داودالبصري
إعلان حزب نصر الله الشيطاني التخلي عن التقية السياسية والانخراط الواضح والعلني والصريح في تنفيذ الإستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، والتدخل بشكل نهائي في مسار مناهضة الثورة الشعبية السورية والانغماس في التنفيذ الميداني للخطط الإيرانية في السياسة الهجومية وفي تعزيز المواقع الإقليمية وفي دعم الانقسامات الطائفية وفي تكريس حالة الحرب المذهبية الكريهة في الشرق، هو تعبير واضح ومؤكد عن الخلاصة النهائية للسياسة الإيرانية التي تطورت من حالة الدفاع المستكين للهجوم المتحرك المستند لتراكمات وخبرات وإمكانات حركية تراكمت على مدى ثلاثة عقود ونيف من عمر التحالف بين نظامي دمشق وطهران!، وهو تحالف سياسي وعسكري وطائفي قديم جدا يعود لعام 1980 حينما برز انحياز الموقف الرسمي السوري لصالح الدعم والتأكيد للسياسة المنهجية الإيرانية التي باشرت وقتذاك وبعد الأحداث العاصفة التي شهدتها إيران اعتبارا من عام 1977 ومن ثم انهيار وتلاشي واضمحلال نظام الشاه السابق، تبلور ما عرف حينذاك بمنهج (تصدير الثورة الإسلامية)!! والذي فرض حالة جديدة ونمطا متغيرا من الصراع الإقليمي الحاد أدى في نهاية المطاف لاندلاع نيران الحرب العراقية/ الإيرانية (1980/1988) والتي كانت أكثر الحروب الإقليمية بشاعة وأطولها مدة منذ الحرب الكونية الثانية!!، وقتذاك وفي ظل حالة الصدمة القومية كان من الغريب جدا أن نرى وقوف النظام البعثي السوري ضد خصمه اللدود النظام البعثي العراقي السابق! وهو موقف كانت له دلالاته المستقبلية الرهيبة! خصوصا وأن نظام الخميني وقتذاك لم يكن يخفي أبداً تطلعه للهيمنة على العراق عبر إصراره على عدم إيقاف الحرب مع العراق إلا بتحقيق شرط إسقاط نظام صدام حسين الذي كان وإقامة الجمهورية الإسلامية في العراق! وهو شرط تعجيزي في ظل موازين القوى التي كانت سائدة حينذاك!! كما أن الإيرانيين كانوا يرفعون شعارا بأن (طريق القدس يمر من كربلاء!) ورغم حدة تلكم الشعارات الطائفية الواضحة فإن نظام حافظ أسد ورغم شعاراته القومية والبعثية تحديدا وقف بجانب النظام الإيراني استخباريا وعسكريا وسياسيا وشهد التحالف الاستراتيجي وقتذاك قمته عبر التنسيق الاستخباري الكامل مع إيران لاحتضان الجماعات والأحزاب الشيعية العراقية التي تدعمها طهران وحيث دخلت المخابرات السورية على الخط لتنظيم عمليات إرهابية كبرى هزت الشرق في ثمانينيات القرن الماضي كانت مسرحها بيروت والكويت والسعودية، إضافة لتمكين الإيرانيين من تأسيس مشروعهم الذهبي في لبنان وهو إنشاء منظمة (حزب الله) على أنقاض حركة أمل الشيعية التي تراجع دورها وتأثيرها لصالح حزب الله الملتزم بالطاعة التامة والكاملة للولي الإيراني الفقيه، وكان لوقف الحرب العراقية/ الإيرانية عام 1988 وانشغال العرب والعالم بكارثة الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 وتداعياتها الإقليمية الكبرى الدور المهم في التغطية وغض النظر عن البرنامج الإيراني الطموح في لبنان والذي تمكن في النهاية وبالتعاون التام مع النظام السوري من إنشاء دولة حزب الله في لبنان بتشكيلاتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية وداخل الدولة اللبنانية وبما جعل ذلك الحزب أقوى من الدولة نفسها التي تقف اليوم حائرة أمام مساحات القوى والتأثير الهائلة التي يمتلكها ذلك الحزب داخل الكيان اللبناني الهش والقابل للانفجار والتهشيم! وبرغم الانسحاب العسكري السوري وإنهاء الاحتلال السوري للبنان عام 2024 بعد اغتيال رفيق الحريري إلا أن ذلك الوجود لم ينته فعليا أو يتلاشى بسبب وجود حزب الله الذي تعتبر دمشق حاضنته وقاعدته الخلفية وظهره اللوجستي وهي علاقة جدلية لا تنفصم بين الحزب ونظام آل الأسد الذين تعززت سطوتهم على لبنان بفضل نشاط وتبعية وتغلغل ذلك الحزب في الحالة اللبنانية وبما قلل كثيرا من الآثار السلبية للانسحاب العسكري الذليل من لبنان.
لقد كان واضحا للغاية بأن وجود حزب الله اللبناني واستمرار سطوته واختطافه لدولة اللبنانية مرتبط أساسا بسلامة النظام السوري وبالتالي فإن الثورة السورية الهادفة لإسقاط ذلك النظام تعني أساسا توجيه ضربة إستراتيجية قاصمة لظهر وبنية ووجود ذلك الحزب!، وهو أمر كان من الطبيعي والمنطقي أن يجعله في موقف عداء صريح وحاسم لتلك الثورة، وأن يجعل من مسألة دخوله للحرب ضدها والمغامرة بسمعته في الأوساط الإسلامية والمراهنة على حفظ وسلامة نظام آل الأسد مسألة مقدسة لكونها تنبع أولا من رغبة الولي الإيراني الفقيه، كما أنها مسألة دفاعية ووجودية محضة ثانيا، فلا يمكن لحزب الله أن يقف موقف المتفرج أو المحايد في هذه القضية، فالمسألة في أن يكون أو لا يكون ولا توجد منزلة بين المنزلتين في هذا الملف الحاسم!! وقيام الحزب بدخول الحرب وإبراز أنيابه ومخالبه والمباشرة بنهش لحوم الشعب السوري الحر هو النتيجة المنطقية لكيان طائفي غريب تغذى ونما وتجبر واستطال على الدعم الإيراني طيلة ثلاثة عقود كاملة من الحشد والتنظيم والتعبئة والإعداد لليوم الموعود الذي طال انتظاره وهو إعلان قيام جمهورية الولي الفقيه ليس في لبنان فقط بل في عموم الشرق! وهو المخطط الإيراني الطموح والصبور والمتدرج، معركة حزب الله والعصابات الإيرانية من عراقية وغيرها في الشرق اليوم هي معركة تقرير الشكل المستقبلي للمنطقة برمتها، وكسر التحالف الشيطاني الفاشي/ الإيراني هو المهمة المقدسة لأحرار الشرق.. وإلا فالتمسوا الكوارث القادمة.. إنها معركة الوجود التحرري للشرق برمته، فحزب الله ماض في نهش لحوم الأحرار ومنهمك في تنفيذ الأهداف الإيرانية حتى تقرير الشكل النهائي للصراع الإقليمي الشرس، وحماية الثورة السورية هو في المحصلة حماية للأمن والسلام ولمستقبل المنطقة.
أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
الله المستعان على كل باغي
لله رجال ستجدهم حيث امرهم الله
لاخوف على سوريا
مادام فيها اتباع ابو بكر وعمر وعثمان وعلي
لان سوريا فيها رجال ونعم الرجال
لكننا نريد ان نكشف هؤلاء الشياطين المرتزقة
الذي يحسبهم البعض على المقاومة الشريفة وهم اصغر من هذا الشي بكثير
انرت ياراقي