تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إيطاليا ما قبل التاريخ

إيطاليا ما قبل التاريخ 2024.

استوطنت إيطاليا الحالية منذ ما يقرب من 500,000 عام مضت، بما يتزامن مع العصر الحجري القديم السفلي. أول ما سكنها كان إنسان النياندرتال، و الذي لفترة من الزمان عاش جنباً إلى جنب مع هومو سابينس.
عاشت أهم الحضارات الإيطالية ما قبل التاريخ في العصر الحجري الحديث و هي حضارات كاموني(en) و تيراماري و الفيلانوفية(en) و كاستيلييري. من الحضارات قبل التاريخ الأخرى حضارة كانيغراتي(en) و ريميديلو.
ظهور البشر

رسوم حجرية في وادي كامونيكا.

في عصور ما قبل التاريخ، كانت شبه الجزيرة الإيطالية مختلفة مما هي عليه الآن. خلال العصور الجليدية على سبيل المثال كانت جزيرتا إلبا(en)‏ و صقلية متصلتين بالبر الرئيسي. كما بدأ البحر الأدرياتيكي في ما هو الآن شبه جزيرة جارجانو، و ما هو الآن سطحه وصولاً إلى البندقية كان سهلاً خصباً بمناخ رطب.
تبين وجود هومو نياندرتال في الاكتشافات الأثرية التي يرجع تاريخها إلى 50,000 سنة مضت تقريباً (العصر الجليدي المتأخر). هناك حوالي عشرين من هذه المواقع، أهمها في كهف غواتاري في سان فيليس سيرسيو(en)‏، على البحر التيراني جنوب روما. من المواقع الأخرى هي كهف فوماني (مقاطعة فيرونا) و كهف سان بيرناردينو (مقاطعة فيشنزا) و كهف برويل في سان فيليس.
بدأ ظهور الرجل الحديث خلال العصر الحجري القديم الأعلى. تم العثور على بقايا أوغارينياسية(en)‏ متنوعة في كهف فوماني التي يرجع تاريخها إلى 34.000 سنة مضت تقريباً.
تم العثور على بقايا من العصر ما قبل التاريخ في وقت لاحق في ليغوريا و منحوتات حجرية في لومبارديا (في وادي كامونيكا) و سردينيا (نوراك). ربما كان أكثرها شهرة رجل الثلج أوتزي مومياء صياد الجبال الجليدية الموجود في نهر سيميلاون الجليدي في تيرول الجنوبية و التي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 3000 قبل الميلاد (العصر النحاسي).

ما قبل السكان الهندوأوروبيين

سكان إيطاليا الأوائل الذين ربما هاجروا من أبوليا حاولي 37000 سنة مضت انتقلوا عبر شبه الجزيرة و أسسوا مستوطنات صغيرة بعيدة عن بعضها في مناطق مرتفعة. في حوالي 12,000 دفع تكاثر أعدادهم ذريتهم لملء المناطق الساحلية.

الهجرة الهندوأوروبية

في ذات الوقت الذي بدأ فيه استخدام المعادن هاجر الهندوأوروبيون إلى إيطاليا. قد تم تقريباً تحديد أربعة موجات من السكان شمال جبال الألب:
حصلت الموجة الأولى حوالي وسط الألفية الثالثة قبل الميلاد عبر شعب استورد حدادة النحاس.
حدثت الموجة الثانية في أواخر الألفية الثالثة و أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد لقبائل ذات ثقافة بيكر استخدمت حدادة البرونز في سهل بادان في توسكانا و على سواحل سردينيا و صقلية.
في منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد حدثت الموجة الثالثة المرتبطة بتيراميري و وفقاً لبعض الباحثين باللاتين و فاليسكي التي نشرت استخدام الحديد و حرق الجثث.
من أواخر الألفية الثانية إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد حصلت الموجة الرابعة المرتبطة بثقافة أرنفيلد و التي يمكن ربطها بالأسكان و الأومبريين و بقبائل اللاتين و الفالسكانيين و الليبونتي و فينيتي.

أبرز حضارات ما قبل التاريخ

ثقافة الأبينين

ثقافة أبينين (تسمى أيضا العصر البرونزي الإيطالي) هي معقد تكنولوجي في وسط و جنوب إيطاليا يغطي العصرين النحاسي و البرونزي خصوصاً.
كانت شعوب ثقافة الأبنين رعاة ماشية في جبال الألب يرعون حيواناتهم على مروج و بساتين من وسط إيطاليا الجبلي. عاشوا في قرى صغيرة متمركزة في أماكن يمكن الدفاع عنها. قاموا ببناء مخيمات مؤقتة أو عاشوا في كهوف إو ملاجئ صخرية أثناء تنقلهم بين المراعي الصيفية. لم يقتصر مداهم بالضرورة على التلال؛ حيث تم العثور على فخارهم في تل الكابيتول في روما و كذلك في الجزر المذكورة أعلاه.

فال كامونيكا
كاميونيون
الكاميونيون شعب قديم من أصل غير مؤكد (وفقا لبلينيوس الأكبر كانوا إيوجينيين، بينما قال سترابون أنهم ريتيون) عاشوا في وادي كامونيكا، في ما هو الآن لومبارديا الشمالية خلال العصر الحديدي على الرغم من أن مجموعات من الصيادين و الرعاة و المزارعين عاشوا في المنطقة منذ العصر الحجري الحديث.
وصل ذاك الشعب إلى ذروة قوته خلال العصر الحديدي بسبب وجود مصانع الحديد في وادي كامونيكا. تعود أهميتهم التاريخية رغم ذلك إلى إرثهم من الرسومات و الحفريات الصخرية، حوالي 300,000 في العدد و التي تعود إلى العصر الحجري القديم حتى العصور الوسطى.

الحضارة النوراغية

الحضارة النوراغية

تمثال برونزي سرديني، يعتقد أنه يمثل زعيم قبيلة. يوجد حالياً في متحف الآثار الوطني في كالياري.

استمرت حضارة نوراك في سردينيا و كورسيكا من العصر البرونزي المبكر (القرن 18 قبل الميلاد) إلى القرن الثاني الميلادي، عندما دخلت هذه الجزر في النظام الروماني. تأخذ الحضارة اسمها من الأبراج النوراغية المميزة، والتي تطورت من ثقافة الميغاليثية السابقة و التي بنت الدولمن و المنهير.
تعتبر أبراج نوراغي بالإجماع أكبر و أفضل الآثار الميغاليثية في أوروبا. لا يزال استخدامها العملي محط جدل: بعض العلماء يعتبرها مقابر أثرية و البعض الآخر بيوتاً للعمالقة و آخرون كقلاع أو أفران لصهر المعادن أو سجون أو معابد لعبادة الشمس.
كان الشعب المؤلف لتلك الحضارة محارباً و بحاراً، حيث امتلك السردينيون تجارة مزدهرة مع الشعوب المتوسطية الأخرى. يظهر ذلك من خلال العديد من البقايا المحفوظة في نوراك، مثل العنبر القادم من بحر البلطيق و التماثيل البرونزية الصغيرة التي تصور القرود و الحيوانات الأفريقية و شذرات من النحاس و الأسلحة من شرق البحر الأبيض المتوسط والسيراميك من ميسينا. افترض أن شعب سردينيا القديم أو جزء منه هو أحد الشعوب المعروفة باسم شعوب البحر (على وجه الخصوص شيردن) الذين هاجموا مصر القديمة و غيرها من مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط.
العناصر الأصلية الأخرى لحضارة سردينيا تشمل المعابد المعروفة باسم "الحفر المقدسة" و هي ربما مكرسة للمياه المقدسة المتعلقة بالقمر و الدورات الفلكية، قبور العمالقة، معابد ميغارون و الأبنية القضائية و الترفيهية العديدة و بعض التماثيل المرممة. اكتشف البعض منها في المقابر الأترورية مما يشير إلى العلاقات القوية بين الشعبين.

إتروسكان


خريطة توضح انتشار الحضارة الإترورية، والمدن الإثنى عشر للرابطة الإترورية.

الحضارة الإتروسكانية هي الاسم الحديث لحضارة عاشت في إيطاليا القديمة في منطقة توسكانا الحالية تقريباً وأطلق عليهم الرومان القدماء اسم إتروسكي أو توسكي. اسمهم الروماني هو أصل تسمية توسكانا (معقلهم) وإتروريا (كامل منطقتهم).
سماهم الإغريق تيرينيوي والتي اشتقت اللاتينية منها اسم "ماري تيرينوم" "البحر التيراني". استخدم الأتروسكان تسمية راسينا والتي أدغمت لتصبح راسنا.تميزت الحضارة بلغتها الخاصة وبدأت في وقت غير معروف في ما قبل التاريخ وما قبل تأسيس روما حتى استوعبت بالكامل في الجمهورية الرومانية. خلال أقصى اتساعها وذلك خلال فترة تأسيس روما والمملكة الرومانية ازدهرت في ثلاث مدن كونفدرالية: إتروريا في وادي بو عند جبال الألب الشرقية ولاتيوموكامبانيا. كانت روما ضمن الأراضي الخاضعة للسيطرة الأترورية. هناك أدلة كثيرة على أن روما خضعت في بداياتها للأتروسكان حتى طرد الرومان فيي في 396 ق.م.
تطورت الثقافة الأترورية في إيطاليا بعد حوالي 800 ق.م تقريباً على أنقاض الثقافة الفيلانوفية من العصر الحديدي. تنحت هذه الأخيرة في القرن السابع الميلادي لثقافة تأثرت بالتجار اليونانيين والجيران اليونان في ماجنا غراسيا، وهي الحضارة الهيلينية في جنوب إيطاليا. بعد عام 500 قبل الميلاد انتقل القرار السياسي لإيطاليا إلى يدي الأتروريين.

الأصل والتاريخ


موسيقي إتروري، من مقبرة تريكلينيوم، في تاركينيا.

أصول الإتروسكان فقدت قبل التاريخ، علماء التاريخ لم يجدوا صناعة أدبية أو نصوص مقروءة من ديانة أو فلسفة، ولذلك أكثر ما عرف عن هذه الحضارة استيق من ما وجد بالقبور والأضرحة. النظرية الرئيسية التي تبحث أصلهم تقول بأنهم هم السكان الأصليون، من ثقافة الفيلانوفيين أو من الشرق القريب، وكان توسعهم مركزا إلى الشمال وراء جبال الأبنين وحتى كامبانيا، ووجد أن كثير من القرى والبلدان الصغيرة خلال القرن السادس قبل الميلاد أختفت بسبب الجيران القويين الإتروسكانيين، وكان من المؤكد أن البنية السياسية للثقافة الإتروسكانية كانت أكثر ارستوقراطية من مدن ماجنا غراسيا Magna Graecia في الجنوب الإيطالي. كانت التجارة والتنقيب عن المعادن خاصة الحديدوالنحاس قد أدت إلى غنى الإتروسكانيين الذي أدى إلى توسعهم وتأثيرهم الكبير في شبه الجزيرة الإيطالية وعلى غرب المياه الدافئة (البحر الأبيض المتوسط), وهنا اصطدمت طموحاتهم واهتماماتهم مع الحضارة الإغريقية، خاصة في القرن السادس قبل الميلاد، عندما بدأت المستعمرات الإيطالية تتوسع حتى فرنساواسبانيا إلى جزيرة كورسيكا، وبذلك نشأ بينهم وبين القرطاجيين حلف بسبب أن الأخيرين أيضا مصالحهم واهتماماتهم مصطدمة بالمصالح الاغريقية.
حوالي عام 540 قبل الميلاد، وقعت معركة ألاليا التي أدت إلى توزيع القوى في غرب البحر المتوسط، مع أن المعركة لم تحسم لأي من الطرفين والذين كانوا الإتروسكانيين والقرطاجيين المتحالفين من طرف والمستعمرات والمستوطنات الإغريقية من طرف اخر، لكن توسعت حدود القرطاجيين على حساب الإغريق، في النصف الأول من القرن الخامس قبل الميلاد بدأ انحسار حدود الإتروسكانيين، فقد هزُمت استروريا على يد مدن الجنوب الإيطالي ماجنا كريشا بقيادة سيراكيوز وبعد سنوات قليلة عام 474 قبل الميلاد هزم الإتروسكانيين على يد طاغية سيراكيوز هيرو Hiero I of syracuse في معركة كاماي Cumea، وتوسعت حدود اتروريا حتى مدن لاتيوم وأضعفت كامبانيا واحتلت من قبل الرومان وغيرهم من الشعوب المشاركة مع الرومان، وبدأت روما بتطويق المدن الإتروسكانية واحتلالها حتى انتهت دولتهم، واحتلت روما أيضا اتروريا في القرن الثالت قبل الميلاد.

ماجنا غراسيا


██ ليغوريون ██ فينيتيون ██ إتروسكان ██ بيتشينيون ██ أومبريون ██ لاتينيون ██ أسكان ██ ميسابيون ██ إغريق

اليونان الكبرى أو ماجنا جراسيا هو اسم أطلق على المناطق الساحلية في جنوب إيطاليا في خليج تارانتو والتي استوطنها الإغريق على نطاق واسع، ولا سيما في المستعمرات الأشينية مثل ترينتموكروتونيوسيباريس، ولكن أيضاً بشكل فضفاض على مدن كومايونيابوليس إلى الشمال. جلب المستعمرون الذين أول ما قدموا في القرن الثامن قبل الميلاد معهم حضارتهم الهلنستية التي تركت بصمة دائمة في إيطاليا ولا سيما عبر ثقافة روما القديمة.

التاريخ


ماغنا غراسيا 280 قبل الميلاد

العصور القديمة

المستعمرات في العصور القديمة
في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ولأسباب مختلفة بما في ذلك الأزمات الديموغرافية (المجاعة والاكتظاظ وغيرها) والبحث عن منافذ وموانئ تجارية جديدة والنفي، بدأ اليونانيون بالاستقرار في جنوب إيطاليا. أيضاً خلال هذه الفترة تم إنشاء المستعمرات اليونانية في أماكن متباعدة تصل حتى الساحل الشرقي للبحر الأسودوشرقي ليبيا وماساليا (مرسيليا). شملت أيضاً مستوطنات في صقلية والجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية. أطلق الرومان على منطقة صقلية وكعب الحذاء من شبه الجزيرة اسم "ماجنا غراسيا" أو "اليونان الكبرى"، حيث كانت ذات كثافة سكانية يونانية. اختلف الجغرافيون القدماء بشأن ما إذا كان المصطلح يضم صقلية أو فقط بولياوكالابريا حيث كان سترابون أبرز المدافعين عن التعاريف الواسعة.
بهذا الاستعمار تم تصدير الثقافة اليونانية إلى إيطاليا، في لهجاتها من اللغة اليونانية القديمة والطقوس الدينية وتقاليد بوليس المستقلة. تطورت بعدها حضارة هيلينية أصلية تفاعلت لاحقاً مع الحضارات الإيطاليقيةواللاتينية المحلية. كان من أهم الإضافات الثقافية الأبجدية اليونانية بتنوعها الكومينيالخالكيذي والتي اعتمدها الإتروسكان. تطورت الأبجدية الإيطاليقية القديمة بعد ذلك إلى الأبجدية اللاتينية والتي أصبحت الأبجدية الأكثر استخداماً في العالم.
أصبحت العديد من المدن الهيلينية الجديدة قوية وغنية جداً، مثل نيابوليس (Νεάπολις، نابولي) وسيراكيوزوأكراغاسوسيباريس (Σύβαρις). من المدن الأخرى في ماجنا غراسيا ترنتم (Τάρας) ولوكريس الإبيزفيرية (Λοκροί Ἐπιζεφύριοι) وريجيوم (Ῥήγιον) وكروتوني (Κρότων) وتوري (Θούριοι) وإليا (Ἐλέα) ونولا (Νῶλα) وأنكونا (Ἀγκών) وسيسا (Σύεσσα) وباري (Βάριον) وغيرها.
في أعقاب الحرب البيرية استوعبت ماجنا غراسيا في الجمهورية الرومانية.

العصور الوسطى

خلال العصور الوسطى المبكرة وفي أعقاب الحرب القوطية الكارثية، هاجرت موجات جديدة من اليونانيين المسيحيين البيزنطيين إلى ماجنا غراسيا من اليونانوآسيا الصغرى حيث حكمت الإمبراطورية الرومانية الشرقيةالجنوب الإيطالي بشكل فضفاض. استولى الإمبراطور ليو الثالث على الأراضي التي منحت للبابوية في جنوب إيطاليا وحكم الإمبراطور الشرقي المنطقة حتى وصول اللومبارديين في شكل كاتاباناتية إيطاليا وتبعهم النورمان. علاوة على ذلك وجدت البيزنطيون في جنوب إيطاليا شعباً يشاركهم الجذور الثقافية، وهم شعب إريدي إلينوفوني الناطق باليونانية من ماجنا غراسيا.
تهيمن اليونانية على سجلات ماجنا غراسيا، حيث تعود لوقت متأخر من القرن الحادي عشر (نهاية الهيمنة البيزنطية في جنوب إيطاليا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.