تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أوراق مكية – ٢٠٠٨بقلم الشاعر محمد علي الرباوي

أوراق مكية – ٢٠٠٨بقلم الشاعر محمد علي الرباوي 2024.

أوراق مكية
٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨بقلم الشاعر محمد علي الرباوي

– 1 –
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورا.
في سَمْعي نورا.
في بَصَري نورا.
(……)
وَاجْعَلْ في نَفْسي نورا.
أَنْتَ النُّورُ
وَمِنْكَ النُّورُ
وَإِلَيْكَ النُّور

– 2 –
تَنْحَنِي لَكَ نَخْلَةُ هَذِي الْبَرَارِي
تَنْحَنِي أَنْتَ لِلرِّيحِ
يَرْتَطِمُ الْجَسَدُ الْهَشُّ بِالأَرْضِ
تَشْعُرُ أَنْتَ بِأَنَّ جَنَاحَيْكَ
شَدّهُما وَتِدٌ
سَقَطَتْ كُلُّ أَسْبابِهِ
فِي جَحيمٍ مِنَ الدَّمِ
لَكِنَّ ناراً بِصَدْرِكَ
أَجَّجَها مَن تُحِبُّ
قَـدَ الْقَتْ بِطائِرِكَ الغَضِّ
هذا الْمَساءَ إلى رابَغِ الْخَيْرِ
فَاخْلَعْ تُرابَكَ وامْضِ
حَبيـبُكَ يَدعوكَ
لَبَّيْكَ أَنْتَ حَبيبـي
لَكَ الْحَمْدُ
إِذْ أَخَذَتْنِي يَداكَ إِلَيْكَ
فَلاحَ لِعَيْنَـيَّ بَـيْـتُكَ
حَيْثُ الفَراشاتُ
يَرْقُصْنَ حَوْلَ سَتَائِرِهِ الزّاهِيَه .
لَكَ الْحَمْدُ حين سَقَطْتُ
لَكَ الْحَمْدُ حينَ أَرَدْتَ
وَحينَ أَمَرْتَ
فَقُمْتُ كَنَخْلَةِ هَذِي الْبَراري
لَكَ الْحَمْدُ … أَنْت حَبيبـي

– 3 –
أَنْتَ وَعَدْتَ بِأَن تَأْخُذَنِـي
هَذِي الْكَأْسُ الْوَهّاجَةُ
كَالطِّفْلِ إِلَيْها
بَيْنَ يَدَيْهَا.
وَعْدُكَ حَقّْ .
قُلْتَ : سَتَأْتِي مَعَ قافِلَةِ العُشّاقِ
إِليَّ وَأَنْتَ سَقيمٌ
قَوْلُكَ حَقّْ .
وَلِقاؤُكَ حَقّْ .
والْجَنَّةُ حَقّْ .
وَالسَّاعَةُ حَقّْ .

– 4 –
لَكَ أسْلَمْتُ.. عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ..
بِكَ آمَنْـتُ وَخاصَمْـتُ
وَإِلَـيْكَ أنَـبْتُ وَحاكَمْتُ
فاغْـفِرْ لِي ما قـدَّمْتُ
وَما أَخّرْتُ
وَما أسْـرَرْتُ
وَما أعْلنْتُ
وَما ..

– 5 –
اِقْتَرِبِـي ..
يا راقِدَةً فِي جَوْفِ الصَّحْرَاءِ
أَيَا رابَغُ ..
اِقتَرِبِي …
حَتّى أتَـجَرَّدَ مِنْ حَجَري
وَأَحُطَّ عَلَى جَسَدِي
إِكْليلَ العِشْقِ .. فَأَمْشي
لا يَـسْـنُـدُنـي عُـكّازٌ .. أَمْشي
لا يَحْمِلُنِي كُرْسِيٌّ ..أَمْشي ..
حينَ يَلُوحُ البَيْتُ
أَحُطُّ بِهِ قَلْبِي
وَبِمَوْلايَ أَنَا أَنْفَرِدُ

– 0 –
يا حَجَراً يَسْكُنُنِي
يا حَجَراً عَنِّي أَبْعَدَنِي
عِـفْـتُـكَ فَاخْرُجْ مِنْ بَدَنِي
أَنْتَ كَسَرْتَ زُجاجي
وَمَلأْتَ فُؤادي
بِتُرابٍ غَطّى بَصَري
فَارْتَطَمَتْ قَدَمايَ بِهذا الْغِـيسِ
ثَقِيلاً أَمْسَى جَسَدِي
وَخُطَايَ رَمَتْ بِـي
في حَرِّ الْقَيْظِ إِلَى جُزُرِ الوَقْواقِ
وَقَدْ كُنْتُ أَنَا
أَنْوِي جُزُراً أُخْرَى
تَصْـحَبُها الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ
وتَحُجّ الأَشْجارُ إِلَيْها وَهْيَ مُحَمَّلَةٌ بِطُيُورٍ
تَمْلأُ هَذَا الْجَوَّ تَسَابِيحَ
تَهُزُّ جِبَالَ الْمَعْمورِ
فَتَرْتَعِدُ

– 0 –
أَكْرَمَنِي مَوْلايَ فَنَادانِي

* ** **
يا أَنْتِ خُذِي زِينتَكِ الوَهَّاجَه
هَا أَنَذَا آتٍ
مَا عُدْتُ ثَقِيلاً ..آتٍ
مَا زِلْتُ عَلِيلاً ..آتٍ
فَاقْتَرِبِي ..
اِقْتَرِبـي .. عَـلِّي فيكِ
بِمَوْلايَ أَنَا أَنْفَرِدُ

– 6 –
يا مَنْ مِنْ جُوعٍ أطْعَمَنِي
يا مَنْ مِنْ خَوْفٍ آمَنَنِي
زِدْ هَذَا البَيْتَ الطَّاهِرَ تَشْرِيفاً
زِدْهُ تَعْظيماً وَمَهَابَه
زِدْهُ تَكْريـماً
زِدْهُ بِِـرّاً
زِدْ مَنْ شَرَّفَهُ تَشْرِيفاً
زِدْ مَنْ عَظَّمَهُ تَعْظِيماً وَمَهَابَه .

– 7 –
اَللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ
وَاعْفُ حَبيبـي وتَكرّمْ
وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَم
إِنَّكَ تَعْلَم
مَا لا أَعْلَم
إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْظَم
وَالأَرْحَم .. وَالأَكْرَم.

– 8 –
أَنْتِ قَريبَه ..
مِنِّي أَنْتِ قَريبَه..
وَأَنا حَوْلَكِ أَنْتِ أَطُوفُ
تَكُونِينَ قَرِيبَه.
وَأَنَا بِـمِـنىً
أرْجُمُ بَعْضَ زَوَايَا غَاَبةِ نَفْسِي
أَنْتِ قَرِيبَه.
وَأَنَا فِي بَلَدِي الأَقْصَى
أَسْقُطُ حِيناً..ثُمَّ أَقُومُ
تَكُونِينَ قَريبَه.
لَكِنَّ القَلْبَ
ـ أَكُنْتُ بِــمَرْوَةَ
أَوْ كُنْتُ بِـوَجْدَةَ
أَطْرُقُ بَابَ اللَّيْلِ ـ
يَـحِنُّ إِلَيْكِ ..
وَ يَحْتَرِقُ .

– 0 –
أَنْتِ النَّارُ الوَهَّاجَةُ فِي الصَّحْرَاءْ
وَأَنَا كَفَراشاتِ اللَّيْلِ أَطُوفُ حَـوالَيْكِ
وَمِنْكِ أَنَا أَرْسُمُ بِـي دَائِرَةً
دَائِرَتَيْنِ ..
ثَلاثَ دَوَائِرَ ..
سَبْعَ دَوَائِرَ ..
تَـنْتَقِلُ النّارُ إِلَـيَّ
فَتَشْتَعِلُ الأَوْراقُ الْجَافَّةُ
فِي شَجَرِي الْمُلْتَفِّ
عَلَى جَسَدِي الْهَشِّ
فَأحْتَرِقُ .

* ** **
هَذَا دَمِّـي في جَبَلِ الرَّحْمَةِ
أَسْفَحُهُ ثُمَّ أُقَدّمُه لَكِ مَهْراً
حَتّى أَتَمَتَّعَ كَالطِّفْلِ بِأَنْوارِكِ
وَهْيَ إِلَيْكِ وَ مِنْكِ أَرَاهَا تَنْطَلِقُ

– 0 –
يَشْتَدّ إِلَيْكِ حَنِينِـي
حينَ الْمَوْلَى يَجْمَعُنا
يَشْتَدُّ حَنينـي
حينَ يَشاءُ فَنَفْتَرِقُ

– 9 –
اَللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنّي
بَاعِدْ بَيْنِي
يَا مَوْلايَ
وَبَيْنَ خَطايايَ
كَما باعَدْتَ حَبيبِي
بَيْنّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ
نَقِّ فُؤادي الْمَغْمولَ اجْعَلْ كُلَّ غَلائِلِهِ الدَّكْناءِ
كَهَذا الثَّوْبِ الأَبْيَضِ
وَاغْسِلْ يامَوْلايَ خَطايايَ
بِزَمْزَمَ قَبْلَ غُروبِ الشَّمْسْ

– 10 –
لَكَ الْحَمْدُ حَبيبـي:
جِئْتُ إِلَيْكْ.
وَأعَنْتَ القَلْبَ عَلَى ذِكْرِكْ
وَعَلَى شُكْرِكْ
وَعَلَى حُبِّكْ
وَأَعَنْتَ عَلَى أَنْ مَـارَسْتُ عَلَى سَـقََـمي
نُـسُـكي في بَيْتِكْ
إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ حَبيبـي عَنّي
فَازْدَدْ عَنْ هَذَا العَبْدِ رِضا.

-11 –
اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي بَعْدَ شِفَائِي أَمْشِي ..
أَمْشِي فِي دَرْبٍ يَرْبِطُنـي بَجلالِكْ .
أَنَا لا أُحْصي يَا مَوْلايَ عَلَيْكَ ثَنَاءً
أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكْ
فَـلَـكَ الْحَمْدُ حَبيبـي حَتّى تَرْضَى

– 12 –
آهِ حَبيبـي ..
أَنْتَ أَمَرْتَ بِأَنْ أَخْرُجَ
هَا إِنِّي أُحْرِقُ أَطْبَاقَ حَهَنَّمَ
ثُمَّ أَرُشُّ فِراشي بِرَمادِ الأَطْباقِ
وَأَخْرُجُ ..
تَحْمِلُنِي الْقَصْوَاءُ
وَلَيْتَ وَرَائِي مَنْ يَطْلُبُنِي
لأَظَلَّ بِبَيْتِكَ عُصْفوراً
يَنْـعَمُ لَيْلاً بِرَيَاحينِ كَلامِكْ.
هَا هِيَ ذِي القَصْواءُ حَبيبـي
تَطْوي البَيْدَاءَ وَتَنْأى
عِنْدَ هُبُوبِ اللَّيْلِ
بَعِيداً عَنْ بَيْتِكَ .
هَا هِيَ ذِي تَنْأَى
لَكِنَّ القَلْبَ حَبيبـي
أَبَداً عَنْ بَيْتِكَ لا يَنْأَى

– 13 –
اَللَّهُمَّ قِنِي غَضَبَكْ
وَقِنِي يَوْمَ الْبَعْثِ عِقَابَكْ

– 14 –
جِئْتُ إِلَيْكَ عَلِيلا
لا تَحْمِلُنِي قَدَمَاي.
جِئْتُ إِلَيْكَ مِنَ الْبَلَدِ الأَقْصَى
يَسْـنُدُنِي عُكّازاي .
جِئْتُ إِلَيْكَ
وَخَلْفِي تَمْشي الأَشْجَارُ
وَتَمْشي الأَحْجَارُ
حَبيبـي
أَنَا حِينَ أَفِرُّ إِلَيْكْ
فَلأَنِّي أَخْشَى غَابَـةَ نَفْسي

– 0 –
حَدَّثَنِي قَلْبِي عَنْ جَبَلٍ عال
جَرّبَ أَنْ يَرْحَلَ فِي اللَّيْلِ
إِلَى جُزُرٍ تَسْكُنُها الدَّهْشَةُ، قال :
إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ البَـحْرَ
وَأَحْرقْتَ الفُلْكَ الْجَوّال
نَـبَـتَتْ لِلطِّينِ اللازِبِ
أَجْنِحَةٌ بَيْضاءُ
وَصِرْتُ مَعَ اللَّيْلِ فَراشَه.

* ** **
هَا أَنَذَا يَا مَوْلايَ أَمَامَكَ
مَـيْتاً…
حيّاً…
ألْقَيْتُ عَلَى جَسَدِي كَفَناً
وَبَدَأْتُ أَدُورُ
حَوالَـيْ هَذَا النُّور

* ** **
يُحَدِّثُني الْمَاءُ بِأَنَّ النّارَ
تَبَارَكَ مَنْ أَجَّجَها
لا بُدَّ سَتُحْرِقُنِي
ثُمّتَ أُبْعَـثُ
لأَعُودَ أَنَا
لا يَـسْـنُـدُني عُكّازاي.
سَأَعُودُ وَأَنْتَ حَبيبـي تَسْنُدُنِي.

– 15 –
اَللَّهُمَّ اجْعَلْ مِنْ أَمْرِي يُسْرا
عَظَِّمْ لِي أَجْرا

– 16 –
قُلْتَ تَقدّمْ يا عَبْدي
نَحْوي شِبْراً أَوْ شِبْرَيْنْ.
كَيْفَ حَبيبِي
وَأَنَا لا أَحْمِلُ في جَسَدِي الْهَـشِّ
قَـدَمَـيْنْ ،
قُلْتَ : سَتَمْشي
يَـحْمِلُكَ الْحُبُّ إِلَـيّ .
مَا أَكْرَمَنِـي
لَـوْ أَنّـي
كُنْتُ وَهَبْتُ دَمِي تَعْظِيماً لِجَلالِكْ،
وَلِحُبِّكْ.

– 0 –
مَوْلايَ.. أَقُولُ: أُحِبُّكْ.
أأطَعْـتُـكَ حِينَ أمَرْتَ
وَحِينَ نَهَيْتَ؟
أَنَسَجْتُ خُيُوطَ حَيَاتِي مِنْ كَلِماتِك؟
أَمَشَيْتُ أَنَا
في الدَّرْبِ الْمُوصِلِ يَا مَوْلايَ إِلَى جَنّاتِك؟
أوَ لَـمْ يَتَمَسَّكْ هَذَا القَلْبُ
بِزُخْرُفِ هَذِي العاجِلَةِ الفَتّاكَةِ
سُبْحانَكَ أَنْتَ غَرَسْتَ بِجَوْفِي نَـفْساً
قُلْتَ: أَطِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِيعِيني..
إِنّـي الواحِدُ..
إِنِّـي الصَّمَدُ..

* ** **
هَذِي الأمّارَةُ يا مَوْلاي
خَلَقَتْ في جَوْفِي أَرْباباً
قادَتْ في الصَّحْرَاء خُطَاي
فَارْتَطَمَ الْجَسَدُ
بِدُروبٍ لَيْسَ بِهَا أَحَدُ

* ** **
قُلْتُ، وَقَدْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ
عَلَى ذاتي: أَأُحِبُّكْ؟
قُلْتَ: أَمَا جِئْتَ إِلَـيّ وَأَنْتَ عَليل ؟
قُلْتُ: بَلا.
قُلْتَ: تَقَدَّمْ شِبْراً أَوْ شِبْرَيْنِ
تَقَدَّمْتُ وَكُنْتُ بِلا قَـدَمَـيْـنِ،
تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ حَبيبـي
فَرَأيْتُ .. رَأَيْتُ..
سُبْحَانَكَ ..سُبْحَانَكْ
مَا أَعْظَمَ شانَكْ

– 17 –
اَللَّهُمَّ اشْرَحْ لـي صَدْرِي
يَسِّرْ لـي أَمْري
وَاجْعَلْنِي العَبْدَ الْمِلْحاحَ
مَدَى عُمْري

– 18 –
هَذَا أوّلُ عِيدٍ يا زَكَريّاءُ
يَجيءُ وَ لَسْتُ مَعَكْ.
هَذَا أَوَّلُ عيدٍ تَحياهُ
وَلَيْسَ أَبُوكَ مَعَكْ.
تَنْتَظِرُ الأَعْمَامَ..
وَتَنْتَظِرُ الأَخْوَالَ
لَنْ يَطْرُقَ بابَ الدَّارِ أَحَدْ
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ.
لا تَحْـزَنْ..
كُنْ فَرِحاً..
فَأَبوكَ تُطَهِّرُ أَعْظُُمَهُ اللَّحْظَةَ
أَنْوارُ الكَعْبَه.
فَإِذَا عُدْتُ
حَمَلْتُ إِلَيْكَ مَعِي رَيْحانَ الكَعْبَه.
وَإِذَا اخْتَارَ الرّوحَ مُصَوِّرُها
فَتَعَالَ إِلَـيَّ هُنَا..
زُرْ قَبْرِي الْمِهْجُورَ هُنَا
اِقْرَأْ أَنْتَ عَلَى رُوحِي
آياتٍ مِنْ آياتِ التَّوْبَه
وَادْعُ وَأََنْتَ الطَّاهِرُ
أَنْ يَرْحَمَنِي رَبُّ الكَعْبَه
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ.
لا تَـحْزَنْ ..
مَوْلايَ دَعَانِي لأَكُونَ مَعَهْ.
كُنْ يازَكَرِيّاءُ مَعَهْ.
كُنْ مَعَهُ في هَذَا العيدِ
يَجِئْـكَ عَلى مَتْنِ حِصانٍ
فَـرَحٌ لَيْسَ كَأَيِّ فَرَحْ.
كُنْ مَعَهُ وَاحْفَظْ هَذَا القَدَحَ الْمَلآنَ
وَلا تَسْأَلْ أَحَداً أَنْ يَأْتِيَكَ الْيَوْمَ
بِأَيِّ قَدَحْ.
أَنَا لَسْتُ مَعَكْ
اَلْمَوْلَى عَزَّ وَجَلّ مَعِي
وَمَعَكْ.

– 19 –
اَللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الصِّحَّةَ في بَدَنِي
والعِصْمَةَ في دينِي
أَحْسِنْ يارَبِّي مُنْقَلَبِي
وَارْزُقْنِي طاعَتَكَ البَيْضاءْ
اُرْزُقْنِي العَوْدَةَ يا مَوْلايَ
إِلَى بَيْتِكْ.

– 20 –
شِعْري يَـسَعُ البَـحْـرَ
يَـسَعُ الْجَـمْـرَ
يَسَـعُ الأَرْضَ بِما رَحُبَتْ
لَكِنّي حينَ رأيْتُكِ
غادَرَنِي شِعْري.
يا فَــرَحي !..
ما غَادَرَنِي دَمْعِي الفَـوّار.

* ** **
هَا أَنَذَا أَبْكِي.
لَمْ أَبْكِ لأَنِّـي
في اللَّيْلِ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الْحُصَرِيَّ
بِوَرْشٍ يَقْرَأُ آياتٍ مِنْ آياتِ البَقَرَه.
لَمْ أَبْكِ لأَنِّـي
في اللَّيْلِ سَمِعْتُ الْحَسَنَ البَصْرِيَّ
يُـحَدِّثُ في الْمَسْجِدِ
عَنْ ظُلُمَاتِ الْقَبْرِ
عَنْ سَكَراتِ الْمَوْتِ
بِصَوْتٍ يَقْطُرُ حُزْناً وَحَرَارَه
لَكِنّ الْقَلْبَ بَكَى.
اَلْقَلْبُ بَكَى حينَ رَآكِ
وَأَنْتِ تَشُدِّينَ إِلَيْكِ
قُلوبَ العُشَّاقِ البَرَرَه.

* ** **
حينَ رَأَيْتُكِ
حينَ رَأَيْتُ سَوَادَ مُحَيّاكِ الفَتّاكِ
غَادَرَنِي الشَّيْخُ الْمَسْنونُ
وَحَلَّ بِذاتِي الطِّفْلُُ الْمَجْنُونُ
خَلِيلِي أَوْصَاهُ بِأَنْ يَتَمَتَّعَ حينَ يَرَاكِ
بقامَتِكِ السَّوْداءِ
وَأَوْصَاهُ بِأَنْ يَدْخُلَ صَرْحَكِ
وَهْوَ بِلا صاحِبَةٍ
وَبِلا صاحِبْ.

* ** **
هَا أَنَذَا أَدْخُلُ
هَا أَنَذَا أَسْتَسْلِمُ لِلدَّمْعِ أَمَامَكِ
لا أَهْتَمُّ بِمَنْ سَيَرانِي
مِنْ أَقْرانِي
لا أَهْتَمُّ بِمَنْ كُنْتُ..
أَنَا جِئْتُكِ أَشْعَثَ
مِـنْ كُلِّ فِجَاجِ حَيَاتِي
أَرْجُو تَقْبِيلَ مُحَيَّاكِ الفَاتِنِ
إِذْ يَقْطُرُ مِـسْـكاً
لَمَسَتْهُ رَياحينُ الْجَنَّه .

– 0 –
قُلْتِ: تَعالَ إِلَـيَّ
تَـجَرّد ْمِمّنْ كُنْتَ،
وَهَا أَنَذا قُـدّامَكِ
لا شَيْءَ يَشُدُّ فُؤَادَي الْمَكْسورَ
بِتِلْكَ الفاتِنَةِ الفَتّاكَةِ
لا شَيْءَ يُحيطُ بِذَاتِي القاهِرَةِ الْمَقْهُورَةِ
لَكِنِّي مَفْتُونٌ بِغَلائِلِكِ السَّوْداءِ
فَشُدّي كُلَّ عِظامي بِـمِناكِ
وَضُمّينِي أَنْتِ إِلَى صَدْرِكِ
حَتّى تَنْبُتَ في أَعْمَاقِ القَلْبِ
رَياحينُ الْجَنَّه.

– 0 –
يَأْمُـرُني مَوْلايَ بِأَنْ أتَحَلَّلَ
هَا إِنِّي أَتَحَلَّلُ قَبْلَ نِهايَةِ
هَذَا التَّشْريقِ
لَعَلَّ تُباحُ لِقَلْبِي لُؤْلُؤَةٌ
هِيَ مِنْ حُورِ العِينِ
بِجيدٍ هُوَ مِقْلاعٌ مِنْ قُرْآنٍ وَهّاج.
أَتَحَلَّل عَـلّـي أَلْحَقُ قَبْلَ الفَجْـرِِ
بِقَافِلَةِ العُشَّاقِ الشُّهَدَاءِ
فَيَنْعَمَ قَلْبِي بِرَياحينِ الْجَنَّه

يسلمو

AMoOoORE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.