تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حديث من القلب

حديث من القلب 2024.



قد يتسبب الزوج عن غير عمد فى غلق قلب زوجته نحوه بتكرار نفس الأخطاء فى حقها فى كل مرة أو بتعنيفه لها وشدته معها مرة بعد أخرى.

ففى كل مرة يعلو فيها صوت الزوج على زوجته أو تخرج من كلمات قاسية وجارحة لمشاعرها، هناك شىء ما ينكسر فى مشاعر المرأة وألم يتراكم فى نفسها.

فالزوج بالنسبة للمرأة هو رجلها الذى تأنس له وتحتمى به وترى العالم كله من خلاله، لذلك فقلبها المحب لا يحتمل إساءة من ذاك الشخص الذى تتمنى أن تجد إلى جواره أمان قلبها وحماية مشاعرها.

والأمر الأسوأ على مشاعر المرأة هو عدم قدرة الرجل على الاعتراف بخطأه أيًا كان كبيرًا أو صغيرًا وإلقائه اللوم عليها فى كل موقف بينهما بدلا من مبادرته بالاعتذار، فيبقى للأمر تراكماته حتى وإن مر الموقف ودارت رحى الحياة، لكنه يصبح مخبوءًا فى جزء من القلب ما دام أمرًا يتكرر.

والعجيب أن ذات المرأة قد تنسى له كل شىء يؤلمها فى لحظة اعتراف بأخطائه واعتذار تشعر بصدقه وخروجه من قلبه، أما لو كان مجرد كلمات بلا إحساس فلا تخطئ المرأة فهمه ولا يلتفت إليه قلبها.

وكثير من الأزواج يتعاملون مع الزوجة كأمر مسلم به فلا يولونها اهتمامًا خاصًا يقوى التواصل النفسى بينهما على مر الأيام، فيتخلى الرجل عن كل ما كان بينهما من ود وانسجام ولفتات رقيقة وكلمات حانية، وتبدأ مشاعر الملل والاعتياد تتسرب لنفسه فلا يجعل لها حتى ما يجعله لصديق أو غريب من الكلام الطيب والاهتمام والحميمية فى الحديث.

وذاك الفتور فى المعاملة والود يجرح كرامة المرأة ويطفئ وهج الحب والحنان فى قلبها، فلا تبدو بنفس إطلالتها وجاذبيتها وروحها المرحة التى تسلب منها شيئًا فشيئًا مع استمرار الزوج فى إهمال أحاسيسها. وقد تتكرر شكوى المرأة ومطالباتها لزوجها للالتفات لها، والاهتمام به حتى يصل بها الأمر للحظة تكف فيها عن الشكوى وعن المطالبة. فالمرأة بطبيعتها تتمنى أن تكون الأولى والأهم فى كل شىء عند زوجها، وعندما تصطدم بالبرود العاطفى للزوج تفقد شيئًا فشيئًا غزارة مشاعرها وحنانها المتدفق.

إن اختفاء الحوار الدافئ بين الزوجين يسلب الحياة بهجتها وبريقها ويفقد كليهما طاقته وقدرته على العطاء. وليس هناك خاسر ورابح فى العلاقة الزوجية فالحوار الهادئ الإيجابى والتواصل والدفء نجاح للأسرة بأسرها وطاقة تدفع للاستقرار والطمأنينة للزوجين وللأبناء، فى حين أن غياب المشاعر الدافئة ونقص التواصل والبرود العاطفى ينعكس على كل جو الأسرة ويسلبها الراحة والطمأنينة، كما يسلب المرأة الإحساس بالأمان والحب.

وبرغم أن الأمر قد يبدو معقدًا إلى أبعد مدى إلا أن المرأة ما لم يغلق قلبها بعد تبقى مشاعرها قادرة على التدفق من جديد، بمجرد أن يتخلى الرجل عن قسوته معها وتجاهله لأحاسيسها.

وما أن تجد المرأة اهتمامًا صادقًا غير مشروط تستطيع تمييزه ورغبة قوية عند الزوج فى إصلاح ما أفسده ومشاعر غامرة مستمرة، وما أن يبادرها الرجل باعتذار واعتراف بتقصيره وتقدير لقيمتها ودورها فى حياته حتى تنسى كل آلامها وغضبها وثورتها، وتعود لوداعتها وحنانها وروعة عطائها لزوجها.

وكلما كانت تصرفات ومعاملة الزوج أكثر رقة وحنوًا واحترامًا لأحاسيسها كلما كانت قدرة المرأة على استعادة نفسها والتخلص من جراح قلبها أكبر حتى تتعافى العلاقة الزوجية وتعود لسابق الود والدفء والانسجام. وكلما كان الرجل أكثر صدقًا واهتمامًا باحتواء مشاعر زوجته وأكثر استمرارًا فى رعاية علاقته بها كلما أصبحت العلاقة أكثر نجاحًا وقدرة على التغلب على كل المواقف السلبية المؤقتة والانفعالات العابرة.

يسلمو الايادي خليل

طرح مبهر ومميز كالعادة
ننتظر جديدك

تحياتي وتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.