الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
حلم النبي صلى الله عليه و سلم :
أنعم ما احسن خلقك سيدي رسول الله فانت سيد الخلق وحبيب الحق و هناك أشخاص تجاوزوا الحد معه، فما زاده هذا إلا حلما:ً
((اقترض بعيراً، فجاء صاحبه يتقاضاه، فأغلظ للنبي عليه الصلاة والسلام، فهمّ به أصحابه فقال: دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً))
َ
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
هذا مبدأ؛ مظلوم، عنده مشكلة، فله مقال؛ دعوه ليتكلم ليعبر عن حاجته، الإنسان إذا كان مظلوماً، وتكلم يرتاح، لا تمنعه من الكلام، لو منعته ينفجر، وهذا أساساً مبدأ بالمعالجة النفسية يسمونه البوح؛ أحياناً يأتي المريض يتكلم مع الطبيب، يرتاح؛ الطبيب ما فعل شيئاً، فقط أصغى له، أحياناً الواحد مع أولاده، مع أهله؛ يتكلمون؛ استمع، الكلام وحده علاج، إن لم تسمح لها بالكلام إطلاقاً ستنفجر، فهناك طريقة بالمعالجة النفسية؛ أن الطبيب النفسي يسمح للمريض أن يعبر عن مشكلته ليعرف أبعادها كلها، فكأن هذا التوتر انتشر، وهذا الضغط فرغه، والإنسان عندما يعبر عن مشكلته يرتاح، فقال :
((دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
أنا مرة، هناك صديق يعمل في الجامعة أستاذاً، فتفقدناه في الجامعة شهراً و لم نجده، وعندما جاء قلت له:أين أنت؟ قال لي: عندنا مؤتمر لرفع مستوى الإدارة. قلت له: هذا المؤتمر ما توصياته النهائية؟ قال لي: عجيب؛ أقصر توصية رأيتها في حياتي ألا يكون هناك حاجز بين الرئيس ومرؤوسيه – دائرة، مستشفى، مدرسة، معمل له، مدير عام و عمال لا يكون هناك حاجز بينهما- قلت له : عجيب؛ هذا قول سيدنا عمر، سيدنا عمر، أوصى أحد الولاة، قال له: "لا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم".
إذا كان هناك حاجز فالإدارة سيئة جداً لأن الصغار يظلمون، والمظلوم لا يستطيع أن يصل للأعلى- لا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم – أما إذا أقل إنسان يستطيع أن يصل إلى مدير المعمل، فالذي له وظيفة عالية بالمعمل؛ الإنسان المظلوم له حق أن يقابل مدير المعمل، يشتكي عليه، يحسب، يعد للألف قبل أن يظلم هذا الموظف البسيط، أما إذا الطريق لمدير معمله غير سالك فيأخذ حريته:
((واشترى مرة شيئاً وليس عنده ثمنه، فأربح فيه فباعه، وتصدق بالربح على أرامل بني عبد المطلب.))[أَخرجه أبو داود عن عبد الله بن عباس]
وكان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس معاملة، وكان إذا استسلف سلفاً قضى خيراً منه، وكان إذا استسلف لرجل سلفاً قضاه إياه ودعا له، ويقول عادة:
((بارك اللهُ في أهلك ومالكَ، إنما جزاء السَّلَفِ الحمدُ والأداءُ ))
[أخرجه النسائي عن عبد الله بن أبي ربيعة]
كثير من الأشخاص يقسم بالله ألا يدين واحداً من أثر معاملة سيئة، فكان إذا استسلف سلفاً قضاه إياه ودعا له، وقال:
((بارك اللهُ في أهلك ومالكَ، إنما جزاء السَّلَفِ الحمدُ والأداءُ ))
[أخرجه النسائي عن عبد الله بن أبي ربيعة]
((استسلف من رجل أربعين صاعاً، فاحتاج الأنصاري – احتاج هذه المواد – فأتاه، فقال عليه الصلاة والسلام: ما جاءنا من شيء بعد. فقال الرجل وأراد أن يتكلم فقال عليه الصلاة والسلام: لا تقل إلا خيراً فأنا خير من تسلف- أي اطمئن؛ لا تقل إلا خيراً، أنا خير من استسلف- أعطاه أربعين فضلاً وأربعين سلفة فأعطاه ثمانين ))
[رواه البزار عن عبد الله بن عباس]
واقترض بعيراً؛ فجاء صاحبه يتقاضاه – هناك نقطة مهمة جداً؛ سأوضحها لكم- كيف سمح الله لإنسان أن يقاضي النبي ويغلظ له بالقول؟! لأن الله عز وجل لولا أن هؤلاء الذين تسلفوا منه وأغلظوا له بالقول، لو لم يفعلوا ما ظهر كمال النبي، فالله عز وجل أراد أن يظهر كمال النبي، فهناك أشخاص سفهاء، وأشخاص عندهم غلظة ومطالبتهم قاسية، كل أنواع البشر عاملهم النبي عليه الصلاة والسلام، لو أن الله عز وجل جعل حول النبي أصحاباً محبين فقط، واحترام ما بعده احترام، وأدب ما بعده أدب، وهو قابلهم بكمال، لما ظهرت الفضائل الأخرى، لكن هناك فضائل لا تظهر بالكمال، يوجد فضائل لا تظهر إلا بالقسوة؛ إنسان طالبك بقسوة، إنسان أغلظ القول؛ الإنسان مادام محترماً احتراماً عالياً تلقاه لطيفاً، أما إذا تجاوز حده معه فيقطعه قطعاً، هكذا شأن الأقوياء؛ مادام هناك تأليه؛ مسرور، تؤلهه مسرور، تجاوزت حدك معه بكلمة يقطعك قطعاً.
ومعلومات رائعة عن سيد الخلق
بارك الله فيك
وجزاك كل خير
ينقل الموضوع للقسم الانسب
تقبل مروري
ومعلومات قيمة وجميلة
بارك الله فيك اخي
وجعلها في ميزان حسناتك