خطّطت عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الساحل لطرد والسيطرة على مناطق نفوذ حركة أنصار الدين، التي يرأسها إياد أغ غالي في شمال مالي، وكان هذا المخطط ضمن التعليمات التي وجهها أمير القاعدة في بلاد المغرب، عبد المالك درودكال، لـ5 قيادات من التنظيم، بغرض، كما قال، ”ضرورة وضع مخطط من أجل التحكم وقيادة الجهاد في مالي”.
كشفت صحيفة ”دايلي تلغراف” البريطانية، نقلا عن وثيقة حصلت عليها، قالت إنها ”عبارة عن محضر للاجتماع رقم 33 لمجلس القاعدة جرى بتاريخ 18 مارس ”2012، أن القاعدة في الساحل كانت تنوي سحب البساط من تحت أقدام حركة أنصار الدين، وتزعّم قيادة المعركة الإسلامية في مالي. وذكرت الصحيفة أن الوثيقة المكتوبة بالعربية وبآلة راقنة ”عثـرت عليها في أحد المباني بتمبكتو، التي كانت تتخذها القاعدة كمركز للتدريب”.
وحسب الوثيقة، فان زعيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبد المالك درودكال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، ”تباحث مع 5 قياديين من التنظيم على ضرورة تحضير مخطط لقيادة ومراقبة الجهاد في منطقة شمال مالي”، الذي كانت تسيطر عليه عدة حركات إسلامية مسلحة، قبل التدخل الفرنسي في جانفي الفارط.
وقالت الصحيفة البريطانية أن الوثيقة تمّت صياغتها (18 مارس 2024) عندما كانت حركتا الأزواد وأنصار الدين تستعدان لبسط سيطرتهما على أهم مدن شمال مالي، غاو، كيدال وتمبكتو، من خلال الهجوم الذي شنّته في جانفي ,2012 قبل أن يتم مطاردتها من قِبل حركة أنصار الدين. ووفقا لما ورد في الوثيقة، فقد ”قامت القاعدة بعزل الحركتين، وبالتالي بسط سيطرتها على أكثـر من 777 ألف كيلومتر مربع في مالي”. وأشارت ”ديلي تليغراف” إلى أن هذه التقنية ”للاستغلال السياسي”، التي تقضي بترك حركات إسلامية أخرى ”تلعب في الميدان”، قبل تدخّل القاعدة لفرض سيطرتها، هو السلوك نفسه الذي مارسته القاعدة الأم في أفغانستان، في سنوات التسعينيات مع حركة طالبان.
الجمعة 15 فيفري 2024
الجزائر: ح. سليمان