تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ديوان جراحات فلسطينية للشاعر رمضان المقدسي

ديوان جراحات فلسطينية للشاعر رمضان المقدسي 2024.

نزيف القريون(1)

" عندما ينحب جبلُ النارِ… وتتهاوى أبنيته الأثرية .. وتصادرُ الكلمات الموؤدة تحت الصمت الإعلامي المهزوم، والسحق العدواني الغشوم.

عندما تذوبُ معالم البراءة في بيارات الطفولة ، وتذوي كل آهات الثكالى ؛معلنة لحظة الإفلاس الممكن والمستحيل في آن واحد .عندما يخرج لنا من رام الله أو من شرم الشيخ من يزعم أن العملية السياسية قد أصابها بعض التهديد دون أن يلتفت إلى هدير الطائرات أو تهاوي البنايات .

عندما ترقص غانيةٌ فلسطينية أو عربية في ثوبها الخلاعي في عيد رأس السنة الميلادية ثم لا يعنيها طفل تندلع أمعاؤه وتتشظى أوردته في حي القريون .

عندما ينتظر طفل فلسطيني مدرجّ بدمائه في حي الدرج أو في حي الشيخ مسلّم ينتظر أن تصل صرخة أخته إلى أذن عربية أو أذنا لصبي يركد منتبها خلف متراسه الحجري كي يثأر لصبي الأمس المجروح .

عندما تدرك أن التاريخ المعاصر قد أسقطَ فصلا فلسطينيا فعبثت تلكآت المتعفنين في قماقم السياسة لتجثو كل الأزقة في حي القصبة وتنهار كل الأعمدة في حارة الياسمينة

عندها فقط يصبح قول الشعر هو الوسيلة الكسيحة الوحيدة في الصراخ الطروادي الأليم أو في هتافات أصحاب الأخدود أمام دقيانوس اللعين ……. اسمحوا لي معاشر الشعراء أن أنزف شعرا بالكلمات كما نزف حي القريون بالجماجم والعمارات .

نزيف حي القريون

هذا المدادُ

أخطه من أدمعي

ويخطهُ

طفل من القريون

تحت المدفعِ

يشكو ويندبًُ

ثم يخلد تارة

للموت .. دهرا

وهو دون الأربعِ

……

تتهافت الأركانُ

فوق جبينهِ

فيصدها بتأوهٍ

وتوجع

…….

لله در حضارة

في بلدة فيها

انطوى

زمن التراث اليعربي

الأروعِ

سالت بها مسك الجداول

…..زُينت

بدلالها

لكنها أضحت

مع الإجرام

مثلَ البلقعِ

ويذيبها

الوتر الحزين ترنما

بمصارع الأبطال

تحت المفجعِ

ويصوغها الشهداء

أبدع قصةٍ

بشذى الرصاص ِ

وبالعراك المترعِ

وتحن ثكلى

حين

يندب أبنها

أنْ لو رأتهُ

قبيل ذاك المفزع

فيحولُ أصحابُ

التغطرسِ

دونها

فتقول حسبي

يا إلهي …كن معي

إن أغمضوا

عينا على الإجرام

فافتح من لدنك

ايا عظيم

لكل قلب مفُجعٍ

واحشر يهود العرْبِ

معْ أسيادهم

من ثلة التوراةِ

في المتجمع

ضجتْ بنا القريون

يا أهل الحمى

وحطامها

لزجٌ

نديٌ بالدم المتجمعِ

تدمى وتصهر

والشواهد أمةٌ

لا خيرَ فيها

دون رد مسمع ِ

الحواشي : القريون ، الشيخ مسلّم ، حي القصبة ،حي الياسمينة بمدينة نابلس جبل النار

الشاعر رمضان عمر نابلس فلسطين

وتبقى القدسُ

رغمَ القهرِ والإرهابِ

والآهاتِ

والألمِ

ورغمِ بوارجِ

التعتيمِ

رغم دياجرِ

الظُلَم ِ

……… …

ويبقى ريحها عبِقٌ

خزاميٌّ

منَ الساحاتِ

والحرمِ

ويبقى طيفُها الشاميُّ

أغنيةً

ولحناً من لحونِ

فمي

…….

فلا تَعِدوا بأشباهٍ

وأَبدالٍ

فلا للبانِ

والعلمِ

……..

وإن نسجوا لك الأوهامَ!!!

مالوا في لظى الزلاتِ

لا للصلح

للسَلَمِ

ولا لمدارسِ التدجينِ

لا للمنهجِ

الهَرمِ ؛

.. فغاليتي تعافُ الضيمَ

.. والتقسيمَ……

تخشى زلةَ

القدمِ

وغاليتي .. تتيهُ سناً

فكيف تُذَلُّ؟!

وا ألمي!!!

……….

عشقتُكِ يا هوى

العبادِ

والنساكِ

يا علمي

عشقتكِ حينَ جنَّ الليلُ

وانداحتْ خيالاتي

من الهامات

بالحُلُمِ

عشقتكِ حينَ كانَ نهارُنا

الورديُّ

يكتبُ قصةَ الفاروقِ

ينسجُ

من صلاح الدينِ

صرح الفاتحِ

العَلَمِ

……

وقلْ للعاذلِ المهزومِ: لا تشنأ

وذبْ في التيهِ

والنَدَمِ؛

فمثلكَ قاصرُ التفكيرِ

والأخلاقِ

والقيمِ……

…..

… رسمتكِ فوق قافيتي؛

فبانَ الزهو ُّ

في قلمي

وأينعت السطور الخضرُ

بالتصويرِ

بالشَمَمِ

……

أيا قدسي أنا دَنِفٌ

وحبكِ عالقٌ

بدمي

ستبقين العرينَ

الباسلَ

الأزليَّ

في قاموسنا الذهبيِّ

يا أسطورةَ

الأمَمِ

مواحع الاعياد

أقارعُ بعضَ ذاكرتي

واستجدي خيالاتي

وامتشقُ التفاؤلَ

من معينِ الشؤمِ

أركبُ صهوةَ التفكيرِ

في شيءٍ من الإعصارِ…….

تقلقني ترانيمٌ

لنا مُسِخَت

وتطربني حكاياتٌ

من الماضي……..

تداعبني

وتنقلني مع الأيامِ

في همسِ التقاليدِ

وبعضُ الآه!!!!

يا ليتي.. !!

تعذبني؛…

فارضع من حنايا الأمسِ…..

ارشف من سنا الايامِ

ما جادت به

يوماً

طفولاتي

…أقارن بين حاضرنا

وما كانا

وهل يأتي..؟

افتش عن بصيص النور

في غدنا

وعن املٍ

وارقب لحظة التفكير في العيد

وفي ثوب جديد

صار يقلقني

لطفلٍ

بات يسألني:

ايا أبت

إذا… سنزور خالتنا

بثوب فاقعٍ أصفر

وعمي سوف يمنحني

قروشا قد أخبئها

ليوم قادمٍ يأتي

لأني يا ابي حقاً

أريدُ شراءَ قاطرةِ

فهل حقا ستعطيني

نقوداً يا أبي أيضا؟!!ً

بعيد عن مرابعنا

بعيدٌ يا خفيفَ الظلِّ

عن غدنا

بعيدٌ رغم حاجتنا

لمثلك

للزاغريدِ

بعيدٌ أنت يا عيدي

….

قديماً كان يُصبِحُنا

رُضابُكَ

بالأناشيد

وتحملنا على كفٍ

طروبٍ غادةٍ غناءَ

كنا

ننثني طوعاً

لترنيمٍ وترديدٍ

وكنا يا هنى الأيام

نرسم أمسنا الذهبيَّ

بالبلور

ترقصنا دلالات من

الأحلام واعدةٌ

بلا همٍ وتنكيدٍ

ترانا ..

هل تغير حالنا الورديُّ؟!!

أم كبرت بنا الأيامُ؟

أم غابت ليالي الأنسِ؟

في صلفٍ…!!

وأينعت المجازرُ

فوقَ تلتنا

وصرت عدونا الأبدي

افصح يا حثيثَ الخطوِ

قلي -يا رعاك الله-

هل ما زلت موعدَنا..؟ا

وما زالت جوانحُنا

تراقص طيفكَ القدسي؟..

……نحن تراثكَ العبقيُّ

لا تثقل كواهلَنا

ببعض الهمِّ

عد بغنائك الوضاءِ

عد بهيامكَ القمريِّ

واملأ ساحنا

بالنورِ

املا ساحنا بالأنسِ

املأ ساحنا بالوجدِ

بالحناءِ

بالليمونِ

بالأمسِ الجميلِ

بكل روائع التعبير

ان قد عشقنا العيدَ

عد يا عيدُ بالعيدِ

الله اكبر جلجلت

اللهُ اكبرُ جلجلتْ في سفحِ يعبدَ في جنينْ

في غزةَ الشهباءِ نادى شيخُها: نحنُ العرينْ

تاريخها الإسلامُ والقسامُ والخطوُ الرصينْ

ستظلُ عنوانَ الصمودِ وشامةََ النصرِ المبينْ

نحنُ الأساسُ فلا تقلْ : كيفَ الأساسُ؟.. لنا الغدُ

وحمـــاسُ ثورتُنـــا الأبيـــةُ ….. جذوةٌ تـــتوقدُ

وسلْ الخصومَ عن الفعالِ؛ فكـــــــلُ خصمٍ يشهدُ

نحن الأباةُ و لن نذل ولن نهون ولن نلينْ

نحن الألى عبروا الى النصرِ الأكيدِ مهللينْ

بعزيمةِ الإيمانِ أعلنا الجهادَ مكبرين

لا لن نساوم في حقوقٍ سوف نبقى صامدينْ

فالله بشرنا بنصرٍ قادمٍ… لو بعدَ حينْ

وطني الحبيبُ فداك روحي… كلُّ غالٍ يا وطنْ

رخُصَتْ لك المهجُ السخيةُ في التناجي في العَلَنْ

سلمت رباكَ ظللتَ نجماً ساطعاً طولَ الزمنْ

لا لن تظلَّ مشرداً و رهينَ اسرِ الغاصبينْ

يا قدسُ في عبقِ الشهادة اقبلي نحوَ العلا

واستقبلي جيشَ الجحافل يا مصونةُ مقبلا

انا عقدنا العزمَ لا نخشى الردى ابداً ولا

جندُ الخلاصِ كتائبٌ نأتي لنصرِكِ فاتحينْ

إسلامُنا وَهَجُ الحقيقةِ نورنا يهدي السبيلْ

دستورنا القرأنُ هديٌ ناصعٌ… وهو الدليلْ

وسبيلنا دربُ الجهادِ… شعارُنا لا للدخيلْ

هذي مبادئُ دعوة الإخوانِ حزبِ المؤمنينْ

احمد ياسين

لكنه الشيخُ الجليلُ

القائدُ العملاقُ

سرُّ الخصبِ

في بحرِ الجهادِ

….

أبيُّ نفسٍ

ما وَنتْ يوماً

لظلمٍ

انه العلمُ

الإمامُ

المرشدُ

……..

لكنه الياسينُ

لو عرفوا المكانةَ

كيف يجرؤ عابثٌ

متهورٌ

مسَّ العرينِ

اللاهبِ المسجورِ

قد- والله- حانَ الموعدُ

……. ……

ما كان يكفي أنْ

نصدَّ الطعنةَ النجلاءَ

بالكفِ البريئةِ؛

اسرجوا كلَّ الخيولِ

الفاتناتِ.

تقدموا…

بقذائفِ القسام

بالالغامِ

بالردِ المزلزلِ.

انها الثاراتُ؛

ما فل الحديدَ سوى الحديد

وكل ردٍ يرعدُ

…….

الله أكبرُ يا جحافلنا الفتيةَ،

يا ألوفَ العاشقينَ

لجنة الفردوسِ،

قد طاب اللقاءُ،

وهمهمت

خيلُ العقيدةِ.

قد ادار لنا العدو مجنهُ

وصلاة عصرِ الغاضبين

بصحن خيبرَ….

لا نجوت اذا نجوتم

يا يهودَ

الشؤمِ.

إن العين بالعين

وإن السنَّ بالسنِّ

وإنا قد عزمنا امرنا

والكونُ يشهد

…………..

لكنه الروحُ الأبيةُ

رمزَ عزتِنا

رصينَ الخطوِ

قائدَ ملةٍ

أستاذَ مرحلةِ الجهادِ…

هو الامينُ المستشارُ

إرادةٌ في الفعلِ

عزمٌ في اليقينِ

سلمتَ يا شيخي

بموتك

في جنانِ الخلدِ

نعم المقعدُ

……….

قصدوا غيابكَ

حينَ نُوريكَ الترابَ

فليت شعري!!!!

كيف تسلوك الملايينُ التي

رضعت تعاليمَ الجهاد!!!

تجندت في واحةِ الياسين

كانوا واهمين!!؛؛

لأنَ شعبَ العز يعرفُ

كيف يستلُّ الردودَ

من الوريدِ

وكيفَ يختلق المعاييرَ

الرديفةَ للجريمة.

انه الإسلامُ

وا اسلام

نعم الماردُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.