وقد كان البعض في قديم الأيام
ــ كما هو الحال الآن ــ
يؤمنون بالحظ وبالأشياء التي يرون أنها تجلب السعادة والمال والصحة أو تبعد الحسد.
أخذ جحا يبحث في الأسواق عن بقرة بيضاء اللون،
لكن بحثه لم يأت بطائل، حيث ان هذا البقر نادر الوجود.
وكاد جحا ييأس من العثور على بُغيته…فصار يُفكر ببقرة رمادية. وفجأة، قال له أحد التجار انه سمع عن بقرة بيضاء يملكها مزارع في قرية قريبة ولكنها عزيزة عليه ولا يبيعها إلا بغالي الثمن.
على الفور انتقل جحا الى القرية القريبة التي بها هذه البقرة المطلوبة،
والتقى بصاحبها، وكان كبير السن، فعرض جحا عليه شراءها بثمن باهظ لم يُعرض عليه من قبل، وصادف أن الرجل كان بحاجة للمال فقبل.
وبعد أن انتشرت قصة بقرة جحا في بلدته، قام أحد اللصوص بسرقتها من حظيرتها..
وحين اكتشف جحا السرقة حزن حزناً شديداً، وأخذ يبحث في بيوت البلدة عن بقرته المحبوبة، لكنه لم يجد لها أثرا. السارق كان ذكياً جداً.. وضع خطة عجيبة، فقام بصبغ البقرة باللون الأسود حتى لايعرفها أحد من أبناء البلدة، وأخفاها فترة طويلة إلى أن عرف أن جحا يئس من العثور عليها، فقرر تنفيذ الشق الثاني من خطته.
ذهب اللص الى بيت جحا، وقال له انه بينما كان في سوق الماشية خارج البلدة لمح بقرةً بيضاء معروضة للبيع، فقرر شراءها على الفور من أجل صديقه وجاره وابن بلدته جحا..
وساوم البائع طويلاً ؛ لكن الثمن كان باهظا، ورغم ذلك اشتراها من أجل جحا، وأخذها الى حظيرته وأطعمها وسقاها ثم تركها تستريح، وحضر الى بيت جحا ليبشره بها.
طار عقل جحا من الفرح، وعلى الفور دفع مبلغاً كبيراً للجار الصديق دون مناقشة، ثم هرع نحو بيته ليأخذ البقرة وكان الجار الكاذب قد غسل البقرة وأزال عنها اللون الأسود، حتى استعادت لونها ناصعة البياض.
وانطلت الحيلة على جحا، وعاد ببقرته القديمه، سعيداً بعودة «الحظ» اليه.. ومع الأيام عرف الناس قصة جحا، وصاروا يتندرون على كل شيء كلف صاحبه أكثر من قيمته ويقولون
(أغلى من بقرة جحا ).
مع تحيات الطائر الجريح 2
دمت بود ومحبه…
تقبل مروري..