وأوضح في حوار مع "رسالة المرأة" أن حب الذات لدى الأطفال في حد ذاته شئ إيجابي يختلف عن الأنانية، ولكنه قد يتحول إلى حب ذات مرضي نتيجة التنشئة الخطأ، لافتا في هذا الصدد إلى أن تدليل الآباء والأمهات المفرط لأبنائهم ينتج عنه أطفال أنانيون.
وفيما يلي نص الحوار:
ماذا يعني حب الذات عند الأطفال؟
حب الذات يعني الاهتمام بالذات، والخوف على الذات، ومحاولة تنميتها، وحب الذات يعد شيئا مرغوبا فيه، وشيئا إيجابيا، وهو يختلف عن الأنانية.
هل من الممكن أن يتحول حب الذات عند الطفل إلى حب ذات مرضي؟ وإذا كان هناك إمكان للتحول، برأيك ما سبب ذلك؟
نعم، قد يتحول حب الذات عند الطفل إلى حب ذات مرضي؛ وذلك عندما ينحرف عن مساره ويتمركز حول الذات، حيث يهمل الفرد ما حوله من الآخرين، ويرى أنه الأفضل دائما، والسبب يرجع إلى سوء التربية، وهذا لا يعني سوء تربية من الأسرة فقط، ولكن من المجتمع بكل مكوناته ودرجاته المتعددة.
وما صفات الطفل المحب لذاته؟
الطفل المحب لذاته يهتم بحاجاته الجسمانية، أي شكله الجسماني، وكذلك يهتم بشخصيته، وقدراته فقط، ويهمل الآخرين، ودائما ما يرى أنه متميز عن الجميع سواء في الجوانب المالية أو الأسرية أو الاجتماعية أوالدينية.
قد يكون حب الذات عند طفل ما قويا، وعند طفل آخر يكون أقل حدة.. من وجهة نظرك ما السبب في ذلك؟
السبب يرجع إلى أسلوب التنشئة سواء الأسرية أو الاجتماعية أو المدرسية، وكذلك النظام الأخلاقي والديني الذي تربى عليه الطفل، والمجموعات التي يختلط بها الطفل، والتي قد تساهم في تحول حب الذات عنده من حب ذات إيجابي إلى حب ذات مرضي.
وهل حب الذات من الغرائز الفطرية عند الإنسان؟
نعم حب الذات من الغرائز الفطرية عند الإنسان، فهو يكون مع الإنسان منذ ولادته وبعد ذلك ينمو، ويكون ذلك إما في الطريق الصحيح، أو في الطريق الخطأ، حيث الأنانية والتمركز حول الذات.
ترى، متى يدرك الطفل معنى الملكية الخاصة والملكية العامة؟
الطفل يدرك معنى الملكية الخاصة والملكية العامة خلال السنوات الأولى من عمره، أي قبل سن الرابعة، فمن خلال اللعب يدرك الطفل أن هناك أشياء ما يمتلكها، وهناك أشياء أخرى ملك الآخرين.
وهل استمرار الطفل في الاحتفاظ بممتلكات الغير حتى بعد بلوغه سن الخامسة يعد مؤشرا على
وجود خلل تربوي في تلقين الطفل أسس الأخذ والعطاء، وبطء في تطوره الاجتماعي؟
نعم استمرار الطفل في الاحتفاظ بممتلكات الغير، وعدم إدراكه معنى الملكية العامة والخاصة بعد بلوغه سن الخامسه، يعد مؤشرا على وجود خلل في التنشئة الاجتماعية، وكذلك مؤشرا على انخفاض مستوى الذكاء.
هل ترى أن انشغال الآباء عن الأبناء بلقمة العيش يلعب دورا في حب الذات المرضي عند الطفل، حيث يلجأ الطفل للسيطرة على ممتلكات الغير لحماية نفسه وتعويضها عن هذا النقص؟
أرى أنه إذا كان النسق الاجتماعي الذي تربى عليه الطفل واضحا ومحددا، يجعله إنسانا سويا، ويبعده عن الأنانية وحب الذات المرضي، أما إذا كان النسق الاجتماعي غير واضح وغير محدد للطفل، فسيفرض عليه الأنانية وحب الذات المرضي، ويجعله يسطو على الآخرين، ويوجد له مبرر، حيث يتولد داخل هذا النسق الغامض النظم الديكتاتورية.
وهل للتفكك الأسري دور في هذا الحب المرضي؟
بالطبع، فالأسرة الأساس، وإذا كانت الأسرة مفككة من الأساس، فحتما سيكون لها أثر سلبي قوي على الطفل، حيث تتكون شخصية الطفل في السنوات الخمس الأولى، وفقا لما أشار إليه العلماء، وبالتالي سينعكس وضع الأسرة عليه، إذا كانت جيدة يشب الطفل جيدا، وإذا كانت سيئة ومفككة سيشب الطفل غير سوي.
التدليل المفرط أو القسوة المفرطة.. ما دورهما في التأثير على الطفل وجعله أنانيا لا يحب التضحية ومحب لذاته؟
التدليل المفرط ينتج طفلا أنانيا وعاجزا، لا يستطيع تنمية مهاراته، ولا يستطيع مواجهة مشكلة ما، ووضع حلول لها، وكذلك الإفراط في العقاب يعطي نفس النتيجة، فهو يجعل الطفل عدوانيا، وعاجزا وغير قادر على مواجهة الحياة، وحل المشكلات التي تعترض طريقة، فعندما يقبل على حل مشكلة ما يفشل في حلها مما يولد لدية الإحساس بالإحباط واليأس، ويجعله إنسانا عاجزا غير قادر على حل مشاكله على كافة الأصعدة، سواء كانت اجتماعية أم أسرية أم متعلقة بالعمل.
وكيف نقي أطفالنا هذا الحب المرضي ونعودهم حب الآخرين؟
على الأهل أن يعلموا أطفالهم منذ الصغر الاعتماد على النفس، وتحمل المسئولية، ومواجهة المشاكل، وإيجاد حلول لها، فالبيئة هي المسئول الأول عن تنشئة أطفال أصحاء، وكذلك عليهم أن يعلموهم المشاركة، وضرورة التعاون مع الآخرين، واحترامهم والاستفادة من خبراتهم، وكذلك على الإعلام توجيه الأطفال، وغرس النسق الاجتماعي والأخلاقي الصحي، الذي يساعدهم على أن يكونوا أطفال أسوياء.
هناك بعض الأطفال الذين يشبون وعندهم حب ذات مفرط، ولم يعالجوا منذ الصغر، ترى ما تأثير ذلك على حياتهم مستقبلا؟
هذا الأمر يتوقف على درجة الأنانية عند الطفل، فمن لديه حب ذات مرضي لا يستطيع أن يكون قائدا ناجحا، ولا يستطيع قيادة جماعة ما بشكل جيد، ويكون ضعيفا، وسلبيا، ومنصاعا، وإذا وصل لمكانة ما فهو دائما ما يكون ديكتاتوريا.
منقول
يعطيكي الع ـافيه
في حفظ الله ورعايته
جزاك الله خيراً علي موضيعك المتميزه
تقبلي مروري..
ده ولعل الجميع يقرأ ان بعض الاشياء الصغيرة التى نفعلها للطفل
كى نرضيه ونكفه عن البكاء والصراخ قد تضره مشتقبله
وهذا التصرف منا لا يريحه ولا يرضيه بل يؤذيه ويضر بذاته فى الواقع
والحقيقة وان لم نرى ذلك فى الوقت الحالى .. ولكن !! سرعان ما سندرك
ذلك . بعد فوات الاوان .. وبعد مرور الوقت سندم على فعلنا ..