تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحضر . مدينة عراقية .

الحضر . مدينة عراقية . 2024.

  • بواسطة
مدن عراقية

حكاية مدينة اسمها الحضر..

الحضر مدينة الشمس

إطلال ارتدت ثوب الحياة الأبدية … فتمردت على ألفي سنة من الصمت .. وانطلقت لتعلن عن شموخها من جديد .. يوم أعلنت للتاريخ أنها مدينة الملك سنطروق ، ملك العرب الذي انتصر بصمود الحضريين بين حصار الروم والساسانيين وقاد شعبه للدفاع عن مدينتهم وعن سيادة الحضر ومدن العرب في عمق بادية الجزيرة الغربية .
يروى أن تقول بطون التاريخ وتقرأ سطور الآثار وشواهده التي تعلو وجه الأرض .. أن لمدينة الحضر التي تبعد قرابة المئة وعشرة كيلو مترات باتجاه مدينة أم الربيعين ( الموصل والحدباء ) كانت في زهوها بمثابة العاصمة الاقليمية لجميع القبائل في المنطقة ، حيث اتسعت رقعت حدود المدينة لتجمع داخلها القبائل العربية ولاسيما في موسم الربيع حيث الماء والمراعي ، مما جعلها مزار تحج إليه القبائل ، واتسمت تلك المدينة بمعابدها والتي أضحت هي الأخرى السبب الرئيس وراء قدوم الزوار إليها من أطرافها الأربع والذين يقدمون إليها النذور وينحرون الذبائح ، مما أزادت هذه المدينة ثراءاً ونهضت وازدهر اقتصادها الذي ساعد على إنشاء المباني والقصور والمعابد الضخمة والتماثيل ، والتي مازالت شواخصها تعلن عنها لحد يومنا هذا .
موقعها
كان لموقع الحضر في وسط الصحراء الأثر الكبير الذي جعلها موضع طمع وتكالب أكبر قوتين في القرن الثاني قبل الميلاد الا وهما الامبراطورية الفرثية والرومانية حيث توسطت مدين الحضر هاتين القوتين وأصبحت المنطقة العازلة بينهما . مما دفع كل منهما على غزوها واحتلالها وبما فيها المطامع اليهودية التي لعبت في تلك الفترة دورها الفاعل في تحريض النفوذ الأجنبي لاحتلالها والقضاء على نفوذها في قلب المنطقة العربية ، مما دفع بملوك الحضر والقبائل المناصرة لها بالوقوف ضد تلك الهجمات ، حين انبرى ملك الحضر ( ايباس ) بتحدي ( ازاط ) اليهودي الذي شن حملته العسكرية لمحاصرة الحضر ومحاولته لاختراقها لكنه فشل في تحقيق أحلامه المريضة .
بالجانب الأخر كان للقوتين المتمثلة بالامبراطورية ( الرومانية ) و ( الفرثية ) أطماع أخرى تجسدت في احتواء واحتلال هذه المدينة التي يمثل موقعها الستراتيجي الأثر الكبير في حماية امبراطوريتهم .
ففي منتصف القرن الأول والثاني للميلاد اقتسم الروم والفرثيين أقاليم العالم القديم ومن بين تلك الأقاليم الوطن العربي ، فقامت يومها نزاعات حادة بين تلك القوتين والتي دفعت بـ ( تراجان ) امبراطور الروم لاحتلال أقاليم أوربا وأرمينيا وسوريا وبلاد بابل واشور عام 17 للميلاد ، إلا انه رغم الفتوحات التي قام بها واحتلال تلك الأقاليم وقف عاجزاً أمام أسوار الحضر التي غدت منيعة عليه وعصية ولم يتمكن من احتلالها وانكسر أشد انكسار أمام قائدها ( نصرو السيد ) الذي قاد المدينة خلال الحصار الكبير الذي فرض عليه ، مما دفع بالقائد الروماني إلى الانسحاب والانشغال في غزو الأقاليم الشمالية ، ثم عاود الكرة لمحاصرة مدينة الحضر غير أنه فشل فشلاً ذريعاً أمام أسوارها المحصنة ، ورغم الفضل لم تنكسر شوكته فعاود الكرة بعد سنتين ليضرب على مدينة الحضر حصاره عام ( 200 م ) غير أن ملك الحضر ( عيد سميا ) استطاع وبقوة مقاتليه واستحكامات المدينة الدفاعية تمكن من دحر ذلك الحصار .
وفي زمن الملك سنطروق وملك العرب بن عيد سميات شهدت مدينة الحضر ازدهاراً كبيراً وصمدت أمام حصار الملك الساساني ( اردشير ) الذي حاول عام ( 226م ) من احتلالها إلا أنه فشل وانهزم شر انهزام .
الخيانة وراء سقوط الحضر
بعد أن توج سابور الأول ابن اردشير الذي شاخ وكبر وعجز رغم محاولاته المتكررة لاحتلال الحضر من تحقيق حلمه المريض ، فأوكل المهمة لأبنه ساتبور الأول لنهج نفس سياسته في مهاجمته واحتلال ميدنة الحضر ، وفعلاً سلك الأبن نهج أبيه وراح يعد العدة والعدد والسلاح لاحتلال مدينة الحضر فانتهز فرصة انشغال ملك الحضر سنطروق بتحرير اقاليم السواد وشهرزور التين كانتا محتلتين من قبل الساسانين حتى سار نحو حصن المدينة ولما علم سنطروق بهجوم سابور على أسوار المدينة سارع للتحصن داخل حصن مدينة الحضر فأفشل هجوم سابور مما دفعه إلى فرض الحصار على مدينة الحضر والذي امتد من 12 نيسان ( 240م ) وحتى الول من نيسان ( 241 م ) حيث تمكن سابور وبمساعدة الخونة من داخل مدينة الحضر من اختراق سور المدينة واحتلالها وإسقاطها ز
الحضر مدينة ارتدت ثوب الحياة وتمردت على الصمت :
أوردت الكتابات القديمة أن مدينة الحضر هي إحدى المدن البالغة الأهمية وأضخمها وأروعها من حيث مبانيها الشاخصة ومعابدها وتماثيلها وكانت تسمى هذه المدينة بـ ( حطرا ـ أو عرب يادي شمس ) أي مدينة الشمس .
وقد بدأ وضوح معالم هذه المدينة بعد اكتشافات أثارها وشواهدها المتمثلة بعضها بتلك الكتابات الآرامية التي وجدت على قواعد التماثيل وجدران وأرضيات مبانيها وكذلك في تلك الكتابات التي ما شهدته هذه المدينة من تقدم كبير في جوانب حياتها السياسية والدينية والاجتماعية .
فلقد أكدت الآثار على أم مدينة الحضر قد بنيت بشكل مدور ومحصنة بسورين وقلاع طول سورها الخارجي يمتد بنحو ثمانية كيلو مترات وقد شيد من اللبن وعلى ارتفاع واطئ نسبياً ، يليه سور داخلي يمتد لستة كيلومترات شيد من الحجارة وله أربع بوابات ، وكان سور المدينة الحضر معزز بستين برجاً وبين برج وآخر كان هناك قصراً ولأجل ذلك ذاع صيت قوة ومنعة دفاعات مدينة الحضر .
في الجانب الآخر ، كان للمدينة الكثير من المعابد والبيوت الخاصة بالأصنام وقصور للنبلاء إضافة إلى الملعب وساحة الفروسية والحمامات العامة والأبارن وخصص الجانب الشرقي منها ليكون للمدافن التي شيدت على هيئة أبراج ، وشيد في قلب المدينة المعبد الرئيسي الضخم المخصص لعبادة ( ألهة الشمس ) وجل مايميز معابد مدينة الحضر تلك الأواوين الضخمة المشيدة بالحجارة والمزينة بالتماثيل المنحوتة إضافة إلى المعابد الأحد عشر المخصصة لعبادة ( آلهة الحضر ) المختلفة داخل السور الداخلي والذي يمتد لستة كيلو مترات والمشيد من الحجارة وله أربع مداخل

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
الله يعطيك العافية ويبارك لك
أخي العراقي

لك جزيل الشكر لنقل هذه المعلومات التاريخية الجميلة

تقبل مروري
أم أحمد

مشكوووووووووور اخوي متالق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.