تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سيرته المختصرة

سيرته المختصرة 2024.

سيرته المختصرة (صلى الله عليه وسلم)


إن من خير ما بذلت فيه الأوقات ، وشغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة ، والأيام المحمدية الخالدة ، فهي تجعل المسلم وكأنه يعيش تلك الأحداث العظام التي مرت بالمسلمين ، وربما تخيل أنه واحد من أُولئك الكرام البررة الذين قامت على عواتقهم صروح المجد ونخوة البطولة.

وأجمل منك لم ترَ قط عيني …… وأكمل منك لم تلد النساء

خُلقت مبرأً من كل عيب …… كأنك قد خُلقت كما تشاء

نسبه صلى الله عليه وسلم

هوأبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم واتفقوا أيضاً أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.

أسماؤه صلى الله عليه وسلم

عن جبير بن مطعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد } متفق عليه وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: " أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة " مسلم

ولادته صلى الله عليه وسلم

إن العظماء لهم شأنهم المبكر منذ ولادتهم، فكيف إذا كان العظيم هو محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق، وأفضل الرسل، وخاتم الأنبياء، ولذلك كانت الرعاية الربانية له متواصلة، والرحمة الإلهية له مستمرة، فقد هيأ الله له الظروف مع صعوبتها، وحماه من الشدائد مع حدتها، وسخر له القلوب مع كفرها وضلالها.

ولد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، حيث فقد أباه قبل مولده، وقد أشار القرآن إلى يتمه، فقال تعالى: ( ألم يجدك يتِيما فآوى ) سورة الضحى آية رقم (6) ، وقال أنس رضي الله عنه : " فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما توفي أبوه، فكانت أم أيمن تحضنه، حتى كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها، ثم أنكحها زيد بن حارثة " رواه مسلم .

وكان مولده صلى الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في مكة المكرمة صبيحة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، الموافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571م، وقيل إنه ولد في العاشر من ربيع الأول، وقيل في
الثاني من ربيع الأول.

وكان استبشار جده عبدالمطلب بولادته كبيرا، وفرحه بحفيده كثيرا، وأعلن ذلك بين الملأ من خلال قيامه بالواجب نحو اليتيم، واختياره له الاسم الجميل "محمد" ولم يكن معروفاً عند العرب.

وكانت ولادته عام الفيل، بعد الحادثة المشهورة التي ذكرها الله – عز وجل- في القرآن الكريم، قال تعالى: ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) سورة الفيل آية رقم (1).

ويرى ابن القيم أن الحادثة توطئة وإرهاصاً لظهوره حيث دفع الله نصارى الحبشة عن الكعبة دون حولٍ من العرب المشركين تعظيماً لبيته.

ومن علامات نبوته عند مولده ما رواه العرباض بن سارية السلمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لَمُنْجَدِلٌ – ملقى على الأرض- في طينته ، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام " رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم .

رضاعته صلى الله عليه وسلم

أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً ثم استُرضع له في بني سعد فأرضعته حليمة السعدية وأقام عندها في بني سعد نحواً من أربع سنين وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.

ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له فبكى وأبكى من حوله وقال : " زوروا القبور فإنها تذكر بالموت " مسلم
فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.

عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته

نشأ عليه الصلاة والسلام – مع يُتمه – مَرعياً برعاية الله تعالى، مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه.

كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم – أي إناء طعامهم – فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهب معهم فلما رأى ذلك عمه عزل له طعامه على حدة.

قال أصحاب السير : عاش صلى الله عليه وسلم ولم يكن له مؤدب ظاهر يعتني بتـثقيفه، أو مربّ معروف يتولى تهذيبه إلا سلامة الفطرة وسموّ الغريزة وطهارة العقيدة والاعتصام بالفضيلة… ولم يكن صلى الله عليه وسلم في نشأته جارياً على المألوف في الصبيان من تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون ويسمعون ويحسون في بيئتهم ولو جرى الأمر على ذلك لشارك قومه في تعظيم الأصنام وعبادتها ولانغمس في ضلالات الوثنية وأوهامها ولكن عناية الله قد تكفلت بتربيته فنشأ
على أكمل ما تتحلى به النفوس من جميل الصفات وحميد الخصال ولم يسجد لصنم من الأصنام ولم يشارك قومه في عيد من أعيادهم ولم يذق لحوم قرابينهم ولا عجب فقد حدّث عن نفسه فقال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي ".

قال ابن تيمية عن هذا الحديث معناه صحيح ولكن ليس له إسناد ثابت.

قال الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية .

قال محمد بن إسحاق: شبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أدناس الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقاً وأكرمهم حسباً وأحسنهم جواراً وأعظمهم حلماً
وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنـزّهاً وتكرماً حتى ما سُمي في قومه إلا " الأمين " لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة.

وكان صلى الله عليه وسلم يحدّث عما كان الله يحفظه به في صغره من أمر الجاهلية فيقول: " لقد رأيتني في غلمان من قريش ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذلك وأدُبر إذ لكمني لاكم – ما أراه – لكمة وجيعة ثم قال : شد عليك إزارك ". قال : " فأخذته فشددته عليّ ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري عليّ من بين أصحابي "

ولما شب صلى الله عليه وسلم وبُنيت الكعبة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها.
فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة ففعل فخرّ إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال : إزاري فشدَّ عليه إزاره وقال إني نُهيت أن أمشي عُرياناً " رواه البخاري ومسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيضاً : "ما هممت بشيء مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين عصمني الله فيهما قلت ليلة لفتىً من قريش أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما تسمر الفتيان قال: نعم قال فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة فسمعت غناءً وعزفاً وصوت دفوف ومزامير فقلت: ما هذا؟ فقالوا فلان تزوج فلانة فجلست لذلك فضرب الله على أذني فنمت فما أيقظني إلا مسُ الشمس فرجعت إلى صاحبي ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك فنمت فوالله ما هممت بعدهما شيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته ذكره الذهبي والسيوطي

زواجه صلى الله عليه وسلم

تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة فرأى ميسرة ما بهره من شأنه وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة فلما رجع أخبر سيدته بما رأى فرغبت إليه أن يتزوجها.

وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ولم يتزوج غيرها حتى ماتت فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة ثم تزوج صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أولاده صلى الله عليه وسلم

فعدد أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة ، ثلاثة ذكور ، وأربع إناث – وهاك البيان بأسمائهم كما يلي : 1 – القاسم وهو الذي يكنى به الرسول صلى الله عليه وسلم فيقال : أبو القاسم صلى الله عليه وسلم وأمه خديجة بنت خويلد القرشية رضي الله عنها . 2 – عبد الله ، ويقال له : الطاهر والطيب وأمه كذلك خديجة رضي الله عنها . 3 – إبراهيم وهو أصغر أولاده صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية رضي الله عنها وكلهم ماتوا صغاراً رضي الله عنهم . البنات 4 – زينب رضي الله عنها 5 – رقية رضي الله عنها 6 – أم كلثوم رضي الله عنها . 7 – فاطمة رضي الله عنها : وهي أحبهن إليه صلى الله عليه وسلم وكلهن بنات خديجة رضي الله عنها ، فجميع أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من مارية القبطية رضي الله عنها وليس له من بقية زوجاته ذرية صلى الله عليه وسلم .

خصائص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

1-أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عهده وبعث أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم . وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم . والدليل قال الله تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جآءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ء أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) سورة آل عمران آية رقم (81).

2-أنه ساد الكل قال صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر ط رواه ابن حبان والسيّدُ من اتصف بالصفات العليّة ، والأخلاق السنيّة . وهذا مشعرّ بأنه أفضل منهم في الدارين ، أمّا في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة وأمّا في الآخرة فلأن الجزاء مرتبُ على الأخلاق والأوصاف ، فإذا كان أفضلهم في الدنيا في المناقب والصفات ، كان أفضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات . وإنما قال صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم ولا فخر " ليخبر أمتُه عن منزلته من ربه عزّ وجل ولّما كان ذكر مناقب النفس إنما تذكر افتخاراً في الغالب أراد صلى الله عليه وسلم أن يقطع وهم من توهم من الجهلة أن يذكر ذلك افتخاراً قال : " ولا فخر "

3- ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : " وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ".

4- ومنها أن الله تعالى أخبره بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا 0 ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) سورة الفتح آية رقم ( 1 – 2 ) ، ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بمثل ذلك ، بل الظاهر أنه لم يخبرهم لأن كل واحد منهم إذا طُلبَتْ منهم الشفاعة في الموقف ذكر خطيئته التي أصابها وقال : " نفسي نفسي " ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يُوْجل منها في ذلك المقام وإذا استشفعت الخلائق بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام قال: " أنا لها ".

5- ومنها إيثاره صلى الله عليه وسلم على نفسه ، إذ جعل لكل نبي دعوة مستجابة ، فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا ، واختبأ هو صلى الله عليه وسلم دعوته شفاعة لأمته.

6- ومنها أن الله تعالى وقره ففي ندائه ، فناداه بأحب أسمائه واسني أوصافه فقال: ( يا أيها النبي ) سورة الأنفال آية رقم ( 64 ، 65 ، 70 ) ومواضع أخرى قال تعالى ( يا أيها الرسول ) سورة المائدة آية رقم ( 41 – 67 ) وهذه
الخصيصة لم تثبت لغيره ، بل ثبت أن كلاً منهم نودي باسمه ، فقال تعالي: (( يا آدم اسكن ) سورة البقرة آية رقم ( 35 ) ، وقال عز وجل : ( يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك ) سورة المائدة آية رقم (110 ) وقال سبحانه : ( يا موسى إني أنا الله ) سورة القصص آية رقم (30 ) ، وقال تعالى : ( يا نوح اهبط بسلامى ) سورة هود آية رقم ( 48 ) ، وقال تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة ً في الأرض ) سورة ص آية رقم ( 29 ) وقال تعالى : ( يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ) سورة الصافات آية رقم (105) وقال عز وجل : ( يا لوط أنا رُ سُلُ ربك ) سورة هود آية رقم : ( 81 ) وقال تعالى : ( يا زكريا إنا نبشرك ) سورة مريم آية رقم (7) وقال سبحانه : ( يا يحيى خذ الكتاب ) سورة مريم آية رقم (12) ولا يخفى على أحد أن السيد إذا دَعى أحد عبيده بأفضل ما وجد يهم من الأوصاف العليّة والأخلاق السنيّة ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام لا يُشعر بوصف من الأوصاف ولا بخلق من الأخلاق أن منزلة من دعاه بأفضل الأسماء
والأوصاف أعز عليه وأقرب إليه ممن دعاه باسمه العلم.

وهذا معلومٌ بالعرف أن من دُعي بأفضل أوصافه وأخلاقه كل ذلك مبالغة في تعظيمه واحترامه .

7- ومنها أنه قال : " الوسيلة منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله تعالى وارجوا أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " أخرجه مسلم .

8- ومنها " أنه يدخل من أمته إلى الجنة سبعون ألفا بغير حساب " ولم يثبت ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم .

9- ومنها الكوثر الذي أعطيه ففي الجنة والحوض الذي أعطيه في الموقف .

10- ومنها أنه أحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله . وجعلت صفوف أمته كصفوف الملائكة ، وجعلت له الأرض مسجداً ، وترابها طهوراً . وهذه الخصائص تدل على علو مرتبته ، والرفق بأمته.

11-ومنها أن الله تعالى أثنى على خلقه فقال تعالى : (وإنك لعلى خلق عظيم ) سورة القلم آية رقم ( 4 ) ، واستعظام العظماء للشيء يدل على إيغاله في العظمة ، فما الظن باستعظام أعظم العظماء ؟

12- ومنها أن الله تعالى كلمه بأنواع الوحي وهي ثلاثة أحدها: الرؤيا الصادقة. والثاني : الكلام من غير واسطة . والثالث : مع جبريل صلى الله عليه وسلم . وزاد الألباني النفث في الروع

13-ومنها أن الله تعالى أرسله فقال في كتابه : ( رحمة ً للعالمين ) ، فأمهل عصاه أمته ولم يعاجلهم إبقاء عليهم بخلاف من تقدمه من الأنبياء إنهم لما كذبوا عُوجل مكذبهم.

14- وأما حرصه على إيمان أمته ، ورأفته بالمؤمنين ، وشفقته على الكافة ففي قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم ) سورة التوبة آية رقم ( 128 ) أني يُشق عليه ما يشق عليكم ، ( حريص عليكم ) ، أي إيمانكم 0 بالمؤمنين رؤوف رحيم )

15- ومنها أنه بعث بجوامع الكلم ، واختصر له الحديث اختصاراً وفاق العرب في فصاحته وبلاغته.

كما قال عليه الصلاة والسلام " أعطيت فواتح الكلم ، وجوامعه وخواتمه " في الصحيحين.

أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما تمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الدنيا ، وإنما تمنى ما له علاقة بمنازل الآخرة ، بل برفيع المنازل ، وعالي الدرجات . فقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ، ولا يجدون سعة ، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني ، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ، ثم أغزو فأقتل ، ثم أغزو فأقتل . رواه البخاري ومسلم .

من هنا كانت أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم عالية ، كانت منزلة رفيعة ، ألا وهي الشهادة في سبيل الله .

من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" – الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.

وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" – رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم : ( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) سورة القلم آية رقم (4)

قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : " كان خلقه القرآن " صحيح مسلم.

فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن ، وهي لاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي ، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها
والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.

كان صلى الله خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامه وحُسن معاشرة زوجته بالإكرام والاحترام ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " سنن الترمذي .

وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

مشترك في حملة التعريف برسولنا صل الله عليه وسلم واخلاقه وشمائله وسننه

منقول

تسلم أخي على النقل الجميل.

تحياتي
sabrine

Thanks for adding me to this nice group
يسلمـــــــــــو يعطيك العافيه وجعله في ميزان حسناتك يارب

تقبل مروري

سلمت يداك
يعطيك العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.