ويتابع السعوديون هذه الأيام الحملة الضخمة التي تطلقها وزارة الداخلية، من أجل التعريف الصحيح بأحد أكثر الأنظمة المرورية تقدماً في العالم، بعد أن ساد المجالس والمقاهي وصالونات المثقفين لغطٌ كبير، حول مدى كفاءة النظام الجديد، خصوصاً في ظل سيادة صورة غير مكتملة عن هذا النظام، وتصويره بأنه ليس سوى أداة جديدة لمخالفة السائقين بصرامة لا يمكن التساهل بها، في الوقت الذي تعد فيه ضبط المخالفات والتجاوزات، واحدة من أربعة أنظمة يتكون منها النظام الجديد. والذي رصدت له الحكومة السعودية 533 مليون دولار، لتطبيقه في 8 مدن رئيسية
ما هو ساهر؟..
ساهر نظام أُسس في السعودية لضبط و إدارة حركة المرور آليا وهو نظام يستخدم أنظمة الكترونية في عدد من المدن والطرق بين المدن ( قطع الإشارة والسرعة الزائدة و مخالفات أخرى سنوضحها في سياق التقرير)،كما يتميز النظام بتقنيته العالية المتمثلة في شبكة
الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز الإدارة والتحكم في كل منطقة والذي بدوره يقوم بإدارة حركة المرور وتنظيم السير والتحكم الإلكتروني في الإشارات داخل المدن وتحديد مواقع سيارات المرور إضافة إلى تحديد مواقع السيارات المسروقة كما يستطيع النظام ضبط السيارات المخالفة آنياً من خلال شبكة الكاميرات الرقمية وذلك في إجراءات تهدف إلى تحسين مستوى السلامة المرورية . ويتميز نظام ساهر بأنه عبارة عن عدد من الأنظمة المتكاملة في نظام واحد . وهذه الأنظمة هي: نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً ونظام مراكز القيادة والتحكم المروري.
ونظام تتبع المركبات A.V.L.ونظام التعرف إلى المركبات باللوحات L . P . R للحد من سرقة السيارات وأيضا المركبات المطلوبة في حوادث مرورية .ونظام الضبط الالكتروني للمخالفات .ونظام البرامج التدريبية لمنسوبي المرور داخل المملكة وخارجها، عبر استخدام تقنية شبكة الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز للمراقبة والتحكم داخل المرور، والذي يقوم بطلب معلومات المالك من قاعدة البيانات (مركز المعلومات الوطني)، ثم إصدار المخالفات المتعلقة بالسرعة وقطع الإشارة بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية.
وسوف يتم تثبيت النظام على عدة مراحل داخل وخارج المدن، إما على الطرق السريعة، فسوف تكون هناك مواقع ثابتة وهناك مواقع متحركة على دوريات امن الطرق.
مراقبة العاملين في المرور
ولا يتوقف ساهر عند هذا الحد، بل إنه نظام دقيق يشمل مراقبة العاملين في قطاع المرور، عبر أنظمة A.V.L تثبت في مركبات المرور ما يزيد من كفاءة العاملين، ويعطي نتائج إيجابية على المدى البعيد، ويرصد كافة تحركات رجال المرور، وتحديد مواقعهم، ما قد يسرع من عمليات مباشرة الحادث وإنهاء الإجراءات المتبعة.
زمن الإشارة
يقيس نظام ساهر زمن الإشارة وعدد السيارات في كل مسار، وتعطي وقتا يتناسب مع عدد السيارات فقط، قبل أن تنتقل الإشارة إلى المسار الآخر، وهي فكرة ستكون آلية دون تدخل بشري تماما، ما قد يساعد في فك الاختناقات المرورية، في الشوارع التي تشهد كثافة سكانية عالية وترتبط بمراكز القيادة والتحكم آلياً كما أنه سوف تسهم في إدارة الأزمات في المدن ذات الكثافة العالية.
كشف السرعة
لساهر قدرة على كشف السرعة داخل المدن على مسافات تحدد حسب ضبط أجهزة الرادار المرتبطة إلكترونيا بكاميرات المراقبة وهو ما يجعل نسبة فرار احدهم شبه مستحيلة، حيث يقوم النظام بقياس سرعة المركبة عند إطلاقها من النقطة أ وحتى وصولها إلى النقطة ب.
كما يتأكد " ساهر" من مطابقة أربعة بيانات رئيسة الهوية الوطنية للمالك رقم هيكل المركبة رقم اللوحة اللون وعند اختلاف احدى هذه المعلومات فإن مركز المعالجة يحيل المخالفة على التدقيق البشري لمعرفة الخلل قبل تسجيلها وإشعار مالك المركبة.
وفي دراسة سابقة، سجل مرور منطقة الرياض أكثر من 3 ملايين مخالفة، جاءت السرعة في مقدمتها بنحو ثلث إجمالي المخالفات تقريبًا وهو ما يتوافق مع احتلال السرعة عاملا رئيسا بين مسببات الحوادث المرورية. غير أن الدراسة لاحظت في توزيع المخالفات أن حوالي 50% منها يتعلق بالسلوكيات، مثل تجاوز السرعة القصوى وقطع الإشارة الحمراء وعكس اتجاه السير، والدوران الممنوع.علماً بأن الفئة العمرية ما بين 16 عاماً و29 عاماً تشكل النسبة الأعلى التي تتعرض للحوادث المرورية وهي النسبة نفسها التي يتم ضبطها في تجاوزات مرورية.
هذا وقد خصصت وزارة الداخلية الرياض، حملة إعلامية توعوية حددتها بـ 6 أشهر، وتشمل عدة لغات هي العربي والانكليزي والاندونيسي والأوردو،ولغات أخرى وتهدف الحملة إلى توضيح ماهية نظام ساهر، وماهي الفوائد التي ستعود على المجتمع بعد تطبيقه المقرر خلال الأشهر القادمة.