تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ديوان الشاعر الحداد القيسي

ديوان الشاعر الحداد القيسي 2024.

ابن الحداد الأندلسي
? – 480 هـ / ? – 1087 م
محمد بن أحمد بن عثمان القيسي أبو عبد الله.
شاعر أندلسي له ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم.
أصله من وادي آش سكن المرية وأختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح، فأكثر من مدحه، ثم سار إلى سرقسطة سنة 461 فأكرمه المقتدر بن هود وابنه المؤتمن من بعده.
وعاد إلى المعتصم ومات أيامه في المرية.
له كتاب (المستنبط في العروض).


أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟

أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟
وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟
وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟
وقد هوت بهوى نفسي مها سباء
فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟
كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه
لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ
فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا
ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا
إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا
وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا
لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا
وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ
يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا
أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ
للب منحسن واللحظ منخسأُ
وفي سناه ومسناه ونائله
للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ
جلالة لسليمان وملتمح
ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ
وليس تشتبه العيدان والحفأُ
والكل معترف بالسابقات له
ومن زكا فله بالحق منزكأُ
مملك هو من سمت الهدى ملك
وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ
يقل أن يطأ العيوق أخمصه
وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ
فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا
ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ
وللقلوب لمثوى حبه لطأُ
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ
فكلما دنأت أحداثه دنأوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به
فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا
وكيف يلقى قناة الدهر قائمة
وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟
وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ
كأنما في شخصه دنأوا
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً
يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ
فللأقاويل منهار ومنهرأُ
وتلك أنباء غيب لا يقين لها
وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ
إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ
وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ
سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ
وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
فكم أناس أقاص عنده نبهوا
كأنهم قربة في حجره نشأوا
وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ
للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟
وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ
مضى به منتأى عنه ومنتبأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ
وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ
حدا جحافلك التأييد والحدأُ
فلا تضع مربأ للجيش تنهده
فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ
تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً
ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ
عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
وويلهم إن شآبيب القنا همأت
وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ
كما به في ثغور البيض منكمأُ
وقد بدا من عرانين الظبى شمم
وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب
وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ
كأن سمرك والأقبال يعطفها
بنان قوم إليهم بالردى ومأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً
ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ
فسال منهزم منهم ومنهزأُ
وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ،
قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ
هناك يبغون لو يلقونه لجأ
وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
وكم لبأسك فيهم من مصال وغى
لليث من سمعه روع ومجتنبأُ
وكان في ذالهم ود ومتعظ
لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ
هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ
فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ
وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم
درء ومن صافنات الخيل مندرأُ
تهوي لقلب أعاديه مكائده
كأنه قتر للأسد أو برأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ
وراية الشهب ما في سيرها خطأُ
وهمة فوق ما ظن الغواة به
والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ
وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
ولو يروم نزال الطود يبلغه
أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا
وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ
والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ
فحسب كل الملوك الهون والجزأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ
وما كمثل النجوم النقع والحبأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ
فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
إذا صمادحه أبدى وعامره
فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا
يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ
إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا
وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا
فكلما سئلوا من معوز سلأوا
لولاهم ما يصوب المزن مستهما
متى سيبا من وبله متأوا
وَبَيْتُ وَفْرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ
فهم مياسير من حمد الورى تكأُ
أقمار ملتئم آساد ملتحم
يروعنا مجتلى منهم ومختلأُ
وما صوارِمُهُمْ إبَلاً وقد سَرَحُوا
وليس إفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأُوا
ولا عوامِلُهُمْ غِيداً وقد وَمَقُوا
ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا
وَمِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إذا حَمَلُوا
وليس بالجالِهِ الهَيّابَة ِ الخُبأ
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوجَ ما رَكِبُوا
أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا
لا يَعْبَأَوْنَ بمَكْرٍ في مُقاوِمِهِمْ
وليس للأسد بالسيدان معتبأُ
إذا خَطُوْا وَتَرُوا في الأرْض شانِئَهُمْ
وللخطوب بها مسرى ومنسرأُ
فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا
وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا
والخلق من ملكات الظلم في ظلم
وقد مَضَتْ هِنأٌ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ
وَمُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ
وَمُرْتَمٍ فيه للعَلْياءِ مُرْتَمَأُ
إذا جلا النصر من خرصانه وضح
علا الغزالة من قسطاله صدأُ
مِنْ كُلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ
إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يَرَأُ
يجيءُ كالهَصرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً
أَصَمُّ كالأرقم النَضْناضِ إذْ يَجَأُ
وللمَنُونِ بِيُمْنَاهُ عُيُونٌ دِمَا
في جدول يتحامى ورده الظمأُ
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ
راحا لها بالقنا العسال مستبأُ
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ
على الجِيادِ، وللأجنادِ مُنْهَدأ
وتلك عَنْقَاؤنا وافَتْكَ مُغْرِبَة ً
بحسنها فأستوى العقبان والجدأُ
بدع من النظم موشي الحلى عجب
تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حَكَأَوا
وكل مخترع للنفس مبتدع
فمنه للرُّوحِ رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ
أنشأتها للعقول الزهر مصبية
كأنّها للنُّفوسِ الخُرَّدُ النَشَأُ
لم يأتِ قبلي ولن يأتيْ بها بَشَرٌ
وحق عنها أن يخبأوا عنها كما خبأوا
قبضت منها ليوث النظم مجترئا
وغير بدع من الضرغام مجترأُ
وفي القريض كما في الغيل مأسدة
والقومُ حَوْزٌ بمرعى البَهْمِ قد جَزَأُوا
وجمع بعض قوافيها يؤودهم
ولو منوا بمبانيها إذا ودأوا
أشجى مسامعهم تيها بما سمعوا
ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إذا قَرأوا

لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ

لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
فكما لعنبر الهندي ما أنا واطئُ
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيحِهِمْ
فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشىء ُ
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ وَمَنَارِهِمْ
هداة حداة والنجوم طوافئُ
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وَحَمْحَمَتْ
عِرَابي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطىء ُ
فهل هاجَها ما هاجَني؟ أو لعلَّها
إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجىء ُ
رويدا فذا وادي لبيني وإنه
لَوِرْدُ لُبَانَاتي وإنِّي لَظَامِىء
و يا حبذامن آل لبنى مواطن
ويا حبذا من أرض لبنى مواطئُ
ميادينُ تَهْيامِي وَمَسْرَحُ ناظِري
فللشوق غايات به ومبادئُ
ولا تحسبوا غيداًحمتها مقاصرُ
فتلك قلوب ضمنتها جآجئُ
وفي الكلة الزرقاء مكلوء عزة
تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالىء ُ
محا ملة السلوان مبعث حسنه
فكلٌّ إلى دِين الصَّبابة ِ صابِىء ُ
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ توالِعٌ
وَتَهْوَى ضِيا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازىء ُ
وفي ملعب الصدغين أبيض ناصع
تخَلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانىء ُ
أفاتكة َ الألحاظ، ناسكة َ الهوى ،
ورعت , ولكن عينك خاطئً
وآل الهوى جرحى ولكن دماؤهم
دُمُوعٌ هوامٍ والجُرُوحُ مآقِىء
فكيف أرفي كلم طرفك في الحشا
وليس لتمزيق المهند رافئُ ؟
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى
وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارىء ُ؟
وما ليَ لا أسمو مُراداً وهمّة ً
وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضىء ؟
وما أخَّرَتْني عن تَنَاهٍ مبادىء ُ
ولا قصرت بي عن تباهٍ مناشئُ
ولكنَّه الدهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ
فذو الفضل منحط وذو النقص نامئُ
كأنَّ زماني إذ رآني جُذَيْلَهُ
قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِىء
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً
ولم يغنني أني مدارٍ مدارئُ
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ
فما أنا إلا بالحقائق عابئُ
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فدامة ٍ
فلي منطقُ للسمع والقلب مالئُ
ولولا عُلَى المَلْكِ کبنِ مَعْنٍ محمَّدٍ
لما برحت أصدافهن اللآلئُ
لآلىء ُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ
وعِلْمِيَ دأماءٌ وَنُطْقِيَ شاطىء ُ
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى
وأَعْشَى الحِجَى لألاؤه المتلالىء ُ
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ
وتنقلبُ الأبصارُ وهي خواسىء ُ
ولولاه كانت كالنسيء, وخاطري
لها كفقيم ٍ للمحرم ناسئُ
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إلاَّ لمجدِهِ
ومثلي لأعلاق النّفاسة خابئُ
كأنَّ عُلاَهُ دولة ٌ أُمَويَّة ٌ
وما نابَ من خَطْبٍ عُمَيْرٌ وضابىء ُ
وإن يمسس العاصين قرحك آنفاً
فأيدي الوغى عّما قليلٍ توالئُ
عسوا فعصوا مستنصرين بخاذل
وأخذل أخذ الحين مامنه لاجئُ
وشهب القنا كالنّقب والنّقع ساطع
هِناءً، وأيدي المُقرَباتِ هوانِىء ُ
يُعَوِّدُ تَخضيبَ النُّصُولِ وإنْ رَأَى
نصول خضابٍ فالدماء برايئُ

الناسُ مِثْلُ حَبَابٍ

الناسُ مِثْلُ حَبَابٍ
والدهر لجة ماءِ
فعالم في طفوٍّ
وعالم في انطفاءِ

إلى الموتِ رُجْعَى بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ

إلى الموتِ رُجْعَى بعد حِينٍ فإنْ أَمُتْ
فقد خلدت خلد الزمان مناقبي
وذِكرِيَ في الآفاقِ طارَ كأنَّه
بكلِّ لسانٍ طِيبُ عذراءَ كاعِبِ
ففي أي علم لم تبرز سوابقي؟
وفي أيِّ فَنٍّ لم تُبَرِّزْ كتائبي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.