تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مراسيم . الوداع !!

مراسيم . الوداع !! 2024.

(1)

تفترش أوراقي حصيراً لها

تبني أسياج كوخها بــ سطوري
تسطو على مجلدات دفاتري فقط لــ تغرس أربع جدران !!

تختطف أخر قصاصة ورق لديِّ وتتوجها سقفاً لــ كوخها!!

ما زالت مشغولة في ترتيب مستعمرتها الجديدة!!
بعد أن اغتصبت بقايا مسراتي أرضاً لها!!

(2)

تتجول في حقلها ، تحتطب من حروفي
موقد لها ، وأواني تزين بها مطبخها!!

تنحت حروفي النونية والسينية
لــ تعلقها شموع في أركان كوخها!!

(3)

أراها منغمسة في مطبخها
ترتب تلك الأواني الفضية
التي صقلتها من ركام دموعي!!

بــ كل دقة تحضر مائدتها
الكؤوس والأواني والملاعق والمناديل الزهرية !!

(4)

واسعة مائدتها ،
تطفي عليها شيء من عذوبة شموعها!!

أتراها تقيم حفلاً
أم عرساً
أم زاراً
أم ماذا؟؟

(5)

تهرول غير مكترثة بــ وجودي
تعبث بــ أدراج أثوابها

تنتقي أي الأثواب ســ ترتدي

ونباح الكلاب يعوي بــ الخارج
عقارب الساعة تتسارع كأنها في سباق المأرثون!!

(6)

يقع هذا الثوب
القاتم الخضرة
في يدها
تتذكر أنها سبق وارتدته
فــ ترميه في وجهي!!

(7)

ويغني لها ذاك الثوب
المائل للحمرة
الذي تغطيها تلك
الأزهار الزهرية
فــ ترمقه بــ احتقار !!
كم هو فاتن يبرز مفاتنها!!

لا تتوانى في حرقه!!

(8)

بكل جبروت يقف أمامها ذاك الثوب السماوي
يعزف لها ألحان البحر
ويذكرها بــ سقفها الواسع !!

تسرح قليلاً ، حاولتُ سرقة إبتسامة
من تحت أسنانها!!
لفحني هواء ذاك البحر!!

تعود لــ عبثها فــ تمزقه على مرأى مني!!

(9)

أخيراً ترتدي هذا
الثوب الترابي!!
فــ تتذكر تلك الهمسات
كم أنتِ ساذجة مع هذا اللون
مجرد جذع خاوي متحرك!!

(10)
يعلو صراخها ،،
فــ تنهشه بــ أظافرها
غير مكترثة
بــ بقايا جلدها
ودمها على أظافرها!!

(11)
فــ تنام على هذا
الثوب البنفسجي
المليء بالأزهار الرضيعة !!
تتذكر اليوم الذي قطفته من حقول الهوى!!

(12)
هاهو يتلهف لــ ضمها
فــ تهمس
له مازلتَ صغيراً
لا أريد أن أدنس
أزهارك بــ أحزاني !!

13)

تحزم أمرها ،
وتسكت عبثها
وترتدي عباءتها السوداء وخمارها الأسود !!
تحشو أقدامها في تلك الجوارب المهترية!!
تنتعل خفّها المختلط بــ سواد ما عليها!!

(14)
تلتف شيئاً فــ شيئاً نحوي
أتمعنها ،
أفتش في ملامحها
أنها هي ،
هي لا محالة !!

(15)

تلك الشفتين اللتان أخرسهما الصمت

تلك العينين الشاحبتان
تلك الحواجب العثة
هذه السمرة التي تغطي وجهها
تلك الشامة تحت عينها اليسرى

هذا الجرح في خنصر يدها اليمنى

!!!!!!!

(16)

تتركني في مكاني
تهرول لــ مائدتها
ومازالت الكلاب تعوي
والعقارب في سباقها الذي لا ينتهي
أناديها
أنا
أنــــــــا
أنــــــــــــــا

أنها أنا تشبهني أو أشبها
أنا هي أو هي أنا !!

(17)

تعود>> تنتشل تسعة أو عشرة
من المحابس من يدها اليمنى !!
فــ تعسفها في وجهي
غير مكترثة بــ الجروح
التي أحدثتها في خارطتي!!

(18)

تترأس رأس مائدتها
تشبك يداها
تسند ذقنها على ذلك التشابك
تغمض جفناها
تتمتم بــ تعويذة الوداع
ترتمي في حجرها مليارات الطلاسم
والكلاب تعوي
والعقارب مازالت تلهث خلف قطيع الكلاب

(19)
أجرُّ جروح محابسها !!
أنادي بــ صوت أبكم
أنا يا أنتِ
أنتِ يا أنا؟

(20)

تخرس صوتي بــ طلاسم الوداع!!
تفتح فاه كوخها
تركلني في وسط ذاك المأرثون
تجرني عقارب ساعتها
خلف ذاك القطيع
وأنا أقطر بــ حروف الوداع

(21)

هي تتلوي تعويذتها
تنشد تراتيل الفراق الأبدي

تعبث بــ خارطة الوجود
ترمي في طريقهُ تعاويذ الصدّ والفراق!!

(22)

لا محالة من الوداع
هكذا أقسمت في كل مرة

تحتفل بــ رقمها القياسي
لــ عدد مرات الوداع التي فاقت
مجموعة أرقام جينس!!

(23)

كل المدعوين من حزنها وألمها وحبها ووجعها ودموعها وغبائها وبلاهتها!!

يلتحفوا بــ ثوب أنثى العقرب
الذي ارتدتهُ في تشرين الثاني
في القرن الماضي!!

لــ تغوص في غموضها

(24)

لم تيأس من تحقيق نذور
تلك التعويذة!

وما زالت تتمتم بــ بلاهة تعويذة الوداع
فــ تنام في حضن ذاك
الثوب البنفسجي رضيع الأزهار!!

(25)

وما زلتُ أركض في ذاك المأرثون
اللاهث خلف ذاك القطيع

ومازالت الكلاب تعوي
ومازلتُ أقطر بتلك الحروف !!

(26)

هناك في مجتمع الراحلين
سوف نكون أنا وهي أو هي وأنا!!
فقط لـ نبحث عن حرف المساء
علّنا ننزف حروف أخنقت أحزاننا!!

لا تنسوني بردودكم
اخي …..عبد الرحمن…

يعطيك الف عاااافية لجماااال كلماااتك

ذائقة رائعة….

تحيااااتي..

شكرا لمرورك على موضوعي

وهذا شرف لي ووسام على صدري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.