تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ 2024.

  • بواسطة

أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)

.. : الإبل " ..
• قال تعالى : أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الغاشية/17 .

الإبل نموذج فريد ، وفي خلقها آيات من إحكام التدبير ، ولطف المدبر ، ما شغل
العلماء على مر العصور .

ولذا اختصها تعالى بالذكر دون غيرها ، فالإبل هي سفينة الصحراء
حتى إن السيارات لم تستطع منافستها

في الأراضي الصحراوية الوعرة ، التي لم تزل ميدانه دون منازع .

• فمن الإبل ما هو متين البنيان ، قادر على حمل الأثقال الفادحة ، وهذا في وسعه أن يقطع ستين كيلومتراً في اليوم .

• ومنها أيضاً الرواحل المضمرة الأجسام ، الخفيفة الحركة ، وهي أصلح للركوب ، وسرعة الحركة
، فقد تقطع في اليوم الواحد مسيرة مائة وخمسين كيلومتراً .

• وللعربي منافع في إبله ، غير الانتقال والحمل ، فهو ينال من ألبانها ولحومها ، وينسج كساءه من
أوبارها ، ويبني خباءه من جلودها . فيقاس ثراء العربي بما عنده من الإبل ، دون غيرها . وكفاها شرفاً
أن كانت أفضل ما يُهْدَى إلى الحرم : وَالبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ الله الحج/36 .

• أما مظهرها الخارجي : فقد زودها الله تبارك وتعالى بخصائص :
أما العينان : فمحاطتان بطبقتين من الأهداب الطويلة ، تقيانها القذى والرمال .

الأذنان : صغيرتان ، قليلتا البروز ، يكتنفها الشعر من كل جانب ليقيها الرمال ، ولها القدرة على
الانثناء للخلف ، والالتصاق بالرأس ، إذا ما هبت العواصف الرملية .

المنخران : يتخذان شكل شقين ضيقين ، محاطين بالشعر ، وحافاتهما لحمية
فيستطيع الجمل أن يغلقهما إذا أراد .

ذيله : يحمل على جانبيه شعراً ، يحمى الأجزاء الخلفية الرقيقة من حبات
الرمل التي تقذفها الرياح .

قوائم الجمل : طويلة ، ترفع الجسم عن كثير مما يثور تحته من غبار
وتساعده على اتساع الخطوة ، وخفة الحركة .

القدم : كأنه خف واحد ، يغلفه جلد قوي غليظ ، يضم وسادة عريضة ، لينة
تتسع عندما يدوس الجمل فوق الأرض ، ومن ثم يستطيع السير
فوق أكثر الرمال نعومة .

وللجمل وسائد من جلد قوي سميك ، على مفاصل أرجله ، يعتمد عليها الجمل
حين يبرك للراحة
وهي تُولد معه ، حتى تقيه حرارة الأرض عند البروك ، وتتحمل ثقل الجمل أثناء بروكه .
طول عنقه : حتى يستطيع تناول طعامه من نبات الأرض ، كما يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة
ويجعل رأسه مرتفعة فوق العواصف الرملية ، حتى يرى الطريق أمامه .

كل هذا جميل ، ولكن الأهم هو : صبر الإبل على الجوع والظمأ .

– من الملاحظ أن شفة الجمل العليا مشقوقة ، حتى يستطيع التقاط نبات
الصحراء الشائك الخشن
ثم تتولاه أسنانه القوية ببعض الطحن ، قبل أن يزدرده ، ليحتفظ به فترة في كرشه ، ثم يجتَرَّهُ
ليعيد مضغه في أناة ، عندما تكون الظروف مواتية .

– ويستطيع الجمل أن يتحمل العطش شهرين متتابعين ، غير مكترث لذلك
إذا كان غذاؤه نباتاً طريّاً غضّاً ، أما إذا كان غذاؤه يابساً جافّاً ، فإنها تتحمل قسوة الظمأ
في هجير الصيف ، أسبوعين كاملين أو أكثر ، وفي هذا الزمن ، تفقد ربع وزن أجسامها
ولا تكترث بذلك ، فلا تخور قواها ، بل تمضي كأن لم يكن شيئاً ، فإذا وجدت الماء بعد ذلك
عَبَّت مِنهُ عَبَّاً ، فقد تَعُبُّ مِنْهُ مائة لتر ، في عشرة دقائق ، دون أدنى ضرر .

– أما الإنسان :
فلو فقد 5 % من وزنه من العطش ، فقد صوابه ، وحكمه على الأمور .
فإذا فقد 10 % فقد إحساسه بالألم ، وهذى وصُمَّت أذناه .
أما إذا فقد 12 % من وزنه بسبب العطش ، فقد قدرته على البلع ،
فتستحيل عليه النجاة – حتى إذا وجد الماء – إلا بمساعدة منقذيه ، ويشرب ببطء شديد
فانظر إلى الجمل ، يَعُبُّ مائة لتر ، ولا يكترث .

– والجمل يستطيع أن يطفئ ظمأه بأي نوع من الماء ، حتى لو ماء
مستنقع شديد الملوحة ، أو المرارة ، أو ماء البحر ، لأن كُلْيَة الجمل
مجهزة تجهيزاً خاصّاً ، قادراً على التخلص من هذه الأملاح المركزة .

– أما سنام الجمل ، فهو مخزن للغذاء ، فالجمل يخزن فيه الدهن
إلى حين يحتاجه ، فإذا ما طال السفر ، وزاد العناء ، وشح الغذاء
لجأ الجمل إلى دهنه المختزن ، فأخذ يحرقه شيئاً فشيئاً ، وسنامه يذوى يوماً فيوماً
حتى يميل على جنبه ، ثم يصبح كيساً خاوياً متهدلاً من الجلد ، إذا طال به الجوع .
واحتراق هذا الدهن من السنام ، ينتج عنه ماء يسمى : ماء الأيض ، وهو المتكون
نتيجة التفاعلات الكيميائية الحيوية داخل الجسم ، وهذا مصدر من مصادر ماء الجمل ، يمده الله به .

– والجمل يحتفظ بالماء موزعاً في كافة أنسجة جسمه ، وفي كل عضو فيه
وهو يقتصد جدّاً في استعمال الماء .

– فهو أولاً لا يتنفس من فمه ، ولا يلهث أبداً ، مهما اشتد الحر ، فيتجنب بخر الماء .

جلد الجمل لا يجود إلا بأدنى مقدار من العرق ، وعند الضرورة القصوى.

إخراج مادة اليوريا ، الناتجة عن البروتين في الجسم ، تحتاج في الكُلى
إلى كميات من الماء لإخراجها ، وهذا في الإنسان وباقي الحيوانات .

أما في الجمل ؛ فالذي يفرز البولينا بطانة المعدة ، فتفرزها من الدم إلى داخل المعدة
وتخرج البولينا في البراز ، بدلاً من البول ، دون حاجة إلى كميات كبيرة من الماء

لتذيبها في الكُلى ، فهذا توفير عظيم من الماء . كما أن الكُلى تتحرر من عبء كبير
وهو إخراج البولينا ، وبذلك تستطيع إخراج الأملاح الزائدة ، التي قد يضطر الجمل إلى تناولها
وبأي كمية ، مهما كانت شديدة الملوحة .

– يمتاز الجمل بحجمه الضخم ، والقاعدة المعروفة هي أنه كلما زاد حجم الجسم
قلت نسبة سطحه الخارجي إلى حجمه . ولذا ، فما يمتصه جسم الجمل من حرارة
الجو القائظ من حوله ، أقل نسبيّاً مما يمتصه إنسان أو جسم فأر ، وهذا يجعل كمية العرق
التي يفرزها الجمل قليلة جدّاً ، فهي تتناسب عكسيّاً مع حجم الحيوان .

– أما وبر الجمل الكثيف ، فيسقط معظمه بعد انتهاء الشتاء ، ولا يبقى منه إلا طبقة رقيقة
تعزل الجمل عزلاً جيداً عن الجو المتقد حوله ، ولكنها لا تحول دون تبخر القدر الضروري
الضئيل جدّاً من العرق ، إذا استدعى الأمر ، وهذا السر تعلمه البدو والأعراب من الجمل
فهم يلتحفون بعباءات من الصوف ، وهم في هجير الظهيرة ، ويبدو أنهم متمتعين بقدر عظيم من
الراحة ، بينما رفقاؤهم الأوربيون يعجبون لذلك ، وهم يكادون يخرون صرعى الحر ، بأقمصتهم
الرقيقة المفتوحة ، وسراويلهم القصيرة .

– أما الطبقة الدهنية تحت جلد الجمل ، فهي رقيقة جدّاً ، لأن معظم الدهون مختزنة في سنامه
فإذا ارتفعت درجة حرارة جسم الجمل ، فإن الأوعية الدموية
القريبة من السطح ، تسمح بإشعاع
حرارة الدم ، أو نقلها إلى الجو المحيط بالحيوان
دون حاجة إلى إفراز عرق .

• أما العجب العجاب ، فهو أن الجمال من ذوات الدم الحار ، وأنها – كالإنسان – تحتفظ بدرجة
حرارة دمها ثابتة ، إلا أن جهاز ضبط الحرارة عند الجمال مرن
إلى درجة كبيرة ، فهو يسمحبمدى واسع في تفاوت درجات الحرارة
في الجسم ما بين 34 إلى نحو 41 درجة ، أي حوالي 7 درجات
كاملة ، ويصبح هذا التفاوت كله طبيعيّاً في جسم الجمل .

• أما الإنسان ، فلو زادت درجة حرارة جسمه درجة واحدة ، اعتُبِرت حُمَّى ، وعملت أجهزة الجسم كله
على أن تخفض هذه الدرجة ، أما الجمل فلا يكترث بسبع درجات ، وهذا في النهار ، أما في الليل
فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها ، بإشعاعها إلى الهواء البارد حوله ، دون أن يفقد قطرة ماء
واحدة ، وهذا يوفر للبعير خمسة لترات كاملة من الماء .

• ومن المعلوم أن الجسم يكتسب الحرارة ، من الوسط المحيط به ، بقدر الفرق بين درجة حرارته
ودرجة حرارة ذلك الوسط . أما الجمل ، فلو زادت درجة حرارة الجو المحيط به إلى 41 درجة ، وهو
شدة القيظ ، فإن درجة حرارة جسم الجمل ترتفع حتى 41 درجة ، دون أي اكتراث منه ، وحتى لا يكتسب حرارة من الخارج .

• الغريب في الأمر ، أن الجمل إذا استمر بدون ماء ، في ظروف بالغة القسوة
من الحرارة ، فإنه يستطيع أن يفقد ماء بما يوازي وزن ربع جسمه ، دون تبرم أو شكوى ،

ولكننا سوف نكتشف أن معظم هذا الماء الذي فقده ، استمده من أنسجة جسمه ، لا من دمه ، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً ، موزعاً الحرارة

ومبدداً لها من سطح الجسم ، وهذا أمر لا يدانيه فيه كائن ، حيث إذا تعرض الإنسان للظمأ الشديد
فنسبة الماء في دمه تقل ، فيغلظ دمه ، ويقل جريانه ، ويبطؤ دورانه ، إلى أن يهلك قريباً .

• فسبحان من لفت أنظار خلقه إلى الإبل ، فقال : أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ
خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ

كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ الغاشية/(17 – 20) .

فانظر كيف وضع الله تعالى الإعجاز في خلق الجمل ، جنباً إلى جنب
مع الإعجاز في خلق السماوات

والأرض والجبال ، تنبيهاً لنا على التفكر في ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع رائع وقيم
جزاك الله خير الجزاء حبيبتي
تقبلي مروري
سلامي لك

سلمت يمينك على ما كتبت وأبدعت وحماها الله من النار
موضوع قيم ويستحق التامل في دقة الصانع جل وعلا
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة واسمحي لي بهذه الإضافة للفائدة:

المراد بالنظر إلى الإبل النظر المقْرون بالتفكير والتقدير وبهذا النظر يتميَّز الإنسان عن الحيوان.

فالحيوان ينظر، والإنسان ينظر، لكن نظرة الحيوان لا تعدو ظاهر الشيء، ولا تنفذ إلى معرفة خصائصه ولا تنتقل إلى كيفية خلْقه. فإذا نظر الدب لعنقود العنب نظر إليه نظرة سطحية فهو لا يفكِّر في كيفية خروجه من جذع أمه الخشبي الصلب ولا في نمائه التدريجي، وهو لا ينظر إلى تلك الكيفية التي تمَّ بها تلقيح أزهاره ولا إلى تحوُّل طعمه من حامض إلى حلو ولا إلى ذلك التلوين الذي يدل على استوائه ونضجه، وهو لا يفكِّر في ترتيب حياته ولا في ذلك الورق الذي يحيط به ليساعد على نضجه ولا في غير ذلك من العوامل التي تعمل كلها على تهيئته وتحضيره، وكل ما في الأمر أنه ينقضُّ على كروم العنب ويفتك بها ولا ينظر إلى العنقود إلا أنه مادة تُؤكل.

ذلك هو الفرق بين نظر الإنسان ونظر الحيوان، ولذلك تجد الحيوان بعدم تفكيره لا يستطيع أن يتوسَّع في معرفة ربه ولا أن يُدرك من جلاله وعظمته ما يدركه الإنسان، ولذا تجده ثابتاً على طور واحد لا يتعدَّاه، وهو لا يخرج عن أنه حيوان.

وإذاً، فالنظرة إلى الأشياء تختلف من شخص إلى شخص، وكلما كان الإنسان أكثر تفكيراً كان أكثر تعظيماً لخالقه وتقديراً.

وإذا نظر الإنسان إلى الأشياء نظرة سطحية كنظرة الحيوان الأعجم فهو أشبه به لا بل أحطَّ منه، قال تعالى: ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) سورة الأنفال: الآية (22).

وقد جلب الله نظر أولئك المعارضين لرسوله إلى الإبل فلعلَّهم إن فكَّروا قدَّروا وعرفوا.
وبالحقيقة لو نظر الإنسان إلى الجمل لوجد فيه من حكمة الخلْق ودقّة الصنع ما يدلّه على خالقه العظيم وموجده الحكيم.

فالإنسان لا يستطيع أن يحمل متاعه على الجمل وهو واقف لعلوِّ جثة الجمل وقصر الإنسان عنها، ولذلك تجد الجمل يقْعُد على الأرض خلافاً لغيره من حيوانات الحمل. ثم إن الجمل لو لم تكن له تلك الثفينات في صدره وقوائمه لمالَ جسمه ولما توازن على الأرض أثناء قعوده، ولو كان للجمل حوافر كحوافر الخيل بدلاً عن الأخفاف لما استطاع النهوض بحمله الثقيل، ولما تمكَّنت قوائمه من الأرض عند النهوض والقعود.
أما الرقبة الطويلة المنحنية فبها يستطيع النهوض والقعود، وهي له أشبه بذراع القبَّان، ورأسه الثقيل أشبه ببيضة القبَّان يقرِّبه نحو جسمه أو يمدُّه إلى الأمام فيحصل التوازن ويتمّ له النهوض والقعود حسبما يريد.

وإذا نظرتَ إلى أخفاف الجمل الواسعة المستديرة تجلَّت لك حكمة الله في خلقه فهي تساعده على السير في الرمال، وهي خير معين له على حمل جسمه الثقيل، ولو أنها كانت صغيرة كأرجل الخيل لما تمكَّنت قوائمه من حمل جسمه ولتعثَّر في سيره فسقط على الأرض.

أما سنامه ففضلاً عن كونه سبباً لتوازن الحمل على ظهره فهو يخزِّن فيه شحماً يساعده على السير في الصحراء كما تساعد بعض الأجواف التي في بطنه على خزن الماء أياماً عديدة، ولذا تجده صبوراً على الجوع والعطش.

على أن هذه النواحي التي تكلَّمنا عنها ليست إلا طرفاً يسيراً من حكمة الخلق في هذا الحيوان. فإذا نظرت فيها نظرة تفكير وتبصُّر استدللت على خالق عظيم ومدبِّر حكيم وإله قدير.

عذرا على الإطالة لك مني اجمل تحية

موضوع فى غاية الاهمية

جزاكى الله كل خير

مشكورة حبيبتىمون 3 على مرورك
ومشكور اخى ابو عبدو على مرورك وعلى اضافتك القيمه
ومشكورة اختى ياسمين على مرورك الرائع
لكم منى خالص الود والتقدير
موداتى
اليكم
ملكه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.