* المقامة اﻹلهية:
((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ ﻻ إِلَهَ إِلَّا أَنَا)) [طه:14].
سُبحانك ما عَبَدنَاك حقَّ عِبَادَتِك،
تأمل في نبات اﻷرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
الله رحيم لطيف، الله بيده اﻷمر والتصريف، الله أعرف المعارف ﻻ يحتاج إلى تعريف، ﻻ إله إﻻ الله، وﻻ نعبد إﻻ إياه، وﻻ نرجو سواه، عظيم السّلطان والجاه، أفلح من دعاه، وسَعِدَ من رجاه، وفاز من توﻻه، سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق سُدى، عظم سلطانه، ارتفع ميزانه، وجمل إحسانه، وكثر امتنانه.
إليكَ وإﻻ ﻻ تشد الركائب ومِنك وإﻻ فالمُؤَمِّل خَائِبُ
وفيك وإﻻ فالغرام مُضيع وَعَنكَ وإﻻ فَالمُحَدثُ كَاذبُ
عﻼم الغيوب، غفَّار الذنوب، ستار العيوب، كاشف الكروب، ميسر الخطوب، مقدر المكتوب، عظمت بركاته، حسنت صفاته، بهرت آياته، أعجزت بيناته، أفحمت معجزاته، جلت أسماؤه، عمت آﻻؤه، امتﻸت بحمده أرضه وسماؤه، كثرت نعماؤه، حسن بﻼؤه. ما أحسن قيلَه، ما أجمل تفصيلَه، ما أبهى تنزيلَه، ما أسرع تسهيلَه، ليس إﻻ الخضوع له وسيلة، وليس لما يقضيه حيلة.
قَدْ كُنتُ أشفِقُ من دمعيِ على بصَري فاليومَ كل عزيز بعدكمْ هانَا
والله ما ذَكَرَتْ نفسي معاهدَكُم إﻻ رأيت دُمُوع العين هتانا
يسقي ويطعم، يقضي ويحكم، ينسخ وُيبرِم، يقصم ويفصم، يهين ويكرم، يروي وُيشبع، يصِل ويقطع، يعطي ويمنع، يخفض ويرفع، يرى ويسمع، ينصر ويقمع، وليه مأجور، والسعي إليه مبرور، والعمل له مشكور، وحزبه منصور، وعدوّه مدحور، وخصمه مبتور، يسحق الطّغاة، يمحق العُصاة، يدمِّر العُتاة، يمزّق من آذاه.
سُبحانَ من لو سجدنَا بالجِبَاه لهُ علَى لَظَى الجَمر والمَحمي منَ اﻹبر
لم تبلُغ العُشرَ من مِقدَار نعِمَتِهِ وﻻ العُشَير وﻻ عُشراً مِنَ العُشر
من انتصر به ما ذلَّ، ومن اهتدى بهُداه ما ضلَّ، ومن اتقاه ما زَلَّ، ومن طلب غِناء ما قلَّ، له الكبرياء والجبروت عز وجلّ. تمَّ كمالهُ، حَسُنَ جماله، تقدّس جﻼله، كَرُمَت أفعاله، أصابت أقواله، نصر أولياءَه، خذل أعداءَه، قرّب أحباءَه. اطلع فستر، علم فغفر، حلم بعد أن قدر، زاد من شكر، ذكر من ذكر، قصم من كفر.
يَا رَبِّ أؤَل شيء قَالهُ خَلَدي أني ذَكَرْتُكَ في سري وإعْﻼنِي
فَوَ الذي قد هَدَى قلبي لِطَاعَتِهِ ﻻذهِبَنَّ بِوَحي منك أحزانِي
لو أن اﻷقﻼمَ هي الشجر، والمدادَ هو المطر، والكَتَبةَ هُمُ البشر، ثم أثنى عليه بالمدح من شكر، لما بلغوا ذَرةً مما يستحقه جلّ في عُﻼه وقهر. أعمُز جَنَانَكَ بحُبهِ، أصلح زمانكَ بقربه، أشغل لسانكَ بحمدِه، احفظ وقتكَ بتسبيحهِ. العزيز من حماه، المحظوظ من اجتباه، الغنيّ من أغناه، السعيد من توﻻه، المحفوظ من رعاه.
أرسل الرُسل، أفنى الدول، هدى السبل، أبرمَ الحِيَل، غفر الزّلَل، شفى العلل، سَتَر الخَلل.
مَهْمَا كَتَبْنا في عُﻼكَ قَصَائِداَ بِالدُّمْع خُطَت أو دَم اﻷجفان
فَﻼنتَ أعظَمُ مِنْ مَديحي كُله وَأجَلُّ ممَّا دَارَ في الحُسبَانِ
في حبّك عُذّبَ بﻼل بن رباح. وفي سبيلك هانَت الجراح، لدى أبي عبيدة بن الجراح. ومن أجلك عَرَّضَ مُصعب صدره للرماح. وﻹَعﻼء كلمتك قُطعَت يدا جعفر، وتَجَندَلَ على التراب وتعفّر. ومُزِّقَ عكرمة في حرب بني اﻷصفر. أحبَّك حنظلة فترك عرسه، وأهدى رأسه، وقدَّم نفسه. وأحبَّك سعد بن معاذ فاستعذب فيك البﻼء، وجَرَت منه الدماء، وشيَّعته المﻼئكة الكُرَماء، واهتزّ له العرض من فوق السماء.
وأحبك حمزة سيّد الشهداء، فصالَ في الهَيجاء، ونازَلَ اﻷعداء، ثم سلَّمَ رُوحَهُ ثمناً للجنة هاء وهاء. من أجلك سهرت عيون المتهجّدين، وتعبت أقدام العابدين، وانحَنَت ظهور الراكعين، وحُلِّقت رؤوس الحجّاج والمعتمرين، وجاعت بُطون الصائمين، وطارت نفوس المجاهدين.
يا ربِّ حمداَ ليسَ غيرك يُحْمَد يا من له كُلُّ الخَﻼئِقِ تَصْمُدُ
أَبْوابُ كل مملك قد أُوصدت وَرَأيتُ بَابَك وَاسعاً ﻻ يُوصَدُ
أقﻼم العلماء، تكتب فيه الثناء، صباح مساء. الرِّماح في ساحة الجهاد، والسيوف الحِداد، ترفع اسمه على رؤوس اﻷشهاد، جلَّ عن اﻷكفاء واﻷنداد. للمساجدِ دَوى بذكِره، للطيور تغريد بشُكره، وللمﻼئكة نزول بأمره، حارَت اﻷفكار في عَلوّ قدره، وتَمام قهره.
من أجلك هاجر أبو بكر الصدّيق وترك عِياله، لمَرضاتك أنفق أمواله وأعماله. وفي محبتك قُتِل الفاروق ومُزّق، وفي سبيلك دمه تدفق، ومن خشيتك دمعه ترقرق. ودفع عثمان أمواله لترضى، فما ترك ماﻻً وﻻ أرضا، جعلها عندك قَرضا. وقدم عليٌّ رأسه لمرضاتك في المسجد وهو يتهجد، وفي بيتك يتعبّد فما تردّد.
أَرواحُنا يا ربَّ فوق أَكُفنا نَرجُو ثَوابكَ مَغنماً وَجِوَارا
لَمْ نَخشَ طاغُوتاً يُحاربنا ولَو نَصَبَ المَنايا حَولَنَا أسوارا
كنا نَرَى اﻷصنَام مِنْ ذَهَب فنهـ ـدمها ونهدم فوقها الكفارا
تفردت بالبقاء، وكَتَبت على غيرك الفناء، لك العزة والكبرياء ولك أجل الصفات وأحسن اﻷسماء. أنت عالم الغيب، البريء من كل عيب، تكتب المقدور، وتعلم ما في الصدور، وتبعثر ما في القبور، وأنت الحاكم يوم النشور. مُلكُك عظيم، جنابك كريم، نهجك قويم، أخذك أليم، وأنت الرحيم الحليم الكريم.
من الذي سألك فما أعطيته؟ ومن الذي دعاك فما لبّيته؟ ومن الذي استنصرك فما نصرته؟ ومن الذي حاربك فما هزمته؟ ﻻ عيب في أسمائك ﻷنها الحسنى، ﻻ نقص في صفاتك ﻷنها العليا. حيّ ﻻ تموت، حاضر ﻻ تفوت، ﻻ تحتاج إلى القُوت، لك الكبرياء والجبروت، والعِزّة والملكوت.
لو أن أَنفاسَ العِبادِ قَصائد حَفِلت بِمدحِكَ في جﻼلِ عُﻼكا
ما أدركتْ ما تستحِقُّ وقصَّرتْ عن مجدِك اﻷسمى وحُسن سَناكا
كسرتَ ظُهور اﻷكاسرة، قصَّرت آمال القياصرة، هدمت معاقل الجبابرة، وأرديتهم في الحافرة. من أطاعك أكرمته، من خالفك أدبته، من عاداك سحقته، من نادَّك محقته، من صادك مزَّقته.
تصمد إليك الكائنات، تعنو إليك المخلوقات، تُجيب الدعوات، بشتى اللغات، وبمختلف اللهجات، على تعدد الحاجات، تُفرج الكُرُبات، تُظهر اﻵيات، تَعلم النيات، وتُظهر الخَفِيات، تُحيي اﻷموات. دعاك الخليل وقد وُضعِ في المنجنيق، وأوشك علي الحريق، ولم يجد لِسواكَ الطريق، فلما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل صارت النار عليه برداً وسﻼماً في ظلٍّ ظليل، بقدرتك يا جليلَ. وفَلَقت البحر للكليم، وقد فرّ من فرعون اﻷثيم، فمهدت له في الماء الطريق المستقيم. ودَعاكَ المختار، في الغار، لمّا أحاط به الكفّار، فحميته من اﻷشرار، وحفظته من الفُجّار. قريب تُجيب كل حبيب.
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما أنت القويُّ الواحدُ القَهَّارُ
ما خَابَ من يرجُوك عِندَ مُلِمَّةٍ صَمَدَت إليك البَدوْ والحضار
لو أن الثناء، لربّ اﻷرض والسماء، كُتِبَ بدماء اﻷولياء، على خُدود اﻷحياء لقرأت في تلك الخدود، صحائف من مدح المعبود، صاحب الجود، بﻼ حدود.
ألسنة الخلق أقﻼم الحق، فما لها ﻻ تنطق بالصدق، وتوحِّده بذاك النّطق.
ﻻ تمنّ عليه دمعة في محراب، فقد مزّق من أجله عمر بن الخطاب، ما لك إلى عبادتك الزهيدة تُشير، وقد نُشِرَ اﻷولياء في حبّه بالمناشير. فاز بﻼل ﻷنه رددَ أحَدٌ أحَد، ودخل الجنّة ﻷنّه أحَبَّ ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [اﻹخﻼص:1]، ومدح سبحانه نفسه فقال: ((اللَّهُ الصَّمَدُ)) [اﻹخﻼص:2]، ورد على المشركين فقال: ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) [اﻹخﻼص:3].
سبحان من تحدَّى بالذُّبابِ المشركين، وضرب العنكبوت مثﻼً للضالين، وذكر خلقه للبعوض إزراءً بالكافرين، وحمَّل الهدهد رسالة التوحيد فجاء بخبر يقين، وأهلَكَ من أجل ناقته أعداءه المعارضين. خلق اﻷبرار والفجّار، والمسلمين والكفّار، والليل والنهار، والجنة والنار، وأنزل كل شيء بمقدار. في القرآن برهانه، في الكائنات امتنانه، للمؤمنين إحسانه، في الجنة رضوانه، عَمَّ الكون سلطانه، اللهمَّ يا ذا العرض المجيد، أنت المُبدئ المُعيد، أنت الفعل لما تريد، أنت ذو البطش الشديد، ﻻ كفءَ لك وﻻ نَديِد، كوَّرت الليل على النهار، وجعلت النور في اﻷبصار، وحَبَّبتَ العبادة إلى اﻷبرار، وأجريت الماء في اﻷشجار، أنت الملك الجبّار، والقوي القهّار، والعزيز الغفّار، أسألك باﻷسماء التي هي بالحسن معروفة، وأسألك بالصفات التي هي بالسموِّ موصوفة.
عن كل عيب تنزّهت، وعن كل نقص تقدّست، وعلى كل حال تباركت، وعن كل شين تَعَاليت. منك اﻹمداد، ومن لدُنك اﻹرشاد، ومن عندك اﻻستعداد، وعَليك اﻻعتماد، وإليك يلجأ العباد، في النوازل الشداد. حَبَوتَ الكائنات رحمةً وفضﻼً، ووسعت المخلوقات حكمةً وعدﻻً. ﻻ يكون إﻻ ما تريد، تُشكر فتزيد، وتُكفر فتُبيد. تفرَّدت بالملك فقهَرت، وتوحّدت بالربوبية فقدرت. تزيد من شكرك، وتذكر من ذكرك، وتمحق من كفرك. حارت في حكمتك العقول، وصارت من بديع صُنعك في ذُهول. أدهشت بعجائب خلقك اﻷلباب، وأذهلت الخﻼئق بالحكم واﻷسباب. باب جود عطائك مفتوح، ونَوالك لمن أطاعك وعصاك ممنوح، وهباتك لكل كائن تغدو وتروح. لك السُّؤدد، فمن ساد فبمجدك يسُود، وعندك الخزائن فمن جاد فمن عطائك يجود، صمدٌ أنت فإليك الخﻼئق تصمد، مقصود أنت فإليك القلوب تقصد، تغلق اﻷبواب عن الطالبين إﻻ بابك، ويسدل كل حجاب عن الراغبين إﻻ حجابك، خَصَصتَ نفسك بالبقاء فأهلكت من سِواك، وأفردت نفسك بالمُلك فأهلكت من عداك، ﻻ نعبد إﻻ إياك، وﻻ نهتدي إﻻ بهُداك، أقمت الحُجة فليس لمُعترض كﻼم، وأوضحت المحجة فليس لضﻼلٍّ إمام. شرَّعتَ الشرائع فكانت لك الحُجة البالغة على الضُﻼّل، وبينت السنن فما حاد عنها إﻻ الجُهّال، نوَّعت العقوبة لمن عصاك، وغايرت بين النَّكال لمن عاداك، جعلت أسباب حياته مماته، علة إنطاقه إسكاته، أحييت بالماء وبه قتلت، وأنعشت اﻷرواح بالهواء وبه أمتَّ، أشهد أنك مُتوحَد بالرّبوبية، متفرِّد باﻷلوهية، أنت الملك الحق المبين، وأنت إله العالمين، وكنف المستضعفين، وأمل المساكين، وقاصم الجبّارين، وقامع المُستكبرين.
ولمّا جعلتُ التوحيد شِعَاري، مدحت ربِّي بأشعاري، فقلت في الثناء على الباري:
هذا أَريجُ الزهَر من بُستانِهِ شِعرٌ كأن الفجرَ في أجفانِهِ
السحر من إخوانِهِ والحب من أخدانِهِ والحُسن من أَعوانِهِ
أَنا ما رويتُ الشعر من رُوما وما رتلت آي الحُسن من لِبنَانِهِ
كﻼ وما سَاجَلت من عِمران أو حَطّان أو مجنُون أو قبانِهِ
دَع ﻻمرئ القيس الغوى ضﻼلهُ يُلقي: (قِفَا نبك،) على شيطانِهِ
ضل الهِداية شِكسبير ما روى إﻻ نزيفَ الوهم من هذاينه
لمّا دعوتُ الشعر جاءَ مُلبِّيا يسقي كُؤُوسَ الشعر من حسانه
فَعَفَفْتُ عن مدح اﻷنام ترَفعاً ﻻ تمدحن العبد في طغيَانِهِ
ﻻ سيفُ ذي يزن يُتوِّجُ مدحَتي أَو شُكرُ نابِغَةٍ على نعمانهِ
أو عاد أو شداد أو ذُو منصِب يُنمى إلى عدنان أَو قَحطَانِهِ
مَلِكُ المُلُوكِ قصدتُهُ ومدحتُهُ فَتراكضَ اﻹبداعُ في ميدَانهِ
والله لو أنً السماء صحيفةٌ والمُزنَ يُمطرها على إبانِهِ
والدَّوحَ أقﻼم وقد كتب الورى مدحَ المُهيمن في جﻼلةِ شأنِهِ
لم يبلغوا ما يستحق وقصَّرُوا وزن الهباءة ضاع في ميزَانِهِ
لو تستجير الشمس فيه من الدجى لغدا الدجى والفجرُ من أَكفَانِهِ
أو شَاءَ منعَ البدر في أفﻼكِهِ عن سيرهِ ما سار في حُسبانِهِ
حتى الحجارةُ فجرت من خوفهِ والصخرُ خرُّ له على أذقانِهِ
وتصدعت شم الجبال لبأسِه والطَلعُ خوفاً شق من عيدانِهِ
وتفتَحَ الزَّهرُ الندي لِصُنعه يزهو مع التسبيح في بُستانِهِ
والحُوتُ قدسه بأجمل نغْمةِ لُغَة تبز الحُسنَ من سحبانه
حتى الضَفادعُ في الغَديِر ترنمَت بقَصَائِدِ التَقديس في غُدرَانِهِ
هذي النجوم عرَائِم من في محفلٍ تُملي حديثَ الحب في سُلطانِهِ
يا مسرَحَ اﻷحباب ضيعت الهَوَى وضَللتَ يا ابنَ الطين عن عُنوَانِهِ
مَجنُونُ ليلى ما اهتدى لِرحابهِ مُتهتكاً عبثاَ مع مجانه
أو ما تﻼ عنه الوثيقَةَ موثقاً فيها حديثُ الصدق من قُرآنِهِ
الشمسُ تسجدُ تحت عرشي إلهنَا والبَدرُ رمزُ الحسن في أكوَانِهِ
والهُدهُدُ احتَمَل الرِّسَالةَ غَاضِباً يدعُو إلى التوحيد من إيمانِهِ
غضَباً على بلقيسَ تعبُدُ شمسها فسعى لنسفِ المُلكِ من أركانِهِ
لوﻻه نوحٌ ما نجا يوم الرَّدَى في فُلكِهِ المشحونِ من طُوفانِهِ
لما دعاه يونس لباه في قاع البحار يضج في حيتانه
لمَا نجا ذُو النُّون وهو مغيب في البحر ﻻ بل في حَشَى حِيتَانِهِ
اللهم صلّ وسلم على نبيك خاتم المرسلين، ورسول الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ ﻻ إِلَهَ إِلَّا أَنَا)) [طه:14].
سُبحانك ما عَبَدنَاك حقَّ عِبَادَتِك،
تأمل في نبات اﻷرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
الله رحيم لطيف، الله بيده اﻷمر والتصريف، الله أعرف المعارف ﻻ يحتاج إلى تعريف، ﻻ إله إﻻ الله، وﻻ نعبد إﻻ إياه، وﻻ نرجو سواه، عظيم السّلطان والجاه، أفلح من دعاه، وسَعِدَ من رجاه، وفاز من توﻻه، سبحان من خلق وهدى، ولم يخلق سُدى، عظم سلطانه، ارتفع ميزانه، وجمل إحسانه، وكثر امتنانه.
إليكَ وإﻻ ﻻ تشد الركائب ومِنك وإﻻ فالمُؤَمِّل خَائِبُ
وفيك وإﻻ فالغرام مُضيع وَعَنكَ وإﻻ فَالمُحَدثُ كَاذبُ
عﻼم الغيوب، غفَّار الذنوب، ستار العيوب، كاشف الكروب، ميسر الخطوب، مقدر المكتوب، عظمت بركاته، حسنت صفاته، بهرت آياته، أعجزت بيناته، أفحمت معجزاته، جلت أسماؤه، عمت آﻻؤه، امتﻸت بحمده أرضه وسماؤه، كثرت نعماؤه، حسن بﻼؤه. ما أحسن قيلَه، ما أجمل تفصيلَه، ما أبهى تنزيلَه، ما أسرع تسهيلَه، ليس إﻻ الخضوع له وسيلة، وليس لما يقضيه حيلة.
قَدْ كُنتُ أشفِقُ من دمعيِ على بصَري فاليومَ كل عزيز بعدكمْ هانَا
والله ما ذَكَرَتْ نفسي معاهدَكُم إﻻ رأيت دُمُوع العين هتانا
يسقي ويطعم، يقضي ويحكم، ينسخ وُيبرِم، يقصم ويفصم، يهين ويكرم، يروي وُيشبع، يصِل ويقطع، يعطي ويمنع، يخفض ويرفع، يرى ويسمع، ينصر ويقمع، وليه مأجور، والسعي إليه مبرور، والعمل له مشكور، وحزبه منصور، وعدوّه مدحور، وخصمه مبتور، يسحق الطّغاة، يمحق العُصاة، يدمِّر العُتاة، يمزّق من آذاه.
سُبحانَ من لو سجدنَا بالجِبَاه لهُ علَى لَظَى الجَمر والمَحمي منَ اﻹبر
لم تبلُغ العُشرَ من مِقدَار نعِمَتِهِ وﻻ العُشَير وﻻ عُشراً مِنَ العُشر
من انتصر به ما ذلَّ، ومن اهتدى بهُداه ما ضلَّ، ومن اتقاه ما زَلَّ، ومن طلب غِناء ما قلَّ، له الكبرياء والجبروت عز وجلّ. تمَّ كمالهُ، حَسُنَ جماله، تقدّس جﻼله، كَرُمَت أفعاله، أصابت أقواله، نصر أولياءَه، خذل أعداءَه، قرّب أحباءَه. اطلع فستر، علم فغفر، حلم بعد أن قدر، زاد من شكر، ذكر من ذكر، قصم من كفر.
يَا رَبِّ أؤَل شيء قَالهُ خَلَدي أني ذَكَرْتُكَ في سري وإعْﻼنِي
فَوَ الذي قد هَدَى قلبي لِطَاعَتِهِ ﻻذهِبَنَّ بِوَحي منك أحزانِي
لو أن اﻷقﻼمَ هي الشجر، والمدادَ هو المطر، والكَتَبةَ هُمُ البشر، ثم أثنى عليه بالمدح من شكر، لما بلغوا ذَرةً مما يستحقه جلّ في عُﻼه وقهر. أعمُز جَنَانَكَ بحُبهِ، أصلح زمانكَ بقربه، أشغل لسانكَ بحمدِه، احفظ وقتكَ بتسبيحهِ. العزيز من حماه، المحظوظ من اجتباه، الغنيّ من أغناه، السعيد من توﻻه، المحفوظ من رعاه.
أرسل الرُسل، أفنى الدول، هدى السبل، أبرمَ الحِيَل، غفر الزّلَل، شفى العلل، سَتَر الخَلل.
مَهْمَا كَتَبْنا في عُﻼكَ قَصَائِداَ بِالدُّمْع خُطَت أو دَم اﻷجفان
فَﻼنتَ أعظَمُ مِنْ مَديحي كُله وَأجَلُّ ممَّا دَارَ في الحُسبَانِ
في حبّك عُذّبَ بﻼل بن رباح. وفي سبيلك هانَت الجراح، لدى أبي عبيدة بن الجراح. ومن أجلك عَرَّضَ مُصعب صدره للرماح. وﻹَعﻼء كلمتك قُطعَت يدا جعفر، وتَجَندَلَ على التراب وتعفّر. ومُزِّقَ عكرمة في حرب بني اﻷصفر. أحبَّك حنظلة فترك عرسه، وأهدى رأسه، وقدَّم نفسه. وأحبَّك سعد بن معاذ فاستعذب فيك البﻼء، وجَرَت منه الدماء، وشيَّعته المﻼئكة الكُرَماء، واهتزّ له العرض من فوق السماء.
وأحبك حمزة سيّد الشهداء، فصالَ في الهَيجاء، ونازَلَ اﻷعداء، ثم سلَّمَ رُوحَهُ ثمناً للجنة هاء وهاء. من أجلك سهرت عيون المتهجّدين، وتعبت أقدام العابدين، وانحَنَت ظهور الراكعين، وحُلِّقت رؤوس الحجّاج والمعتمرين، وجاعت بُطون الصائمين، وطارت نفوس المجاهدين.
يا ربِّ حمداَ ليسَ غيرك يُحْمَد يا من له كُلُّ الخَﻼئِقِ تَصْمُدُ
أَبْوابُ كل مملك قد أُوصدت وَرَأيتُ بَابَك وَاسعاً ﻻ يُوصَدُ
أقﻼم العلماء، تكتب فيه الثناء، صباح مساء. الرِّماح في ساحة الجهاد، والسيوف الحِداد، ترفع اسمه على رؤوس اﻷشهاد، جلَّ عن اﻷكفاء واﻷنداد. للمساجدِ دَوى بذكِره، للطيور تغريد بشُكره، وللمﻼئكة نزول بأمره، حارَت اﻷفكار في عَلوّ قدره، وتَمام قهره.
من أجلك هاجر أبو بكر الصدّيق وترك عِياله، لمَرضاتك أنفق أمواله وأعماله. وفي محبتك قُتِل الفاروق ومُزّق، وفي سبيلك دمه تدفق، ومن خشيتك دمعه ترقرق. ودفع عثمان أمواله لترضى، فما ترك ماﻻً وﻻ أرضا، جعلها عندك قَرضا. وقدم عليٌّ رأسه لمرضاتك في المسجد وهو يتهجد، وفي بيتك يتعبّد فما تردّد.
أَرواحُنا يا ربَّ فوق أَكُفنا نَرجُو ثَوابكَ مَغنماً وَجِوَارا
لَمْ نَخشَ طاغُوتاً يُحاربنا ولَو نَصَبَ المَنايا حَولَنَا أسوارا
كنا نَرَى اﻷصنَام مِنْ ذَهَب فنهـ ـدمها ونهدم فوقها الكفارا
تفردت بالبقاء، وكَتَبت على غيرك الفناء، لك العزة والكبرياء ولك أجل الصفات وأحسن اﻷسماء. أنت عالم الغيب، البريء من كل عيب، تكتب المقدور، وتعلم ما في الصدور، وتبعثر ما في القبور، وأنت الحاكم يوم النشور. مُلكُك عظيم، جنابك كريم، نهجك قويم، أخذك أليم، وأنت الرحيم الحليم الكريم.
من الذي سألك فما أعطيته؟ ومن الذي دعاك فما لبّيته؟ ومن الذي استنصرك فما نصرته؟ ومن الذي حاربك فما هزمته؟ ﻻ عيب في أسمائك ﻷنها الحسنى، ﻻ نقص في صفاتك ﻷنها العليا. حيّ ﻻ تموت، حاضر ﻻ تفوت، ﻻ تحتاج إلى القُوت، لك الكبرياء والجبروت، والعِزّة والملكوت.
لو أن أَنفاسَ العِبادِ قَصائد حَفِلت بِمدحِكَ في جﻼلِ عُﻼكا
ما أدركتْ ما تستحِقُّ وقصَّرتْ عن مجدِك اﻷسمى وحُسن سَناكا
كسرتَ ظُهور اﻷكاسرة، قصَّرت آمال القياصرة، هدمت معاقل الجبابرة، وأرديتهم في الحافرة. من أطاعك أكرمته، من خالفك أدبته، من عاداك سحقته، من نادَّك محقته، من صادك مزَّقته.
تصمد إليك الكائنات، تعنو إليك المخلوقات، تُجيب الدعوات، بشتى اللغات، وبمختلف اللهجات، على تعدد الحاجات، تُفرج الكُرُبات، تُظهر اﻵيات، تَعلم النيات، وتُظهر الخَفِيات، تُحيي اﻷموات. دعاك الخليل وقد وُضعِ في المنجنيق، وأوشك علي الحريق، ولم يجد لِسواكَ الطريق، فلما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل صارت النار عليه برداً وسﻼماً في ظلٍّ ظليل، بقدرتك يا جليلَ. وفَلَقت البحر للكليم، وقد فرّ من فرعون اﻷثيم، فمهدت له في الماء الطريق المستقيم. ودَعاكَ المختار، في الغار، لمّا أحاط به الكفّار، فحميته من اﻷشرار، وحفظته من الفُجّار. قريب تُجيب كل حبيب.
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما أنت القويُّ الواحدُ القَهَّارُ
ما خَابَ من يرجُوك عِندَ مُلِمَّةٍ صَمَدَت إليك البَدوْ والحضار
لو أن الثناء، لربّ اﻷرض والسماء، كُتِبَ بدماء اﻷولياء، على خُدود اﻷحياء لقرأت في تلك الخدود، صحائف من مدح المعبود، صاحب الجود، بﻼ حدود.
ألسنة الخلق أقﻼم الحق، فما لها ﻻ تنطق بالصدق، وتوحِّده بذاك النّطق.
ﻻ تمنّ عليه دمعة في محراب، فقد مزّق من أجله عمر بن الخطاب، ما لك إلى عبادتك الزهيدة تُشير، وقد نُشِرَ اﻷولياء في حبّه بالمناشير. فاز بﻼل ﻷنه رددَ أحَدٌ أحَد، ودخل الجنّة ﻷنّه أحَبَّ ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) [اﻹخﻼص:1]، ومدح سبحانه نفسه فقال: ((اللَّهُ الصَّمَدُ)) [اﻹخﻼص:2]، ورد على المشركين فقال: ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) [اﻹخﻼص:3].
سبحان من تحدَّى بالذُّبابِ المشركين، وضرب العنكبوت مثﻼً للضالين، وذكر خلقه للبعوض إزراءً بالكافرين، وحمَّل الهدهد رسالة التوحيد فجاء بخبر يقين، وأهلَكَ من أجل ناقته أعداءه المعارضين. خلق اﻷبرار والفجّار، والمسلمين والكفّار، والليل والنهار، والجنة والنار، وأنزل كل شيء بمقدار. في القرآن برهانه، في الكائنات امتنانه، للمؤمنين إحسانه، في الجنة رضوانه، عَمَّ الكون سلطانه، اللهمَّ يا ذا العرض المجيد، أنت المُبدئ المُعيد، أنت الفعل لما تريد، أنت ذو البطش الشديد، ﻻ كفءَ لك وﻻ نَديِد، كوَّرت الليل على النهار، وجعلت النور في اﻷبصار، وحَبَّبتَ العبادة إلى اﻷبرار، وأجريت الماء في اﻷشجار، أنت الملك الجبّار، والقوي القهّار، والعزيز الغفّار، أسألك باﻷسماء التي هي بالحسن معروفة، وأسألك بالصفات التي هي بالسموِّ موصوفة.
عن كل عيب تنزّهت، وعن كل نقص تقدّست، وعلى كل حال تباركت، وعن كل شين تَعَاليت. منك اﻹمداد، ومن لدُنك اﻹرشاد، ومن عندك اﻻستعداد، وعَليك اﻻعتماد، وإليك يلجأ العباد، في النوازل الشداد. حَبَوتَ الكائنات رحمةً وفضﻼً، ووسعت المخلوقات حكمةً وعدﻻً. ﻻ يكون إﻻ ما تريد، تُشكر فتزيد، وتُكفر فتُبيد. تفرَّدت بالملك فقهَرت، وتوحّدت بالربوبية فقدرت. تزيد من شكرك، وتذكر من ذكرك، وتمحق من كفرك. حارت في حكمتك العقول، وصارت من بديع صُنعك في ذُهول. أدهشت بعجائب خلقك اﻷلباب، وأذهلت الخﻼئق بالحكم واﻷسباب. باب جود عطائك مفتوح، ونَوالك لمن أطاعك وعصاك ممنوح، وهباتك لكل كائن تغدو وتروح. لك السُّؤدد، فمن ساد فبمجدك يسُود، وعندك الخزائن فمن جاد فمن عطائك يجود، صمدٌ أنت فإليك الخﻼئق تصمد، مقصود أنت فإليك القلوب تقصد، تغلق اﻷبواب عن الطالبين إﻻ بابك، ويسدل كل حجاب عن الراغبين إﻻ حجابك، خَصَصتَ نفسك بالبقاء فأهلكت من سِواك، وأفردت نفسك بالمُلك فأهلكت من عداك، ﻻ نعبد إﻻ إياك، وﻻ نهتدي إﻻ بهُداك، أقمت الحُجة فليس لمُعترض كﻼم، وأوضحت المحجة فليس لضﻼلٍّ إمام. شرَّعتَ الشرائع فكانت لك الحُجة البالغة على الضُﻼّل، وبينت السنن فما حاد عنها إﻻ الجُهّال، نوَّعت العقوبة لمن عصاك، وغايرت بين النَّكال لمن عاداك، جعلت أسباب حياته مماته، علة إنطاقه إسكاته، أحييت بالماء وبه قتلت، وأنعشت اﻷرواح بالهواء وبه أمتَّ، أشهد أنك مُتوحَد بالرّبوبية، متفرِّد باﻷلوهية، أنت الملك الحق المبين، وأنت إله العالمين، وكنف المستضعفين، وأمل المساكين، وقاصم الجبّارين، وقامع المُستكبرين.
ولمّا جعلتُ التوحيد شِعَاري، مدحت ربِّي بأشعاري، فقلت في الثناء على الباري:
هذا أَريجُ الزهَر من بُستانِهِ شِعرٌ كأن الفجرَ في أجفانِهِ
السحر من إخوانِهِ والحب من أخدانِهِ والحُسن من أَعوانِهِ
أَنا ما رويتُ الشعر من رُوما وما رتلت آي الحُسن من لِبنَانِهِ
كﻼ وما سَاجَلت من عِمران أو حَطّان أو مجنُون أو قبانِهِ
دَع ﻻمرئ القيس الغوى ضﻼلهُ يُلقي: (قِفَا نبك،) على شيطانِهِ
ضل الهِداية شِكسبير ما روى إﻻ نزيفَ الوهم من هذاينه
لمّا دعوتُ الشعر جاءَ مُلبِّيا يسقي كُؤُوسَ الشعر من حسانه
فَعَفَفْتُ عن مدح اﻷنام ترَفعاً ﻻ تمدحن العبد في طغيَانِهِ
ﻻ سيفُ ذي يزن يُتوِّجُ مدحَتي أَو شُكرُ نابِغَةٍ على نعمانهِ
أو عاد أو شداد أو ذُو منصِب يُنمى إلى عدنان أَو قَحطَانِهِ
مَلِكُ المُلُوكِ قصدتُهُ ومدحتُهُ فَتراكضَ اﻹبداعُ في ميدَانهِ
والله لو أنً السماء صحيفةٌ والمُزنَ يُمطرها على إبانِهِ
والدَّوحَ أقﻼم وقد كتب الورى مدحَ المُهيمن في جﻼلةِ شأنِهِ
لم يبلغوا ما يستحق وقصَّرُوا وزن الهباءة ضاع في ميزَانِهِ
لو تستجير الشمس فيه من الدجى لغدا الدجى والفجرُ من أَكفَانِهِ
أو شَاءَ منعَ البدر في أفﻼكِهِ عن سيرهِ ما سار في حُسبانِهِ
حتى الحجارةُ فجرت من خوفهِ والصخرُ خرُّ له على أذقانِهِ
وتصدعت شم الجبال لبأسِه والطَلعُ خوفاً شق من عيدانِهِ
وتفتَحَ الزَّهرُ الندي لِصُنعه يزهو مع التسبيح في بُستانِهِ
والحُوتُ قدسه بأجمل نغْمةِ لُغَة تبز الحُسنَ من سحبانه
حتى الضَفادعُ في الغَديِر ترنمَت بقَصَائِدِ التَقديس في غُدرَانِهِ
هذي النجوم عرَائِم من في محفلٍ تُملي حديثَ الحب في سُلطانِهِ
يا مسرَحَ اﻷحباب ضيعت الهَوَى وضَللتَ يا ابنَ الطين عن عُنوَانِهِ
مَجنُونُ ليلى ما اهتدى لِرحابهِ مُتهتكاً عبثاَ مع مجانه
أو ما تﻼ عنه الوثيقَةَ موثقاً فيها حديثُ الصدق من قُرآنِهِ
الشمسُ تسجدُ تحت عرشي إلهنَا والبَدرُ رمزُ الحسن في أكوَانِهِ
والهُدهُدُ احتَمَل الرِّسَالةَ غَاضِباً يدعُو إلى التوحيد من إيمانِهِ
غضَباً على بلقيسَ تعبُدُ شمسها فسعى لنسفِ المُلكِ من أركانِهِ
لوﻻه نوحٌ ما نجا يوم الرَّدَى في فُلكِهِ المشحونِ من طُوفانِهِ
لما دعاه يونس لباه في قاع البحار يضج في حيتانه
لمَا نجا ذُو النُّون وهو مغيب في البحر ﻻ بل في حَشَى حِيتَانِهِ
اللهم صلّ وسلم على نبيك خاتم المرسلين، ورسول الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
د. عائض بن عبدالله القرني
جزاك الله الجنه وكل خير
تسلم الايادي وربي يعطيك العافيه
في انتظار جديدك .. مودتي
تسلم الايادي وربي يعطيك العافيه
في انتظار جديدك .. مودتي