سأل احد الناس عن معاصيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وجاء بعد السؤال الجواب………….
أنا شاب ملتزم أحب الإسلام والمسلمين، وكل من حولي من أقاربي وأصدقائي يشهدون لي بذلك، لدرجة أنهم يضربون بي المثل في الطاعة، ولكن مشكلتي أنني كلما خلوت بالإنترنت أو القنوات الإباحية أضعف وأشاهدها وأستمني، مع علمي بكل النصوص التي تحرمها, وكلما أتوب أرجع من جديد.
وهذا الأمر يسبب لي مشاكل عديدة، فأقول في نفسي أنني منافق، لأن الناس يعرفونني بالصلاح والالتزام، وأنا في داخلي أشعر بأنني مذنب وعاص لله عز وجل، وأتخيل أنني منافق وسأحشر في الدرك الأسفل من النار وكل عبادتي وحسناتي سوف تذهب هباء، فما نصيحتكم؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك تملك الإرادة والعزيمة التي تستطيع أن تتخلص منها بعد توفيق الله من ذنوب الخلوات، فتوجه بصدق إلى رب الأرض والسماوات، واعلم بأن الحسنات يذهبن السيئات، وابتعد عن المواقع المشبوهة والقنوات، ولا تضع هذه الأجهزة داخل الحجرات؛ لأن مكانها في الساحات والصالات حتى لا تتجرأ على الوقوع في المخالفات، ومرحبًا بك في موقعك، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك الزلات.
وأرجو أن تعلم أن الإشكال ليس في قول الناس ولكن تذكر أنك تعصي رب الناس، فاجعل مراقبتك وخوفك من إله شديد البأس وأليم العذاب، ولا تنظر إلى خطيئتك ولكن تذكر عظمة من تعصيه، واسأل نفسك وقل لها: (يا نفس كيف تعصي الله وهو يراك، وكيف تعصي الله وأنت تأكلي رزقه وتسكني في كونه وأرضه؟!).
ولا يخفى عليك أن الإنسان إذا أراد الوقوع في المخالفات بحث عن مكان مظلم بعيد، وينسى المسكين أن الله لا تخفى عليه خافية، ولذلك كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (يا صاحب الذنب إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب إن خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب).
وتأمل ما قاله الشاعر:
إذا ما قال لي ربي *** أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي *** وتأبى في الهوى قربي
وقول الآخر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمــة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظــر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني
وقول الثالث:
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل سـاعة *** ولا أن ما تخفيــه عنه يغيب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه يجب المضطر إذا دعاه، وتذكر أنه يغفر الذنوب جميعًا، وتجنب الوصول إلى اليأس، فإن ذلك من الشيطان الذي يقودك إلى المعصية، ثم يجرك إلى كبيرة اليأس من رحمة الله، فلا تكن من الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها، واعلم بأنك أعلم بنفسك من الناس، وأن الله أعلم منك وهو سبحانه أحق أن تخاف منه.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه