|
كلمة عظيمة للشيخ العلامة
ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه وادامه ذخرا لأمة الاسلام لله درّعه من عالم ربّاني
كيف نتعبّد الله بعلم الجَرح والتَّعديل؟
يقول السائل: حفظكم الله!! كيف نتعبد الله -عز وجل- بعلم الجرح والتعديل الذي هو من أشرف العلوم ؟
الجواب: إذا وصلت إلى هذه المرتبة – من العلم والورع والزهد والإخلاص لوجه الله-فإنك ستعلم كيف تتقرب إلى الله بذلك, وأنك تحمي بذلك الدين. فعلم الجرح والتعديل علم عظيم, ولا يتصدى له إلا أفراد من الناس, حتى كثير من كبار حفاظ الحديث؛ ما عدَّهم العلماء في الجرح والتعديل. وأنا أقول لكم أني لست من علماء الجرح والتعديل, وأنصح الإخوان عن ترك الغلو -بارك الله فيكم-, فأنا ناقد ، ناقد, نقدت عدداً من الناس معينين في أخطائهم, فطورها الناس -بارك الله فيكم-, فأنا أبرأ إلى الله من الغلو. لا تقولوا: الشيخ ربيع إمام الجرح والتعديل, أبداً , أُشهد الله أني أكره هذا الكلام، اتركوا هذه المبالغات يا إخوة. والله- أنا من زمان إنِّي بفطرتي أكره هذه الأشياء, وإني لما أقف في كون ابن خزيمة إمام من الأئمة, وهو إمام والله عظيم, لكن إمام الأئمة أراها ثقيلة والله. وألقاب دخلت على المسلمين ، شوف خطابات الصحابة: قال عمر ، قال عثمان ، قال علي ، قال كذا, وِحْنَا مانْجِيْ في المعالي -بارك الله فيكم-!! اتركوا هذه التهاويل. والذي عنده علم ويعرف منهج السلف ينتقد. خلاص علماء الجرح والتعديل بينوا لنا أحوال الرجال الكذابين والمتروكين وسيء الحفظ والواهين وإلى أخره ، الثقات والعدول والحفاظ إلى أخره. احنا نقاد ، أنا ناقد ضعيف أنتقد أخطاء سكت عنها غيري أو غفل عنها ، اتركوا هذه الأشياء -بارك الله فيكم-. يعني اللي عندو علم ويعرف منهج السلف ويرى هناك بدع واضحة أمامه يبينها لوجه الله, نصيحة لوجه الله تبارك وتعالى, حماية لهذا الدين. يأتي المبتدع يشوه الدين ببدعته, ويتكلم عن الله بغير علم, وينشر ضلاله باسم الدين, سواء خطؤه في العقيدة ، في العبادة ، في المنهج ، في السياسة ، في الاقتصاد ، في شيء من الأشياء. الآن الغلو ينتشر في الساحة السلفية, والمبالغات والتهاويل تنتشر, حتى وصل ببعضهم إلى درجة الروافض والصوفية والحلول, ونحن نبرأ إلى الله من هذا الغلو. فأسلكوا منهج السلف في الوسطية والإعتدال وإنزال الناس منازلهم, بدون أي شيء من الغلو -بارك الله فيكم-. فنحن الأن في الساحة طلاب علم ، طلاب علم انتقدنا بعض الأخطاء, عندنا شيء من المعرفة. فأوصيكم يا إخوة أن تسيروا في طريق السلف الصالح تعلماً وأخلاقاً ودعوةً, لا تشدد ، لا غلو ، دعوة يرافقها الحلم والرحمة والأخلاق العالية, والله تنتشر الدعوة السلفية. الدعوة السلفية الأن تتآكل ويأكل منتمون – ما أقول السلفيون – المنتمون بعضهم منتمون ظلماً إلى هذا المنهج, يتآكلون أمام الناس ، شوهوا الدعوة السلفية بهذه الطريقة. فأنا أنصح هذا أن يتقي الله عز وجل, وأن يتعلم العلم النافع, وأن يعمل العمل الصالح, وأن يدعوا الناس بالعلم والحكمة. يا إخوة مواقع الأنترنت زفت الآن ، وكل الناس يسخرون بمن يسمون سلفيين ، يسخرون منهم ويصفقون بفرح -بارك الله فيكم-. الذي يتعلم منكم وفهم التفسير يُقدِّم للناس مقالات في التفسير؛ آيات تتعلق بالأحكام ، آيات تتعلق بالأخلاق آيات تتعلق بالعقائد ,خلاص وينشر للناس, هذه دعوة. اللي يتمكن في الحديث -بارك الله فيكم- ينشر مقالات في معاني الحديث وما يتضمنه من أحكام ومن حلال ومن حرام ومن أخلاق وإلى أخره. املأوا الدنيا علماً ، الناس بحاجة إلى هذا العلم. المهاترات هذه تشوه المنهج السلفي وتنفر الناس منه. واتركوا المهاترات سواء على الأنترنت, أو في أي مجال من المجالات, في أي بلد من البلدان, قدموا للناس العلم النافع. والجدال لا تدخلوا فيه مع الناس ولا مع أنفسكم, وقد قرأتم في هذا الكتاب أن السلف كانوا ينفرون من المناظرات. لا تناظر إلا في حال الضرورة, ولا يُنَاظِر إلا عالم يستطيع أن يقمع أهل البدع. ولا تدخلوا في خصومات بعضكم البعض. وإذا حصل شيء من الخطأ فردوه إلى أهل العلم ، لا تدخل في متاهات وإفتراءات. لأن هذا ضيع الدعوة السلفية, وأضر بها أضراراً بالغة ما شهدت مثله في التاريخ. وساعدت هذه الوسائل الأجرامية: الأنترنت الشيطاني ساعد على هذه المشاكل. كل من حك رأسه حط بلاءه في الأنترنت. اتركوا هذه الأشياء. تكلموا بعلم يُشرِّفكم ويشرف دعوتكم, والذي ما عنده علم لا يكتب للناس؛ لا في أنترنت ولا في غيره -بارك الله فيكم-. وابتعدوا عن الأحقاد والضغائن, وإلا والله ستُميتون هذه الدعوة. وأرجوا ألا يكون فيكم أحد ممن شارك في هذا البلاء. أسال الله أن يثبتنا وإياكم على السنة. اسمعوا يا إخوة من عنده علم وأَحْكَمَهُ فليكتب في الأنترنت ما ينفع الناس, في التفسير -وهو واثق- يِضَّمَّنْ عقائد وأخلاق وأحكام وا.. وا.. إلى آخره -بارك الله فيكم-. والتفسير كذلك بحر, بحر, والله تغرفون من بحر. كل الأحاديث عندكم وأشرحوها, استعينوا عليها بشروح العلماء شرحاً متقناً, ونزلوها للناس؛ في العقيدة ، في العبادة ، في الأخلاق ، بأسلوب حكيم هادىء ينفع الناس. والله تِشُوْفُون كيف تتطور, وكيف تنموا, وكيف تضيء الدنيا منها. أما الآن تظلم السلفية -بارك الله فيكم- بهذه الطرق. أنصحكم بترك الجدال والخصومة على الأنترنت, وفي الساحات أيضاً, أنصحكم من هذا -بارك الله فيكم-. والذي عنده علم يتكلم بعلم ، يكتب بعلم ، يدعوا بعلم ، يدعوا بالحجة والبرهان. واجتنبوا الخلاف. وأسباب الفرقة لا تثيروها بينكم. وإذا حصل من إنسان خطأ يُعرضه على العلماء يأخذوا على إيديه وكيف يعالجوه. بارك الله فيكم, وسدد خطاكم, وألف بين قلوبكم, بارك الله فيكم .
التسجيل الصوتي
|
|