة؟
ألا ترون معي بأن النبي قد أخبر بهذه الحقيقة
لتكون ردّاً بليغاً على الذين يستهزئون بخير إنسان عرفته البشرية؟
وجه الإعجاز
1- تناول الحديث الشريف حقيقة علمية
لم تكن معروفة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام،
وهذا يثبت صدق النبي الأعظم وأنه لا ينطق عن الهوى.
فقد أوجز في كلمات قليلة وبليغة حقيقة علمية كبيرة
عندما قال: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا السماء تمطر فيها
يصرفه الله حيث يشاء)،
تأملوا معي كيف يفهم هذا الخطاب كل الناس من الأعرابي البسيط
إلى العالم المتخصص!
2- تحدث النبي عن مسألة مهمة وهي حقيقة تصريف ماء المطر بقوله:
(يصرفه الله حيث يشاء) والعجيب أن هناك مراجع علمية
عن أنظمة تصريف الماء على الأرض من خلال ما يسمى بدورة الماء.
ويؤكد العلماء أن هناك معدلات شبه ثابتة سنوياً
لهطول كميات المطر، ولتوزع هذا الماء على الأرض
على شكل أنهار ومياه جوفية وبحيرات مالحة وعذبة وغير ذلك.
3- العجيب أن أحداً لم ينكر على النبي قوله هذا،
على الرغم من وجود المعارضين له بكثرة في حياته وبعد موته!
لأنهم ببساطة وهم يعيشون في صحراء ربما لا تمطر السماء لسنوات،
يمكن أن يقولوا له: كيف ذلك ونحن لا نرى المطر إلا قليلاً!
وهذا من الإعجاز أيضاً.
4- من إعجاز هذا الحديث أن الله حفظه لنا طوال 1400 سنة من التحريف، وعلى الرغم من أنه يخالف الحقائق السائدة لمئات السنين
إلا أن المسلمين حافظوا على هذا الحديث وصدقوا نبيهم،
وهذا يثبت أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول من عند الله.
5- سؤال لا نجد له تفسيراً عند أي ملحد
ممن ينكرون نبوة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم:
ما الذي يدعو النبي إلى الحديث في حقيقة علمية
لم تكن معروفة ولن تقدم له شيئاً!!
بل إنكم أيها الملحدون تقولون إن النبي كان يريد الشهرة
ولذلك ألَّف القرآن،
ونقول: لماذا ذكر هذا النبي الرحيم الكثير من الحقائق العلمية
ولم يذكر أشياء تخصه مثلاً لو كان يريد المجد والسلطة!!
نسألك يا الله أن تهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنك،
إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
أهمية الجبال في نزول الأمطار
قبل أربعة عشر قرناً كان الإنسان ينظر إلى الغيوم والمطر
كظاهرة غريبة ترتبط بالآلهة، فكان الناس يلجؤون إلى الطقوس
والتوسل بالآلهة لتنزِّل عليهم المطر من السماء،
وكان الناس في أوربا ينظرون إلى المطر أنه رزق تسوقه الآلهة لهم!
ولكن عندما جاء الإسلام أنار لنا الطريق وصحح هذه الأفكار
والأساطير الخاطئة، وتحدث عن المطر كظاهرة علمية بحتة،
ولكن الله تعالى الذي خلق الكون وخلق كل شيء
هو الذي قدَر ووضع القوانين الخاصة بنزول المطر،
فقال في آيتين عظيمتين مؤكداً وجود قوانين دقيقة
تحكم هذه الظاهرة وعبر عن ذلك بكلمة (قدر)
أي قانون إلهي وسنة كونية:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ
وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
وقال أيضاً:
(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا
كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) [الزخرف: 11].
وهذا يعني أن القرآن أول كتاب يضع أساساً علمياً
لظاهرة نزول المطر، ويبعد الخرافات والأساطير عن عقول الناس.
ولكن هناك أمر مهم اكتشفه العلماء
وهو دور الجبال في تشكل الغيوم ونزول المطر،
فالجبال تشكل جزءاً مهماً من البيئة الأرضية
لها دور في الكثير من الظواهر وقد يكون
أهمها الغيوم والأمطار.
فعندما تسوق الرياح ذرات الماء المتصاعدة من البحار
تساهم الجبال في رفعها وتوجيهها للأعلى، تماماً
مثل سباق التزلق على الجليد حيث نلاحظ أن المتزلق
يحاول السير على الجليد حتى يصل إلى مرتفع
فيصعد على هذا المرتفع فتزداد سرعته ويقفز في الهواء
ويرتفع لمسافة كبيرة، ومن دون هذا المرتفع
لا يمكن له أن يرتفع في الهواء.
دائماً هناك علاقة بين الجبال والغيوم،
فنرى أن قمم الجبال تكون مغطاة بالغيوم معظم أيام السنة،
وذلك بسبب تصميم الجبال الذي يعمل كمصد للهواء
ينزلق على سطحه ويساهم الشكل الانسيابي للجبل
في تسريع تيارات الهواء المحملة ببخار الماء،
ويساهم في تبريدها وتشكل الغيوم.
وهنا تتجلى حقيقة علمية كشفت عنها البحوث الحديثة،
فالجبال لها دور مهم في تشكل الغيوم ونزول المطر.
حتى إن أعذب المياه وأنقاها نجدها في تلك الجبال الشامخة.
فقد رصد العلماء حركة الرياح وهي تحمل ذرات بخار الماء
من سطح البحر. هذه التيارات الهوائية تبدأ بالحركة الأفقية
حتى تصطدم بالجبال وهذا يؤدي إلى تغيير مسار الرياح
باتجاه الأعلى، لذلك نجد أن قمم الجبال العالية
تتجمع الغيوم حولها وتغطيها الثلوج طيلة أيام السنة تقريباً.
إذن كلما كان الجبل أكثر شموخاً وارتفاعاً
أدى ذلك لتجمع كمية أكبر من الغيوم ثم نزول المطر
أو الثلج ثم ذوبان هذا الثلج وتسرُّبه عبر طبقات الجبل
ومسامه حتى تتفجر الينابيع شديدة العذوبة.
نلاحظ أن الينابيع غالباً ما تتشكل بالقرب من الجبال،
ويؤكد العلماء أن الماء الذي ينبع من قرب الجبل يكون نقياً
ومستساغ المذاق، وهذا ما حدثنا عنه القرآن في قوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً) [المرسلات: 27].
والفرات أي المستساغ المذاق.
إن مياه الينابيع هذه والتي جاءت من الجبال العالية
خضعت لعمليات تصفية متعددة.
وكما نعلم من محطات معالجة المياه:
كلما مرَّت المياه عبر مراحل تصفية (فلترة)
أكثر كلما كان الماء أنقى.
وفي حالة الجبال التي ترتفع عدة كيلومترات،
تعمل هذه الجبال كأفضل جهاز لتنقية المياه على الإطلاق.
لولا الجبال لم نتمكن من شرب قطرة ماء!
قد يكون هذا الكلام غريباً ولكن الحقيقة أن للجبال دور مهم
في المناخ حيث تلعب دوراً أساسياً في تشكل الغيوم،
والغيوم طبعاً مسؤولة عن هطول المطر،
ثم إن الجبال تساهم في تشكل الثلوج،
ومن ثم وبعد ذوبان هذه الثلوج تساهم الجبال
بفعل تصميمها الداخلي (طبقات الصخور)
في تنقية هذا الماء المذاب.
ويؤكد العلماء أنه لا يمكن للإنسان مهما بلغ من التقدم العلمي
أن يقلِّد هذه العمليات التي تتم عبر الجبال.
وهنا يأتي القرآن ليتحدث عن تنقية المياه ودور الجبال العالية
في ذلك، يقول تعالى:
(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً) [المرسلات: 27].
ففي هذه الآية الكريمة ربط المولى جل جلاله بين الرواسي الشامخات
وهي الجبال العالية وبين الماء الفرات وهو شديد العذوبة.
وهنا لا بُدَّ من وقفة:
من كان يعلم في ذلك الزمان الدور المهم للجبال
في إنزال المطر وتنقية المياه؟
هناك علاقة أخرى بين نسبة ارتفاع الجبل وبين كمية الماء الهاطل
أو المتدفق من الجبل، فكلما كان الجبل أعلى
كانت كمية الماء أكبر بل وأكثر نقاوة وكان مذاقها أطيب،
ولذلك فقد ربط القرآن بين الرواسي الشامخات وهي الجبال العالية
فقال (رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ)، وبين الماء الفرات وهو الماء المستساغ
المذاق والطيب الطعم، يقول تعالى: (مَاء فُرَاتاً)!
وهكذا لو تتبعنا آيات القرآن كلها لم نجد أي اختلاف أو تناقض،
بل جميع نصوص القرآن جاءت محكمة ومتفقة
مع معطيات العلم الحديث،
أليس هذا دليلاً ملموساً على أن القرآن كتاب الله تعالى؟
يتبــع..