——————————————————————————–
فالمعروف فهو ما عرف الناس بأنه محبوب للشارع مفروضا كان أو مسنونا أو مستحبا .
والمنكر هو ما ينكره الشارع محرما كان أو مكروها .
وليس وجود هيئة شرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بهذه الوظيفة ببدع على أمتنا بل وعلى سابق العهود . من غير أمتنا .
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله : (( اتفقت الأمة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي علن المنكر بلا خلاف بين أحد منهم لقوله تعالى : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )) آل عمران .
ويقول الإمام القرطبي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى ك (( إن الذين يكفرون بآيات الله يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم )). . يقول رحمه الله : ( دلت هذه الآية على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان واجبا في الأمم المتقدمة وهو فائدة الرسالة وخلافة النبوة.
يقول الحسن البصري رحمه الله : ( من أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه ) .
يقول الإمام محمد عبده :
( وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشبه فريضة الحج التي هي عين ولكن على المستطيع ، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آكد من فريضة الحج لأنه لم يشترط فيها الاستطاعة لأنها مستطاعة دائما فلا بد للمرء من حفظ نفسه ومن معه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والغش فهذه ليست من فروض الكفاية التي يتواكل فيها الناس كصلاة الجنازة إذ لا يجب على كل من يعلم أن هنا ميتا أن ينتظر غسله ليصلي عليه بل يكفي أن يعلم أنه يوجد من يصلي عليه ولكنه إذا رأى منكرا وجب عليه أن ينهى عنه ولا ينتظر غيره ).
فبهذا تعلم أخي المسلم بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عمل المحتسب هو من أجل الأعمال ومن أفضل القربات إلى الله عز وجل بل إن به تتحقق الخيرية لهذه الأمة المشار إليها ، يقول تعالى : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) .. أي إن الخير سيظل فيكم ما دامت فيكم فئة تأمر بالخير وتنهى عن الشر ، بل إنه لن يتحقق لأمتنا الفلاح إلا بالتناصح وتوجيه بعضنا لبعض لا فيما نحب ونهوى بل حتى فيما نكره ونبغض نتناصح ونتكاتف ونكون أولياءً لبعض كما قال تعالى : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )). .
فمتى ما قمنا بهذه المهمة وخصص لهذه الفريضة العظيمة من أهل العلم والحزم والحلم من يقوم بها وناصرناهم بأقوالنا وأفعالنا وكتاباتنا ولم نلتفت يوما من الأيام إلى من يطعن بهذه الفريشة أو ما يقوم به أولئك الذين يبذرون الشوك في الطريق ويعيقون كل دعوة خير ويثيرون حولها من الشكوك والشبه ما يكره الناس بهذه الفريضة والقائمين عليها ، فمتى قمنا بنصرة هذه الفريضة وإظهارها ونصرة من يقوم بها استحققنا نصرة الله لنا لقوله تعالى : (( … ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ))..
فالقول قول الله والحكم حكم الله إنهم هم المفلحون وإنهم هم المنصورون وإنهم هم الموفقون فلن تضرهم الصيحات ضدهم ولن ينخر جدارهم العظيم مقالات تطعن بهم أو مجالس تشوه فعلهم أو كتب تحذر منهم .
إن من قام بحق الله وأدى فريضة الله كان حقا على الله نصره وتأييده وتوفيقه والله كفيل بإسكات هذه الصيحات التي تخاف وترتعد من إظهار هذه الفريضة والذين يعلمون حق اليقين أنهم سيكونون أول من سيبدأ بهم قبل غيرهم .
والسعيد كل السعادة من ضمن الله له الفلاح وأرشده إليه والشقي كل الشقاء من خالف أمر الله وحارب دينه . ونعود من جديد لنعرف معنى الحسبة ومن سيتولاها والشروط التي يجب توفرها في المحتسب .
فلا شك أن الحسبة منبثقة من الإسلام وتعاليمه وقائمة على القواعد الشرعية والاجتهاد العرفي الذي لا يتنافى مع القواعد الشرعية في قليل ولا كثير ولكنها نمت بنمو المجتمع الإسلامي وتطورت بتطوره حتى أصبحت نظاما دقيقا وفريدا ، ولهذا عدها الإمام الماوردي من قواعد الأمور الدينية وتبعه في ذلك ابن خلدون كما في مقدمته .
وبااارك فيك
يسلموووو
كل الود والتقدير