وقد أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه إذا رؤي أحد يفعل فعل قوم لوط أن يقتل الفاعل والمفعول به.
تذكر الآيات السابقة قصة قوم لوط الذين حذرهم لوط عليه السلام من فعل المنكر وإتيان هذه الفاحشة، فتنكروا لنصحة وأصروا على جريمتهم، فأمره الله تعالي أن يخرج من هذه المدينة وأن يصطحب أهله معه، ثم أمر الله الملائكة بتدمير المدينة وأن يقلبوها عاليها سافلها جزءاً ما ارتكبوا من المعصية والفحشاء.
وللوقاية من العلاقات الجنوسية، لايهدف الإسلام إلي منع الاختلاط بين الرجال أو منع الأختلاط بين النساء، ولكنه يضع القواعد لهذا الأختلاط والمعاشرة كما أوضح ذلك القرآن الكريم والسنه المطهرة. وإن الذين يشعرون فى أنفسهم ميلا ورغبة في العلاقات الجنوسية يدمرون البنية الأساسية للمجتمع، والإسلام يدين كل هذا النوع من الممارسات المنحرفة.
ومن الجدير أن نتحدث عن تعبيرين شائعين هما:
ـ التخوف من العلاقة الجنوسية
ـ والانجذاب الجنسي الغيري
فالنظرة الاسلامية فى تحريم العلاقات الجنوسية لاتنبني على فكرة التخوف من هذه العلاقة، فمن المعلوم أن عدم الإقرار بالشيء مختلف عن الرهاب منه.
أما الإنجذاب الجنسي الغيري فيعرف بأنه الإعتقاد بأن جنسه متفوق على الآخر، وهو ما يحقق الرغبة بالسيطرة على هذا الجنس الآخر. وفي الإسلام لا مجال للبحث فى قضية التفوق والاستعلاء أوالدونية، ولكن الأمر فى الإسلام هو حكمه الأخلاقي على هذه الأشياء، مثله فى ذلك حكمة على السرقة بأنها خطأ، وبأن القتل هو جريمة تستحق العقاب.
ولما كان الإسلام يحرم العلاقات الجنوسية، ويتعامل مع هذه الجريمة بقسوة فائقة فى المجتمع الإسلامي، إلا أنه لاينشد استئصال هؤلاء الذين تظهر عندهم هذه الرغبة، بل يعزلهم ويضبط رغباتهم بحيث تمنعهم من ممارسة هذا الإنحراف. وبنفس الأسلوب يتصرف الإسلام مع الذين تبدو عندهم الرغبة فى ممارسة الجنس مع القاصرين أو مع الذين تربطهم بهم قرابة قوية كالأخوات وبنات الأخ أو الأخت وما شابه. فالاسلام يهدف أول ما يهدف إلى سد الطرق التى تؤدي إلى الإنحراف الجنسي ويمنع كل أسلوب فى الحياة يهدم المجتمع الإسلامي ويسير به نحو الفساد الأخلاقي. وينص القانون البريطاني المحلي لعام 1986م (المادة 28) على أن تقوم الحكومات المحلية بمنع كل ما يؤدي إلى تشجيع وانتشار العلاقات الجنوسية، كما يمنع من نشر جميع الوسائل التى تثير أو تشجع على هذه العلاقة، وتمنع المدارس من ممارسة العلاقة الجنوسية على أنها من العلاقة العائلية.
ويحرم الاسلام إتيان البهيمة (مجامعة الحيوانات)، والسحاق (مجامعة النساء للنساء)، والكلف بالاشياء (إتيان الجنس عن طريق اشياء محددة قد تكون أحيانا ملابس نسائية داخلية)، والسادية (الحصول على اللذة من خلال التعرض للعذاب والآلام) وكل ما يمت إلى ظواهر الإنحرافات الجنسية التى تعتبر وليدة نفوس مريضة وتصورات وعادات مريضة مشوهة سقيمة. وفى المجتمع السليم لايمكن بحال وجود مثل هذه الآفات، ولئن وجدت ففي نطاق ضيق محدود ثم لاتلبث أن تستأصل.
الموضوع منقول