بني …..
يا..عمادي بعد الله إن اهتزت قواي
ودثاري إن عزفت قسوة الزمن على كسوة
أوتاري وعظامي
وأثلجني الصقيع وأنا في عقر داري
وابتسامتي بدفء الشباب عندما تثلج الشيخوخة ابتسامي…
وسفينتي التي تشق بي عباب أمواج يأسي وإهرامي
وتحمل عني حمولي وأوزاري
بني
يا اشراقة فجري بعد الغروب
وعامود ظهري زمن التقوقس والخنوع
ويدايّ القوية… وعروقي النديه… وأفكاري… واقتداري …ونور عيني في أروقة ظلمتي وافتقاري
بني
يامعذوفتي إن أضل صدى ذكرياتي الهرم
وقطع ارتباطي وصلتي بوهج ماضيّ المنصرم
بني
ياحبر تجربتي ..وفلسفة ثقافاتي وتراث كدحي ونجاحاتي
وسيرتي إن يبَّس الخريف أوراقي ومحا من ذاكرة الدنيا إسمي وصولاتي
بني
يا أنا عبر الزمن و يا نبضة قلبي العامرة بالحياة
وإن لف سكون لحدي القدم .
——————————————————–
نـــــعـــــم يـــعـــرفــــون
أنك قبس من نور..أنك القمة لينالوا منها يتسابقون
أنك نشأت في حضـن ديـن هـم لـه جاحـدون
ودينك دستور بنظامه وتعاليمه لمثلـه عاجـزون
وأنك حضن للطمأنينة والقناعـة التـي يفتقـدون
وأنك جزء مـن وحـي سماوي…منـه خائفـون
وأنك صفحة من تاريـخ أمـة عليهـا حاقـدون
ولكن كن مطمئنًا…أنفاسهم قصيرة وهم عالمـون
لأنـك تحمـل رسالـة ربانيـة بهـا سيُدَمـرون
لـذا.هـم عـلــى إبـادتــك حـريـصـون
وهــم أعـلـم بأنـهـم غـيـر قـــادرون
مــادام المسلـمـون بدينـهـم متمـسـكـون
لـــذا .هـــم بحـقـدهـم يـمـوجــون
لـلأعـيــاد عـبـيــر يـسـافــر فــــي الـنــفــوس
فـيـوقــظ مــــا غــفـــا مـــــن الـمـشـاعــر
ويــدفــيء الـذكــريــات فـتــرفــرف أعـمـقـهــا
وتـنــثــر زخـــمًـــا يـــداعـــب الـــوجـــدان
وتنهمـر كالمـزن فـي ليلـة ربيعيـة نشـوى بعـبـق المـاضـي
فـــتــــحــــطــــم الـــــــســــــــدود
ويعانق الروح الأجمل منها والأقوي تأثيرًا في الذات فتسح المدامع شوقًا
أصرخ ماشئت فكلنا نصرخ ونستنجد فمن منا بلا وجع
كلنا نصـرخ ولكـن كوننـا المخلوقـات الوحيـدة
المتحضرة في الوجود..والمثقفـة بأديـان سماويـة
ونرتكـز علـى عقيـدة فنحـن..لا نصـرخ هبـاء
فــصــراخـــنـــا دعــــــــــاء
وابـتــلاءنــا لـذنـوبـنــا شـــفـــاء
وصبرنـا علـى المكـاره لــه نـعـم الـجـزاء
أســيـــر حــاســـرة الـــــرأس
مـــمـــزقـــة أشــــــــــلاء
أتسكـع بـيـن الألــم والأمــل المـذبـوح
ودمــاء الخـجـل المسـفـوح يبصـمـنـي
على جثث الغرقى….وعلى صفحات أعلام الأشهاد
ويسـافـر بـالأمــل ويـعــود بـــالآلام
ويــصـــرخ فـــــي وجـــهـــي
كـم أنــت نــذل وأنـانـي يــا إنـسـان
كم أنت ساذج إذ تبني فوق صحاف المـاء آمـال
كـم أنـت حقيـر وقليـل فـي نظـر الأوثـان
كـم أنـت رخيـص فــي كــف المـيـزان
هـذه بطاقتـك فأيـن يكمـن فيهـا الإنـسـان
فلمـلـم بصمـاتـك فــي بـئـر النسـيـان
////
/////
كـــــنـــــت هـــــنــــــا
الملم نزف إنسان قُتْلت آماله في مجزرة الإنسان