!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هدية للأمهات – مُعطرة بالآهات
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أُمّاهُ ما حيلتي ؟ مَهما فعلتُ لكِ ما وَفّيتُ
إحسانُكِ يَبقى يطوّقني ودَينا ما قَضيتُ
في قرار مَكين حملتِني وتسعةَ أشهر بَقَيتُ
حمَلتِني كُرها ووضعتني كُرها حين استويت
ومِن سِقائيكِ لَبنا سائغا شربتُ حتى ارتويتُ
وفي الحضن الدافئ تربّتين عليّ في البيت
أنامُ قريرا بجنبكِ وأنتِ ساهرة كلما بكيتُ
عيناي في عينيكِ دَوما تفهميني كأني حَكيت
ولما اشتد عودي قليلا فرحتِ لأوّلِ خطو مشيت
أمشي -أتعثّرُ – تُقيلين عثرتي أوّلَ ما مشيت
تجلبين لي ألعابا ألهو بها كلّما مللتُ أو تشاقيتُ
وإذا مَرضتُ تَمرضين معي فإذا بَرئتُ تشافيتِ
وملابسي كَم في اليوم أملؤها من عصير وزيت
تغسلينها بلا تأفُّف وكأنني شيئا أبدا ما جنيت
كبرتُ قليلا فلا بد من ورق وقلم – فاشتريتِ
أصابعي تتلوث من أقلام ألوان كقوس الغيث
وما هي إلا سنوات حتى أنني للبراءة نسيت
ما هذا ؟ شَعر على وجهي أحلقه ( بالجيليت )
وما هذا ؟ أصبحتُ عروسا وفي المرآة تَمارَيت
المكياج أصبح لَهوي بَعدَ أن ألعابَ الطفولة رَمَيت
ما بالُ أمّي لا تَعلم أني مُراهِقا – مُراهقة غدوت
ألم يكُن عندهم في ذاك الزمان مراهَقة يا زَمَنا ولّيتَ ؟!
كبرتُ الآن أكثرَ وما زلتُ في عين أمي طفلَ بيت
تقول لي بحنانها : ستبقى طفلي شئتَ أم أبَيتَ
إلهي جازها بالخير إحسانا يا ربَّ الكعبة البيت
( اللهم آمين )
( بقلمي )