يعانقها بلطف زائد ، يتملكه شعور غريب بأنه لولاها لكان الآن ضائعا في متاهات تائهة تتوق إلى تربص
دريهمات يتيمة لا تكفي حتى لتعرف بنفسها في عالم يفتح كل صباح فاه أمام متطلبات لا تنتهي ، كيف تنتهي
وولادته عنوانها التوق إلى الانعتاق والعض بالنواجذ على كل بصيص للأمل ،أمل يرسمه عود سعيد
المغربي بترانيم حزينة وكأنه يحتضر ومع هذا ….يعظ على الأمل ….يعانقها ….ليس لأنه يحبها ….كيف له
أن يحبها وهي ترشف في كل لحظة قطرات الدم التي لازال وجهه يحتفظ بها كلما سنحت لها فرصة التنكيل
به …..كيف له أن يحبها وعيناه تترقبان بحذر شيطاني حزين تحركات معارفه و نظراتهم التي تخترق
جبال الكبرياء الجاف الذي يحلم بسطه بين الفينة و الأخرى ، كيف له أن يحبك وأنت من حرمته الإحساس
بأنه كائن ، هل لأنك تقطرين له بعض الدريهمات ، يحق لك أن تحطمي نظرته إلى الابتسامة كما هي ،
هل يحق لك أن تجعل ابتسامته تتجبر على شفتيه وتعصى أمله في إصدارها صافية غير منمقة ….يعانقها
دون رغبة في بلوغ نشوة التعلق بها …..يعانقها و لسان حاله ينطق بما يترجم الرغبة في التخلص من فضلها
البئيس عليه…يكره تشدقها بأفضالها عليه ….يكره كل لقمة تبسطها أمام فمه ….يدرك أن عناقها بطعم العلقم
…ولكنه علقم لا محيد عنه ما دامت شقوق الحياة يستعصى لأمها إلى حين ….أجسام صغيرة تتبدى كئيبة من
لفح الحرارة الناطقة بقسوة الحال …علب صغيرة تحمل براكين أدخنة مترجمة لعنوان الحال …علب تطل
بجبن فاضح، وتبسط جسدها العاري للعموم مقابل دريهمات تكره نفسها عند كل عرض سافر …..يعانق
الجسد الكبير الذي لم يتنكر لبناته…. يدرك الجسد الكبير بان ملاذه في ذريته …..صاحبنا يعانق الجسد
الضخم عن مضض كارها رائحته..سعيد المغربي في واده يهيم وسط ترانيم تتغنى بالعلب السالبة للكرامة
….يعانق العلب تلك، يتكوم في ركن صامت، الأجساد الصغيرة تعرض مفاتنها المغشوشة، يربت على
رأسها بين الفينة و الأخرى ….فقط كي لا تضيع دريهماتها ، لسان حاله يرثي الحال ….تضيع ابتسامته لما
تطابق عيناه إحدى النظرات العابرة بسخرية …..يتدارك ابتسامته الخالية إلا من التصنع البائن لما يزوره
احد الأصحاب الذين شهدوا في توقيع رسمي عن طبيعة العلاقة التي جمعت الجسدين ولا محيد له من تقبل
الأمر كماهو…..يضع قبالته الجسد الغير المرغوب فيه…..ينتظر أول زبون يسلمه درهما أو اقل ليعانق
بطريقته الخاصة إحدى بنات الجسد الكبير بعد الاستعانة بعود الثقاب ….
رآأإآأإئع
ودي