لا أظن انهم لا يعلمون! بل وأقطع الشك باليقين إن قالوا لا ندرك! بلـى إنهم ليدركــون! ثم إني يقينـا لأعلـم أن لا مبرر بما يفعلون! نعم إخواني اجزم انهم يعلمون ويـدركون! ولكنهـم مــع كـل هـــذا يفعلون! وفي قرارةانفسهم يعلمــــون! ويدركون انهم مخطئـــون! غير مبالين بما يصنعــون! ذلكم هــم ((المجاهرون)) نعــم انهم المجاهرين بالمعصية.. إن المتأمل في حالهم يجـد فيهم سمة عدم الخوف من الله في ظل ضعف الوازع الديني وغياب مراقبـــة الله في السر والعلن فضلا عن غياب سيما الصلاح فيهم فنجد كثيـــرا منهم يجاهر بمعصيته على مرآى من الله وخلقــه دون تفكــر فـي عاقبة المجاهـــرة بالمعصيــة وهو مــا اورده مصــداق ذلك قــول الرسول صلى الله عليه وسلــم ((كل امتي معافى الا المجاهرين)) ففــي هــذا الحديث دلالــة واضحـــة ان الله يغفــر الذنب ويقبــــل التوبة((الا المجاهرين فهم لا يعافــون ,فالأمــة يعفـو العفـوّ عــن ذنوبها الا الفاسق المعلن لا يعافيــه الله , فــلا اعلم لمـــــاذا يقدم هؤلاء على ذلك؟ هل اخذتهم العزة بالإثم ؟ فالمجاهر ينـدرج تحت مسمى اخذته العزة بالإثم فعندما ينصح هؤلاء عن مجاهرتهـــــــم بالمعصية يتكبر عن استماع النصيحة والأخذ بها فإن كــان كذلك فقد اورد القرآن الكريم لهم ان مصيرهم جهنم وهو مصـداق قوله تعالى((وإذا قيل له اتق الله أخذتــه العــزة بالإثـــم فحسبه جهنـــم ولبئس المهاد)) وليعلــم هـؤلاء بشناعة مجاهرتهم بالمعصية ان في ذلك أذية للمسلمين فمـــا بــال هؤلاء نراهــم يرفعـون اصوات الموسيقى في الشوارع او في اللأماكن العامة او فـي مكــان اخر وربما صادف ذلك وقت صلاة غير آبهين بنظرة المجتمع اليهـــــم فضلا عن عدم مبالاتهم بدعاء الناس عليهم وقبل كل هــذا غضب الله فعندما يجاهر الإنسان بالمعصيـــة قد تجد من يتأثــر بــه من باب التقليد الأعمى , فالإنسان الذي يجــاهــر بالمعصيـة يزين له الشيطان عمله ويرى ان ذلك من بــاب التعالــى والتعاظــم بفعلـه زعما منه ان ذلك يلفت انتبــاه الناس ليثنـوا عليه بفعله هذا وهو يعلم ان فعله ربما ادى به الى المهالك مــا لــم تدركه رحمـــة الله ويتوب,,ولا يختلف الأمر عن من يجاهر بالمعصية وقد ستره الله فيذهب ويخبر فلان وعلان فالأمر امر وأدهى روى الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قــــــــــال: سمعت رسول الله يقول: ((كلّ أمّتـــــي معافًــى إلاّ المجاهريـــن، وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجل بالليـــل عمــــلاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملتُ البارحةَ كذا وكــذا، وقـــد بات يستره ربّه، ويصبِح يكشِف سترَ الله عليه))…. نعـــم اخوانــي ان المجاهـــرة بالمعصية امر قد حرمه الله تعالـى وجــاءت النصوص في الكتاب والسنة بما يبين حرمة المجاهرة بالمعصية فهل يظن المجاهر أن ستر الله عليه في هذا العمل كرامة ؟ قد يكــون خلاف ذلك ، بــأن يكون استدراجاً له ليموت على هذا العمل ويلاقي الله بـه ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) رواه البخــاري ومسلم))))
ثم لنفترض أن الله ستر عليه كرامة ، أفـلا يستحي منه ويتوب ؟!
اذن عليك ايها المجاهــر العـودة الــى الله والتوبــة فإن الله يغفــر الذنوب جميعــا – اقـــول قولي واستغفر الله انه هو الغفور الرحيم
اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض عليك
آمين يا رب العالمين ..
^
^
مشكوره وربي يجزااك خير