منظمة الصحة العالمية حذّرت منه
"التمليس البرازيلي" للشعر يهدّد الفتيات بالسرطان
زهيرة مجراب
التمليس البرازيلي بالكيراتين
تلقى المنتجات والمستحضرات المستعملة في تمليس الشعر "الديفريزاج" وخاصة ما يعرف بـ"الكيراتين" أو "التمليس البرازيلي"، وهو أحدث منتج ينعِّم الشعر ويفرد التموجات، إقبالا كبيرا من طرف الفتيات المهووسات بالجمال واللواتي يسعين للحصول على كل جديد في عالم الموضة وتصفيف الشعر ومستعدات لدفع الملايين مقابل الحصول على إطلالة متألقة تضاهي بها نجمات الشاشة حتى ولو لجأن إلى الاستدانة، غير أن النتيجة الوخيمة للمستحضر المجهول قد تكون مخيبة للآمال خاصة في ظل ارتفاع احتمالات الإصابة بالسرطان.
لا يخفى عن الكثير من الفتيات أن منتجات فرْد الشعر والتي تسوّقها مختلف شركات التجميل وتعرضها محلات بيع مواد التجميل وصالونات الحلاقة تتسبب في تدمير خصلات الشعر كليا خاصة وأن الفرد يتم سطحيا، فلكل نوع من الشعر طبيعته الخاصة به مهما كانت حاولنا تغييرها. ولأن منتوج "الكيراتين" أو "التمليس البرازيلي" والذي تطلق عليه معظم الحلاقات والسيدات اسم "الحل السحري" لكل مشاكل الشعر والرواج الكبير الذي يلقاه، دفعنا للتوجه إلى أحد المحلات الخاصة ببيع مواد التجميل في حسين داي، وهناك رحنا نستفسر "محمد" صاحب المحل عن أنواع المنتجات، فأخبرنا أن جل كريمات الفرد تحتوي على الكيراتين بنسب متفاوتة، وهناك العديد من الماركات مثل "جلات" بسعر 390 دج، "ويلا" بسعر 300 دج وهي جيدة للاستعمال المنزلي. أما فيما يخص مستحضر "التمليس البرازيلي" فهو يباع حسب الطلب ويتوجب دفع عربون لكي يجلبه خصيصا وسعره يتراوح مابين 8 آلاف و 12 ألف دينار، وهناك عدة أنواع منها البرازيلي الأصلي والصيني. أما عن نسبة احتواء المنتج على "الفورمالين" أو "الفورمالدهيد" فأكد على أنه لا يقرأ المكوِّنات فالمنتج يسوَّق بشكل قانوني ويخضع للمراقبة، كما أنه لم يسبق وأن اشتكت إحدى زبوناته* من* بضاعته*.
عروس تصاب بإكزيما في رأسها بسبب "الكيراتين"
شد حديثنا اهتمام "سهام" وهي فتاة في الـ25 من العمر، عاملة بمؤسسة تربوية، ففضلت التدخل لتقص علينا حكاية صديقتها محاولة تحذيرنا من المنتوج الخطير على حد قولها، فصديقتها سمعت الكثير عن "الكيراتين" في التلفزيون ومواقع الأنترنيت وقرّرت وضعه قبل حوالي أسبوعين من حفل زفافها كي تظهر بشكل جذاب. وبالفعل توجهت إلى حلاقة معروفة في منطقة الرويبة أسعارها أقل من حلاقات العاصمة لتضعه لها، ولجأت إلى استعارة المال من عند شقيقتها لكن صدمتها كانت كبيرة فعندما بدأت الحلاّقة بتجفيف شعرها أحست بضيق في التنفس لأنها مصابة بالربو غير أن الحلاقة طمأنتها ومنحتها دواءها واستمرت في عملها، لكنها في اليوم الموالي تفاجأت بجلد رأسها أحمر اللون ثم أصيبت بحكة شديدة ونزيف في بعض المناطق من رأسها من كثرة الهرش.
حلاقات همهن جني الأرباح
ولأن عملية وضع "الكيراتين" على الشعر تستدعي الذهاب إلى صالون حلاقة، قررنا زيارة صالون "جميلة " في أول ماي، وهناك استفسرنا العاملة "سمية" عن "التمليس البرازيلي" حيث أخبرتنا أن المنتوج موجود لديهم في المحل ويلقى إقبالا منقطع النظير خاصة من قبل الطالبات الجامعيات اللواتي هن على استعداد لتدبر المال بأي طريقة مقابل الحصول على شعر الممثلات التركيات، مستطردة أن سعر المنتوج هو 15 ألف دينار أو تسديد المبلغ على دفعتين، وقد يزيد أو ينقص المبلغ حسب طول الشعر وكثافته، وتجد أغلب السيدات أنفسهن "مدفوعات" للاستدانة بل إن هناك من يقدمن شيكات كضمان حتى يحظين بـ"الشعر الجميل"، ويجب أخذ موعد مسبق ويكون ذلك عادة صباحا خلال أحد أيام الأسبوع فنهايته تعرف ضغطا شديدا ولا يمكن التفرغ للزبونة والاعتناء بها. وعن كيفية وضعه ذكرت أنه يتوجب غسل الشعر بشامبو خاص ثم يوضع "الكيراتين" حوالي نصف ساعة ولديه أغراضه كالشامبو والبلسم ويبلغ سعر كل واحد منهما 3000 دج وهو ما "يضطرهن" لمحاولة تأمين مبالغ إضافية حتى أن هناك واحدة وضعت خاتمها رهينة مقابل قارورة شامبو. وعن الرائحة المزعجة ردت أنها "ستختفي بعد الغسل مباشرة"، مضيفة أن بعض الزبونات يصبن باختناق وحالات من القيء والصداع جراءه، إلا أنهن ينسين كل شيء بعد حصولهن على "شعر جميل"، وفيما يخص مادة "الفورمالدهيد" أكدت أنها لا تعرف شيئا عنها وأنها تشتري المنتوج بعد خضوعه لمراقبة الجهات المختصة، وأي نتيجة سلبية تتحملها الزبونة والجهة التي رخصت له.
"الفورمالدهيد" مادة سامة
وفي هذا السياق ذكر الدكتور "ا. ن"، مختص في الأمراض الجلدية، أن المملِّسات بشكل عام و"التمليس البرازيلي" أو "الكيراتين" بشكل خاص تم تصنيفه من طرف منظمة هيئة الصحة بكندا ضمن المواد المسرطِنة لاحتوائه على نسبة مرتفعة من "الفورمالدهيد" ودعت صالونات الحلاقة والمستهلكين إلى التوقف عن استعماله، مستطردا أن مخاطره لا تنحصر في الأمراض الجلدية وفروة الرأس بل تتعداها، فالمنتوج يحتوي على رائحة قوية جدا ومزعجة، ما يسبب تدمّعا في العيون وحرقة وإصابتهما بالاحمرار والسعال والشعور بضيق التنفس أو الاختناق. مؤكدا أن طبيعة الشعر لا يمكن تغييرها بالكريمات والمملِّسات "الديفريزاج " والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى نتائج عكسية ومنها تساقط الشعر والصلع، لذا يجب على السيدات الاعتماد على حمامات الزيت الأسبوعية للتخفيف من متاعب الشعر والابتعاد عن المجفف.
وتحاول ان تهتم به بحمامات زيت طبيعيه ومعروفه
مشكورة عالطرح حبي