الحمد لله العلي العظيم وصلى الله وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
فكم من مريد للخير لن يصيبه.. قالها ابن مسعود رضي الله عنه لقوم كانوا جالسين في المسجد حلقا وفي وسط كل حلقه رجل, وفي أيديهم حصى, فيقول: كبروا مئة.. فيكبرون مئة, فيقول: هللوا مئة.. فيهللون مئة, ويقول: سبحوا مئة.. فيسبحون مئة,فوقف عليهم فقال ماهذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح, قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شئ, ويحكم يا أمة محمد.. ما اسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي في يده إنكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد!! أو مفتتحوا باب ضلالة؟ قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا خيرا, قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه, إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا:"أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم". وأيم الله.. ما أدري لعل أكثرهم منكم, ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة ألئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
فكم من مريد للخير لن يصيبه..
وكم من مريد للخير فتح بجهله باب بدعة..
وكم من مريد للخير نشر وسائل الشرك وحث عليها بجهله وسذاجته..
وكل أولئك لا يعذرون بحسن قصدهم فقد قال عز وجل ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)
فالأمر خطير والخطب جلل.. وكثر القول على الله بلا علم في المنتديات.. فهذا ينقل أدعية وآثارا ويرتب عليها ثوابا وأجورا ما ثبتت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .. وآخر ينقل دعاءا لا يعرف مخترعه ويرتب على المواظبة عليه حصول منفعة .. وأخرى تكتب دعاءا لمن أرادت الزواج والمرجع التجربة.. وأخرى تنقل برنامجا للأدعية والأذكار دبر الصلوات المفروضة لمن أراد الزواج.. وكل هذا من الابتداع في الدين والقول على الله بغير علم ولو كان خير لدلنا عليه رسولنا الرحيم صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه وما ترك شرا إلا وحذرنا منه وقال صلى الله عليه وسلمإياكم ومحدثات الأمور..) فنقول لك أولئك قول الله عز وجلإن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله مالا تعلمون).
ثم بعد ذلك اطلعت على الطامة الكبرى.. في موضوع ظاهرة مزهر وباطنه تكلف و تنطع وأخطاء في الدعاء وبدعة ووسيلة إلى الشرك..
قال القرطبي في تفسيرة عند قول الله عز وجل ادعو ربكم تضرعا وخفيه) في التحذير من صور الاعتداء في الدعاء: ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة؛ فيتخير ألفاظاً مفقرة وكلمات مسجّعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معوّل عليها، فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به رسولُه عليه السلام. وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء.
وهذا الموضوع في المنتدى العام وعنوانه: دعاء بأسماء الله.. ونقل صاحبه دعاءا طويلا فيه الكثير من الملاحظات الشرعيه والأخطاء وأكبر هذه الأخطاء التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا نصه:
((اللهم يا امل السائلين .. يا مجيب المضطرين .. تجرأنا فسألناك رغم سوء العمل
فبحرمه القرآن وبحق محمد .. اعفو عنا و عافنا .. وتقبل دعائنا))
وانقل لكم فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء:
((السؤال الأول من الفتوى رقم (1711):
س1: مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقول في دعائه: اللهم اعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، أو ببركة الرسول، أو بحرمة المصطفى، أو بجاه الشيخ التجاني، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم؟
ج1: من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته فقال: (اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا فليس بمشرك شركا يخرج من الإسلام، لكنه ممنوع؛ سدا لذريعة الشرك، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، كما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، ولقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن الآية.
وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء عبادة، والعبادة توقيفية، ولم يرد في الكتاب ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ))
وبعد هذا البيان اعتذر من الأخوة أصحاب المواضيع لأني لم أرد في الموضوع نفسه لضيق الوقت وتعدد المواضيع واخبرهم بأني لا أشك في مقاصدهم وحسن نياتهم وأوصيهم بالتأكد قبل النقل فالعبادات توقيفية أي أنها مقصورة على ما جاءت به الشريعة والأدلة الصحيحة الصريحة.
وأوصي الأخوة الأعضاء بالتواصي بالخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم نقل ما به ريبه وسؤال اهل العلم عن كل ما يشكل والحرص على العلم قبل القول والعمل.
وأخيرا أنتم أيها المشرفون.. كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. ومن كان لا يطيق هذه المسئولية فعليه أن يتركها لغيره..
اللهم اهدنا وسددنا.. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وتب علينا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين