تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أحلام مستغانمي

أحلام مستغانمي 2024.

قبلك حقّقت حلم الأُخريات بالتحرّر، واليوم، لا مطلب
لي غير تحقيق حلمي في البقاء عصفورة سجينة في قفص صدرك، وإبقاء دقّات قلبي
تحت أجهزة تنصّتك، وشرفات حياتي مفتوحة على رجال تحرّيك.ـرجل مثلك؟ يا
لروعة رجل مثلك، شغله الشاغل إحكام قيودي، وشدّ الأصفاد حول معصم قدري.
أين تجد الوقت بربّك.. كي تكون مولاهم.. وسجّاني؟امرأة مثلي؟ يا
لسعادة امرأة مثلي، كانت تتسوّق في مخازن الضجر الأنثويّ، و ما عاد
حلمها الاقتناء.. بل القِنانة


ها هو ذا البحر


بعيونه الزجاجية المستديرة تلك التي خلقت للبكاء
فما الذي أوصلك إلى هنا؟
دمعتان امام جدار من الموج انت


وكل البكاء على كتف البحر عبث


تفرجي عليه من شرفتك المسائية
وتعلمي ان تكتفي بزرقة الاشتهاء


أأكون ما شفيت منها؟ لكأنّها امرأة داخلة في
خياشيم ذاكرتي، مخترقة مسام قدري. أتعثّر بعطرها أينما حللت. كم
حلمت بطائرات تأخذني إليها، بمدن جديدة نزورها معًا، بغرف فنادق ينغلق فيها
الباب علينا، بصباحات آخذ فيها حمامي فتناولني شفتيها منشفة. حلمتُ
برقمها يظهر على شاشة هاتفي، بصوتها يتناول معي قهوتي، يرافقني إلى مكتبي،
يجتاز… معي الشوارع، يركب معي الطائرات، يضمّني حزام
أمان في كلّ مقعد، يطاردني بخوف الأمهات، يطمئنني، يطمئن عليّ.صوت
يأخذ بيدي


تمهّلي سيدتي إذن…

تمهّلي وأنت تمرّين على جسور قسنطينة. فأيّة زلّة قدم سترميني بسيل من الحجارة. وأيّ سهو منك سيرميك هنا عندي لتتحطّمي معي . يا امرأة متنكّرة بثياب أمّي.. في عطر أمّي وفي خوف أمّي عليّ..متعب أنا.. كجسور قسنطينة. معلّق أنا مثلها بين صخرتين وبين رصيفين
فلماذا كلّ هذا الألم..؟ ولماذا … أكذب الأمهات أنت، وأحمق العشاق أنا! لا تطرقي ابواب قسنطينة الواحد بعد الآخر… أنا لا اسكن هذه المدينة.. انها هي التي تسكنني

. منذ البدء كنت أدري تمامًا أن الأسئلة توّرط
عشقيّ. ولكن.. لم أكن أعرف أنه، مع هذا الرجل بالذات، تصبح الأجوبة
أيضًا انبهاراً لا يقلّ تورطًا. أحبّ أجوبته، وأعترف أنني كثيرً ما لا
أفهم ما يعنيه بالتحديد. كثيرًا ما يبدو لي وكأنّه يحدّث امرأة غيري عن
رجلٍ آخر. ولكنني أحبّ كلّ ما يقول، ربّما لأنني مأخوذة بغموضه. أقول
وأنا أعبث بيده:أحبّك.. حرّرني قليلاً من عبودّيتك.
يحتضنني ويسحبني نحوه قائلاً: الحبّ أن تسمحي لمن يحبّك بأن يجتاحك
ويهزمك، ويسطو على كلّ شيء هو أنت. لابأس أن تنهزمي قليلاً.. الحبّ حالة
ضعف وليس حالة قوة


الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.