تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الصياد

الصياد 2024.

  • بواسطة
في إحدى أيام الشتاء الشديد البرودة .. استيقظ من نومه, إرتدى معطفه الصوفي الثقيل جداً الذي تصادق

معهُ سنوات عديدة يلبسه في شتائها لِيحميه من بردها القارس كما هو برد الروتين وبرد الحياة .

وفي الصيف يطويه ويضعه مع بعض حبات الفونيك في خزانة ملابسه إلى شتاء آخر .

شرب كوباً من الشاي الساخن مع بعض حبات البسكويت , التي لا تُشبع ولكنه تعود على تناولها مع الشاي.

خرج الصياد قاصداً الغابة بحثاً عن صيد وهو يحمل بندقيتهُ العتيقة التي لا يُوضع بها إلا رصاصة واحدة في بيت النار

كما كان يطلق عليها عند الصيادين فيما مضى. سار في الغابةِ واثقاً من قدراتهِ كــَصائد متمرس كان يصطاد من طلقة واحدة

تُصيب فريستهُ فَ تُصبح ملكاً له . أما الآن فَقد تقدمَ بهِ العمر وتثاقلت خطواتهِ واصبحَ لا يُتقن الرماية كما كان.

كان يمشي بين الأشجار وسط الغابة ….والحيوانات والطيور يُفزِّعها الصوت الذي تُحدِّثهُ نعاله البالية وخطواته المتثاقلة .

في هدوء ذلكَ الصباح الشتوي البارد . بينما هو على تلكَ الحال يجولُ بِنظرهِ هنا وهناك يترقب صيداً ثميناً يرجع بهِ لِيكون تعويضاً

لهُ عن رحلاتِ صيدٍ سابقة كان يخرج لِيصطاد ولا يُوَّفق ….. فهو من زمن نَسيَّ الصيد ولم يعد يُجيد التصويب .

فجأة , لَاحَ لهُ ظل من بعيد لِصيد لم يتبين ماهو …كان ينظر في الاتجاه الآخر …بدا له أنها نمرة مفترسة قد تُمزقهُ بِمخالبها أو تفترسهُ

بِأنيابها ….تراجع قليلاً خائفاً …فَكَّرَ طويلاً ….استجمع قواه ….ما الذي يُخيفه من هذهِ النمرة …. هو صياد مخضرم ….بندقيته بيدهِ…

وماهي إلا نمرة يمكن أن يصطادها بالرصاصة الوحيدة التي في بندقيته الخَربة …. تقدم موهماً نفسه بأنه صائدها لا محالة …ظلَّ متردداً مابين التقدم

والهرب ….. ولكنه استعاد ذكريات الأيام الغابرة عندما كان صياداً ماهراً …. تقدم قليلاً وصَوَّبَ بندقيتهِ بِحذر كي لا يُخطئ الهدف…. إن أخطأَ فهو ميت

ميتة لا يُحسد عليها …. إقتربَ بِخطى ثقيلة …. نظر إلى فريستهِ بِدقة …. تقدم خطوة خطوة …. استرق نظراته إليها كي لا يُفاجأ بهجوم شرس ….

بينما هو كذلك تحركت الفريسة بروية وثقة …. هي لا تخشى شيئاً …. اتجهت إلى الصياد بكل غرور وبرود …. مقتتهُ بنظرات جامحة , لم تُعر اهتماماً

لبندقيتهِ ولا إلى الرصاصة التي يمكن أن تُطلق في أي لحظة . فقد كان لديها سلاح أقوى من بندقيتهِ وسهام أسرع من رصاصته .

وعندما التفتت الفريسة صوبه ,ذُهِّلَ الصياد….ووقعت بندقيتهِ من يده…. خارت قواه عندما اقتربت منهُ أكثر, سقطَ مغشياً عليهِ مما رأى , فهو لم يتمكن

من صيدها , من صاد من ؟؟!!!

هي التي صادتهُ …لم تنشب مخالبها في قلبهِ …. لم تفترسهُ بِأنيابها , ليس لها مخالب أو أنياب …. بل صوبت إليهِ سهام عيونها القاتلة ولكنها لم تقتله .

لقد نالت تلكَ الظبية البرية من صيادها بسهم من رموش عيونها .

قصة جميلة ومشوقة جداً
المتألقة صوفيا

شكراً لك على القصة
انرتِ القسم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــمــــرآلبــــــغدآدي
قصة جميلة ومشوقة جداً
المتألقة صوفيا

شكراً لك على القصة
انرتِ القسم

عمر دائما متميز لا من ناحية ردودك ولا من ناحية تعبيرك
شكرا لك ودي لك على هذا المرور الاكتر من انيق

جميله جدا يعطيك العافيه
قصة رائعة

أعجبني تسلسل السرد والتشبيهات التي فيها والمطلحات المستخدمة

لوصف الأحداث

شكراً لك حبيبتي على الطرح الراقي

بانتظار جديدك المميز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.