بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهرت وما زالت منتشرة بل في إزدياد: أن يكون السلام على المعرفة، يعني ألا يسلِّم الإنسان إلا على من يعرف، فلو دخل داخل على مجلس فيه عدد من الناس يعرف بعضهم ولا يعرف الآخرين، فإنه يتوجه إلى من يعرف ويصافحه ويسلِّم عليه، ويدع الآخرين، وقد يسلِّم عليهم من وراء أنفه، وقد رأيت هذا مرات عدة. والمشتكى إلى الله.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من أشراط الساعة أن يسلِّم الرجل على الرجل، لا يُسلِّم عليه إلا للمعرفة " رواه أحمد وابن خزيمة والطحاوي والبزار والطبراني
وعن طارق بن شهاب رحمه الله تعالى قال: كنا عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه جلوساً، فجاء آذنه فقال : قد قامت الصلاةُ، فقام وقمنا معه، فدخلنا المسجد، فرأينا الناس ركوعاً في مقدم المسجد، فكبّر وركع ومشى، وفعلنا مثل ما فعل، قال: فمر رجلٌ مسرع، فقال: السلام عليكم يا أبا عبد الرحمن، فقال : صدق الله وبلّغ رسوله صلى الله عليه وسلم، فلما صلينا رجع، فولج أهله، وجلسنا في مكانه ننتظره حتى يخرج، فقال بعضنا لبعض: أيكم يسأله؟ قال طارق: أنا أسأله. فسأله طارق فقال: سلَّم عليك الرجلُ فرددت عليه، صدق الله وبلَّغ رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وظهور شهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وحتى يخرج الرجل بماله إلى أطراف الأرض فيرجع فيقول: لم أربح شيئاً، وحتى تغلو الخيل والنساء، ثم ترخص، فلا تغلو إلى يوم القيامة ) رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والطحاوي بإسناد صحيح، وصححه الحاكم وأقره الذهبي
مع أن المطلوب إفشاء السلام، لأنه سبب المحبة، التي هي من صفات المؤمنين، والإيمان سبب دخول الجنة، كما أخب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " رواه مسلم
وأما قوله : ( أفشوا السلام بينكم ) فهو بقطع الهمزة المفتوحة . وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام وبذله للمسلمين كلهم ; من عرفت ، ومن لم تعرف ، كما تقدم في الحديث الآخر . والسلام أول أسباب التألف ، ومفتاح استجلاب المودة . وفي إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض ، وإظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل ، مع ما فيه من رياضة النفس ، ولزوم التواضع ، وإعظام حرمات المسلمين وقد ذكر البخاري – رحمه الله – في صحيحه عن عمار بن ياسر – رضي الله عنه – أنه قال : ( ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان : الإنصاف من نفسك ، وبذل السلام للعالم ، والإنفاق من الإقتار . روى غير البخاري هذا الكلام مرفوعا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – . وبذل السلام للعالم ، والسلام على من عرفت ومن لم تعرف ، وإفشاء السلام كلها بمعنى واحد . وفيها لطيفة أخرى وهي أنها تتضمن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وفساد ذات البين التي هي الحالقة ، وأن سلامه لله لا يتبع فيه هواه ، ولا يخص أصحابه وأحبابه به . والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
أشكرك سيدى على هذه الآفاده الجميله
وتمنياتى لك بالتوفيق
تحياتى لشخصك الكريم
شاكرا لك مرورك الكريم علي الموضوع
داعيا الله أن يجزيك الخير علي إضافتك للموضوع
وأن يهبك الصحة والسعادة
لك مني كل احترام وتقدير
جزاك الله خيرا وجعهل في ميزان حسناتك
آمين
تحياتي