[COLOR="Red"]التمرّد[/COLOR]
تثير كلمة التمرّد تصوّراً سلبياً لدى السامع عند اطلاقها، فهي تعني عند المتلقي العصيان والرفض السلبي دائماً، والتمرد بمعناه الاسلامي المرفوض: هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة، أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به. فليس التمرد هو مجرد الرفض، وعدم الانصياع لما ألفه الناس، فهناك من المألوفات أو القوانين والعقائد والقوى غير الصحيحة ما يجب رفضه، والتمرد عليه.
لذا فإن ظاهرة التمرد التي تظهر في حياة الشباب، المنطلقة من الشعور بالقوة والتحدي، وضرورة التغيير، تتجه اتجاهين متناقضين: اتجاهاً سلبياً ضاراً وهدّاماً، واتجاهاً ايجابياً مغيراً يساهم في تطوير المجتمع، والدفاع عن مصالحه.
وظاهرة التمرد السلبي التي تنشأ في أوساط المراهقين والشباب، هي من أعقد مشاكل الاُسر والمجتمعات.
وللتمرّد السلبي، أو التمرّد على ما ينبغي الالتزام به من عقيدة سليمة، وقوانين وقيم، أسبابه الذاتية والموضوعية التي تنبغي دراستها، للتعامل معها بوعي وتخطيط.
فإن ظاهرة التمرّد في أوساط المراهقين مسألة خطيرة على الفرد والاُسرة والمجتمع. وتبدأ ظاهرة التمرد السلبي في أحضان الاُسرة، وذلك برفض أوامر الوالدين، أو تقاليد الاُسرة السليمة، وعدم التقيّد بها عن تحّد وإصرار.
ثم التمرد على الحياة المدرسية، بما فيها من قوانين الحضور، واعداد الواجبات المدرسية، واطاعة القوانين المرعيّة في قاعة الدرس، وحرم المدرسة، والعلاقة مع الطلبة والأساتذة. ويأتي معها في هذه المرحلة التمرّد على القانون والمجتمع والسلطة بشقّيه السلبي والايجابي.
جاء في احصائية اُجريت عام 1970: (ان نسبة 20% من شباب المجتمع الفرنسي تحت عمر الثلاثين، ونسبة 30% من الرجال تحت عمر الأربعين أيضاً اشتركوا في مظاهرات مايو 1968 في فرنسا. وقد تبين من تحليل هذه الظاهرة أن الجيل الأصغر من أفراد المجتمع سرعان ما يتحد من خلال أي شكل من أشكال التمرد الموجه ضد النظام القائم، الاّ انه وجد من خلال دراسات اخرى أنه لا يمكن تعميم هذه النتيجة)(16).
وللتمّرد أسبابه التي تبعث عليه وتغّذيه، لعل أبرزها ما يأتي:
أ ـ ممارسة بعض الآباء للدكتاتورية في التعامل مع الأبناء، ومصادرة ارادتهم، والاكثار من منعهم من غير موجب مشروع للمنع. فالأب لا يُغيّر طريقة تعامله مع المراهق والشاب، ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذي لا يملك وعياً ولا ارادة، من خلال الأوامر والنواهي، والتدخل في شؤون الأبناء، كشؤون الدراسة، والزواج، والعمل، والحياة اليومية، والصرف المالي، بل ونوع اللباس …الخ، مما يضطر بعض الأبناء الى التمرد والرفض، وعدم الانصياع لأراء الآباء وأوامرهم، فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم، وقد تنتهي الى نتائج سيئة من التشرد، وسقوط الاحترام المتبادل، والخروج من بيت الاسرة، أو غير ذلك.
وقد تناول الفكر الاسلامي هذه المسألة بالدراسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين، فقد فرّق الفكر الاسلامي بين برِّ الوالدين، وبين الطاعة لهما، كما فرَّق بين الارشاد والتوجيه والتربية، وبين فرض الارادة على الأبناء، والاملاء عليهم.
وأوجب الفقه الاسلامي برَّ الآباء، ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله، فمثلاً التشريع الاسلامي لم يوجب على البنت أو الابن طاعة والديهما اذا رغبا بزواجهما من زوج أو زوجة لا تتوفر الرغبة فيه.
ان واجب الآباء هو ارشاد أبنائهم الى الطريق السوي، وتجنيبهم ما يضرّ بحاضرهم ومستقبلهم، انطلاقاً من المسؤولية الشرعية، وواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتوسل بكل الوسائل السليمة للحيلولة دون وقوعهم في مهاوي السقوط، والفشل في الحياة، وعليهم أن يُفهموا الأبناء أن المنطلق للمعارضة لارادة الأبناء ورفض اختيارهم، انما هو لصالحهم، وعليهم أن يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة، وبالتي هي أحسن، ويحولوا دون الوقوع في الانحراف، والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة.
وإن من الخطأ أن يحاول الآباء أن يفرضوا على الأبناء قناعاتهم، ونمط تفكيرهم، وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع، بل لمجرد الالفة، والاعتياد الاجتماعي، فتصطدم بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات، وما يفرضه العصر من أوضاع، وطريقة خاصة للحياة.
وقد حذّر الامام علي (ع) الآباء من ذلك بقوله:
«لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم»(17).
فهذا التشخيص الاسلامي للتطور في أساليب الحياة، وما يحدث من تحول فارق في الوضع الاجتماعي بين جيلين، يلقي الضوء التشخيصي على أعقد مسألة في الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء، المؤدي الى التمرد بشقَّيه السلبي والايجابي.
والفكر الاسلامي عندما يشخّص هذه الحقيقة، انّما يدعو لأخذها بنظر الاعتبار والتعامل معها كحقيقة حضارية في حياة الانسان، ضمن الاُسس والقيم السليمة، ولقد شدد الاسلام على تحذير الآباء، ومنعهم من سوء التعامل مع أبنائهم الذي يجرُّ الى التمرد والعصيان، فيصل الى العقوق.
فقد ورد في التوجيه النبوي الكريم: « ياعلي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما»(18).
كل ذلك لتحصين الجيل الجديد من الدخول الى دائرة التمرد السلبي، الذي تعاني منه الاُسر والدول والمجتمعات في حضارة الانسان المادية، والفهم المخالف للمنهج الاسلامي في التعامل مع هذه القضية.
وكما يتحمل الآباء هذه المسؤولية، فإن توعية الأبناء وتربيتهم على حب الوالدين، واحترامهم والاستماع الى نصائحهم منذ الطفولة، وتحاشي التمرد عليهم، مسألة مهمة.
ان تربية الطفل، وتعريفه بحقوق الوالدين، وأدب التعامل معهما بالقول والتصرف معهما، هي من الأسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد. ولظروف البيئة العائلية، لاسيما العلاقة بين الأبوين والاحترام المتبادل بينهما، أو العلاقة السيئة التي تكثر فيها المشاكسة والعصيان والمشاكل، أثرها البالغ في تعميق أو معالجة هذه المشكلة.
ب ـ المدرسة: وكما يساهم تعامل الآباء في ايجاد روح التمرد السلبي الهدام، فإن للمدرسة دورها الفاعل في هذا المجال، بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلمس فيه الطالب التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي، أو لا ينسجم مع الظرف الواقعي له، فيساق بهذه الاسباب وغيرها الى تحدي النظام المدرسي، واحداث المشاكل، فترك الدراسة.
لذا كان من الضروري أن تكيّف المدرسة وضعها ونظمها مع روح العصر، وظروف المجتمع، وتتعامل مع الطالب في هذه المرحلة بوعي لطبيعة الصبا والمراهقة ومشاكلها، من خلال التربية والتعامل، كموجه وخبير يحل المشاكل، وليس طرفاً مواجهاً يريد الانتقام، وفرض العقاب، إلاّ اذا كان العقاب ضرورة للاصلاح.
ج ـ طبيعة المراهق وتكوينه النفسي والسلوكي: للطبيعة النفسية والعصبية، ومستوى التعليم والثقافة للمراهق، أثرها البالغ في التمرد والرفض والتحدي.
فمرحلة المراهقة هي مرحلة الاحساس بالغرور والقوة، وهي مرحلة الاحساس بالذاتية، والانفصال عن الوالدين، لتكوين الوجود الشخصي المستقل، وهي مرحلة تحدي ما يتصوره عقبة في طريق طموحاته، على مستوى الاُسرة والدولة والمجتمع؛ لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي، كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي.
ومعالجة ظاهرة التمرد السلبي، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكّرة، وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة، وابعاد المثيرات من الأجواء المحيطة بالمراهق.
فالشاب والشابة اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهّمان الحوار والمشاكل ويتقّبلان الحلول المعقولة من غير تمرد واساءة، في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية، وسوء تصرف.
د ـ الظروف والأوضاع: إن لطبيعة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية، وللقوانين والأعراف، تأثيراً بالغاً، وبالاتجاهين ـ السلبي والايجابي ـ على سلوك الشباب، وموقفهم من السلطة والقانون، والأوضاع القائمة.
فالظروف التي يشعر فيها جيل الشباب بالفقر والحاجة، وتضييع أحلام مستقبله، وبالارهاب الفكري والسياسي، والاضطهاد العنصري، أو الطائفي، يندفع، وبقوة، الى تحدّيها، والتمرّد عليها بالرفض، وعدم الانصياع، والرد بالعنف والقوة أحياناً، كما يحدث في كثير من بلدان العالم.
لذا فإن الحرية المعقولة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوفير الحقوق الانسانية، ومشاريع التنمية الخدمية، التي تستوعب مشاكل الجيل وتطلعاته، وليس وسائل القمع والارهاب الفكري والبوليسي، هي السبيل لمعالجة حالة الرفض، والتمرد السلبي.
منقول
asoom
تثير كلمة التمرّد تصوّراً سلبياً لدى السامع عند اطلاقها، فهي تعني عند المتلقي العصيان والرفض السلبي دائماً، والتمرد بمعناه الاسلامي المرفوض: هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة، أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به. فليس التمرد هو مجرد الرفض، وعدم الانصياع لما ألفه الناس، فهناك من المألوفات أو القوانين والعقائد والقوى غير الصحيحة ما يجب رفضه، والتمرد عليه.
لذا فإن ظاهرة التمرد التي تظهر في حياة الشباب، المنطلقة من الشعور بالقوة والتحدي، وضرورة التغيير، تتجه اتجاهين متناقضين: اتجاهاً سلبياً ضاراً وهدّاماً، واتجاهاً ايجابياً مغيراً يساهم في تطوير المجتمع، والدفاع عن مصالحه.
وظاهرة التمرد السلبي التي تنشأ في أوساط المراهقين والشباب، هي من أعقد مشاكل الاُسر والمجتمعات.
وللتمرّد السلبي، أو التمرّد على ما ينبغي الالتزام به من عقيدة سليمة، وقوانين وقيم، أسبابه الذاتية والموضوعية التي تنبغي دراستها، للتعامل معها بوعي وتخطيط.
فإن ظاهرة التمرّد في أوساط المراهقين مسألة خطيرة على الفرد والاُسرة والمجتمع. وتبدأ ظاهرة التمرد السلبي في أحضان الاُسرة، وذلك برفض أوامر الوالدين، أو تقاليد الاُسرة السليمة، وعدم التقيّد بها عن تحّد وإصرار.
ثم التمرد على الحياة المدرسية، بما فيها من قوانين الحضور، واعداد الواجبات المدرسية، واطاعة القوانين المرعيّة في قاعة الدرس، وحرم المدرسة، والعلاقة مع الطلبة والأساتذة. ويأتي معها في هذه المرحلة التمرّد على القانون والمجتمع والسلطة بشقّيه السلبي والايجابي.
جاء في احصائية اُجريت عام 1970: (ان نسبة 20% من شباب المجتمع الفرنسي تحت عمر الثلاثين، ونسبة 30% من الرجال تحت عمر الأربعين أيضاً اشتركوا في مظاهرات مايو 1968 في فرنسا. وقد تبين من تحليل هذه الظاهرة أن الجيل الأصغر من أفراد المجتمع سرعان ما يتحد من خلال أي شكل من أشكال التمرد الموجه ضد النظام القائم، الاّ انه وجد من خلال دراسات اخرى أنه لا يمكن تعميم هذه النتيجة)(16).
وللتمّرد أسبابه التي تبعث عليه وتغّذيه، لعل أبرزها ما يأتي:
أ ـ ممارسة بعض الآباء للدكتاتورية في التعامل مع الأبناء، ومصادرة ارادتهم، والاكثار من منعهم من غير موجب مشروع للمنع. فالأب لا يُغيّر طريقة تعامله مع المراهق والشاب، ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذي لا يملك وعياً ولا ارادة، من خلال الأوامر والنواهي، والتدخل في شؤون الأبناء، كشؤون الدراسة، والزواج، والعمل، والحياة اليومية، والصرف المالي، بل ونوع اللباس …الخ، مما يضطر بعض الأبناء الى التمرد والرفض، وعدم الانصياع لأراء الآباء وأوامرهم، فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم، وقد تنتهي الى نتائج سيئة من التشرد، وسقوط الاحترام المتبادل، والخروج من بيت الاسرة، أو غير ذلك.
وقد تناول الفكر الاسلامي هذه المسألة بالدراسة والبحث والتوجيه لتحصل الطاعة والاحترام بين الطرفين، فقد فرّق الفكر الاسلامي بين برِّ الوالدين، وبين الطاعة لهما، كما فرَّق بين الارشاد والتوجيه والتربية، وبين فرض الارادة على الأبناء، والاملاء عليهم.
وأوجب الفقه الاسلامي برَّ الآباء، ولم يوجب الطاعة بغير طاعة الله، فمثلاً التشريع الاسلامي لم يوجب على البنت أو الابن طاعة والديهما اذا رغبا بزواجهما من زوج أو زوجة لا تتوفر الرغبة فيه.
ان واجب الآباء هو ارشاد أبنائهم الى الطريق السوي، وتجنيبهم ما يضرّ بحاضرهم ومستقبلهم، انطلاقاً من المسؤولية الشرعية، وواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتوسل بكل الوسائل السليمة للحيلولة دون وقوعهم في مهاوي السقوط، والفشل في الحياة، وعليهم أن يُفهموا الأبناء أن المنطلق للمعارضة لارادة الأبناء ورفض اختيارهم، انما هو لصالحهم، وعليهم أن يوضحوا لهم ذلك بالنصيحة، وبالتي هي أحسن، ويحولوا دون الوقوع في الانحراف، والتورط بالمشاكل والممارسات السيئة.
وإن من الخطأ أن يحاول الآباء أن يفرضوا على الأبناء قناعاتهم، ونمط تفكيرهم، وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع، بل لمجرد الالفة، والاعتياد الاجتماعي، فتصطدم بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات، وما يفرضه العصر من أوضاع، وطريقة خاصة للحياة.
وقد حذّر الامام علي (ع) الآباء من ذلك بقوله:
«لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم»(17).
فهذا التشخيص الاسلامي للتطور في أساليب الحياة، وما يحدث من تحول فارق في الوضع الاجتماعي بين جيلين، يلقي الضوء التشخيصي على أعقد مسألة في الصراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء، المؤدي الى التمرد بشقَّيه السلبي والايجابي.
والفكر الاسلامي عندما يشخّص هذه الحقيقة، انّما يدعو لأخذها بنظر الاعتبار والتعامل معها كحقيقة حضارية في حياة الانسان، ضمن الاُسس والقيم السليمة، ولقد شدد الاسلام على تحذير الآباء، ومنعهم من سوء التعامل مع أبنائهم الذي يجرُّ الى التمرد والعصيان، فيصل الى العقوق.
فقد ورد في التوجيه النبوي الكريم: « ياعلي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما»(18).
كل ذلك لتحصين الجيل الجديد من الدخول الى دائرة التمرد السلبي، الذي تعاني منه الاُسر والدول والمجتمعات في حضارة الانسان المادية، والفهم المخالف للمنهج الاسلامي في التعامل مع هذه القضية.
وكما يتحمل الآباء هذه المسؤولية، فإن توعية الأبناء وتربيتهم على حب الوالدين، واحترامهم والاستماع الى نصائحهم منذ الطفولة، وتحاشي التمرد عليهم، مسألة مهمة.
ان تربية الطفل، وتعريفه بحقوق الوالدين، وأدب التعامل معهما بالقول والتصرف معهما، هي من الأسباب المساعدة على حل مشكلة التمرد. ولظروف البيئة العائلية، لاسيما العلاقة بين الأبوين والاحترام المتبادل بينهما، أو العلاقة السيئة التي تكثر فيها المشاكسة والعصيان والمشاكل، أثرها البالغ في تعميق أو معالجة هذه المشكلة.
ب ـ المدرسة: وكما يساهم تعامل الآباء في ايجاد روح التمرد السلبي الهدام، فإن للمدرسة دورها الفاعل في هذا المجال، بما فيها من نظام وطريقة تعامل معقد يلمس فيه الطالب التجاوز على شخصيته وطموحه الدراسي، أو لا ينسجم مع الظرف الواقعي له، فيساق بهذه الاسباب وغيرها الى تحدي النظام المدرسي، واحداث المشاكل، فترك الدراسة.
لذا كان من الضروري أن تكيّف المدرسة وضعها ونظمها مع روح العصر، وظروف المجتمع، وتتعامل مع الطالب في هذه المرحلة بوعي لطبيعة الصبا والمراهقة ومشاكلها، من خلال التربية والتعامل، كموجه وخبير يحل المشاكل، وليس طرفاً مواجهاً يريد الانتقام، وفرض العقاب، إلاّ اذا كان العقاب ضرورة للاصلاح.
ج ـ طبيعة المراهق وتكوينه النفسي والسلوكي: للطبيعة النفسية والعصبية، ومستوى التعليم والثقافة للمراهق، أثرها البالغ في التمرد والرفض والتحدي.
فمرحلة المراهقة هي مرحلة الاحساس بالغرور والقوة، وهي مرحلة الاحساس بالذاتية، والانفصال عن الوالدين، لتكوين الوجود الشخصي المستقل، وهي مرحلة تحدي ما يتصوره عقبة في طريق طموحاته، على مستوى الاُسرة والدولة والمجتمع؛ لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي، كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي.
ومعالجة ظاهرة التمرد السلبي، تكون بالاهتمام بالتربية السليمة المبكّرة، وتوعية المراهقين على مشاكل المراهقة، وابعاد المثيرات من الأجواء المحيطة بالمراهق.
فالشاب والشابة اللذان يتمتعان بمستوى من الوعي والثقافة يتفهّمان الحوار والمشاكل ويتقّبلان الحلول المعقولة من غير تمرد واساءة، في حين يتصرف الشاب الهابط الوعي والثقافة بعنجهية، وسوء تصرف.
د ـ الظروف والأوضاع: إن لطبيعة الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية، وللقوانين والأعراف، تأثيراً بالغاً، وبالاتجاهين ـ السلبي والايجابي ـ على سلوك الشباب، وموقفهم من السلطة والقانون، والأوضاع القائمة.
فالظروف التي يشعر فيها جيل الشباب بالفقر والحاجة، وتضييع أحلام مستقبله، وبالارهاب الفكري والسياسي، والاضطهاد العنصري، أو الطائفي، يندفع، وبقوة، الى تحدّيها، والتمرّد عليها بالرفض، وعدم الانصياع، والرد بالعنف والقوة أحياناً، كما يحدث في كثير من بلدان العالم.
لذا فإن الحرية المعقولة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتوفير الحقوق الانسانية، ومشاريع التنمية الخدمية، التي تستوعب مشاكل الجيل وتطلعاته، وليس وسائل القمع والارهاب الفكري والبوليسي، هي السبيل لمعالجة حالة الرفض، والتمرد السلبي.
منقول
asoom
آنسه حلوه …
شكرا جزيلا لكي …
موضوع جميل جدا …
سلمت اناملك …
تقبلي تواجدي …
الولد اللطيف …
أختي آنسة حلوة
أشكرك على الموضوع المتميز ..
أشكرك على الموضوع المتميز ..
تقبلي مروووري
وخالص تحيااتي ..
دمتي بود ..