وكثيراً ما تحمل بعضهن خريطتها أو حقيبتها القماشية التي تضم شَلاَّت خيوطها الحريرية، وبعض إبرها وقطع القماش التي تطرزها.
والتطريز في اللغة: هو وَشْيُ الثياب ورَقْمُها، وطَرَّزَ الثوب؛ أي وشّاه وزخرفه. وفي الرائد ؛ التطريز: هو الوشي والتزيين بالخيوط والرسوم في الثياب أو نحوها.
والتطريز عبارة عن رسمٍ هندسيّ معيّن ترسمه المرأة بإبرتها على قماش ثوبها، أو على أي قطعة قماش أخرى تريدها، وهو يتكون من غُرَزٍ متناسقة بشكل هندسيّ متقن، تأخذ شكل الرسمة التي تريدها المرأة بعد تطريزها، وتتكرر تلك الرسمة مرات ومرات في كثير من الحالات حتى تصبح قطعة هندسية جميلة.
والغُرْزَة تُسمّى عند العامة" رِتْبة" وتُجمع على رُتَب، وحتى غرز العمليات الجراحية تسمى رتب، يقال خاطوا جُرْحَه 10رتبات وهكذا..
وكل غرزة متكاملة تسمى" حَبَّة"، وكلّ رسْمة متكاملة تسمى" دار"، تقول المرأة: ظَلّ عَلَيّ دارين، أو ظل على الدار حبّتين وهكذا..
وهناك طريقتان تستعملهما المرأة في تطريز ثوبها هما:
التطريز العادي: وهو الذي يتكون من غُرزة غُرزة، أو حَبّة حَبّة كما تسميها المرأة، وتكون الحَبَّة منها مكوّنة من غُرزتين متقاطعتين على شكل علامة الضرب" x". وهذا النوع من غُرز الخياطة أو التطريز هو السائد والأكثر انتشاراً لسهولة العمل به، وما زال كذلك حتى اليوم.
التطريز المثَمَّن : وهو نوع آخر من غرز التطريز ظهر في العقود الأخيرة ولم يكن معروفاً من قبل في الصحراء، ويتكون من أربع غرزات متقاطعة، هي الحبّة العادية التي ذكرناها أعلاه، ويضاف إليها غرزتان على شكل علامة الجمع (+)، فتبدو وكأنها ثماني غُرز، ومن هنا جاءها الاسم (مثَمَّن)، والتطريز بهذه الطريقة أقل جمالاً لكثافة الخيوط والتفافها فوق بعضها البعض ولحجم الحبّة الكبيرة نسبياً.
هذان النوعان من غرز التطريز هما المستعملان في تطريز الثياب حيث يكون الأول في الدرجة الأولى والثاني يأتي بعده وهو أقل منه انتشاراً كما ذكرنا.
ومن عيوب التطريز مَدّ الغرزة بشكل أفقي طويل ثم العودة إليها بغرز قصيرة متتالية فتكون عدة حَبّات قد بُنيت على خيط واحد، والأفضل أن تُطرز كلّ حَبّة بشكل منفرد، وكثيراً ما تقول المرأة لابنتها: "لا تمدّي الخِيطَة"، أي لا تخيطي وتطرزي بهذه الطريقة.
أما لتركيب القماش ووصله ببعضه البعض فهناك عدة أنواع أيضاً من الخياطة هي:
الشلاَلة: هي خياطة ذات غرز طويلة متتابعة ويفصل بين كل غرزة منها وأخرى فراغٌ بحجم الغرزة العادية، أي أن المرأة تخيط غرزة ثم تبقي فراغاً بقدر غرزة وبعدها غرزة أخرى وهكذا، فتكون غرزة مليئة وأخرى فارغة فتسمى عندها شْلاَلة، وتقول شِلَّي الثوب جيداً، و"شَلَّتْ الثوب" أي خاطته بهذه الطريقة. والشلالة طريقة سريعة لوصل قطع الثوب المختلفة بعضها ببعض ثم العودة إليها بخياطة أقرب غُرَزَاً وأكثر متانة وهي ما يسمى بـ"التنبيتة". فتُنَبِّتها جيداً وتكون بذلك قد أخذت شكلها النهائي.
التنبيتة: هي الخياطة ذات الغرز القصيرة المتتابعة والمتقاربة التي لا تفصل بينها فراغات، وهي تستعمل لوصل قِطَع الثوب بعضها ببعض وصلاً متيناً وجميلاً في آنٍ واحد، فتقول المرأة : نَبِّتِي الثوب جيداً، أي اجعلي غرزه قريبة ومتلاصقة فيكون قوياً، و"نَبَّتَتْ الثوب أي خاطته بهذه الطريقة".
الكفافة: هي خياطة أطراف الثوب من عنق وذيل وغيره بطريقة لَفِّ الخيط على الجوانب المقصوصة كفتحة العنق والذيل وغيرها حتى لا يظهر مكان القصّ، وكذلك للمحافظة على تلك الحواشي حتى لا تنسل خيوطها أو يظهر تشريمها فيقال: كَفَّتِ الثوبَ تكفّه كفافةً، أي خاطته بتلك الطريقة.
وفي لسان العرب: وكِفافُ الثوب: نَواحِيه. وكَفَفْت الثوبَ أَي خِطْت حاشيته، وهي الخِياطةُ الثانية بعد الشَّلِّ في تلك الحواشي.
إبرة بنت إبرة: هي نوع من الخياطة يشبه الدَّرْك، ويُخيّط على أسفل ذيل الثوب وعلى زَمّة الأكمام.
عوينة الصوص: هي خياطة متعرجة على شكل سنّ المنشار، وتحلّ أحياناً مكان التنبيتة في تركيب مفاصل الثوب وقطعه من على الجانبين، وتسميها النساء أحياناً "عِرْوِجّة" نظراً لشكلها المتعرّج.
التكبيسة: هي خياطة تشبه المناجل ولكنها صغيرة الحجم وتخيّط على أسفل الثوب، وأحياناً تُخيّط بإبرتين من أجل إضافة لونٍ آخر لها. يقال: كّبَّسَتْ الثوب؛ أي خاطت أسفله بالطريقة المذكورة.
الدَّرْك: هو نسجٌ بالإبرة على ياقة الثوب وعلى زَمّة الأكمام. يقال: دَرَكَتْ الثوب أي نسجت حواشيه بالطريقة المذكورة.
الخْطَافَة: هي نفس طريقة الدّرك المذكورة، ولكنها تكون بالصنارة وليست بالإبرة.
التكعيبة: هي خياطة تشبه التكبيسة ولكنها تتكون من أربعة خطوط متوازية وليست من خطين كما هو الحال في التكبيسة، ومكانها على أطراف الثوب السفلى.
الخيوط:
أما الخيوط التي تطرز منها المرأة ثوبها فتتكون من طُبَب من الحرير كل طُبَّة منها تتكون من لفّة خيط بطول 80 متراً، وهذه الطبب تباع في الأسواق أو مع الباعة المتجولين، وتقسم تلك الطبب إلى نوعين حسب لونها:
اللون السادة: وهي الطبب ذات اللون الواحد وكل طُبَّة منها تكون بلون واحد لا غير.
اللون الموَنَّس: يكون لون خيطها يتدرج من الفاتح إلى الأكثر غمقاً إلى الغامق ثم يعود إلى اللون الفاتح وهكذا، فالأحمر يصبح في طرف منه وردياً ثم يقترب من البياض، أما الطرف الثاني فيتدرج من الأحمر إلى العِنَّابي ثم إلى العِنّابي الغامق وهكذا، وبذلك يضفي جمالاً على التطريز.
خيوط النايلون: أما خيوط النايلون الملونة فقد جاءت بعد السبعينات، وهي على شكل لفّات صوفية غير مفتولة تقوم المرأة بفتلها خيطاً خيطاً، وهذه العملية مرهقة ومتعبة، إضافة لكون خيوطها خشنة وسميكة ولا تصلح لتطريز ثوب فاخر، ولذلك فالثياب التي تُطَرز بها تكون للاستعمال المنزلي ليس أكثر، ولم تكن هذه الخيوط معروفة في الصحراء من قبل.
وهناك أدوات أخرى تستعمل في الخياطة والتطريز منها:
الإبرة: وهي الإبرة العادية، وهناك عدة مقاسات مختلفة منها، فهناك القصيرة الناعمة والطويلة الغليظة وتختار منها المرأة ما يناسبها.
الميبرة: هي المئبرة وهي إبرة سميكة وطويلة لا تستعمل للتطريز بل لتركيب بعض القماش السميك بعضه ببعض.
المرَدّ: هو غطاء معدني به تجويفات صغيرة يوضع على رأس الإصبع الوسطى لدفع الإبرة عند التطريز وردّها عن لحمة الإصبع، ويسمى أيضاً الكشتبان.
الماركة: قطعة من القماش الأبيض تشبه الشبكة تستخدم لضبط غرزات التطريز حيث يمكن عَدّ غرزات كل صورة وملاءمة الأشكال حتى تأخذ شكلاً هندسياً متناسقاً. وأعتقد أن هذا الاسم جاءها من عبارة "ماركة مسجلة" التي تكون على الغلاف الورقي الذي يغلّفها، ولما لم يجدوا لها اسماً أسموها " ماركة"، أو" ميركة" والياء إمالة لحرف الألف عند النطق.
المقص: هو المقص المعروف وقد تستعيض عنه بشفرة أو بسكين حادة عندما تقص القماش.
منقوووووووووووول
تحياتي
يــعطيكـ الله العافــيهـ يالغلا ع المــوضوع
في أنتظــار تمــــــــيز جديـدكـ ياقمــــــر
دمت في رعــــــ الله وحفظهــ ــــاية
أطــــــــــياف
تحياتي لكي
drawGradient()
ثانكسس