تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإسلام والوطنية

الإسلام والوطنية 2024.

  • بواسطة
الإسلام والوطنية

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعینھ ونستغفره ونتوب إلیھ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سیئات أعمالنا من یھده الله فلا مضل لھ ومن یضلل فلا ھادي لھ ونشھد أن لا إلھ إلا الله وحده لا شریك لھ ونشھد أن نبینا محمدا عبده ورسولھ صلى الله علیھ وعلى آلھ وصحبھ وسلم تسلیما كثیرا .

أما بعد …

فیقول الله تعالى " أفحكم الجاھلیة یبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم یوقنون "

أیھا الإخوة إن موضوع الوطنیة وما یتصل بھا لمن القضایا الخطیرة التي یجب على أھل العلم بیانھا للناس لیتضح الحق وتزول الشبھات سیما في ھذا الوقت الذي تواجه فيه الأمة أعداء الله تعالى في أكثر من جبھة حیث تكالبت علینا الأمم في العراق وفلسطین و أفغانستان والشیشان والصومال ولعلمنا أننا لا ننتصر على الأعداء بمجرد القوة المادیة دون أن نصلح ما بیننا وبین الله ونعود إلى دیننا ، ولإیماننا بأنھ لن تصلح ھذه الأمة إلا بما صلح علیھ سلفھا ، ولأجل أنھ صار تعدد الجماعات واختلاف الرایات وتباین الأفكار مثار تشتت للمسلم لا یعلم مع من یقاتل خصوصا وأن التھم صارت تتبادل على رؤوس الأشھاد حیث ما عاد یمكن إخفاء الأمور كما كنا نرید مراعاة للمرحلة الخطیرة التي یمر بھا المسلمون وتأجیلا للخلافات لحین الفراغ من الصلیبیین وأذنابھم من أجل ذلك كلھ كتبنا ھذا البحث المختصر ونحن نعلم أن المسألة تحتاج إلى كتاب ضخم یعالج كل نواحي المسألة ویجاب فیھ على كل الشبھات ، وكم كنا نتمنى أن ییسر لنا ذلك ولكن حالت ظروف القتال وعدم الاستقرار وتشتت الذھن وامتلاء القلب بالھموم والشواغل دون ذلك مع أنه -على حدود علمنا القلیل – لا یزال في المكتبة الإسلامیة فراغ في ھذا الجانب ولعل ما كتبناه ینیر الدرب والأمر بید الله یھدي من یشاء ویضل من یشاء فما كان من حق فھو من الله وما كان من باطل فھو منا ومن الشیطان ونحن نستغفر الله تعالى منه ونحن نرجوا الإخوة أن یقبلوا عثرتنا وأن یحسنوا الظن بنا فإننا والله ما كتبنا ما كتبناه ونحن نقصد السوء بأحد والله المستعان .

مقدمة
( الوطن – المواطِن – الوطنیة – المواطَنة )
الوطن لغة : مكان الإقامة یقال وطَن بالبلدة إذا أقام فیھا ویجمع على أوطان، والموطِن مفعِل بمعنى الوطن وجمعه على مواطِن ویطلق أیضا على خصوص موقع الحرب ومنھ قولھ تعالى " لقد نصركم الله في مواطن كثیرة " أي مواقع حرب كثیرة والمواطن التي نصر الله المسلمین فیھا ھي : یوم بدر وما بعده من المواطن التي نصر الله المسلمین على الكفار فیھا قبل یوم حنین . والمُواطن اسم فاعل من الفعل واطن یقال واطنھ على الأمر أي أضمر في نفسھ أن یفعل معھ واستعمل الفعل استعمالا محدثا فقیل واطن القوم إذا عاش معھم في وطن واحد ومن ھذا الاستعمال اشتق المواطن بمعناه الجدید والوطنیة ھي مصدر صناعي مأخوذ من الوطن أضیف علیھ الیاء المشدد والتاء للدلالة على الحدث . والمواطَنة مصدر للفعل واطن. ھذا ما یتعلق بھذه الكلمات من الجھة اللغویة باختصار .

واستخدم مصطلح الوطن في كتب الفقھاء فقد ذكر ابن عابدین في حاشیتھ ثلاث مصطلحات ھي :

1 الوطن الأصلي : وھو موطن ولادة الشخص أو تزوجھ أو توطنھ فیھ

2 وطن الإقامة : وھو الموضع الذي غادر إلیھ الشخص ونوى الإقامة فیھ خمسة عشر یوما فصاعدا من غیر أن یتخذه مسكنا .

3 وطن السكنى : وھو الموضع الذي غادر إلیھ الشخص ونوى الإقامة فیھ أقل من خمسة عشر یوما .
أما في الاصطلاح الحدیث :

فیطلق الوطن على الإقلیم المخصوص الذي تحكمھ سلطة ما حیث قسمت الكرة الأرضیة إلى مناطق مخصوص ة ذات حدود معینة لكل منھا علم خاص وحكومة ویتوزع سكان الأرض على ھذه الدول وقد یطلق الوطن بشكل أوسع فیقال الوطن العربي وعند إطلاق لفظ الوطن لا یتبادر منھ إلا المعنى الأول . والنسبة بین الوطن لغة واصطلاحا ھي العموم والخصوص المطلق لان الوطن لغة یطلق على محل إقامة الإنسان سواء كان یسكن في قریة أو مدینة صغیرة كما یصلح إطلاقھ على الوطن بمفھومھ الجدید أیضا بینما في الاصطلاح لا یصدق إلا على الإقلیم المخصوص .

والمواطن ھو : الشخص الذي ینتسب للوطن والدولة بحیث یكون حاص لا على جنسیتھا .
والوطنیة ھي : الشعور القلبي بالمحبة والانتماء المترجم بالولاء والعمل لما فیھ نفع الوطن .
والمواطنة ھي : العلاقة بین المواطن والدولة حیث یقدم الطرف الأول الحقوق والثاني الواجبات فھي سلوك عملي متبادل بینھما .
ھذا زبدة ماذكروه في تعریف ھذه المصطلحات مع أنك قد تجد بعض الاختلافات فیما بینھم .

وتلخیص ما تقدم للقارئ العادي أن الوطن في لغة العرب ھو مكان الإقامة مطلقا وأما الوطن في الاصطلاح فھو یطلق في القانون الدولي على الأرض المخصوصة بحدود والمحكومة بنظام كالعراق والأردن وفرنسا والمواطن ھو الإنسان الذي یحمل جنسیة ذلك البلد والوطنیة ھي حب وانتماء لذلك الوطن وولاء لھ والمواطنة ھي السلوك العملي الإیجابي في خدمة الوطن كالدفاع عنھ والحفاظ على ممتلكاتھ وما یترتب على ذلك من واجبات تقوم بھا الدولة كتقدیم الأمن والخدمات ولذا یقولون : المواطنون متساوون في المواطنة أي في الواجبات والحقوق .

الميزان الشرعي

وبعد أن تصورنا ھذه المصطلحات آن أوان الحكم علیھا بمیزان الشرع الحنیف فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره فنقول :

-ھذه الحدود التي رسمھا لنا الاستعمار الصلیبي وفرق المسلمین علیھا وقال لكل شعب هذا وطنك فالزمھ لا وطن لك غیره ) نحن لا نعترف بھا ولا نقف عندھا ولا ننظر لھا بأي احترام ولا نقبل فیھا أي معاھدة أو وثیقة أو قانون دولي بل یجب على المسلم وجوبا قطعیا أن یسعى لإعادة الخلافة الإسلامیة على منھاج النبوة .

-والمتعین ھو الرجوع لنظام الولایات فینبغي أن یعین على كل منھا – كولایة العراق ومصر – حاكم یحكم فیھا بشرع الله ویدین بالسمع والطاعة لخلیفة المسلمین ویستقر الخلیفة في مكة أو المدینة أو أي موضع آخر ویتابع أمر ولاتھ یعین من یشاء ویعزل من یشاء وجیوش الولایات كلھا تحت إمرتھ ولا مانع أن یكون لكل وال أو أمیر صلاحیات عالیة واستقلالیة في القرار تخولھ إدارة البلاد فتلك الخلافة ھي وطننا الكبیر الذي إلیھ ننتمي.

-حب البلد الذي نشأ فیھ الإنسان من مقتضیات الفطرة كحب المال والولد وقد قال رسول الله صلى الله علیھ وسلم لم ا أخرجھ المشركون من مكة : " أما والله لأخرج منك وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إليّ وأكرمھ على الله، ولولا أن أھلك أخرجوني ما خرجت" رواه الترمذي وھو صحیح ، ثم لما عاش صلى الله علیھ وسلم في المدینة وألفھا أصبح یدعو الله أن یرزقھ حباً لھا فقال :" اللھم حبب إلینا المدینة ، كحبنا مكة ، أو أشد " رواه البخاري وكذلك كان رسول الله صلى الله علیھ وسلم إذا خرج من المدینة لغزوة أو نحوھا تحركت نفسھ إلیھا فعن أنس بن مالك رضي الله عنھ قال : " كان رسول الله – صلى الله علیھ وسلم -إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدینة أوضع ناقتھ أي أسرع بھا وإذا كانت دابة حركھا " رواه البخاري قال ابن حجر في الفتح : (فیھ دلالة على فضل المدینة ، وعلى مشروعیة حب الوطن والحنین إلیھ ) .

وأما حدیث " حب الوطن من الإیمان " فھو مكذوب على رسول الله صلى الله علیھ وسلم ولا یصح معناه أیضا لأن حب الوطن كحب المال والولد لا یتعلق بھ إیمان ولا كفر .

-الولاء یكون لله ولرسولھ وللمؤمنین والدفاع عن الوطن من أجل أنھ بلد من بلاد المسلمین وھو یرید لھذا الوطن أن ترتفع فیھ رایة التوحید وألا یحكمھ الكفار أیاً كانوا؛ فھذا جھاد في سبیل الله عز وجل لأنھ یقاتل لإعلاء كلمة الله في بلده ومن قاتل لمجرد الحمیة والغیرة على وطنھ فلیس ھذا في سبیل الله ومثل ھذا یقع من المسلم والكافر فإنھ أیضا یحب بلاده ویقاتل من أجلھا وأما المسلم فھو الذي یقاتل لتكون كلمة الله ھي العلیا وكلمة الذین كفروا • السفلى فقد سئل رسول الله صلى الله علیھ وسلم كما في الصحیحین عن الرجل یقاتل شجاعة، والرجل یقاتل حمیة، والرجل یقاتل ریاءا، أي ذلك في سبیل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله ھي العلیا فھو في سبیل الله . وھنا نذكر ضابطا مفیدا وھو أن الله سبحانھ ھو المقصود بالعبادة دون غیره فمن قاتل لله فقتالھ عبادة ومن لم یقاتل من أجلھ حتى وإن كان القتال في غیر مأثم فھو لیس في سبیل الله ھذا ونحن نعلم أن المسألة تحتاج بسطاً أكبر وفیما ذكرناه نافع لمسك أصول المسألة .

-وأما مبدأ الولاء للوطن مطلقا بحیث یقف مع أھلھ وإن كانوا ظلمة ویقاتل معھم وإن كا نوا معتدین فھذا من الجاھلیة المقیتة التي جاء الإسلام بھدمھا قال رسول الله صلى الله علیھ وسلم : " من قاتل تحت رایة عُمِّیَّةٍ یغضب لعصبة أو یدعو إلى عصبة ، أو ینصر عصبة فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاھِلیة " رواه مسلم .

وعلى المسلم أن یعلم أنھ ینتمي أیضا إلى وطن آخر غیر الذي ھو یسكن فیھ وھو الوطن الإسلامي الكبیر ولله در القائل : ولست أبغي سوى الإسلام لي وطناً الشام فیھ ووادي النیل سیان .

-لاشك أن بین المسلمین وبین الدولة الحاكمة مواطنة مشروعة فالحفاظ على الأنظمة العامة التي لم یأت الإسلام بھدمھا كالحفاظ على ممتلكات الدولة ومراعاة أنظمة المرور والالتزام بالسلوكیات المستقیمة أمر مشروع قال تعالى : " یا أیھا الذین آمنوا أطیعوا الله وأطیعوا الرسول وأولي الأمر منكم. "

-لأھل الذمة في دیار الإسلام حقوقھم التي كفلھا لھا الإسلام وحفظ أرواحھم وأموالھم واجب شرعي ولھم من المواطنة بالقدر الذي خطھ الإسلام وانتظم علیھ أمر الخلافة الإسلامیة مئات السنین مراعین خلاف العلماء في بعض الفروع المتعلقة بھم .

-علم مما تقدم أن في ھذه المصطلحات باطلا وحقا وقد میزنا الحق من الباطل امتثالا لقولھ تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شھداء على الناس "وراعینا فیما بیناه النظر إلى نفس المفاھیم ولم نلتفت إلى منظري الوطنیة ودعاتھا لأننا نعلم أنھم أھل باطل محض قصدوا تفریق الأمة والتغریر بھا علیھم من الله ما یستحقون .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا اختي في الله طامحة و اهلا و سهلا بك بيننا في القسم الاسلامي موضوع رائع بارك الله فيك اخيتي المزيد من الابداع و التالق اللهم امين …

الله اكبر الله اكبر الله اكبر

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اللهم صلي على حبيبنا و رسولنا محمد و على آله و صحبه اجمعين

استغفر الله استغفر الله استغفر الله

اللهم اغفر لي و لوالدي و لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات امين يارب

اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنى عذاب النار امين يارب

اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فأغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم


جزاكم الله خيرا …

سعدت بمروركم كثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا …

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… ماشاء الله ماشاء الله اللهم صلى على سيدنا محمد سلمت يداك التي كتبت هذا الموضوع تبارك الرحمن جزاك الله خيرا وجعل لك كل كلمة كتبتها حسنة في ميزان حسناتك ولا تحرمنا من المواضيع المفيدة واضح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.