التوكل للقلب فلا تنقل عمل القلب إلى القدم أم اليد التوكل على الله يقتضي أن يعلم الإنسان أن لكل جارحة في الإنسان مهمة إيمانية تقف بالفكر عندما شرع الله… فالأذن تسمع فإن سمعت أمرا من الحق فهي تنفذ الأمر, و إن سمعت الذي يلحدون بآيات الله فهي تعرض عنهم.. و اللسان يتكلم لذلك لا تقل به إلا الكلمة الطيبة .. فلكل جارحة عمل , و عمل جارحة القلب هو اليقين و التوكل و حيث إن التوكل على الله هو عمل القلب.. فإياك أن تنقل عمل القلب إلى عمل الجوارح, فتنقل التوكل إلى الجوارح فلا تعمل …إن السعي للقدم, و العمل لليد و التوكل للقلب فلا تنقل عمل القلب إلى القدم أم اليد, لذلك فالتوكل الحقيقي هو أن الجوارح تجعل القلوب تتوكل فكم من عامل يعمل لا توكل فتكون نتيجة عمله إحباطاً. إننا نجد أن الزارع الذي لا يتوكل على الله و تنمو زراعته بشكل جيد و متميز قد تهب عليه عاصفة فيصاب الزرع بالهلاك و يكون الإحباط هو النتيجة. إنك أيها المؤمن عليك أن إهمال الأسباب, و إياك أيضا أن تقتنك الأسباب..إنك إن أهملت الأسباب فأنت غير متوكل بل متواكل , فالتوكل عمل القلب, و أنت تنقل عمل القلب إلى الجوارح إن الجوارح عليها أن تعمل, و القلوب عليها أن تتوكل, و إذا قال واحد: أنا لا أعمل بل أتوكل على الله.. قل له: هيا لنرى كيف يكون التوكل, و أحضر له طبق طعام يحبه, و عندما يمد يده إلى الطعام قل له: لا اترك الطعام يقفز من الطبق إلى فمك..إن هذا لفهم كاذب للتوكل!!!.
الله يجعله في ميزان حسناتك