أبوتريكة وسحب الجنسية !
30 أغسطس 2024
أسامه الشيخ
«أنت أهلاوي أم زملكاوي»؟
هذا أصعب سؤال كان يمكن أن يواجه عبدالحليم حافظ أو أم كلثوم أو نجيب محفوظ، أو حتى عبد الناصر نفسه بكل ما يملكه من شعبية وحب جارف بين الجماهير.. سؤال كان يتهرب من الإجابة عنه «أتخن» سياسي أو فنان مهما كان حجمه وثقله، خشية أن يخسر شريحة دون أخرى من الناس بما يؤثر على جماهيريته ونجوميته.
زمن كان التعصب لا وجود له إلا في كرة القدم. زمن آحادي الاتجاه.. لم يكن مهماً حينها أن تكون مسلماً أم مسيحياً، اشتراكياً أم ليبرالياً، بقدر ما كان يهم أن تكون أهلاوياً أم زملكاوياً! لكن ماذا عن اليوم؟ قفز التعصب من ملعب كرة القدم إلى المسجد والكنيسة، إلى الحزب والحكومة، إلى الكلمة والمقالة والرواية والفيلم السينمائي والموقف السياسي والتنظير الاقتصادي!
تغلغل لدرجة أن مجرد إبداء رأي وليس تبني موقف سياسي، أصبح جريمة كبرى تستدعي اتهامات العمالة والخيانة ودعوات سحب الجنسية، إن لم تستوجب حمل السلاح! مصيبة كبرى نعيشها بخاصة عندما يواكب التعصب الجهالة والحماقة واختفاء الحياء وموت الضمير! لم تمر مصر يوماً بأجواء كالتي تمر بها اليوم.. أجواء مشحونة بالبغض والانقسام والتشكيك لدرجة أصبحت فيها كلمة «خائن» هي أقل ما في قاموس المصريين من اتهامات!
إذا لم يكن رصيد أبوتريكة من الخلق والموهبة والعطاء، كنجم يعشقه الملايين كلاعب وإنسان، كافياً ليحميه من تبعات لحظة انفعال أو موقف استثنائي.. فليس مستغرباً أن تطال اتهامات العمالة والخيانة الجميع، وضع من الأسماء ما تشاء! إذا نظرت محاكم القاهرة دعوى قضائية بتهمة التخابر مع جهات أجنبية تضم أسماء عشرات الشخصيات، ونجد بينها اسم صاحبة جائزة نوبل «اليمنية» توكل كرمان، فأية مزحة كبرى نعيش؟ لا تتعجبوا يوماً لو قرأتم نبأ يقول إن ألمانيا تحاكم يابانياً بتهمة التخابر مع كوريا!
أبوتريكة ابن قرية ناهيا التي يعجن أهلها تراب مصر بمائها ليصنعوا منه طوب البناء، أصبح محل مطالبة مذيعة تليفزيونية – اكتسبت جنسيتها المصرية بزواجها – بعدم تمثيل منتخب مصر مرة أخرى، ولولا الملامة لطالبت مثل آخرين بسحب الجنسية عنه! حملة شرسة يتعرض لها حالياً من لقبوه ب«أمير القلوب»، حملة بدأها إعلامي غوغائي أرعن لا يعرف للمهنة أصولاً، فأخرج ما في جعبته من صندوق القمامة لينعت اسم أبوتريكة وأباه بابتذال وإسفاف.
نعم أخطأ أبوتريكة عندما انفعل على ضابط جيش في المطار يوم وصول بعثة الأهلي من كينيا، لكنه لم يلمس بذلته العسكرية أو حتى سبه، ومع ذلك عاد واعتذر عن انفعاله وأكد احترامه للعسكرية المصرية ورجالها.. فلماذا كل هذه الضجة لواقعة عابرة، حتى وإن شقت طريقها إلى ساحة القضاء فغالب الظن أنها لن تسفر عن شيء؟ لماذا الضجة؟ لأنه أبوتريكة ولأن المزايدين على الوطنية من المنافقين والانتهازيين صاروا كُثر.
إذا كان حق الاعتقاد الديني مكفول اليوم بحكم القانون والميثاق الأممي لحقوق الإنسان، فكيف نصادر حق إبداء الرأي واتخاذ المواقف السياسية؟ أليست هذه هي الديموقراطية التي نتغنى بها ليل نهار؟ انقلبت الآية وأصبح السؤال المحرج الذي يمكن أن يواجهه لاعب كرة يخشى على جماهيريته في مصر اليوم هو: هل أنت «إنقاذي» أم «تمردي»، أم أنت والعياذ بالله…؟
بعد أن أصبحت السياسة هي اللعبة الشعبية الأولى في مصر والعالم العربي، لم تعد إجابة عبدالحليم حافظ عن سؤال الستينات تختلف كثيراً عن إجابة شوبير وميدو ومتعب وشيكابالا هذه الأيام، فجميعهم «بيحبوا اللعبة الحلوة»! جميعهم.. باستثناء أبوتريكة الذي اكتوى بنيرانها، فقرر اعتزالها! أما أنا، فأجد اعتباراً من اليوم أنه من الضروري أيضاً في زمن التخوين والابتزاز، أن أذيل دائماً أية مقالة أكتبها بعبارة:
«أرجوك هذا رأيي، فلا تسبني»!
ارجوك هذا رايى لاتخوننى
ارجوك اعطنىهذا الدواء
مذيعه خانكه وصاحب الفضائيةبطاوى وابو تريكة اصغر من انه يؤثر فى السياسة او الجيش
تحياتى جوووووووووووووووووووون بالمصرى جووووووووووووووووووووووووول ب[
عجبنى جدا موضوعك …..
ابو تريكا انسان محترم ومتدين وانا كمصرى واشجع نادى الزمالك احبه كثيرا
رغم انه يلعب فى صفوف نادى الزمالك …….. ولكن ………
لكل شخصية عامة ان يتحمل ما يقول والتحمل هنا تعنى النقد
ويوجد نقد مقبول ونقد اخر غير مقبول التى تتحدثين عنه
نعم انا ألوم ابوتريكا على تصرفه ولكن لا اتهمه بالخيانه
كلنا نعلم ان ابو تريكا مؤيد لجماعه الاخوان المسلمين فى مصر
وهذا رئيه ووجهة نظره الشخصية لا احد منا له الحق فى الاعتراض عليها
اننا فى مصر نفتقد ديمقراطية الرئى فاذا كان من حقك ان تقول رئيك ووجهة نظرك
فدعنى انا الاخر لاقول وجهة نظرى ولكنـ بأسلوب يتقبله الجميع
لك كل التحية روليان …… ودمتى بكل خير
رغم انه لا يلعب فى نادى الزمالك فانى احبه
واسف مره اخرى فى الغلطة الغير مقصودة
ودى واحترامى اليك